السبت ٠٩ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
تحياتي د . منصور و أسمح لي بهذا التعقيب ,
لا يجوز لنا من الاعتماد أو تصديق قول فرعون , فلا يجوز الاستشهاد به , حين أخبرنا الله جل وعلا بقوله ( إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ) , فقول الكافرين هو قول تضليل , و هو القائل أيضاً ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) ,
الله جل وعلا ينقل لنا أقوالهم كي نعلم كذب أدعائهم لا أن نصدقهم أو أن نستشهد بقولهم ,
فرعون وصفهم بالشرذمة للتحقير من شأنهم , هذا لأنهم كانوا عبيداً مستعبدين كسائر المصريين حينها ,
و وصفهم أيضاً بالقليلين استخفافاً بهم و للتسفيه , لأنهم أيضاً مجرد عبيد مستعبدين كسائر المصريين حينها ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) ,
لو كانوا حقاً كما يدعي فرعون لما قال عنهم ( وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ) ,
و لو كانوا قليلي العدد فعلاً لما تمسك بهم و رفض خروجهم من مصر مع موسى عليه السلام , بل كان لهم الدور المهم في تسير أمور البلاد و تسخيرهم في البناء و الزراعة و الصناعة و الخدم و العسكر أيضاً , و دورهم هذا بأهميته و حيويته كان الدافع لفرعون بأن لا يستغني عنهم بسهولة ,
أما فيما يخص خروجهم بالليل و دون أن يشعر بهم أحد و تجميعهم بسهوله و خروجهم في وقتٍ واحد , فهذا لأنه لم يخرج مع موسى عليه السلام سوى من آمن منهم فقط ( فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ ) .
عدد الإسرائيليين أتباع موسى كانوا قلائل , في حين كانت أعداد اليهود كثر , و هذا واقعهم اليوم فالمؤمنون الحقيقيون منهم قليلي العدد في العالم كله , في حين نرى الأغلبية منهم غير مؤمنين , و هذا هو حال كل المؤمنين من جميع الأديان من مشارق الأرض لمغاربها , و منذ اليوم الأول و إلى يوم الدين .
وقوم موسى كلهم هرب معهم منهم من ( آمن لموسى ) ومنهم من لم يكن. وقد حملوا فى قلوبهم الضلال الدينى الفرعونى ، لذا مالبثوا أن طلبوا من موسى بعد أن جاوز بهم البحر أن يجعل لهم إلاها مثل آلهة المعبد الفرعونى الذى رأوه فى سيناء ، ثم ما لبث أن عبدوا العجل الذهبى الفرعونى واستضعفوا هارون وكادوا يقتلونه فى غياب موسى.
قوم فرعون هم جميع القوم , لان هذا ما يفهم من كلمة قوم استناداً لقوم إبراهيم و قوم نوح و قوم لوط و قوم هود ... إلى آخره , و كلمة قوم تأتي تعبيراً عن جزء يسير من الشعب وصفاً لهم كممثلين عن هذا الشعب , لذا يصفهم الله جل وعلا بالملأ ( قال الملا من قومه ) ( قال الملا الذين كفروا من قومه ) ( قال الملا الذين استكبروا من قومه ) ( وقال الملا من قوم فرعون ) ...
قوم فرعون ليسوا جنده و رجال دولته و حاشيته فقط لعدة أسباب :
1 – لو كانوا هؤلاء هم قومه فقط لقال الله جل وعلا ( فأغرقناه و قومه ) , و لكن هذا لم يحدث بل قال جل وعلا ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) ,
و قال ( فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا ) , فحاشيته و جنده هم جزء من قومه و لا يطلق عليهم بالقوم بل بالملأ , أما قومه أي بقية المصريين فلم يغرقهم الله جل وعلا مع فرعون و من كان معه , فهؤلاء المغرقين وصفهم الله جل وعلا بآل فرعون ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ) ,
أما بقية قومه الباقين فقد قال عنهم ( وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ) , و هذا الضلال ربما يأتي بعده هدى .
2 – أما عن بقية المصريين و الذين وصفتهم بالمقهورين و هم كذلك بلا شك , و لكن هذا لا يعفيهم من مسؤولياتهم تجاه الله جل وعلا , فمن صدّق من قوم فرعون قول فرعون و اتخذوه إله من دون الله جل وعلا فقد قال الله عنهم ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) ثم يقول ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ) , أي تم إغراق من كان منهم مع فرعون في مطاردة موسى و أتباعه , فأجمعين تعود على من برفقة فرعون فقط و لا تعود على كافة القوم .
3 – طائفة لا تعني فقط أقلية بل من الممكن أن تكون أغلبية , طائفة تعني بأنهم جزء أصيل من المجتمع المصري , و عنصر هام في نسيجه .
4 – فرعون لم يكن يستضعف جميع اليهود في الدولة الفرعونية , بل كان يستضعف طائفةً منهم بدليل أن قارون لم يكن مستضعف , بل كان من المقربين و على شاكلته كان الكثير , و تلك الطائفة المستضعفة ربما تكون غالبية اليهود المسحوقين حينها .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5213 |
اجمالي القراءات | : | 60,586,829 |
تعليقات له | : | 5,495 |
تعليقات عليه | : | 14,893 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
توبة آدم : في مقال من إعجاز القرآ ن في أعجمي القرآ ن ...
الوعد والوعيد: هل الوعد الاله ى نقيض الوعي د الاله ى؟ اى ان...
الصلاة على النبى : لو ذكر اسم النبى أمامى وقلت عليه الصلا ة ...
هناك فجوة بيننا: بسم الله الرحم ن الرحي م والصل اة والسل ام ...
القلب السليم: ورد اصطلا ح « القلب السلي م » في القرآ ن ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : قالت سيدة أمريك ية : أنا أملك...
تواريخ ميلاد الصحابة: لماذا عاش علي ابن ابي طالب في بيت رسول الله؟...
يأتون ويرحلون ؟: ألاحظ ان بعض الكُت اب يتركو ن الموق ع ....
القرآن وقواعدالنحو: ما هو تخريج كم اللغو ي لعدم انطبا ق بعض...
سؤالان : السؤا ل الأول : ما معنى الرهق فى القرآ ن ...
حديث الله جل وعلا: هل الايم ان بحديث الله جل وعلا فى القرآ ن ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ما رأيك فى الذى يدوس المصح ف ...
معيشة ضنكا: وانا في بيتي سمعت ملتحي في المسج د يعص نفسه عص...
لا تعارض : هل هناك تعارض بين الله جل وعلا ينسى وبين أنه جل...
مرحبا ..ولكن ..!: كنت فى بلدى قرفان من الأدي ان والطو ائف ...
moreف 7 : متفرقات أخرى من إفتراءات أنس بن مالك
ف 6 : إفترءات أنس بن مالك فى المعجزات الحسية المادية
ف 5 : أنس بن مالك يطعن فى رب العزة جل وعلا :
ف4 : أنس بن مالك وإفتراءاته فى تزكيته لنفسه وأهله
ف3 : أنس بن مالك و إفتراءاته عن الغيبيات : أسطورة شفاعة النبى
دعوة للتبرع