تعليق: شكرا جزيلا استاذ حمد حمد ، وأقول : | تعليق: ... | تعليق: جزيل الشكر والعرفان أبعثه إليكم أستاذي الكريم ربيعي بوعقال | تعليق: شكرا أخي إبراهيم على مرورك بذاك المقال، وتحية لتواضع كبار الرجال، وانظر الهدية المهداة. | تعليق: شكرا لكم أستاذي الكريم ربيعي بوعقال على كرم التعليق | تعليق: سلام عليك ابراهيم، صاجب الرأي محترم ورأيه فاسد فيل ، والرد يكون بالبرهان القاطع و يُستأنس بالدليل. | تعليق: شكرا استاذ مراد الخولى وأكرمك الله جل وعلا | تعليق: أحسنت يا د. أحمد منصور | تعليق: كلامك صحيح يا د. عثمان | تعليق: شكرا جزيلا أستاذ مراد . حفظكم الله . | خبر: رسوم ترامب تضرب الأردن.. 25% من صادرات عَمان على المحك | خبر: 10 تخصصات مربحة لا تحتاج شهادة جامعية والراتب قد يفاجئك | خبر: السودان: منظمة الصحة العالمية تعلن تسجيل قرابة 100 ألف إصابة بالكوليرا خلال عام | خبر: الجفاف يطال 52% من أراضي أوروبا وسواحل المتوسط | خبر: مصادر: تخفيف “غير معلن” لأحمال الكهرباء في مصر.. “تفرقة” في المعاملة بين المناطق الشعبية والراقية، و | خبر: دراسة: جفاف قاري غير مسبوق يقلص المياه العذبة عالميا | خبر: قانون ترامب الضريبي الجديد يترك 10 ملايين أميركي بلا تأمين صحي خلال عقد | خبر: انهيار شبه تام بمنظومة الكهرباء في معظم محافظات العراق | خبر: مصر - إستلاء الجيش على شواطىء النيل لبيعها للإمارات . | خبر: مصر تتجه لزيادة أسعار الكهرباء والحكومة تدرس سيناريوهات التنفيذ | خبر: سكان الفاشر المحاصرة يأكلون أعلاف الحيوانات | خبر: ترامب يعلن نشر الحرس الوطني في واشنطن: الشرطة تحت السلطة الفيدرالية | خبر: مطلوب 65 ألف شخص.. فيفا يفتح باب التطوع لكأس العالم 2026 | خبر: الحكومة المصرية تطرح الأراضي الفضاء بكورنيش النيل أمام القطاع الخاص | خبر: المغرب من أفضل أماكن التقاعد في العالم |
الكيمياء السياسية" لزعزعة الأوطان: عندما يصبح الدين مطية

عادل بن احمد Ýí 2025-05-08


في خضم التحولات العميقة والتحديات المتجددة التي تواجه مجتمعاتنا، تبرز على السطح أحياناً دعوات ومحاولات تسعى، بوعي أو بغير وعي، إلى إحداث خلل في منظومة المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الدولة الوطنية. إن التاريخ، وخاصة تاريخ الجزائر الحديث، يقدم لنا دروساً بليغة حول العواقب الوخيمة التي قد تترتب على مثل هذا الخلل، وتحديداً عندما يتم تقديم الولاءات الفرعية أو الأيديولوجيات العابرة للحدود على حساب الانتماء الأسمى للوطن.

شهدت الجزائر خلال سنوات التسعينيات، تلك الفترة التي عُرفت بـ"العشرية السوداء"، محاولة مريرة من قبل تيارات رأت في الدين أداة للتغيير السياسي الراديكالي. بدعم من بعض أركان النظام آنذاك، سعت هذه التيارات إلى إعادة ترتيب أولويات المواطن الجزائري، جاعلة من تفسير معين للإسلام الأولوية المطلقة، متجاوزة بذلك مفهوم الوطن وضاغطة به إلى مرتبة ثانوية. هذا الانقلاب في سلم القيم، حيث أصبح البعض مستعداً للتضحية بالوطن من أجل ما يراه تطبيقاً للشريعة أو تحقيقاً لمشروع "إسلامي" شامل، كان أحد أبرز الأسباب التي دفعت بالبلاد إلى أتون حرب أهلية مدمرة.

إن ما حدث لم يكن عفوياً، بل يمكن قراءته ضمن ما يمكن تسميته بـ"الكيمياء السياسية" لزعزعة استقرار الدول: فإحداث الخلل في المبادئ الجامعة هو الخطوة الأولى نحو الفوضى. تم "حقن" المجتمع الجزائري آنذاك بتيار فكري، وُصف بـ"الوهابية"، بدا غريباً عن التقاليد الدينية السمحة والمتنوعة للشعب الجزائري. لم يعرف أجدادنا دعوات لقطع الرؤوس، ولم يكن لباسهم التقليدي أو هيئتهم الخارجية تتطابق مع ما روّج له هذا التيار. تسللت هذه الأفكار حتى إلى بعض المناهج التربوية، مركزة على احاديث شيطانية معينة توحي بالتشدد، ومتجاهلة كنوزاً من آيات قرانية تدعو إلى التسامح والعفو والرحمة، وهي قيم أصيلة في الإسلام.

لقد كان سقوط الجزائر في فخ الإرهاب مخططاً له في "غرف مظلمة"، ولم يكن وليد الصدفة. وعندما عاد الرئيس الراحل محمد بوضياف من منفاه، كان شعاره "الجزائر قبل كل شيء" نابعاً من فهم عميق لهذا الخطر، وإدراك بأن البعض قد جعل من الوطن مسألة ثانوية.

وهنا تكمن الإشكالية الجوهرية: هل الوطن هو الوعاء أم أن الأيديولوجيا هي الوعاء؟ إن المنطق السليم والتجربة التاريخية يؤكدان أن الوطن هو البيت الحاضن، هو السقف الذي يستظل تحته الجميع. تحت سقف الوطن، يمارس المسلم إسلامه، والأمازيغي يعتز بهويته ولغته، والعربي بثقافته، والمزابي بخصوصيته. بدون هذا الوطن الجامع والآمن، كيف للمواطن الأمازيغي أن يدافع عن ثوابته أو يمارس لغته في ظل وطن منهار؟ كيف للمسلم أن يعيش شعائره في سلام إذا انفرط عقد الوطن؟

إن الوطن هو الأساس الذي تقوم عليه كل الثوابت الأخرى. القول بأن الإسلام أو العروبة أو أي هوية أخرى هي السقف، وأن الوطنية مجرد "ديكور" يمكن توظيفه، هو قول يقود إلى الخراب. الأخطر من ذلك هو الادعاء المنافق بأن الوطن والأيديولوجيا (كالإسلام مثلاً) في مرتبة واحدة لا تفاضل بينهما. هذا الطرح، عند مواجهته لأصحاب المشاريع العابرة للحدود، يكشف عن نية مبيتة لتقديم الأيديولوجيا على الوطن عند أول اختبار حقيقي.

لماذا يثار هذا الحديث اليوم؟ لأن هناك ملاحظات مقلقة حول محاولات جديدة لإحداث خلل مشابه في توازن المجتمع، عبر إثارة نعرات أو تقديم أفكار تسعى لجعل فكرة معينة هي السقف المهيمن، بدلاً من الوطن. سواء كان ذلك باسم "صحوة إسلامية" من نموذج الخلافة الممتدة من المحيط إلى الخليج، أو باسم قومية عربية تعتبر اللغة وحدها محور الدولة، أو حتى انسياقاً خلف مشاريع إقليمية زائفة، فإن النتيجة واحدة: إضعاف الدولة الوطنية وتقويض سيادتها.

إننا جميعاً - الموطنون الجزائريون -، بكل تنوعنا، صغار أمام الجزائر. كلنا أفراد تحت سقف الجزائر، ولا يمكن القبول بالانخراط أو الذوبان في أي مشروع آخر، حتى لو رفع راية الإسلام أو أي شعار نبيل آخر، إذا كان ذلك على حساب وحدة الوطن وسيادته. من يزعم أن هذا "كفر" أو "خروج عن الإسلام" فهو إما جاهل أو متاجر بالدين لخدمة أجندات لا تمت لمصلحة الوطن بصلة.

إن تسليم السيادة الوطنية بأيدينا، سواء بشعار الإسلام أو غيره، هو خسارة فادحة. لذا، تقع على عاتق الدولة والمؤسسات مسؤولية حماية مبادئ الجمهورية، ورفعها فوق كل اعتبار، وعدم تركها عرضة للتلاعب من قبل أفراد أو جماعات. يجب أن يكون الوطن فوق كل اعتبار، وخارج مجال المقارنة أو المساواة مع أي ولاء آخر. هذه هي القاعدة الذهبية لضمان استقرار الجزائر وازدهارها، وحماية مستقبل أجيالها.

اجمالي القراءات 875

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2013-01-07
مقالات منشورة : 13
اجمالي القراءات : 8,746
تعليقات له : 87
تعليقات عليه : 0
بلد الميلاد : Algeria
بلد الاقامة : Algeria


فيديو مختار