رقم ( 2 )
مقدمة الكتاب

مقدمة الكتاب  

1 ـ  أقام النبى محمد دولته الاسلامية الحقيقية ، والتى كانت نقطة إعتراضية فى العالم المعروف وقتها ، والذى كان يئن من الاستبداد والفساد والاستعباد . لذا لم يكن لهذه الجملة الاعتراضية أن تستمر ، وإذا كانت دولة الاسلام جزيرة وسط محيط من الاستبداد فلا بد أن تطغى أمواج المحيط على هذه الجزيرة لتصبح متسقة مع السائد فى العالم . وهذا ما تكفلت به قريش وجواسيسها الذين مردوا على النفاق ، ثم قفزوا على السلطة بموت النبى محمد عليه السلام فارتكبوا جريمة الفتوحات باسم الاسلام ، وفى القرون التالية تحولوا الى آلهة تحت عنوان الخلفاء الراشدين والصحابة المعصومين من الخطأ ، ينسبون اليهم أحاديث باطلة تأسّست بها أديانهم الأرضية. بهذا تمت إزالة ملامح الدولة الاسلامية وتحولت الى حكم مستبد تحصّن بأديان  أرضية تحمل اسم الاسلام وتناقضه فى نفس الوقت.  

2 ـ كان الغرب يعيش تحت الاستبداد السياسى والكنسى . وقد  نجح الغرب ــ خلال قرون  ــ فى التخلص من سيطرة الكنيسة واديانها الأرضية وتحالفها مع الاستبداد السياسى ، ونجح الغرب فى إقامة دول ديمقراطية تقترب من ملامح دولة النبى محمد من حيث الحرية الدينية والعلمانية وحقوق الانسان وحقوق المرأة والمواطنة . هذا بينما لا تزال دول المحمديين  صريعة أديانها الأرضية وتحالف أربابها مع الاستبداد . وبهذا التحالف الشيطانى ــ بين اكابر المجرمين من الفراعنة ورجال الدين ــ ينتشر الخراب والقتال وتدمير الأوطان .

3 ـ  وسبق التعرض لبعض لمحات الدولة الاسلامية الحقيقية القرآنية ، وما يناقضها فى تاريخ المسلمين وشرائعهم . وهذا الكتاب يتخصّص فى موضوع ماهية الدولة الاسلامية ليكون ردا على الفراعنة المحمديين ورجال دينهم ، وردا أيضا على على من يستغل دينا أرضيا ليصل به الى الحكم . وهذا ما يفعله الوهابيون الطموحون للسلطة وسائر تنظيماتهم العلنية والسرية . وهم جميعا يرفعون لواء الاسلام ظلما وعدوانا ، ونجحوا فى تشويه إسم الاسلام فى العالم . وهم لا يقلُّون أجراما عن الحكام المستبدين الذين يعملون فى الإطاحة بهم والحلول مكانهم . 

4 ـ عملنا هو الجهاد السلمى فى إصلاح المسلمين بالتوعية بحقائق القرآن الكريم الذى اتخذوه مهجورا ، وفى التعريف بدولة الاسلام التى جاءت فى القرآن الكريم ملامحها .

ومن أسف أن دعوتنا الاسلامية القرآنية تواجهها قوى عاتية إقليمية وعالمية . القوى الإقليمية هى تحالف فراعنة المحمديين مع رجال الدين ، والقوى العالمية هى التى تستفيد من تخلّف المحمديين وتفرقهم وتنازعهم وتحاربهم ، ولا تريد لهم أن ينهضوا ، فبحروبهم تنتعش مصانع أسلحتهم .

5 ـ قدرنا أن نواجه الجميع ، وأن نبحر بسواعد عارية فى بحر متلاطم الأمواج . ولكننا مستمرون وناجحون ومنتصرون ، فربنا جل وعلا وعدا وعدا مؤكدا فقال جل وعلا : (  إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)  غافر ).

5 ـ ندعو الله جل وعلا أن يجعلنا من الأشهاد على قومنا .

كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية )
يتناول قرآنيا ماهية الدولة الاسلامية وعلمانيتها .
يتناول الكتاب القيم الأساس للدولة الاسلامية ، وحرية الدين والديمقراط ية المباشرة بين التنظير والتطبيق ، ومظاهر العلمانية فى الدولة الاسلامية وشريعتها ، كيف نقيم دولة اسلامية علمانية . ثم الخاتمة عن شهادة العصر عن مصر
more