رقم ( 6 )
الخاتمة

الخاتمة

1-الحكم هو القوة والسلطان .والشورى أو الديمقراطية هى فن ممارسة القوة والسلطان .

والعلاقة بين الحاكم والشعب تحدد من هو صاحب القوة والسلطان ومدى وجود الشورى أى الديمقراطية فى تلك العلاقة.

هناك الحاكم المستبد الذى يستأثر بالقوة والسلطة وليس لشعبه عنده وزن ، بل يعتبر نفسه وصيا على ذلك الشعب ، وبالتالى يعتبر نفسه مصدر السلطات ، فهو المشير وهو المستشار وهنا تكون الشورى فى نطاق سلطاته التى يمنحها لنفسه ، غاية ما هنالك أنه يعين بعض المستشارين أو الخدم الذين يفكرون لمصلحته وإرضائه .

ولكن قد يحس الشعب ببعض الوعى وبعض القوة والتأثير مما يجعل الحاكم يضطر لتقديم بعض التنازلات تتناسب وتلك القوة التى يزعمها الشعب لنفسه ، لذلك تتغير مجالس الشورى فتحتوى على بعض الإتجاهات الحرة ، ويدور الصراع بين الحاكم وجماعات الأحرار فى الشعب ، يحاول الأحرار تقليص سلطات الحاكم ، ويحاول الحاكم من خلال أعوانه وخدمه تدعيم سلطانه، وهنا عصر البرلمانات الصورية وتزييف الديمقراطية.وهنا الشورى جزئية تعبر عن مصالح أصحاب الثورات وأصحاب الوعى الحر .

وقد تكون القوة كلها للشعب الحُرُّ الأبىّ ، فيفرض سلطانه على الحكومة ويعين الحكومة ويسائلها ، ويكون الحاكم موظفا بأجر وبعقد لدى الشعب فى فترة وفترتين ، والشعب هو الذى يختار وهو الذى يعين وهو الذى يعزل ويسائل ويحاكم كل المسؤلين ‘ وهذا هو النظام الإسلامى فى الحكم . وفيه يستوى أن يكون الحاكم رجلا أم إمرأة ..

2- والديكتاتورية خروج على عقيدة الإسلام وعلى نظام الدولة الإسلامية . ومع ذلك فهى نظام شرعى طالما يرضى الناس بها ، والمستبد فيها حاكم شرعى ، رجلا كان أم إمرأة .إلا أن استقراء التاريخ والقصص القرآنى يظهر فيه أن المرأة فى الحكم المستبد تكون أقل ضررا وأكثر رأفة من الرجل المستبد .

حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية : لمحة أصولية تاريخية
سبق نشر هذا المبحث عام 1999فى دورية ( رواق عربى ) التى يصدرها مركز القاهرة لحقوق الانسان ، وكان العدد بعنوان ( حقوق المرأة بين الدينى و المدنى )( عدد 15 & 16 ) . ( ص 64 : 99 ). وأعيد نشر البحث فى دوريات أخرى ، وتم نشره هنا بدون تغيير . ولأن المؤلف باحث أزهرى الأصل ولا يزال ينظف عقله من وساخات التراث ، ولا يزال يتعلم من القرآن الكريم فإنه يراجع كتاباته القديمة باستمرار . ولهذا أعيدت مراجعة هذا البحث ، وأعيد نشره هنا منقحا .
more