محمد الباز يكتب : قيادات الإخوان يسيرون على طريق رجال مبارك

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


محمد الباز يكتب : قيادات الإخوان يسيرون على طريق رجال مبارك

 

محمد الباز يكتب : قيادات الإخوان يسيرون على طريق رجال مبارك

محمد الباز

11/5/2011   12:21 AM

 

 


 

 


العريان يبرر كل أخطاء الجماعة بكلام إنشائى لا تخرج منه بشىء.. كما كان يفعل صفوت مع خطايا الحزب

البلتاجى يحاول تجميل وجه الجماعة مثل حسام بدراوى.. لكنه مثله بلا تأثير داخل الجماعة

 

 

فى الساعات الأخيرة من عمر مجلس الشعب الذى انتهى فى 2010، وقف أحمد عز، أمين التنظيم فى الحزب الوطنى المنحل، فى مواجهة نواب الإخوان المسلمين قائلا لهم: اللهم اجعل مقاعدكم غنيمة لنا.. ويبدو أن أبواب السماء كانت مفتوحة فاستجابت لهذه الدعوة.. لكنها كانت استجابة على طريقتها الخاصة.. فقد أورثت أحمد عز ورفاقه فى الحزب مقاعد الإخوان ولكن فى سجن طرة.
 
ولأن الساحة أصبحت خالية فقد تحرك رجال الإخوان من أجل أن يرثوا كل ما تركه الحزب الوطنى وراءه، من مقرات حزبية، وتواجد فىالتليفزيونات الرسمية والخاصة وإصدار الصحف ومحاولة احتكار كل الانتخابات حتى لو كانت فى جمعية تعاونية.. وكان الأكثر من ذلك كله، أن قيادات الإخوان، وربما دون قصد منهم ورثوا الأدوار والسمات والصفات السياسية التى كان يلعبها رجال مبارك.. تقريبا بنفس الأداء ونفس السلوك.. وربما نفس التعبيرات أيضا.
 
بقليل من التأمل يمكنك أن تجمع وجوه رجال مبارك وتضعها على أجساد إخوانية ولن تجد فارقا على الإطلاق.. وهو ما دعمه من خلال مناقشة عابرة الكاتب والمفكر الذى لا يخفى إخوانيته السابقة ثروت الخرباوى.. فقد اتفق معى أن الإخوان بالفعل أصبحوا بديلا للحزب الوطنى فى كل شىء.. لكننا لم نتفق، ربما حتى الآن على أن مصائرهم أيضا يمكن أن تكون واحدة.
 
فلو أن الأقدار ساقت الإخوان المسلمين إلى مقاعد السلطة وتمكنوا منها.. ومؤكد أنهم لن يتركوها بعد ذلك، فالديمقراطية بالنسبة لهم لن تكون إلا سلما يصعدون عليه إلى الحكم، ثم يحطمونه بعد ذلك، حتى لا يصعد أحد وراءهم، وساعتها يمكن أن يكونوا هدفا لثورة جديدة لن تتركهم إلا فى سجن طرة مرة أخرى، لكنهم هذه المرة لن يكونوا مناضلين ومحاربين أشداء للفساد والاستبداد، ولكنهم سيكونون مجرد مجرمين اغتصبوا السلطة.. وحولوا مصر إلى مجرد غنيمة لهم ولأولادهم.
 
حاولت أن تكون المقاربات هنا دقيقة إلى حد ما.. قد لا يكون التشابه كاملا.. لكن هناك خيطا متينا يربط القيادى الإخوانى بأحد رجال مبارك.. لقد لفتت التجارب نظرنا إلى ما جرى، ولا يبقى إلا أن تتأمل معنا ما حدث على هامش حياة سياسية قلقة ومقلقة.
 
قبل الثورة كان محمد بديع يعانى من أنه رجل بلا دور، فصقور الجماعة الذين جاءوا به من مساحة رمادية كان يعيش فيها، جعلوا منه صورة لا أكثر، كان الرجل يكتفى بكتابة رسالته الأسبوعية وببعض اللقاءات والندوات والاجتماعات الدورية التى يعقدها مكتب الإرشاد.
 
بعد الثورة كان من المفروض أن يلعب بديع دورا كبيرا ومؤثرا، فهو فى النهاية مرشد جماعة أصبحت، هى الأقوى والأشد على الساحة السياسية، لا ممنوع عليها ولا محظور أمامها.. خرجت من طور العمل السرى وعدم القدرة على إجراء انتخابات خوفا من المطاردات الأمنية إلى مقر علنى فى المقطم تكلف فى بعض التقديرات حوالى 50 مليون جنيه وأجرت انتخاباتها على مرأى ومسمع من الجميع.
 
لكن بديع لم يتمكن من أن يلعب هذا الدور.. لسبب بسيط أن خيرت الشاطر الرجل القوى فى الجماعة خرج من سجنه على جناح الثورة.. ليمارس كل الأدوار التى حرم منها، بعد دخوله السجن على ذمة قضية غسيل أموال أظهرها النظام للجماعة بعد استعراض ميليشيات الأزهر التى تورط خيرت فى تمويلها.
 
انحسار دور محمد بديع فى الجماعة يشبه تماما انحسار دور مبارك خلال سنواته الأخيرة فى الحكم، لقد اعترف مبارك فى تحقيقات النيابة معه بأنه لم يتابع شئيا ولا أحدا منذ العام 2009 وتحديدا بعد وفاة حفيده محمد، والواقع يؤكد أنه وقبل ذلك بكثير كان قد انعزل عن الحياة، ولم يعد رئيسا مفسحا الطريق أمام ابنه جمال ليسيطر على كل شىء.
 
وهو ما يعيش به وعليه محمد بديع الآن، فالرجل يتواجد بكثافة فى ندوات ومؤتمرات ويتحدث عن جماعته وما تريده وما تخطط له، وهو ما يذكرنا بمبارك أيضا، فقد حرصوا على بقائه كصورة يصدرونها للمجتمع وللمعارضة، وهم يفعلون كل ما يريدون دون حتى استشارته.
 
قبل أن يدخل خيرت الشاطر السجن، كان مؤهلا لأن يكون الرجل الأول فى الجماعة.. كان هو عصبها الاقتصادى، فهو مستثمر أموالها الأول يعاونه فى ذلك شريكه وصديقه الذى كان حسن مالك.
 
خرج خيرت الشاطر من السجن ليحكم قبضته على الجماعة، هو تقريبا يلعب نفس دور جمال مبارك.. لا يظهر على الساحة كثيرا.. لم يحصل على منصب قيادى فى حزب الإخوان «الحرية والعدالة».. فلا هو رئيسه ولا أمينه العام أو نائب من نواب رئيسه، لكنه هو الذى يحدد المسار العام للحزب ويضع سياساته...أوراق الإخوان جميعها الآن فى يد خيرت الشاطر.. وقد استطاع فى السنوات الأخيرة أن يمد أصابعه فى كل مكان يتواجد فيه الإخوان.
 
استخدم خيرت الشاطر أمواله الكثيرة فى تأليف قلوب الإخوان حوله، وهو ما سبق وفعله أحمد عز، فلم تكن لديه قدرات هائلة فى عالم السياسة، ولذلك كان المال سلاحه فى السيطرة على أعضاء الوطنى فى كل مكان، للدرجة التى كان يعتبره البعض معها مجرد خزانة أموال متحركة.
 
وجه شبه آخر يربط بين خيرت الشاطر وأحمد عز.. فعز استفاد من وضعه السياسى فى أن يتربح وتزداد ثروته وأرصدته فى البنوك.. وخيرت الشاطر استطاع من خلال حالة الدمج المحيرة بين أمواله وأموال الجماعة أن يكون ثروة خاصة به، وهو ما كان سببا فى الخلاف بينه وبين رفيق دربه حسن مالك، الذى اعترض بشدة على عدم وجود فاصل بين أموال خيرت والجماعة، وهو ما جعل مالك أيضا يتوارى، فلم يعد له أى ذكر فى الجماعة أو خارجها.. وهو سلوك طبيعى لدى الجماعة فمن تغضب عليه تنفيه فلا يكون له أى ذكر.
 
كان صفوت الشريف - بعيدا عن أدواره الكثيرة ومعظمها سرى - لسانا للحزب الوطنى، لا يتوقف عن الكلام بمناسبة وبدون مناسبة، كان لديه منهج فى إقناع مناوئيه فج وفاجر.. يمكن فى جلسة واحدة أن يقنعك بشىء ونقيضه دون أن تهتز فى رأسه شعرة واحدة.
 
لعب صفوت الشريف دور المبرراتى للحزب الوطني.. وهو تقريبا ما يفعله عصام العريان الذى يجبد التعامل مع الإعلام، ولا أقارن بين الرجلين، لأن العريان تقريبا يستخدم نفس منطق صفوت الشريف فى الدفاع عن الإخوان وصناعة المبررات المتهافتة، للتأكيد على أن الإخوان على حق، ولكن لأنه يتحدث مثله تقريبا.. جملة جاهزة.. سريعة.. لا يتوقف عن الكلام إذا بدأ.
 
وجه شبه آخر بين صفوت الشريف وعصام العريان.. فكلام كل منهما أجوف تماما.. يمكن أن يتحدث كل منهما لأكثر من ساعة دون أن تخرج منهما بمعلومة واحدة، وهى كفاءة كنا نحسد صفوت الشريف عليها، الآن يحصد العريان كل هذا الحسد وحده.
 
يلعب خيرت الشاطر دور أحمد عز الاقتصادى، وليس بعيدا أن نراه محتكرا لأكثر من صناعة وسلعة خلال السنوات القادمة، لكن من يلعب دور أحمد عز السياسى هو محمد مرسى الذى يشغل منصب رئيس حزب الإخوان، فالرجل يتعامل مع أعضاء الحزب بنفس عقلية أحمد عز مع أعضاء الوطنى المنحل.
 
لا يمتلك محمد مرسى حسا سياسيا يجعله لا يقع فى أخطاء أحمد عز، فكما كان يرى عز أن حزبه هو الأقوى والأفضل، والذى يؤيده الناس جميعا، يرى محمد مرسى ذلك أيضا، فالحرية والعدالة هو الأقوى والأفضل والذى يؤيده الجميع.
 
ثم إن محمد مرسى تابع أمين لخيرت الشاطر، كما كان أحمد عز تابعا لجمال مبارك.. وليس خافيا أن الشاطر يستخدم محمد مرسى كعصا غليظة داخل الحزب، يتركه ليحدد المرشحين على قوائم الحزب، وهو ما أظهر استبداد مرسى وفرض رأيه على الجميع، لكن فى الوقت المناسب تدخل الشاطر واختار حوالى 20 بالمائة من مرشحى الحزب ، بل إنه وضع رجاله على قمة قوائم معينة وقال لمرسى أكمل أنت الباقى، وكل ذلك ليثبت الشاطر أنه الأقوى والمسيطر وكل شىء يتم بأمره وحده.
 
كان لابد أن يكون لدى الإخوان رجل مثله، إنه كمال الشاذلى.. بعبع المعارضة، والذى كان قادرا بنظرة من عينيه أن يسكت الجميع، وكان قادرا أيضا على أن يجمع زعماء المعارضة ليقروا بما يريده.
 
الشاذلى كان عنيفا مع خصومه.. وهو ما يقوم به الآن صبحى صالح المحامى، الذى اكتسب قيمة قانونية ليست لديه من وضعه، ربما أتت عن طريق المصادفة فى لجنة وضع الإعلان الدستوري.
 
صبحى منفلت اللسان لا يستطيع أن يسيطر على ما يخرج منه فى حق الآخرين، يحرق كل من لا ينتمى للإخوان، هو صاحب تقليعة أن الإخوانى لا يتزوج إلا إخوانية.
 
الفارق الأساسى بين صبحى صالح وكمال الشاذلى أن الرجل الذى كان أقدم نائب برلمانى فى العالم كان يعرف بالفعل متى يتحدث ومتى يصمت.. وهو ما لا يجيده على الإطلاق صبحى صالح، الذى يمكن أن يجد نفسه متورطا فى قضية سب وقذف وهو يعتقد أن يدافع عن حمى الإخوان.
 
الدكتور محمد البلتاجى أحد الوجوه الشهيرة ضمن صفوف جماعة الإخوان المسلمين، تراه يتحرك بين وسائل الإعلام المختلفة بنشاط يبهرك، على علاقة جيدة بكل القوى السياسية التى تختلف مع الإخوان المسلمين، وربما يكون هذا ما يجعله مقبولا فى هذه القطاعات بصرف النظر عن انتمائه الإخواني.. لكن هذا التواجد الإعلامى الكبير لا يقابله على الإطلاق تأثير واضح داخل الجماعة.. فهو ليس صاحب كلمة عليا.. هو قيادى والسلام. هو تقريبا يقف فى نفس المساحة التى وقف فيها حسام بدراوى الذى كان يحمل رؤية يقول إنها إصلاحية لم يستجب لها أحد داخل الحزب الوطنى، كان على علاقة جيدة بالمعارضة يتواجد بينهم.. كان يرغب فى تحسين صورة الحزب الوطنى فى عيون الجميع.. لكنه لم يكن صاحب كلمة فى الحزب، ولم يكن أحد يعمل له حسابا من أى نوع.
 
رفض الدكتور أسامة الغزالى حرب أن يوافق على تعديل المادة 76 من الدستور، عندما كان عضوا فى مجلس الشورى وأحد قيادات الحزب الوطنى، بعدها رأى أنه لم يعد له مكان.. كان الغزالى من بين من يعملون من أجل إصلاح الحزب من الداخل.. لكن إصرار الحزب على تعديل الدستور بما يفسح المكان للحزب وحده دون مشاركة الآخرين جعله يرى أن كل ما يفعله ليس إلا عبثاً. محمد حبيب الذى كان نائبا أول لمرشد الإخوان وجد نفسه فى موقف مشابه مع الغزالى حرب، فقد احتج على انتخابات مكتب الإرشاد التى تمت قبل الثورة.. احتج على ما حدث فيها من تجاوزات وصلت فى بعض التقديرات إلى التزوير.. بعدها وجد نفسه خارج الجماعة. خرج الغزالى من الوطنى ليؤسس حزبا معارضا.. وخرج حبيب ليجلس فى صف معارضة الجماعة.. وإن كان وضعهما مختلفا.. فالغزالى قطع كل علاقة تربطه بالحزب الوطنى رغم أنه كان أحد من أسسوا مشروع جمال مبارك.. لكن حبيب لا يستطيع أن يقطع علاقته بالإخوان.. لأن الاتصال دينى وعقائدى وروحي.. وهو اتصال لا يمكن أن ينفصم بسهولة.
 
لم يكن للرجل سعد الكتاتنى دور سياسى واضح ولا ملحوظ، كان أحد نواب الإخوان فى برلمان 2005، أدى أداء موفقا كغيره من نواب الإخوان من وجهة نظرهم.. ولم يكن انطفاء بريقه السياسى إلا لأنه دخل العمل السياسى من الجامعة، فلم تكن له أى خبرة سياسية من أى نوع.
 
من يعرفون سعد الكتاتنى يدركون أن إمكانياته السياسية والتنظيمية محدودة للغاية.. لكنه استفاد من نجمه الذى علا فجأة، وهو ما يجعله مؤهلا لأن يلعب الدور الذى كان يلعبه محمد كمال فى الحزب الوطنى.. وهو أستاذ جامعى أيضا، كانت إمكانياته محدودة جدا.. لكن نجمه علا فجأة، بعد أن قدمه على الدين هلال لجمال مبارك فصار يسير خلفه كظله.
 
من يعرف محمود عزت يعرف أنه أحد الكبار القلائل فى جماعة الإخوان.. رجل حديدى قوى ينفذ كل ما يريده، أطاح بمحمد حبيب من الجماعة.. استبعد عبدالمنعم أبوالفتوح.. جاء بمحمد بديع مرشدا.. لكن إلى جوار هذا الجانب...هناك جانب آخر يتمتع به محمود عزت.. فهو رجل تنظيرى من الطراز الأول.. فهو المسئول عن اللجان التربوية داخل الجماعة.
 
وهو بهذا الدور يمكن أن يكون وريثا لعلى الدين هلال، الذى استقر فى الحزب الوطنى بعد أن فشل كوزير للشباب منظرا وباعثا للروح السياسية فى الحزب.. كان على موجها لسياسات كثيرة داخل الحزب دون أن يظهر فى مظهر الرجل القوى المسيطر على الأحداث، وهو نفس ما يفعله الآن محمود عزت، ليس داخل الجماعة فقط، ولكن داخل حزب الإخوان أيضا.
 
رغم أن الدكتور محمود غزلان ليس صحفيا محترفا، إلا أنه يقوم بالدور الذى كان يقوم به عبدالله كمال ومن هم على شاكلته من أجل حماية الحزب الوطنى ورجاله، غزلان هو المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين، وما يقرب بينه وبين عبدالله كمال مثلا، أنه شخصية انقلابية مثله.
 
لقد انقلب عبدالله كمال على كل من علموه ورافقوه من أجل عيون جمال مبارك.. وهو ما فعله غزلان الذى انقلب على رفيق دربه ونضاله عبدالمنعم أبوالفتوح، وذلك من أجل عيون خيرت الشاطر الذى هو نسيبه فى الوقت نفسه، فغزلان تزوج من شقيقة الشاطر.
 
يستخدم غزلان قدراته فى التنكيل بخصوم الإخوان سواء من كانوا فى الجماعة وخرجوا عليها، أو ممن لا ينتمون للجماعة، وهو دور نعرف بدايته ونهايته ومصيره أيضا

 


اجمالي القراءات 3215
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق