بعد استبداد بني أمية بالخلافة الاسلامية، وجعلها وراثية بعد ان كانت شورى بينهم، وظهور علماء الدين الناهين عن الخروج على الامام ما أقام الصلاة، وكأن صلاة الامام ستدخل الناس الجنة، لم يجد المسلمين من وسيلة في التنفيس عن الكبت والحرمان والخروج من الواقع الأليم إلا عن طريق الاحلام، فقاموا بإستحداث سوبرمان يقلب الدنيا رأسا على عقب بين عشية وضحاها، وأطلقوا عليه إسم المهدي المنتظر. أول ما ظهرت شخصية المهدي ظهرت عند الطائفة الشيعية، ولفقوا لها أحاديث، ثم أخذتها عنهم الطائفة السنية مع تعديل بعض ملامحها وتلفيق أحاديث جديدة لها أو تنقيح الاحاديث الشيعية بما يتناسب مع معتقداتهم. فمثلا يقول الشيعة ان المهدي موجود الان ولكنه مختبئ في سرداب، بينما يقول السنة انه لم يولد بعد. ثم يجعل السنة مسألة السرداب من المسائل المضحكة وينسون انفسهم انهم يؤمنون بنفس الشخصية. فمثلهم كمثل قوم ينتظرون قدوم ضيف، فمنهم من يقول بأنه سيصل بطائرة ويقول آخرون بأنه سيصل بسفينة، ويجعلون من وسيلة النقل مسألة خلافية يتصارعون بسببها. والحقيقة المرة هي ان هذا الضيف لن يصل على الاطلاق.

لقد تحدث القرآن عن أشياء كثيرة، كبيرة وصغيرة، ولم يستثني حتى أحقر المخلوقات كالذباب والباعوض، ولكنه لم يذكر كلمة واحدة عن المهدي! فهل يعقل ان يكون الذباب والباعوض أعظم شأنا من المهدي؟! ألم يقل الله في كتابه "ما فرطنا في الكتاب من شيئ". فلماذا لم يتحدث عن المهدي؟ أليس المهدي بشيئ؟

اضافة أن ان المجوس يدّعون أن لهم منتظراً حيا باقيا من ولد بشتاسس يقال له أبشاوثن، وأنه في حصن عظيم بين خرسان والصين"

الشيعة تعتقد ان المنتظر لا يزال على قيد الحياة، ولكن فقط نائم. وهذا هو الاعتقاد المجوسي القديم بالضبط. مع فارق بسيط ، هو ان الشيعة، وفي وقت متأخر جدا، نقلوا غرفة نومه من خراسان الى سامراء في العراق. وهو ضريح الحسن العسكري الذي أثار تفجيره الفتنة الطائفية في العراق.

ربما يستغرب البعض من تبني المسلمين لمعتقدات المجوس المشركين. ولا استغراب في ذلك، لأن الكثير ممن دخلوا الاسلام كانوا يعتقدون بهذه الافكار، وصعب عليهم التخلي عنها. ولكي تجد لها مكانا في الدين الاسلامي فلا بد من حديث يدعمها. فقاموا بتأليف الاحاديث وروجوا لها. وفي ظل الاستبداد الاموي لم يجد المسلمين مخرجا من واقعهم المرير إلا بالاحلام من خلال هذه المعتقدات. والحديث النبوي لم يتم تدوينه الا في العصر العباسي. في الفترة ما قبل التدوين كان أي واحد يستطيع أن يؤلف حديث ويزعم انه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وإذا كان موضوع الحديث شيق، يقوم غيره ويؤلف حديث آخر. وفي فترة قصيرة تجد مئات الاحاديث تتحدث عن نفس الموضوع.

والامم أيضا تتأثر بمعتقدات غيرها. وإذا لم يكن معتقد الامة مدون ومكتوب، فالاحتمال وارد ان تتداخل معتقدات الامم ببعضها. لذا نجد في الاحاديث المنسوبة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكثير من الاشياء التي لم يشر إليها القرآن بتاتا. والسبب هو ان القرآن تمت كتابته في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، بينما الحديث تم جمعه بعد ما لا يقل عن مائتين وخمسين سنة من موت رسول الله، باستثناء موطأ مالك، وهو لا يحتوي الا على نحو ستمائة حديث وأثر مسند فقط. ومع مرور الزمن تكثر الاحاديث وتزيد المعتقدات والاساطير.

أرشيف

 والربيع العربي خير دليل على أن الناس سأموا من انتظار المهدي اللامنتظر الذي طال انتظاره قرون وقرون 

واستبدلوه ب' إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم' فالكفاه والجهاد يأتي عن طريق تغير نمط التفكير واستنهاض عزيمة التغير برفض الدل والقيود والانكسار.

بالنسبة لظاهرة المهدي المنتظر،هناك خطوط موازية لها في اليهودية و في المسيحية، و لا أدري إذا كانت موجودة في التراث البوذي و الهندوسي. اليهود لا يزالون في انتظار المسيح المخلص لأنهم أنكروا عيسى المسيح عليه السلام. و المسيحيون يعتقدون بعودة عيسى عليه السلام إيذاناً بقرب يوم القيامة. ثم أتت الأحاديث، القدسية منها و الأقل قدسية ، لتتكلم ليس فقط عن المهدي المنتظر،ولكن أضافوا لها المسيح الدجال، و الأعور الدجال ،و يعلم الله كم هناك من الدجالين و الدجالات و المفتريات قابعة في انتظار من يخرجها إلى النور.....سبحان الله، لو كان لهذه المعلومة أي نصيب من الصحة لذكرت في القرآن كما ذكرت قصة ولادة المسيح عليه السلام و التي،لولا كوني مسلم مؤمن بالقرآن، لكان من الصعب تقبلها، ولكن إيماني بالقرآن ككتاب منزل من الله سبحانه و تعالى ، يجعلني أؤمن بكل ما جاء به.

نعم أستاذ / ابراهيم  فالعرب قد نفضوا عن أنفسهم غبار الذل والخنوع  بهذه الثورات العربية المباركة ،

ولكن يبقى غبار الجهل الذي  مازال المسلمون  متمسكون به والذي يتمثل في أحاديث وأقاويل لا تمت لللإسلام بصلة .

ومنها هذا الحديث الذي ينتظرون فيه بترقب المهدي المنتظر لكي ينقذهم مما هم فيه - على حسب معتقداتهم -

فمتى ينفضوا عن أنفسهم غبار الجهل ؟؟!!!

الثورات أنواع

طبعا الثورات العربية على النظم الاستبدادية الحاكمة الكاتمة على انفاس الشعوب العربية هي ثورات إصلاحية تنادي بالمساواة وحقوق الإنسان والعدل والحرية والكرامة الانسانية وهذه الثورات يشترك فيها شعب او شعوب كاملة ضد حاكم او حكام لأسقاطهم واسقاط دساتيرهم التي تعفنت مثلهم

وهناك ثورات على القديم أو ثورات على ما وجدنا عليه آباءنا ، وهذه الثورات يقوم بها علماء أجلاء ومفكرين مخلصين ، ولا تكون الثوررات بقيام الشعوب ونزوحها لأماكن تجمع مثل ميدان التحرير في مصر ، ولكن يقوم بها قلة أو أفراد قلائل من الذين انعم الله عليهم بنعمة الفهم والعقل والضمير وقدرتهم على تحمل الأذي في سبيل قول كلمة الحق ، وتمكنهم بفضل الله على الصبر والمثابرة والبحث وجعل العلم والبحث في دروبه هو منهج الحياة الذي يتنفسون منه رحيق العمر

وهذه الثورات تكون كما قلت على الموروث الثقافي أو الديني الذي ورثه مجتمع منذ عقود ـ وتملك بهم هذا الموروث وأصبح مقدسا لدرجة تهميش الدين الحقيقي الموجود فى الوحي الإلهى القرآن الكريم ، ومنذ قرن او يزيد بدأ الثورات التنويرية الإمام محمد عبده ، وبفضل ثورته التنوريرية اكتسب اعداء كثيرين لأنه يريد تخليص الاسلام مما لصق به من أكاذيب ، ومنذ أكثر من ربع قرن ظهر الدكتور احمد صبحي منصور يكمل ما بدأه الشيخ محمد عبده ، ويضيف عليه ، ويثرى الفكر الاسلامي باجتهادات تنويرية تتناسب مع العصر الحاضر ، وتوافق تغييرات الحياة الانسانية ، فهذه هي الثورات التي يعاني منها قلة قليلة جدا ، ولذلك تكون أصعب بكثير من الثورات على الحكام المستبدون لأن الثورات هناك يشترك فيها معظم الشعوب ، اما الثورات الفكرية التنويرية يشترك فيها قلة قليلة من الذين اختاروا طريق المشقة والمعاناة والتحمل في سبيل الله وفي سبيل اعلاء كلمة القرآن الكريم وإظهار عظمة التشريع القرىني وتناقضه مع الموروث الثقافي والديني الذي أصبح ينافس كتاب الله فى التقديس عند معظم المسلمين ..

عادة ما يحدث لمحموعة للبشر عامة عندما يتعرض للمصاعب والمشاكل والظلم ..أن ينفصل عن الواقع ويعيش في الأحلام .. أي يقاوم الظلم بالاحلام .. وينتظر المخلص الذي ينقذه وهو نائم ..

ترى هذا في الدين المغشوش كفكرة المهدي المنتظر ..

حتى في الأدب الشعبي لأي مجموعة بشرية تجد هذا ..

أي ان هذا تعبير عن فشل في الواقع ..

عندما تتخلف الأمم  تعود أدراجا إلى عصور التخلف والانهيار فيؤمن افرادها  بالسحر والخرافات ، وينسجون قصصا من بنات افكارهم قصصا خرافية يصدقونها ،  فالعلم نقيض للخرافة والمقياس العلمي يفند أكذيب الخرافة  ، فعند التخاف تكثر الخرافات وهذا طبيعي .

السلام عليكم

استاذ احمد

هل تقصد انك ترفض تصديق الامر لان الرسول عليه الصلاة و السلام لم يذكر ذلك في القرآن؟

كما ارى انك علقت عن الامر و ذكرت كتاب البخاري فقط...ماذا عن كتب الطوائف الاسلامية الاخرى كالشيعة...حبث انهم ذكروا تفاصيل كثيرة عن هذا الامر...

بانتظار ردك...

تحياتي

 آهٍ من هذه الخرافات والخزعبلات والترهات!! ما هي إلا تراكمات نفسية بسبب العلاقات التاريخية العدائية السابقة. وهي تفسّر النزعة الإنتقامية بين الملل والنحلل، كما أنها نوع من المواساة الزائفة التي تعوضنا بشكل خيالي عن الهزيمة الداخلية التي نعاني منها بسبب الوضع الراهن وتدعونا الى إتكالية حمقاء ووهم اُسطوري ننتظر فيها العدالة والإنصاف بواسطة السوبرمان "عليه السلام" عجل الله تعالى فرَجه وفك أسره إن كان شيعيا!!

أحببتُ أن أضع لكم مقالا من على هذا الرابط لقراءة شخصية المهدي المنتظر، الجندي المغيّب والسوبرمان المجهول في سراديب الحوزات ودياجير العمائم!

http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=6769

مع خالص الشكر لكل الاضافات التى زادتنى علما أقول للاستاذ مرتضى المالكى إن مما يتفق عليه الشيعة والسنة هو ظهور المهدى آخر الزمان ـ ولكن مع اختلاف هائل فى التفاصيل . والسبب أن نشر هذه الفكرة بدأ مبكرا مع خلافة (على ) فيما زعمته السبئية الأولى بزعامة عبد الله بن سبأ ، ثم أعيد انتاجها ونشرها مع الدعوة للرضى من آل محمد فى أواخر العصر الأموى والتى أسفرت عن قيام الدولة العباسية . وبذل الخليفة ابو جعفر المنصور جهده لترسيخ هذه الفكرة عن طريق أعوانه من رواة الاحاديث وأهمهم الأعمش. حتى لقد سم ابنه (المهدى ). ولقد شهد عصر أبى جعفر المنصور انهيار التحالف بين العباسيين والعلويين من ذرية على ، وتمثل هذا فى ثورة محمد النفس الزكية وأخيه ابراهيم . وبانفصال فرعى بنى هاشم ( العلويين والعباسيين ) تمسك رواة الأحاديث التابعين لهذا أو ذاك بروايات المهدى المنتظر ، وكان تمسك الشيعة أشد لأنها تبيح لهم الثورة تحت زعيم يزعم أنه المهدى المنتظر . وبالطبع نسى الجميع أن النبى محمدا عليه السلام لا يعلم الغيب وليس له ان يتحدث عن المستقبل . تبقى نقطة أخيرة ، هى ان الأصل فى أساطير المهدى المنتظر و السفيانى المنتظر و نوزل المسيح و المسيح الدجال ـ هو عقيدة ايزيس واوزوريس وست ممثل الشر. وساعد على استمرار هذه العقيدة وتشكلها بصور مختلفة ـ أنها تعطى أملا للمطحونين فى زعيم يأتى على حصان أبيض ينقذهم من الجور ، ولو فى آخر الزمان . وهنا لا يختلف المهدى المنتظر الشيعى الشرقى عن فيفا زاباتا المكسيكى الغربى . وكلنا فى الهمّ غرب وشرق ..!

شكرا جزيلا دكتور احمد على الرد الوافي...

تحياتي لك 

 أنا من المتابعين للموقع منذ انطلاقه

كثير الإطلاع ،مقلٌ في كتابة المقالات

عندما أرى مداخلة أو مقال من كاتب جديد ،مشاعري تتدغدغ..أقول لنفسي...إن شاء الله سنستفيد

عنوَنتَ تعقيبك ب(ساريكم علامات المهدي المنتظر في القرآن)

حمدت الله تعالى أنه هدى غيري لما لم أهتد له

قرأت ماخطته يمينك(أو يسراك)،و ما جال في خاطري هو ،ماذا أسأنا لك حتى تتعدى علينا بهذه الطريقة؟

حجتك هي: (أعلم فقط أن المسيح الدجال هو المفتون و هو المهدي المنتظر)

لماذا ليست جينا لولو بريجيدا مثلاً؟

إقرأ السؤال ثم إقرأ الرد ..و إن كان لديك شيئا جديداً تضيفه فلا تحرمناً

 يا سيدي المفتون...بماذا ؟ لا أدري

أنا لا يهمني أن تكون أذكى مني أو أزكى أو أشطر , المهم ألا أظلمك

تعليقي كان على  المداخلة التي ألغيتها حضرتك

يستدل القارئ من تعليقي على كلامك( الغير موجود ) اني كنت أتكلم و أقتبس من كلامك الذي (شطبته) أنت

فمن أجل والديك الذي أمرك الله أن تحسن إليهما ، إذا كان لديك كلام نستفيد منه ، تفضل به...أو اتركني في حال سبيلي  أسترزق من خشاش الأرض.