الخميس ٢٦ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
تتغير معانى اللغة العربية وتكتسب الفاظا ومفردات جديدة وتندثر منها الفاظ ، والقواميس اللغوية خير شاهد على هذا ، وهى ترصد تطور اللغة عبر الزمان والمكان ، وهذا ينطبق على كل اللغات ، وعلى اللغة العربية على الأخص لأنها أقدم لغة حية يمتد عمرها من الآن الى نحو عشرين قرنا قبل نزول القرآن الكريم.
ولكن لغة القرآن ـ مع أنها لغة عربية كلاسيكية ـ إلا أنها لغة فريدة فى بساطتها وفى عمقها وفى احتوائها على تفسيرات ألفاظها من داخل القرآن نفسه . وأهم من ذلك هو ثبات معانيها وعدم تغيرها . ولهذا فلا يمكن فهم القرآن إلا من خلال القرآن نفسه . والبحث فى القرآن الكريم يستلزم ـ مع الموضوعية وطلب الهداية باخلاص ـ أن يحدد الباحث مفاهيم القرآن من داخل القرآن نفسه ، دون الاستعانة بالقواميس اللغوية. أى فى بحث الشفاعة مثلا يجمع كل المفردات القرآنية وسياقاتها التى جاء فيها لفظ الشفاعة ومشتقاته ، ويجمع كل ما يقترب من مفهوم الشفاعة . وبعد جمع كل الآيات وسياقاتها الخاصة المباشرة ( اللفظية ) وسياقاتها العامة التى تدور حول الشفاعة ـ يقوم الباحث بتحليل الموضوع دون رأى مسبق يريد فرضه على البحث .
بدون ذلك يقع الباحث فى الخطأ. ومن هنا فالقرآن الكريم يعطى فرصة الهداية لمن أراد أن يهتدى به ، وفيه أيضا فرصة لمن يريد الاضلال و الضلال حين يلوى الآيات وينتقى منها ما يتوهم انه يتفق مع رأيه ويتجاهل بقية الايات .
وفى كل الأحوال فالقرآن الكريم معانيه هى هى ، تتغير معانى ألفاظ اللغة العربية وتتطور وتأنى وتستجد مصطلحات ولكن تبقى مفاهيم القرآن كما هى.
أعتقد أن حكمة الله جل وعلا قضت بأن يكون للقرآن الكريم لغته الخاصة وألفاظه ومفرداته ومصطلحاته الخاصة به ، التي لن تتغير معانيها ولن تتأثر بأي تغير مهما حدث في معاني اللغة العربية ، على الرغم أن القرآن نزل بلسان عربي مبين ، إلا انه تفرد بلغة خاصة لا يمكن خلطها بمستجدات المعاني اللغوية التي تولد كل لحظة ، ولو تأثر القرآن بالجديد من مفردات ومصطلحات وكلمات اللغة العربية لضاع بينها القرآن ، ولكن جل وعلا تكفل بحفظه ومن ضمن حفظ القرآن حفظ الخصوصية اللفظيه لمعانيه
وعلى سبيل المثال : منذ عدة سنوات انتشرت كلمات ومصطلحات وألفاظ ومفردات كثيرة جدا في الشارع المصري بين الشباب ، وكلها باللغة العربية ، لكن هذه المستجدات لا علاقة لها بلغة القرآن الكريم المحفوظة التي لا يمكن أن نفهم القرآن كما تفضل الدكتور منصور إلا من خلال خصوصيته اللفظية والمعنوية للكلمات ، ويبقى الجديد والوليد من ألفاظ اللغة للستهلاك الأدمي الاجتماعي اليومي يبقى منه ما يبقى ويفنى ما يفنى ، لأن هذه المفردات صنعة بشرية وليدة الحاجة ووليدة العصر الذي قيلت فيه ، لكن القرآن الكريم هو كتاب رب العالمين صناعة إلهية باقية إلى قيام الساعة دون تغيير أو تبديل أو تأثر بمتغيرات الحياة والعصر ، فهو فوق الزمان والمكان والإنسان
ومن هنا قد نصل لحقيقة هامة جدا تخص كتب التراث وتجعلها ثقافة عصر أو نتاج العصر الذي قيلت ودونت فيه نتيجة الاحداث ومتطلبات الحياة ، ورغم كثرة كتب التراث وتناقض معظم ما فيها مع معاني القرآن إلا أنها صيغت باللغة العربية نفس لغة القرآن الكريم ، ورغم ذلك يبقى القرآن بعيدا كل البعد عن النقيصة والخطأ لأنه ليس عملا بشريا صنعه البشر أو جاء نتيجة تغييرات سياسية أو ثقافية أو اقتصادية كما جاءت كتب التراث ..
طالما أن اللغة العربية أو أي لغة هو كيان متحرك يساهم في حركة الثقافة داخل المجتمع فتكتسب الكلمات معاني جديدة .. ويكتسب المعني مفردات جديدة .. وتكتسب اللغة كلمات جديدة من لغات أخرى لمنتجات أو أفكار أو علوم .. وتستحدث مفردات جديدة .
لذلك تبقى اللفظة القرآنية هي الثابت الوجيد في اللفاظ اللغات جميعاً ..
لذلك فإن اعتماد فهم القرآن الكريم من خلال معاجم اللغة الذي ياخذ به معظم العلماء المسلمون .. هو طريق غير علمي ويبعد عن القرآن أكثر مما يقرب منه ..
لذلك فإن أهم ما قام به أهل القرآن هو فهم اللفظة القرآنية من خلال القرآن نفسه ..
وتلك أحد اوجه الاعجاز القرآني ..
القران نزل عربيا, بلسان عربي مبين... ولم ينزل بلغة عربية
المرجو التدقيق في الامر.
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82) النساء
لقدحث رب العزة على تدبر آيي القرآن ،لأن آيي القرآن لو تم تدبرها تدبرا سليما ،من خلال فهم مصطلحاته ومن داخله ، لانعدم الاختلاف ، وذلك بسبب انه من عند الله سبحانه ، فهو لا يأتيه الاختلاف ،ولا التناقض ، أما الفهم البشري القاصرالذي يعتمد على إقحام تفسيرات تراثية بشرية،أو فهمه من خلال اللسان العربي(اللغة العربية ) الذي يتغير في كل عصر، ما بين اندثار للالفاظ القديمة ،واستحداث لغيرها لمناسبة حال المتكلمين ،ومواكبة العصر ، فلا يصلح مطلقا لتدبر لغة القرآن الثابتة الراسخة وهي مع ذلك مرنة ، تستوعب كل قيل وما يقال أيضا
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 4971 |
اجمالي القراءات | : | 53,047,553 |
تعليقات له | : | 5,314 |
تعليقات عليه | : | 14,611 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
إعجاز القرآن العددى: انت تقول ان الاعج از العدد ي هو دليل علي حفظ...
لايحبون الناصحين: انت تدعو من الله ان ينصر أصحاب السلا م من...
الطلاق قبل الدخول: ماهو الرأى الفقه ى فى حالة : إذا قام شخص بتطلق...
الأرض وعلاج الأم : هل ابيع الارض لعلاج امى ؟ ذهبت بها لمستش فى ...
حماتى ملعونة: حظى نحس . إختار لى أبى بنت ابن عمه زوجة. مات...
معانى كلمة عدل : قال شخص يكرهك إنك تقول إن العدل هو الكفر . هل...
الصلاة فى مساجدهم : هل يجوز صلاة في مساجد اين نحت أو نقش اسم...
طلاق بسبب الدين: أعيش فى امريك ا مع زوجى واولا دنا الصغا ر ....
يسألونك عن تركيا: هل تركيا تعتبر دولة علمان ية مؤمنة ؟...
كلام مجانين : رسالت ي الى د.عثم ن محمد علي يا سيدي اولا...
كل يوم فى شأن: ما معنى ( كُلَّ يَوْم ٍ هُوَ فِي شَأْن ٍ ) ( 29 ) ...
خمسة أسئلة : السؤا ل الأول : ما معنى الدهر ؟ السؤ ال ...
الأنفال المجزرة : لايخف ى عنكم ــ سيادة الدكت ور ــ عملية...
فكرة رائعة .!: إن كان بإمكا نكم أن تفتحو ا بابا خاصا في...
العمل الصالح عبادة: مقولة ( العمل عبادة ) هل هى صحيحة ؟ ...
moreب 2 ف2 : تشريعات الدين السنى فى الصيام ( ثلاث مقالات )
ب 2 ف1 ج 1 / المقال 3 : لمحة تاريخية عن الفساد المترتب على حديث (صوموا لرؤيته )
ب 2 ف1 ج 1 / المقال 2 : أحاديث عبد الكريم (الوضاع ) فى الأسفار السنية المقدسة
ب 2 ف1 ج 1 / المقال 1 : التربة التاريخية التى أنبتت الحديث الملعون (صوموا لرؤيته )
ب 1 ف2 ج 2 : الله جل وعلا وحده هو الذى سيعاقب المفطر فى رمضان وليس غيره
دعوة للتبرع