رقم ( 7 )
الفصل الرابع : هجص الخرافات فى موطأ مالك

الفصل الرابع : هجص الخرافات فى موطأ مالك

القسم الأول : هجص الخرافات الغيبية

 لمحة سريعة عن هجص مالك فى  العلم بالغيب  : 

مقدمة :

مقالات متعلقة :

1 ـ  توجد (الغيبيات ) فى الدين الالهى والأديان الأرضية. فما هو الفيصل بينهما ؟ 

2 ـ الأديان الأرضية متخمة بمزاعم العلم بالغيب ، منها ما يتعلق بالعلاقة مع الجن والشياطين والتداوي من   المس الشيطانى ،مع  أن حديث القرآن الكريم عن المس الشيطاني يعني فقط  محاولته الوسوسة والإضلال للبشر، وحديث القرآن الكريم عن الشفاء يعني أيضا الهداية, ويدخل في ذلك طبعا الدجل بالسحر الأبيض والأسود, مع أن السحر في مفهوم القرآن لا يعني سوى الخداع البصري والتأثير على بعض الناس, وذلك ممكن بدون إدعاء الدجل بالسحر، ويدخل في ذلك الاعتقاد بان الحسد يوقع الضرر بالمحسود, مع أن معنى الحسد في القرآن هو الحقد الذي لا يضر إلا الحاسد نفسه, ثم هناك غيبيات عن خرافات دينية كالاعتقاد في الأضرحة والشيوخ وكراماتهم, وادعائهم المنامات والوحي والعلم اللدني وعلم الغيب, وهم يتاجرون بهذه الادعاءات ويكسبون بها الأموال والجاه, ومعلوم أن القرآن يهاجم الذين يتاجرون بالدين , ويشترون بآيات الله ثمناً قليلاً .

3 ـ لقد دعا رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم للإيمان بالغيب ، وتحدث عن بعض الغيبيات.ومنهج      القرآن في حديثه عن  الغيبيات يقوم على : حصر الإيمان بالغيوب في مجالات محددة, وحصر الإيمان بها على ما جاء في القرآن فقط .. وما عدا ذلك فهو خرافة .  لقد حصر القرآن مجالات الغيوب وهى :ذات الله تعالى والملائكة والجن والشياطين وغيب المستقبل فى الدنيا والقيامة واليوم الآخر, وكل هذه الغيوب خارج نطاق الحس البشري الذى هو (عالم الشهادة ) الذى يشهده الناس بالحواس . عوالم الغيب هى خارج نطاق عالم الشهادة. والله جل وعلا وحده هو عالم الغيب والشهادة .

4 ـ  نكرّر أن رب العزة حصر الغيبيات فى مجالات محددة ، هى  مايخص الذات الالهية (الله سبحانه وتعالى ) وعوالم الملائكة والجن والشياطين, واليوم الآخر والمستقبل. ثم  حصر الإيمان بهذه الغيوب على ما جاء عنها في كتاب الله القرآن الكريم  وحده .  ومعنى ذلك أن أي حديث عن هذه الغيبيات المحددة لا يكون إلا من القرآن. وأن أى حديث عنها خارج القرآن يكون خرافة تنتمى الى دين أرضى وأحاديث شيطانية .

 5 ـ وتمتلىء الأديان الأرضية للمحمديين بأحاديث منسوبة للنبي عليه الصلاة والسلام تتحدث عن علامات الساعة وما يحدث فيها من شفاعات وغير ذلك، وتتحدث عن المستقبل وذات الله وصفاته وعوالم الجن والملائكة والشياطين!!. هذا مع ان رب العزة يؤكد فى القرآن الكريم في أكثر من عشرين آية صريحة وقاطعة الدلالة على أن النبي لا يعلم الغيب , وأنه لايدري ما يحدث له في المستقبل أو لغيره, وأنه لايملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله, وأنه لو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير وما مسه السوء، وأنه لا يعلم شيئا عن الساعة وما سيحدث له أو لغيره .

6 ـ  وبالتالى فالقضية هنا لا تحتمل الوسط : فإما أن نؤمن بالقرآن وتأكيداته القاطعة في أن النبي محمداً عليه السلام لا يعلم الغيب ونكفر بتلك الخرافات وبقائليها ، وإما أن نكفر بالقرآن الكريم ونؤمن بتلك الأحاديث . ولا يعقل أن نؤمن بشيئين متناقضيْن.  وكل إنسان له حريته المطلقة في الإيمان بهذا أو ذاك، وتلك مسئوليته أمام رب العالمين يوم القيامة.

7 ـ والمهم في موضوعنا أن ( مالك ) هو رائد هذا الكفر فى هجصه عن الغيب . ونعطى بعض التفصيلات :

 

أولا : هجص متكرر : كافر مسىء لرب العزة جل وعلا :

1 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ‏"‏  . ). هذا هجص كافر جاهل ، يتصور رب العزة بشرا مخلوقا ينزل الى السماء الدنيا يستجلب توبة الناس .!! . وقد تكرر هذا الهجص واصبح فى الدين الأرضى (معلوما من الدين بالضرورة ). وأصبح اساس التجسيم عند السلفية الوهابية التيمية الحنبلية . ويتقيؤه خطباؤهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا .

2 ـ وفى هذا الحديث يجعل مالك النبى متحدثا باسم رب العزة جل وعلا متكلما فيمن رضى أو أعرض عنهم أو إستحيا منهم : ( حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ نَفَرٌ ثَلاَثَةٌ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَهَبَ وَاحِدٌ فَلَمَّا وَقَفَا عَلَى مَجْلِسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَلَّمَا فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ ‏. )

ثانيا : هجص متكرر مٌسىء للنبى عليه السلام :

 هذا الحديث الهجصى الذى سبق به مالك وردده أكثر من مرة  فى صيغ مختلفة ، وردده بعده البخارى ومسلم:(  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ أَتَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَىَّ خُشُوعُكُمْ وَلاَ رُكُوعُكُمْ إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي ‏"‏ ‏) .

ثالثا : هجص فى غيب الماضى :

1 ـ لم يكن عليه السلام يعلم شيئا عن قصص السابقين ، وكذا كان قومه  وعرفوا بهذا الغيب بالقرآن . قال جل وعلا  فى ختام قصة نوح عليه السلام : (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)  هود ) وعن كفالة مريم قال جل وعلا : (ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)  آل عمران ) وعن قصة يوسف واخوته قال جل وعلا : (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) يوسف )  وعن موسى ومدين قال جل وعلا يخاطب رسوله محمدا عليه السلام :(  وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنْ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) القصص ).

2 ـ كفر مالك بهذا القرآن الكريم، ونسب هجصا يزعم فيه أن النبى يعلم غيب الأنبياء . يقول فى هذا الهجص : ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَا مِنْ نَبِيِّ إِلاَّ قَدْ رَعَى غَنَمًا ‏"‏ ‏.‏ قِيلَ وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏"‏ وَأَنَا ‏"‏ ‏. ). هو أيضا هجص جاهل لأن من الأنبياء من كانوا ملوكا مثل داود وسليمان عليهما السلام ، فهل كانا رعاة غنم ؟ ثم هل كان يعرف عدد الأنبياء قبل كل شىء حتى يعرف أحوالهم ، يقول جل وعلا : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) النساء )

رابعا :  غيب المستقبل فى الدنيا ‏:

1 ـ مالك يكفر بقول رب العزة جل وعلا : (  قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (9) الاحقاف  ) . الله جل وعلا يأمر النبى محمدا أن يعلن أنه ليس متميزا على الرسل، وأنه لا يدرى ماذا سيحدث له أو لغيره فى مستقبل الدنيا والآخرة ، وأنه (فقط  )متبع للوحى ( فقط ) وأنه (فقط ) نذير مبين .

2 ـ فى كفره بالقرآن الكريم يفترى مالك هذا الحديث : (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ تَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلاَ تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلاَ تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلاَ تَرَى شَيْئًا وَتَتَمَارَى فِي الْفُوقِ ‏"‏ ) . هذا حديث هجصى صيغ هجوما على الخوارج . وراج قبل عصر مالك وذكره مالك بعد أن أعطاه إسنادا  .

3 ـ هجص مٌستوحى من الفتن التى أثارها الخوارج ومعظمهم من منطقة (نجد )  ( حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ ‏"‏ هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ‏"‏ ‏.)

 4 ـ وهجص عن غيب المستقبل والفتن الآتية فى المستقبل :  ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمًا يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ ‏"‏ ‏. )

5 ـ هجص فيما زعموه علامات الساعة :  مثل المسيح الدجال ، وهجص عذاب القبر : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ ‏"‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ‏"‏  )

خامسا : غيب الملائكة :

1 ـ عليه السلام رأى جبريل مرتين فقط كما جاء فى سورة النجم . ولكن هجص مالك وغيره جعل رؤيا الملائكة عادة (سيئة ) يراهم الجميع من النبى والصحابة وأئمة الشيعة وأولياء الصوفية وسائر الدجالين ومحترفى الدين . ‏

 2 ـ يفترى مالك هذا الحديث ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّهُ قَالَ كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ وَقَالَ ‏"‏ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ‏.‏ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَنِ الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لَقَدْ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهُنَّ أَوَّلاً ‏"‏ ‏. )

هنا تناقض فى هذا الهجص : جعلوا النبى لا يعرف المتكلم ، مع إنه فى هجص سابق جعلوه يرى ركوعهم وسجودهم من وراء ظهره . ثم تناقض آخر ، وهو كيف رأى أكثر من ثلاثين ملكا يكتبون ما قاله هذا الرجل ( المجهول ) وهو لم ير هذا الرجل (المجهول ) . هجص ردىء الصُّنع ، من النوع الصينى أو الكورى وليس اليابانى .

3 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ وَصَلاَةِ الْفَجْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ‏"‏ ‏.‏ ) . هذا الهجص صنعه أحد الموالى الذين لا يتقنون اللسان العربى . لأنه فى اللسان العربى يجب أن يُقال ( يتعاقب فيكم ) . لا يجوز فى الجملة الفعلية التى يتقدمها الفعل أن يكون الفعل جمعا ، بل لا بد من إفراد الفعل . لا تقول ( يلعبون الأولاد ) بل ( يلعب الأولاد ) . هو هجص صينى ، بل قل أيضا : هجص تايوانى ردىء الصُّنع لأنه ينسب لرب العزة إنه يسأل الملائكة عن شىء يعلمه .

4 ـ  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ قَالَ لِجِبْرِيلَ قَدْ أَحْبَبْتُ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ ‏.‏ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ ‏.‏ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ ‏.‏ وَإِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ الْعَبْدَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ لاَ أَحْسِبُهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِي الْبُغْضِ مِثْلَ ذَلِكَ . ). قدم مالك خدمة جليلة بهذا الهجص للصوفية الذين أتوا بعده ، فقد أصدروا قرارا بأنهم وحدهم أولياء الله المقربون ، وأنهم يحتكرون الحب الالهى ، وقد ركزوا على الجزء الأول وهو الحب ، وتجاهلوا الجزء الآخر عن البُغض . وتأسيسا على هذا الهجص فإن الله ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ إذا أحب شخصا أرسل جبريل يعلن ذلك الحب فيكون ذلك الشخص محبوبا فى الأرض وفى السماء . ونفس الحال إذا أبغض شخصا . مفهوم من هذا الهجص أن ذلك الشخص يكون حيا يُرزق . وطبقا لهذا الهجص فهو يحظى بالحب الالهى وحب أهل السماء وأهل الأرض . فماذا إذا عصى وكفر ؟ هل سيظل متمتعا بهذا الحب مهما عصى ؟ أم أن جبريل سينزل بقرار آخر معاكس هو إعلان البغض لهذا الشخص ؟ وهل سيظل جبريل مشغولا بهذا الشخص ؟ وماذا عن بلايين الأشخاص من آدم وحتى السكرتير العام للأمم المتحدة ؟ هذا هجص من النوع الثقيل والسخيف.

سادسا :غيب الشيطان :

حرص الشيطان على تواجده فى هجص الأديان الأرضية (الشيطانية ) . وسبق مالك فقال هذه الأحاديث :

1 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ مَكَانَ كُلِّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ‏"‏ ‏.‏ )

 سابعا : غيب الآخرة : ( هجص الشفاعة للنبى )

  1 ـ سبق مالك شياطين الانس فى تاريخ (المسلمين ) بزعم أن النبى سيشفع يوم الدين ، ولنا كتاب منشور هنا عن نفى شفاعة البشر والأنبياء .

2 ـ يزعم مالك : (حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا فَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي فِي الآخِرَةِ ‏"‏ ‏. )

ثامنا :ـ هجص عن نار جهنم :

1 ـ( حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ نَارُ بَنِي آدَمَ الَّتِي يُوقِدُونَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً ‏.‏ قَالَ ‏"‏ إِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا ‏"‏ ‏. ) 

2 ـ  ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ أَتُرَوْنَهَا حَمْرَاءَ كَنَارِكُمْ هَذِهِ لَهِيَ أَسْوَدُ مِنَ الْقَارِ ‏"‏ ‏.‏ وَالْقَارُ الزِّفْتُ ‏. ) .

3 ـ الذى لا يعرفه مالك أن جهنم لم تُخلق بعد ، وليست موجودة الآن . ستُخلق يوم القيامة ويؤتى بها حينئذ . يقول جل وعلا : (كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)  الفجر ) (  يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)) (وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتْ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) الشعراء ). 4 ـ نار جهنم تحتاج الى وقود . ومن وقودها الناس والحجارة ، أى لا بد أن يدخلها أصحابها بعد الحساب ، يقول جل وعلا : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)  البقرة  ) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) آل عمران ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) الجن ) .

 

  ‏

  

 

  

 هجص مالك فى  علم ( الصالحين ) بالغيب

مقدمة :

1 ـ بعد هجص إسناد العلم بالغيب للنبى أسند مالك علم الغيب لبعض الصحابة والتابعين ثم جعله مُتاحا لغيرهم بزعم أنهم صالحون يرون الرؤيا الصالحة التى هى بزعمهم جزء من النبوة . وبهذا فتح مالك بابا من أبواب الكفر  إشتهر به الصوفية فيما بعد ، الذين أسندوا ( الكشف ) او علم الغيب لأوليائهم ، وتوسعوا فى ذلك تحت لافتة ( العلم اللدنى ). كما أن مالك هو الذى فتح بابا آخر من الكفر ، وهو علم الغيب عن طريق الرؤيا ، وهو ما إشتهر به ايضا الصوفية تحت مسمى ( المنام ) . وبالمنامات والعلم اللدنى يتنزّل وحى الشياطين الذى أنبأ رب العزة جل وعلا باستمراريته وإستمرار عمله فى إضلال البشر ، يقول جل وعلا عن القرآن الكريم (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنْ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) الشعراء  ) ، ثم يقول جل وعلا وحى الشياطين (  هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) الشعراء ) . ويكفى قوله جل وعلا : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) الانعام  ) .

2 ـ كانت بداية مالك بسيطة ، ولكنه هو الذى بدأ فتح الباب مخالفا للقرآن الكريم ، فأتاح لمن جاء بعده فتح باب هذا الهجص على مصراعيه لكل من هبّ ودبّ بزعم العلم بالغيب لأنفسهم ولأوليائهم . ونعطى بعض التفصيلات :

أولا : صحابة وتابعون يتكلمون باسم رب العزة جل وعلا :

1 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ مَنْ سَبَّحَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبَّرَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَخَتَمَ الْمِائَةَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ‏"‏  ). أبوهريرة هو الذى قرّر أن من قال هذه العبارات فقد غفر الله جل وعلا له مهما بلغت ذنوبه . الأخ أبو هريرة جعل نفسه متحدثا عن رب العزة .زاعما العلم بغيب يخص الآخرة .

2 ـ ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلَمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ. ) أبو هريرة هو الذى يقرر هذا متحدثا عن رب العزة فى هذا الهجص بغيب يخص الآخرة .

 

3 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ فَإِنْ قَامَ مِنْ مُصَلاَّهُ فَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ لَمْ يَزَلْ فِي صَلاَةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ ‏.‏ ) . ابو هريرة  يزعم متحدثا عن رب العزة يتكلم عن غيب يخص الملائكة .

4 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ لإِنْسَانٍ إِنَّكَ فِي زَمَانٍ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ تُحْفَظُ فِيهِ حُدُودُ الْقُرْآنِ وَتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ قَلِيلٌ مَنْ يَسْأَلُ كَثِيرٌ مَنْ يُعْطِي يُطِيلُونَ فِيهِ الصَّلاَةَ وَيَقْصُرُونَ الْخُطْبَةَ يُبَدُّونَ أَعْمَالَهُمْ قَبْلَ أَهْوَائِهِمْ وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ يُحْفَظُ فِيهِ حُرُوفُ الْقُرْآنِ وَتُضَيَّعُ حُدُودُهُ كَثِيرٌ مَنْ يَسْأَلُ قَلِيلٌ مَنْ يُعْطِي يُطِيلُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ وَيَقْصُرُونَ الصَّلاَةَ يُبَدُّونَ فِيهِ أَهْوَاءَهُمْ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ ‏.‏ ) . هنا يزعمون هجصا قاله ابن مسعود عن غيب المستقبل .

5 ـ ( -وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ أَوَّلَ، مَا يُنْظَرُ فِيهِ مِنْ عَمَلِ الْعَبْدِ الصَّلاَةُ فَإِنْ قُبِلَتْ مِنْهُ نُظِرَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عَمَلِهِ وَإِنْ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ لَمْ يُنْظَرْ فِي شَىْءٍ مِنْ عَمَلِهِ ‏.‏ ) . الأخ يحيى بن سعيد يقول إنه بلغه ( من شخص لا نعرفه ) أن كذا وكذا . وهذا الكذا والكذا تجديف فى الغيب الالهى .!

6 ـ هنا كعب الأحبار اليهودى الذى أسلم فى خلافة عمر بن الخطاب يسند اليه مالك العلم بغيب الجن الفاسقين والسحر :( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْعِرَاقِ فَقَالَ لَهُ كَعْبُ الأَحْبَارِ لاَ تَخْرُجْ إِلَيْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ بِهَا تِسْعَةَ أَعْشَارِ السِّحْرِ وَبِهَا فَسَقَةُ الْجِنِّ وَبِهَا الدَّاءُ الْعُضَالُ )

ثانيا : النبوة والرؤيا :

1 ـ جعلوا النبوة مستمرة بعد موت خاتم النبيين عليه وعليهم السلام بزعم يسنده مالك لابن عباس :( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ الْقَصْدُ وَالْتُّؤَدَةُ وَحُسْنُ السَّمْتِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ‏. ). هنا مالك يزعم أنه (بلغه ) عن ابن عباس .وفى هذا الهجص أن النبوة 25 جزءا ، منها القصد والتؤدة وحُسن السمت . فما هو الباقى يا سى مالك ؟  هل الاجابة فى الحديث التالى :

2 ـ   ( حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ‏"‏ ‏.)   هنا النبوة 46 جزءا منها الرؤية الصالحة . وهجص آخر يؤكد هذا الهجص :  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ ذَلِكَ ‏.)‏  -3 ـ ثم هجص آخر ب 46 جزءا من النبوة :- ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لَنْ يَبْقَى بَعْدِي مِنَ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الْمُبَشِّرَاتُ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏"‏ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ‏"‏ ‏. )

4 ـ وهجص يجعل فيه النبى يسأل أصحابه عن رؤياهم الصالحة مؤكدا أنه من علامات النبوة الباقية بعده :( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ زُفَرَ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ يَقُولُ ‏"‏ هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ‏"‏ ‏.‏ وَيَقُولُ ‏"‏ لَيْسَ يَبْقَى بَعْدِي مِنَ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ‏"‏ ‏. )‏.

5 ـ ثم هجص يضع فارقا بين الرؤيا الصالحة التى هى من علامات النبوة ، والحلم الاتى من الشيطان ، وتشريع بكيفية التصرف عند رؤية حُلم من الشيطان : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ، يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الشَّىْءَ يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ إِذَا اسْتَيْقَظَ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ إِنْ كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا هِيَ أَثْقَلُ عَلَىَّ مِنَ الْجَبَلِ فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا كُنْتُ أُبَالِيهَا ‏. )

6 ـ وحديث يحاول تسويغ هذا الهجص بتأويل لآية قرآنية :  (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ ‏{‏لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ‏}‏ ‏.‏ قَالَ هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ ‏.‏ ) .  هذه البشرى هى تبشير ملائكة الموت لمن مات متقيا ، ولا علاقة لها بهذا الهجص عن الرؤيا . فملائكة الموت تبشر المتقين وتلعن العُصاة الفاسقين ( النحل 28 : 32  )

ثالثا : ردا على هذا الهجص عن الرؤيا الصالحة :

1 ـ الرؤيا الصادقة يراها المؤمن كما يراها الكافر . يوسف عليه السلام رأى رؤيا تحققت ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)  يوسف ))( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) يوسف ). خاتم النبيين رأى رؤيا تحققت : (  لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27) الفتح )

صاحبا يوسف فى السجن كانا كافرين ، ومع ذلك رأيا رؤيا صادقة : (  وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (36)  ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40) يوسف ) . وكذلك الملك رأى رؤيا صادقة وكان كافرا: ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)  يوسف)

2 ـ أما هذا الهجص الذى يقتحم الغيب الالهى ويزعم الوحى الالهى فقد تكرر فى القرآن الكريم وصف أصحابه بأنهم أظلم البشر لأنهم يكذبون بآيات الله ويفترون على الله كذبا : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)  الانعام  ) .

وهو حكم ينطبق على أئمة الأديان الأرضية ، خصوصا المحمديين . ومصير أحدهم عند الاحتضار أخبر به رب العزة جل وعلا : (  وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) الانعام  ) .

ودائما : صدق الله العظيم .

 

 

هجص مالك فى سهولة دخول الجنة

مقدمة

كعادته ـ سابقا فى الهجص ـ نجد من أحاديث مالك ما يجعل دخول الجنة متاحا لمن يقول بضع كلمات أو من يقرأ بعض السور من القرآن . ونعطى أمثلة :

1 ـ  (   وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وَجَبَتْ ‏"‏ ‏.‏ فَسَأَلْتُهُ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ ‏"‏ الْجَنَّةُ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَيْهِ فَأُبَشِّرَهُ ثُمَّ فَرِقْتُ أَنْ يَفُوتَنِي الْغَدَاءُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَآثَرْتُ الْغَدَاءَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى الرَّجُلِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ ذَهَبَ ‏.‏ ). هنا هجص يفيد بأن رجلا ـ مجهولا ـ قد وجبت له الجنة لمجرد انه قرأ ( قل هو الله أحد ).

2 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَأَنَّ ‏{‏تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ‏}‏ تُجَادِلُ عَنْ صَاحِبِهَا ‏.‏ ). هنا الأخ حميد بن عبد الرحمن بن عوف يقرر أن (قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن ، وأن سورة تبارك ستدافع عن صاحبها يوم الحساب .الأخ (حميد ) يتحدث عن رب العزة فى غيب الآخرة ، ومع ذلك فإن المواشى حتى الآن تصدق هذا الهجص.

3 ـ (  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَىٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ‏"‏ ‏.‏ ) (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَىٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ‏"‏ ‏.‏ ) هذه روايات هجصية ترتب الأجر الكبير على مجرد كلمات ، اى يمكن لأى ظالم مستبد طاغية أن يقولها ثم يواصل طغيانه وهو مغفور له .

4 ـ ويتكرر نفس الهجص نقلا عن أبى هريرة نفسه : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ مَنْ سَبَّحَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَكَبَّرَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَحَمِدَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ وَخَتَمَ الْمِائَةَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ‏"‏  ). هذا الهجص من أبى هريرة نفسه . هو الذى قرّر أن من قال هذه العبارات فقد غفر الله جل وعلا له مهما بلغت ذنوبه . الأخ أبو هريرة جعل نفسه متحدثا عن رب العزة .! وكفى بهذا إثما مبينا .!!. 

5 ـ ( حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ فَقَالَ انْظُرَا مَاذَا يَقُولُ لِعُوَّادِهِ ‏.‏ فَإِنْ هُوَ - إِذَا جَاءُوهُ - حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ رَفَعَا ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ - وَهُوَ أَعْلَمُ - فَيَقُولُ لِعَبْدِي عَلَىَّ إِنْ تَوَفَّيْتُهُ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ أَنَا شَفَيْتُهُ أَنْ أُبْدِلَ لَهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ وَأَنْ أُكَفِّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ ‏"‏  ). عطاء بن يسار من التابعين ،جىء به طفلا من السبى ، ولم ير النبى محمدا عليه السلام حتى يروى عنه . وطبقا لهذا الهجص فإن المريض إذا قال هذا الكلام فمات دخل الجنة . وإن عاش فهو مغفور له . وعلى رأى أوبريت الليلة الكبيرة من تأليف صلاح جاهين ( دى وصفة هايلة ). وبشرى لكل مجرمى وطُغاة العالم . مجرد كلمات ومصيركم الجنة .!

6 ـ. ( حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلَمِةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ‏"‏ ‏.‏ ).فى هذا الهجص فإذا قلت كلمة يرضى عنها الله جل وعلا فستدخل بها الجنة مهما أجرمت، ولو قلت كلمة تغضب الله جل وعلا فستدخل النار مهما عملت من الصالحات.

 

7 ـ : ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلَمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ  . ) وكالعادة فإن أبا هريرة هو الذى يقرر هذا متحدثا عن رب العزة فى هذا الهجص المالكى .

8 ـ على سُنّة مالك تنافست مصانع الأحاديث بعده فى تبشير الناس بالجنة بمجرد شهادة أن ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) وبمجرد أن يكون فى قلبه ذرة من إيمان ، وحتى وإن زنا وإن سرق رغم أنف أبى ذر ..! بإختصار : الجنة مجانا ومن حق ( المسلمين ) مهما أجرموا ومهما ظلموا . ثم شفاعة النبى ، وقد جعلوه مالكا ليوم الدين .!  ..

9 ـ هذا هجص يتناقض مع الاسلام والقرآن الكريم . ونعطى لمحة عن أصحاب الجنة وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات :( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) البقرة )

أولا :

1 ـ تكرر كثيرا فى القرآن الكريم ربط الايمان بالعمل الصالح ، بمعنى أن الايمان الصحيح يقترن به عمل صالح ، فيستحق الجنة من يموت وقد آمن وعمل صالحا . أى يستمر طيلة حياته مؤمنا مُداوما على عمل الصالحات الى أن يموت . وعمل الصالحات يشمل العبادات والأخلاق العالية والتمسك بالقيم الاسلامية من العدل والاحسان وعمل الخيرات ، والابتعاد عن الظلم ، والتوبة أولا بأول الى أن يموت متقيا ربه جل وعلا .

2 ـ العمل الصالح وحده لا يكفى ، إذ لا بد من أن يصدر عن إيمان خالص بالله جل وعلا وحده وباليوم الاخر . من البشر من لا يؤمن إلا بالدنيا لا يريد غيرها ، ولكن يعمل الصالحات . هذا يجزيه رب العزة خير الجزاء فى الدنيا التى يؤثرها ، ولكن لا جزاء له فى الآخرة إلا النار ، لأن الله جل وعلا سيحبط عمله الصالح يوم القيامة ، يقول جل وعلا : (  مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود ).

3 ـ وفى نفس الوقت فإن الايمان وحده لا يكفى، فليس كل المؤمنين مفلحين طبقا لأوائل سورة(المؤمنون ) فالمفلحون هم الذين يخشعون فى صلاتهم ويقيمون الصلاة يحافظون عليها تقوى فى تعاملهم مع الناس .

4 ـ ولا بد فى الايمان أن يخلو تماما من تقديس البشر . مثلا : ليس الايمان بشخص (محمد )، ولكن بالقرآن الذى نزل على محمد : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) محمد).أى الايمان بالرسالة ، وهذا هو معنى الايمان بالله ورسوله .

5 ـ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليسوا ظالمين لأن الله جل وعلا لا يحب الظالمين : ( وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) آل عمران ).

الذى يأتى يوم القيامة مجرما فمصيره جهنم ، ومن يأتى يوم القيامة مؤمنا قد عمل الصالحات فمثواه الجنة : ( إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الدَّرَجَاتُ الْعُلا (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76) طه ) .

خاب يوم القيامة من حمل ظلما ، وأفلح من يأتى يوم القيامة وهو مؤمن قد عمل الصالحات : ( وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (112) طه )

6 ـ الاستمرارية فى عمل الصالحات هى التى تؤهل المؤمن لدخول الجنة ، يقول جل وعلا : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) العنكبوت ) . لقد عملوا الصالحات مع إيمان مخلص بالله جل وعلا فأصبحوا ( صالحين ) للجنة . أى إستحقوا الجنة بما كانوا يعملون من الصالحات طيلة حياتهم الدنيا :( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) السجدة ). ويقال لهم وهم فى الجنة : (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) الاعراف ) بينما يقال لأصحاب النار : ( فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) الاعراف )، فأصحاب النار يتعذبون بأعمالهم السيئة ، وما ظلمهم الله جل وعلا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ، لذا فإن من إهتدى فلنفسه ، ومن ضل فعلى نفسه . والضالون يأتون يوم القيامة يحملون اوزارهم على ظهروهم ليتم تعذيبهم بها ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) الانعام  )  .

7 ـ الاستمرارية تعنى أن يظل المؤمن متمسكا بإيمانه الخالص وعمله الصالح حتى الموت ، فيموت مؤمنا قد عمل الصالحات ، وتكون شهادته عند الموت أنه مات مسلما حقيقيا ، لذا يدعو المؤمن ربه جل وعلا بحُسن الختام  : (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193) آل عمران) (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126 ) الاعراف ) (أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف )

8 ـ بهذا سيكون المؤمنون الصالحون يوم القيامة محسنين قريبين من رحمة الله وبعيدين عن ناره ، يقول جل وعلا : ( إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) الاعراف )  . وبقدر أعمالهم الصالحة وإيمانهم الخالص يكون قُربهم من الدنيا ، فالدرجة العليا من أصحاب الجنة هى للسابقين فى الايمان والعمل وهم المقربون من الرحمن جل وعلا ، ثم يليهم أصحاب اليمين : (  فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) الواقعة  ). أما أصحاب النار فسيكونون محجوبين عن رب العزة ، فقد صدأت نفوسهم وإسودت من العصيان ، يقول جل وعلا : ( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ (16) المطففين ).

9 ـ وبهذا فيمكن لأى إنسان أن يقرر دخول الجنة ، فيعمل لها صالحا وهو مؤمن ،ويظل على هذا حتى لحظة الاحتضار . والله جل وعلا قد وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالجنة، ووعده حق : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) لقمان ). والله جل وعلا لا يخلف الوعد ولا يخلف الميعاد . 

10ـ وبالتالى لا يستوى اصحاب الجنة واصحاب النار، يقول جل وعلا : ( أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) ص ) ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) الجاثية ) .

غير أن اصحاب الديانات الأرضية يصنعون أحاديث تجعل دخول الجنة مجانا أو بمجرد كلمات أو بعض عبادات يقولها المجرمون العثصاة ، ويتناسون أن الجنة تستلزم إيمانا حقيقيا مخلصا وعملا صالحا يؤهل لدخول الجنة .

أخيرا

1 ـ ليس الأمر بالأمانى بدخول الجنة بلا إيمان وبلا عمل لها ، فمن يعمل سوءا يُجز به ، ومن يعمل صالحا وهو مؤمن من ذكر أو إنثى يجد الجنة فى إنتظاره .

2 ـ  إن من وسائل الشيطان أنه يقرن الآضلال بالتمنى ،فيكون الضال مملوءا بآمال دخول الجنة ، وهذا ما أعلنه الشيطان فى خطته للإيقاع بأبناء آدم،، قال : (وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ ) وقال جل وعلا  عن خداعه لأتباعه بالوعود والأمانى : ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (120) النساء ) وقال جل وعلا عن مصيرهم الحتمى  ( أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً (121) النساء ) وقال جل وعلا عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولم ينخدعوا بوعود الشيطان وأُمنياته : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً (122) النساء ) أى هو وعد الله جل وعلا ، ومن اصدق منه جل وعلا قولا ؟!! . ثم يقول جل وعلا يحذر المؤمنين من الأمنيات الكاذبة : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124) النساء  ).

3 ـ ويوم القيامة سيتبرأ الشيطان من اتباعه وهو معهم فى جهنم : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ابراهيم )

4 ـ  علينا أن نتذكر تحذير رب العزة لنا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)   لقمان )

5 ـ هل قرأ أئمة الأديان الأرضية هذا القرآن ؟

 وهل كانوا يؤمنون بهذا القرآن أصلا ؟

 

 

 

 هجص الغيب فى ( المسيح الدجال )

 

المسيح الدجال من الفراعنة الى ( مالك ) ومنه الى (البخارى ) و ( مسلم ).

 

أولا : الجذور :من الفرعونية المصرية الى مالك فى المدينة 

(الجبت ) هو الديانة الفرعونية :
1 ـ ( الجبت ) هو إسم الديانة المصرية القديمة ، وعندما إنتشرت هذه الديانة فى الامبراطورية الرومانية وفى اوربا وأثّرت على المسيحية أطلقوا هذا الاسم على (مصر) منبع هذه الديانة ، فقالوا (أيجبت
Egypt) من ( الجبت)،خصوصا وأن المصريين قاموا بتمصير المسيحية فإختلفت المسيحية المصرية عن المسيحية الرومية فى روما ,عن المسيحية الشرقية فى بينزطة ( القسطنطينية ) .المسيحية المصرية ( جبتية / قبطية ) تقول بالالوهية الكاملة للمسيح ، وتعتبر له طبيعة الاهية واحدة ، عكس الكنيسيتين الرومانية الكاثولوكية و البيزنطية الشرقية . بهذا ترسّخ وصف هذه المسيحية المصرية بالقبطية ، وترسخ إسم مصر بأنه ( أيجيبت Egypt) نسبة لهذه الديانة . وحدث بعدها أن انتشرت المعرفة فى اوربا بأسطورة ايزيس وأوزوريس وحورس ( الثالوث الالهى ) فى العصور الوسطى والذى أثّر فى شكل المسيحية الأوربية نفسها ، فتأكد ترسيخ ( إيجيبت ) إسما لمصر .

وعند الغزو العربى لمصر وجد العرب فيها مذهبين مسيحيين : المسيحية الشرقية التى يعتنقها البيزنطيون المحتلون بزعامة المقوقس ( قيرس ) ، ثم ( المسيحية المصرية  القبطية ) التى يؤمن بها أغلبية المصريين ، فأطلقوا على المصريين إسم ( القبط ) نسبة لمذهبهم،ولم يقولوا عنهم ( مسيحيون) أو(مصريون).  وظلت تسمية المصريين بالقبط سائدة حتى دخل معظم المصريين الى دين الغزاة العرب من العصر الفاطمى ( تشيع ، ثم تصوف سنى ، وأخيرا وهابية سنية متطرفة ) .وإحتفظ المسيحيون المصريون بإسم القبط أو (الأقباط ) ، وحتى الآن .

2 ـ وقد نزل القرآن الكريم باللسان العربى ، وهذا اللسان العربى إستعار كثيرا من المفردات اليونانية والرومانية والفارسية والمصرية القديمة ، وصارت جزءا من نسيجه المقروء المنطوق والمسموع والمكتوب .والتأثير المصرى كان هائلا فى الجزيرة العربية ، فتسربت كثير من المفردات المصرية القديمة الى اللسان العربى ، إذ انه بعد إكتمال وإزدهار الحضارة الفرعونية بعشرات القرون ظهر العرب ، وحين زاروا مصر ورأوا عمائرها إستعاروا كلمة ( مصر / أمصار ) بمعنى المدن ، و ( مصّر ) أى أقام مدينة . فقد رأوا المدن لأول مرة فى مصر . ولهذا فإن كلمة ( مصر ) فى القرآن الكريم تأتى اربع مرات بمعنى ( مصر الوطن ) وتأتى بمعنى المكان الحضرى غير الصحراوى : ( اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ) (61) البقرة ) .

وكان الحجاز ـ ولا يزال ـ أقرب مناطق الصحراء العربية تأثرا بمصر . وكانت (مكة) حاضرة الحجاز والجزيرة العربية أكثر إنفتاحا والأكثر تأثرا بمصر ، لذا إستوردت من مصر عبادة الثالوث ( ايزيس / أوزوريس / حورس ) . أسماؤها فى اللسان المصرى القديم ( عزى،عزير) ولكنها تحولت فى اللسان اليونانى الى ( ايزيس، أوزيريس ) حيث لا يوجد فيه حرف العين . إتخذ العرب من ( عزى / ايزيس ) المصرية إلاهة أسموها ( العزى ) وأكملوا الثالوث من إختراعاتهم، وقال جل وعلا عن هذه الأسماء التى إخترعوها وقدسوها : (أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23) النجم ).

3 ـ بنو اسرائيل ( بنو يعقوب ) الذين تكاثروا بمصر بعد موت يعقوب ويوسف عليهما السلام تشربوا الديانة الفرعونية ، وظلت مؤثرة فيهم برغم الاضطهاد الفرعونى وبرغم ما رأوه من الآيات التى أعطاها رب العزة جل وعلا لموسى عليه السلام . بل إنه بمجرد أن أنجاهم الله جل وعلا وأغرق فرعون وجنده وصاروا فى سيناء رأوا معبدا فرعونيا فطلبوا من موسى أن يجعل لهم آلهة فرعونية مماثلة :(الاعراف 138 ). ثم كانت فضيحتهم الكبرى حين عبدوا ( عجل أبيس المصرى) الذى صنعه لهم السامرى . الأجيال التالية من بنى إسرائيل حافظوا على المؤثرات الفرعونية ، باعتبارها ( الثوابت ) التى وجدوا عليها آباءهم . وكان منها عبادة ( أوزيريس ) أو ( عوزير ) وتقديس الكهنة . وبنو اسرائيل وغيرهم ممّن دخل فى المسيحية ما لبث أن إتبع الانحراف الذى قال به بولس ، والذى ربط فيه شخصية المسيح بالديانة الفرعونية . وبالتالى تشابهت المسيحية واليهودية فى القول بألوهية المسيح ( عند المسيحيين ) وعزير ( أو عوزير / أوزيريس ) عند بنى اسرائيل فى عهد نزول القرآن الكريم . لذا يقول جل وعلا : (وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) التوبة ) . ( اليهود ) فى المصطلح القرآنى هم الضالون المعتدون فقط من بنى اسرائيل ، وهم الذين كانوا وقتها يزعمون أن ( عزير ) المصرى ابن لله ، تعالى الله جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا .المسيحيون يقولون بأن المسيح ابن الله ـ جل وعلا ـ تعالى عن ذلك علوا كبيرا . والله جل وعلا يقول عن الفريقين عنهم وعن أولئك اليهود وقت نزول القرآن الكريم : (يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ) أى يتشابهون مع قول اذين كفروا من قبل ، أى قدماء المصريين .

 4 ـ وقد عاش فى يثرب قبائل يهودية وعاصرت دولة النبى محمد عليه السلام حين أصبحت يثرب هى المدينة . وقد نشر هؤلاء اليهود ثقافتهم الدينية المتأثرة بالفرعونية بين عرب المدينة ، ولأنهم كانوا فى عداوة مع النبى والمؤمنين فقد ظاهروا كفار قريش ، وزعموا لكفار قريش أن دين قريش هو الصحيح وهو الأقرب للهدى من الاسلام . لذا قال جل وعلا عنهم: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51)النساء). هنا يذكر رب العزة إسم الديانة الفرعونية صراحة ( الجبت ) من (  Egypt) ، وهذا فى معرض تأثر اليهود بالديانة الفرعونية . كما ذكر من قبل وصف اليهود حين ألّهوا (عزير / أوزيريس )بأنهم : (يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ) أى يتشابهون مع قول اذين كفروا من قبل ، أى قدماء المصريين .

5 ـ وظلت التأثيرات اليهودية حية فى المدينة ببقاء وتطور النفاق فيها . لقد تحدث رب العزة فى كتابه الكريم عن المنافقين فى المدينة فى عشرات الآيات ، وكانت الآيات تنزل تفضح مكائدهم . وتوقف الحديث عنهم بإنتهاء القرآن الكريم نزولا وبموت خاتم النبيين عليهم جميعا السلام . ولا نتصور أن المنافقين قد إنتهى وجودهم  بموت النبى ، بل العكس هو المؤكد ، خصوصا وقد كانوا غاية فى النشاط فى أواخر ما نزل من القرآن الكريم فى سورة التوبة . وبالتالى فإن أيسر ما ننتظره منهم هو محفاظتهم على الثقافة اليهودية المخالفة للاسلام ، وهى التى أظهرها الامام مالك فى هجصه الذى نتعرض له هنا . ومنه أول إشارة الى المسيح الدجال . وقد جاءت فى هجص (الموطأ ).

6 ـ وطبقا للأسطورة الدينية المصرية القديمة فالإله جب إله الأرض كان متزوجا من آلهة السماء نوت ، وأنجب منها أربعة أبناء : هم إيزيس (عزى ) واوزيريس ( عزير )و ( ست )  واختهم نيفتيس . تزوج عزير عزى ، وتزوج ست نفتيس . كان عزير طيبا عادلا بينما كان ست قويا باطشا شريرا . قتل ست أخاه عزير، ووزع جسده فى انحاء مصر . قامت عزى بتجميع اشلاء زوجها عزير ، وبتعويذة سحرية أعادت له الحياة ، وأنجبت منه ابنهما حورس . وانتقم حورس فقتل عمه ست . وفقد حورس فى تلك المعركة عينه اليسرى .

حدثت تحورات شتى فى هذه الاسطورة عبر القرون ، أبرزه أن ظل ست إله القوة والبطش  ، وخصما لأخيه عوزير إله الخير ، وتحول عزير الى  إله الموت الذى يحاسب الموتى فى قبورهم ، وتحول فى اليهودية الى ( عزير ) الذى جعلوه إبنا لله جل وعلا ، وتحول لاحقا الى ( عزرائيل ) ملك الموت عند ( المسلمين ) .

ما يهمنا هنا أن ملامح من اسطورة ( ايزيس( عزى ) أوزيريس ( عزير ) و ست ) ظهرت فيما يسمى برجوع المسيح قبيل قيام الساعة عند المسيحيين ، أما فى الدين الشيعى فقد ظهر تحت مسمى ( المهدى المنتظر ) ، وفى الدين السنى تحت مسمى عودة المسيح ، وعودة ست خصم المسيح باسم المسيح الدجال .

7 ــ  وأول إشارة للمسيح الدجال جاءت فى الموطأ ضمن هجص مالك فى تقديس المدينة ، ففى الموطأ رواية يحيى : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلاَئِكَةٌ لاَ يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلاَ الدَّجَّال . ) . 

ثانيا : هجص البخارى ومسلم عن المسيح الدجال :

1 ـ عن تقديس المدينة نقل البخارى ومسلم  الحديث السابق من موطأ مالك : (  حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال).وذكره( مسلم ) في الحج، باب: صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها.

 2 ـ ثم تحويرات فى هذا الحديث مع صناعة عنعنة جديدة له ، وجاء هذا فى أحاديث شتى ، تكررت فى البخارى ، منها :( حدثنا إسحق بن أبي عيسى: أخبرنا يزيد بن هارون: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المدينة يأتيها الدجَّال، فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدجَّال ولا الطاعون إن شاء الله . ) ( باب: لا يدخل الدجال المدينة.( حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان ).

3 ـ ثم أنواع أخرى من هجص المسيح الدجال ذكرها البخارى مثل : (حدثنا إبراهيم بن المنذر: حدثنا الوليد: حدثنا أبو عمرو: حدثنا إسحق: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فيخرج الله كل كافر ومنافق).وقد ذكره ( مسلم ) في الفتن وأشراط الساعة، باب: قصة الجساسة.

ومثل : (حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن إسحق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يجيء الدجال، حتى ينزل في ناحية المدينة، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج إليه كل كافر ومنافق. ) ، ( حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا مسعر: حدثنا سعد ابن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي بكرة،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل المدينة رعب المسيح، لها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان) .قال: وقال ابن إسحق، عن صالح بن إبراهيم، عن أبيه قال: قدمت البصرة، فقال لي أبو بكرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا.)

 4 ـ ثم تفصيلات هجصية ( درامية ) يفترى فيها البخارى قائلا : ( حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال، فكان فيما حدثنا به أن قال: (يأتي الدجال، وهومحرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، ينزل بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال، الذي حدثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيت إن قتلت هذا ثم أحييه هل تشكون في الأمر؟. فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: أقتله فلا أسلط عليه).ذكره (  مسلم ) في الفتن وأشراط الساعة، باب: في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه .

5 ـ وفى بعض هذه التفصيلات وصف المسيح الدجال بأنه ( أعور ) وهذا يذكرنا بالاسطورة الفرعونية التى جعلت (حورس ) يفقد عينه فى قتال عمه ( ست). يفترى البخارى:( حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم، عن صالح، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: (إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه: إنه أعور، وإن الله ليس بأعور. ) . البخارى ـ لعنه الله جل وعلا يجرؤ على قول هذه العبارة عن رب العزة : ( وإن الله ليس بأعور. )، ويقشعر قلب المؤمن من قولها . بل يكررها البخارى فى حديث آخر : ( حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوب كافر  . ) ذكره ( مسلم ) في الفتن وأشراط الساعة، باب: ذكر الدجال وصفته وما معه .

6 ـ وتفصيلات أخرى كررها البخارى فى هجصه عن الدجال ( الأعور ) : ( حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينا أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل سبط الشعر، ينطف أو يهراق رأسه ماء، قلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس، أعور العين، كأن عينه عنبة طافية، قالوا: هذا الدجال، أقرب الناس به شبهاً ابن قطن). رجل من خزاعة.حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر - أراه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعور عين اليمنى، كأنها عنبة طافية).

7 ـ وتفصيلات أخرى مضحكة ، منها : (حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال.) هم يزعمون أن الدجال سيأتى بعد موت النبى محمد ، فكيف يستعيذ برب العزة منه ؟ . ومنها : ( حدثنا عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال: (إن معه ماء وناراً، فناره ماء بارد، وماؤه نار . ).قال أبو مسعود: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.).

8 ـ ثم هناك هجص كثير عن الدجال ونزول المسيح .. نرجو من أحبتنا بحثه .

ولكن لمجرد التذكير نقول إن النبى عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ، ولم يكن له أن يتكلم فيه ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

القسم الثانى : خرافات ومتفرقات

 

هجص مالك فى الطب والتداوى  

 

1 ـ لكل شعب خبراته فى التداوى ، منها الصحيح ومنها الفاسد ، وعندما يسيطر دين أرضى فإنه يعطى مشروعية دينية لهذا التداوى بالدين ، وفى هذا تتضاءل الفوارق بين المجتمعات الحضرية و البدائية طالما سيطر عليها دين أرضى وأدخلهم فى نفق التخلف الثقافى التابع له . ومثلا فإن الساحر فى القبيلة الأفريقية وفى قبائل الهنود الحمر يقوم بوظيفتى رجل الدين والطبيب ، بينما يقوم ( الولى ) المقدس أو ( القديس ) بنفس الدور دينيا وطبيا . يتضاءل هذا وينعدم فى المجتمع العلمانى العلمى فالطب يصبح علما ، وتتضاءل وظيفة رجل الدين ويتم حصاره وحصره بين جدار معبده . 

2 ـ كانت احوال العرب متأخرة حضاريا مقارنة بالأمم حولهم فى الأودية النهرية ، وكانت لهم خبراتهم الطبية ، وسبق مالك ـــ كعادته السيئة ــــ فى ربط هذه الخبرات بأحاديث إخترعها فجعلها دينا ، وسار على أثره مخرّفون آخرون كالبخارى الذى جعل شرب بول الابل دواءا . وبهؤلاء الجاهلين تأسّس باب من الكذب إسمه ( الطب النبوى ) لا يزال سائدا يجد له الكثير من الأتباع والأنصار .

3 ـ وتجدر الاشارة الى أنه فى العصر العباسى الأول بدأت حركة علمية حقيقية تبنى على تراث اليونان والرومان ، ويجمع علماؤها بين الفلسفة والطب والرياضيات والعلوم الطبيعية وشتى المعارف ، ولا يزالون فخر الحضارة المنسوبة للاسلام وللعرب حتى الآن  ، ومنهم ابن سينا والرازى الطبيب و جابر بن حيان والفارابى والكندى والبيرونى والخوارزمى وابن الهيثم ..الخ .. على أن التحالف بين الخلافة العباسية والفقهاء السنيين أجهض هذه الحركة الفكرية على نحو ما أوضحناه فى مقالات كتاب ( الحنبلية ــ أم الوهابية ــ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) . وترتب عليه أن الخرافات الطبية التى بدأ بها مالك ما لبث أن سادت وأصبحت دينا . ونعطى لمحة عن هجص مالك وخرافاته الطبية فى الموطأ .

أولا : التداوى بالرقية

 الرقية ( أو التعويذات التى تقال بكلمات دينية معينة مع المسح على المريض ) هى أهم وأشهر الوصفات الطبية فى أى مجتمع يسيطر عليه دين أرضى ، وتتنوع العبارات أو التعويذات ، حسب الدين الأرضى السائد . ومع تنوعها فالأغلب أنها تكون دواء لكل مرض سواء كان عضويا أو نفسيا .ومعلوم أن الدين الأرضى يتأسس على أنقاض الدين الحق ، بالتحريف والتزييف والتخريف . ولهذا فإن التعاويذ والرقى لدى المحمديين تنحت ألفاظها وعباراتها أحيانا من القرآن الكريم . وتحت عنوان ( باب التَّعَوُّذِ وَالرُّقْيَةِ فِي الْمَرَضِ ) نقرأ  هذا الهجص :

1 ـ  (  حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ السَّلَمِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ عُثْمَانُ وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُنِي ‏.‏ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ امْسَحْهُ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَقُلْ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَقُلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ بِي فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهَا أَهْلِي وَغَيْرَهُمْ ‏.‏ ). هنا صيغة هجص للرقية يزعم الراوى أنها أفلحت فى الشفاء من مرض غير معروف .

2 ـ ثم صيغة  هجص أخرى زعم الراوى أن النبى نفسه كان يعملها وأن زوجته كانت تعملها له:( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفِثُ ‏.‏ قَالَتْ فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَنَا أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ عَلَيْهِ بِيَمِينِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا ‏.‏). هنا هجص الرقية بالمعوذتين مع البصق .

3 ـ ومع ان عاشة فى هجص الرواية السابقة تعلمت رقية من النبى ـ بزعمهم ـ ومع أنها كانت ترقى بها النبى ـ بزعمهم ـ إلا إن الرواية التالية نراها تلجأ لراقية يهودية . يقول : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ارْقِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ ‏.‏).

4 ـ (  حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنِّي أُرَوَّعُ فِي مَنَامِي ‏.‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ ‏"‏ ‏.‏ ) هنا هجص مضحك نرى فيه ( خالد بن الوليد ) الذى جعلوه  ( سيف الله المسلول ) يرتعب من الكوابيس فيذهب للنبى شاكيا شأن أى طفل مرعوب ، ويعود برقية تشفى القلب المكروب .!.

5 ـ ونسج مالك على هامش اسطورة المعراج هذا الهجص المضحك : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ يَطْلُبُهُ بِشُعْلَةٍ مِنْ نَارٍ كُلَّمَا الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَآهُ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ إِذَا قُلْتَهُنَّ طَفِئَتْ شُعْلَتُهُ وَخَرَّ لِفِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ بَلَى ‏"‏ فَقَالَ جِبْرِيلُ فَقُلْ أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ اللاَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَشَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَشَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ ‏.‏ ) فى هذا الفيلم الهندى الهابط  نرى عفريتا من الجن يطارد النبى ومعه جبريل ، ويهددهما بشعلة من النار . ويقوم جبريل بتعليم النبى رقية يطرد بها هذا العفريت قليل الأدب . وتوتة توتة خلصت الحدوتة ..!!

6 ـ بل تنفع الرقية فى الشفاء من لدغة العقرب : (  وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلاً، مِنْ أَسْلَمَ قَالَ مَا نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ‏.‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مِنْ أَىِّ شَىْءٍ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ‏.‏ لَمْ تَضُرَّكَ ‏"‏ ‏.‏ ) ومن يؤمن فعلا بهذا الهجص عليه أن يقول هذه الرقية ثم يحتضن عقربا وينام .

7 ـ الهجص القادم جىء به من كعب الأحبار اليهودى الذى اسلم فى خلافة عمر بن الخطاب ، وننقله بلا تعليق إكتفاء بالحمار الذى فيه : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَىٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، أَنَّ كَعْبَ الأَحْبَارِ، قَالَ لَوْلاَ كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ لَجَعَلَتْنِي يَهُودُ حِمَارًا ‏.‏ فَقِيلَ لَهُ وَمَا هُنَّ فَقَالَ أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَيْسَ شَىْءٌ أَعْظَمَ مِنْهُ وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ وَبِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ ‏.)

ثانيا : التشكيك فى التداوى بغير الرقية :

تحت عنوان (  باب تَعَالُجِ الْمَرِيضِ ) :

1 ـ (  حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ رَجُلاً، فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَصَابَهُ جُرْحٌ فَاحْتَقَنَ الْجُرْحُ الدَّمَ وَأَنَّ الرَّجُلَ دَعَا رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي أَنْمَارٍ فَنَظَرَا إِلَيْهِ فَزَعَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمَا ‏"‏ أَيُّكُمَا أَطَبُّ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالاَ أَوَ فِي الطِّبِّ خَيْرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَزَعَمَ زَيْدٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ أَنْزَلَ الدَّوَاءَ الَّذِي أَنْزَلَ الأَدْوَاءَ ‏"‏ ‏.‏ ) . هذه رواية مصنوعة صناعة رديئة . الرجل الجريح إستدعى إثنين لعلاجه ، ومفروض أنهما أطباء . وأن النبى سألهما عن الأمهر منهما فى الطب ، ونفاجأ بقولهما (أَوَ فِي الطِّبِّ خَيْرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ) أى لا يؤمنان بجدوى مهمنتهما . ويتكرر قول الراوى ( فزعما ) ( فزعم زيد ) للتشكيك فى الرواية وفى إمكانية التداوى بالطب .

2 ـ والهجص فى الرواية التالية يصلح للنشر فى صفحة الحوادث والوفيات : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ سَعْدَ بْنَ زُرَارَةَ، اكْتَوَى فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الذُّبَحَةِ فَمَاتَ ‏.‏) المسكين إكتوى فمات .. 

3 ـ ثم هجص يضع الرقية بجانب التداوى بالاكتواء أو الكى : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، اكْتَوَى مِنَ اللَّقْوَةِ وَرُقِيَ مِنَ الْعَقْرَبِ ‏.‏) فالاستاذ عبد الله بن عمر أصيب باللقوة ( شلل نصفى فى الوجه ) فعالجه بالكوى ( أى مكواة ) . ولدغته عقرب فتداوى بالرقية . ولا نعلم صيغة هذه الرقية .

 ثالثا : التداوى من الحمى بالماء :

تحت عنوان (  باب الغسل بالماء من الحمى ) نقرأ هذا الهجص :

  1 ـ ( حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِالْمَرْأَةِ وَقَدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَهَا أَخَذَتِ الْمَاءَ فَصَبَّتْهُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جَيْبِهَا وَقَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نُبْرِدَهَا بِالْمَاءِ ‏. ) .

  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِنَّ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ ‏"‏ ‏. )

(  وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ ‏"‏ ‏. )

هنا كلام عام عن (الحمى ) ووصف لها بأنها من فيح جهنم . جهل هائل وهجص فادح .

2 ـ  أفدح منه هذا الحديث الهجصى : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنِ ابْنِ عَطِيَّةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لاَ عَدْوَى وَلاَ هَامَ وَلاَ صَفَرَ وَلاَ يَحُلَّ الْمُمْرِضُ عَلَى الْمُصِحِّ وَلْيَحْلُلِ الْمُصِحُّ حَيْثُ شَاءَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ذَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إِنَّهُ أَذًى ‏"‏ ‏.) . هنا نفى للعدوى . ثم إثبات لتأثير العدوى بنهى جلوس المريض مع السليم .  الحديث ينفى أيضا ( الصفر ) وهو وجود دود فى البطن . وينفى الهامة وهى شبح المقتول .

رابعا : التداوى بالحجامة

الحجامة هى اِسْتِخْراجُ دَمِ الْمَريضِ بِواسِطَةِ آلَةٍ معينة . وكانت الحجامة مشهورة فى الجاهلية العربية ثم جعل لها مالك سندا دينيا بأحاديث الهجصية منها :

    ( حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ وَأَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ ‏. )   ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِنْ كَانَ دَوَاءٌ يَبْلُغُ الدَّاءَ فَإِنَّ الْحِجَامَةَ   تَبْلُغُهُ ‏"‏ ‏. )

 

 

 

 

 

  هجص مالك عن الحسد وعين الحسود .!!

 

 تحت عنوان ( كتاب العين ) نقرأ فى الموطأ رواية يحيى( باب الوضوء من العين ) .

 :     ( وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يَقُولُ اغْتَسَلَ أَبِي سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِالْخَرَّارِ فَنَزَعَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يَنْظُرُ قَالَ وَكَانَ سَهْلٌ رَجُلاً أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِلْدِ - قَالَ - فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلاَ جِلْدَ عَذْرَاءَ ‏.‏ قَالَ فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُخْبِرَ أَنَّ سَهْلاً وُعِكَ وَأَنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ سَهْلٌ بِالَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عَامِرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَلاَّ بَرَّكْتَ إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ تَوَضَّأْ لَهُ ‏"‏ ‏.‏ فَتَوَضَّأَ لَهُ عَامِرٌ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ‏. ).

   ( وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّهُ قَالَ رَأَى عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَغْتَسِلُ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلاَ جِلْدَ مُخْبَأَةٍ ‏.‏ فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ هَلْ تَتَّهِمُونَ لَهُ أَحَدًا ‏"‏ قَالُوا نَتَّهِمُ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ ‏.‏ قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ ‏"‏ عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَلاَّ بَرَّكْتَ اغْتَسِلْ لَهُ ‏"‏ ‏.‏ فَغَسَلَ عَامِرٌ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ عَلَيْهِ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ‏.) 

مفهوم من هذا الهجص أن الأخ الصحابى عامر بن ربيعة كانت عينه تحسد ، أى تفلق الصخر بالتعبير المصرى . وقد نظر بعينه الحاسدة الى الاستاذ سهل بن حنيف حين كان الأخ سهل يغتسل . فأصابته عين  الاستاذ عامر فسقط الاستاذ سهل مريضا .ووصل الخبر الى النبى بزعمهم ، فوصف له النبى علاجا هو أن يتوضأ من العين.  لم يرد فى الرواية مصطلح ( الحسد )، ولكن نفهم أن مصطلح (العين ) يعنى العين التى تحسد وتصيب المحسود بالضرر . وأن العلاج هو الوضوء.

ولكن بعدها نجد علاجا آخر للمحسود هو (الرقية ) .

( باب الرقية من العين )

      حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ، أَنَّهُ قَالَ دُخِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِابْنَىْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِحَاضِنَتِهِمَا ‏"‏ مَا لِي أَرَاهُمَا ضَارِعَيْنِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَتْ حَاضِنَتُهُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ تَسْرَعُ إِلَيْهِمَا الْعَيْنُ وَلَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَسْتَرْقِيَ لَهُمَا إِلاَّ أَنَّا لاَ نَدْرِي مَا يُوَافِقُكَ مِنْ ذَلِكَ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اسْتَرْقُوا لَهُمَا فَإِنَّهُ لَوْ سَبَقَ شَىْءٌ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ ‏"‏ ‏. ) فالعين الشريرة تسبق القدر الالهى .. يا للهول .!!.

  ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَفِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ يَبْكِي فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ بِهِ الْعَيْنَ - قَالَ عُرْوَةُ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَلاَ تَسْتَرْقُونَ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ ‏"‏ ‏.).

هنا هجص يأمر بالرقية دون ذكر صيغة معينة لها . وبالتالى فلا بأس بالرقية المصرية القائلة :( رقيتك واسترقيتك من عين الحسود واللى ما يصليش على النبى ) ثم بصقة على اليمين وبصقة أخرى على الشمال ..وكله هجص ..!!

ثانيا : الردُّ على هجص الحسد عند مالك :

1 ـ ( مالك ) هنا ينقل خرافات عصره من المعتقدات فى الأرواح الشريرة والأنفس السفلية والأشعة التى تخرج من عين الحاسد فتصيب المحسود .

 ومالك لا يفترق عن عوام النساء فى الاعتقاد بالحسد . والنساء بالذات أكثر خلق الله اعتقادا فى الحسد وخوفا من عين الحسود . على أن النساء يتردد على ألسنتهن أن الحسد مذكور فى القرآن الكريم، وبعضهن لا يحفظن من القرآن الكريم إلا سورة الفلق . وهن بهذا يتفوقن على ( مالك ) الذى قلما يستشهد بالقرآن حتى فى معرض التأويل وتحريف المعنى القرآنى .

   2 ـ ولكن .. هل صحيح أن الحسد المذكور فى القرآن يعنى قدرة الحاسد بعينه الشريرة على إلحاق الأذى والمرض بالمحسود؟ وما هو معنى الحسد فى القرآن الكريم ؟،  وماالمقصود بقوله جل وعلا : (   وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ  )؟ .

 إن ( الحسد ) فى القرآن الكريم يعنى فقط مجرد الحقد والكراهية فقط ، دون إلحق مرض بالمحسود.

 3 ـ ـ وتبدأ القصة بخلق آدم ورفض ابليس السجود له حقدا وحسدا، وقد عبر عن حقده وحسده لآدم فقال عنه يخاطب رب العزة جل وعلا " قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (62)   سورة الاسراء ).
ان ابليس فى غمرة حقده وحسده على آدم طلب من الله تعالى ان يبقيه الى يوم القيامة ليمارس تصفية حساباته مع أبناء آدم ،وقد استجاب الله تعالى له ، فهو يمارس حقده فى غوايتنا واضلالنا، ونستطيع التخلص بسهولة من شروره اذا أستعذنا بالله تعالى من شروره ، وكنا مخلصين فى الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم.  والله جل وعلا يعلمنا الأستعاذة بالله من شر ابليس ويوضح صفاته ومكائده فى قوله جل وعلا : (  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ( 5)).  فأبليس هو شر الخلق اذ لا مجال للخير عنده ابدا وابليس هو الذى يتحرك فى الظلام ليكيد لنا وتلك صورة مجازية تعبر عن وسوسته للنفس البشرية وذلك معنى قوله جل وعلا : (  وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ . ) ، وهو الذى ينفث سمومه فى نفوسنا ليلوث الفطرة السليمة فى داخلنا : ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) ." ثم هو ذلك الحاسد الذى اعلن فى غمرة حسده لأبينا آدم ان يسيطر علينا ليهلكنا ،فقوله جل وعلا : ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) " مقصود به ابليس وحده حين قال لله تعالى عن آدم: ( أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً . ).  ونحن حين نستعيذ بالله تعالى منه انما نخشى ان نكون من ضحاياه حين توعد ذرية آدم فى ذلك الموقف امام الله تعالى ، حيث كان حاسدا حاقدا . وابليس لا يملك الا الوسوسة والحث على الشر وليس بأمكانه اكثر من ذلك،وكفى بذلك شرا .

   4 ــ ويخطىء الذين يعتقدون ان قوله جل وعلا : ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ . ) تعنى الحاسدين من البشر بعيونهم المشعة الشريرة والخطيرة.  والسبب ان الآية تخاطب النبى محمدا عليه السلام فى المقام الأول وتقول له السورة : (  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. )،  فهل يعنى ذلك ان يستطيع الحاسد من البشر ان يضر النبى محمدا الى درجة ان يأمره الله تعالى بالاستعاذة بالله منه ؟ 
5  ــ انهم يعتقدون ان أحد الحساد كاد أن يصيب بعينه النبى محمدا..! . وتلك من الاساطير المضحكة، فالقرآن الكريم ينفى ان يكون باستطاعة أى بشر من الناس ان يتسلط على النبى بضرر يمنعه من اداء الرسالة ، والله جل وعلا  يقول له: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة (67) " اذن فالله تعالى كان يعصم رسوله ـ أى يحفظه ـ من الناس الحاسدين والمتآمرين وغيرهم على كثرتهم حتى بلغ الرسالة كاملة ، واذن فقوله جل وعلا  للنبى محمد عليه السلام :(  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) لا تعنى البشر ، لأنه عليه السلام محفوظ ـ مقدما ــ من شرور البشر ، ويتعين ان يكون الاستعاذة من ابليس وحده  وذريته من الشياطين . يؤكد هذا أن الله جل وعلا يقول للنبى : (  وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) المؤمنون )، ويقول له ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) الأعراف ). ويقول له أيضا ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) النحل ) . ولم تأت الأوامر بالاستعاذة للنبى الا فيما يتعلق بابليس والشياطين . وذلك يؤكد ان سورة الفلق كلها تتحدث عن ابليس وذريته فقط وانه هنا هو الحاسد الذى نستعيذ بالله تعالى من شره . وأنه لا تتحدث أبدا عن حاسد من البشر .    
  6 ـ على أن القرآن الكريم يتحدث أيضا عن حاسدين من بنى آدم ولكن لا يأمر بالاستعاذة منهم، ونفهم أن حسدهم مجرد حقد لايستحق سوى الشفقة من المحسود . يقول جل وعلا عن بعض اهل الكتاب فى عصر النبى محمد عليه السلام : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)البقرة )  ولو كان حقدهم يفرز أشعة كما كتب الشيخ محمد متولى الشعراوى فى كتابه ( الحسد ) لاستطاع ذلك الحقد الضارى أن يبيد النبى والمؤمنين،ولما قال جل وعلا للمؤمنين:(فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا).  
  7 ـ وبعضهم يستدل على وجود الحسد المؤذى بالمحسود بما جاء فى سورة يوسف عن قول يعقوب عليه السلام لأبنائه حين ذهبوا الى مصر (َ يَا بَنِي لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ) ( يوسف  : 67 ) أى أن النبى يعقوب ـ أو اسرائيل ـ عليه السلام خاف ـ بزعمهم ـ على أبنائه من الحسد ـ وكان عددهم بدون يوسف احدى عشر رجلا ـ فأمرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة حتى لا تنالهم أعين الحاسدين وأشعتها القاتلةّّ.!!.

إلا إننا نفهم من النسق القرآنى فى سورة يوسف أن يعقوب عليه السلام كان يخشى على أولاده من مضايقات كان يمكن أن يتعرضوا لها عند الحدود المصرية فى أطراف سيناء. وطبقا لما جاء فى الآية الكريمة فقد كانت هناك ( بوابات ) ( أبواب ) عند دخول مصر  ــ أو بتعبير عصرنا ـ منافذ للعبور على الحدود. وهذا مذكور فى نفس الآية (َ يَا بَنِي لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ). أى كانت هناك (معابر ) حدودية  على الجانب المصرى ــ فقط ــ عليها حُرّاس يحمون الحدود المصرية ، ويقوم أولئك الحراس بتفتيش ومراقبة القادمين من البدو الى مصر . وفيما بعد حين التقى يوسف بوالديه وإخوته قال يشكر الله جل وعلا : (ُ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ ) يوسف 100) أى كانوا قادمين من البدو والصحراء. ومن الطبيعى أن تكون هناك احتياطات أمنية وحربية على الحدود المصرية الصحراوية الشرقية ، خصوصا وقت المجاعة التى ضربت المنطقة ، وكانت مصر مكدسة بالقمح والخير ، تُشجع الطامعين والجوعى . لذا كان لا بد من الحرص . وبالتالى فإن من دواعى الاشتباه وجود أخوة غرباء متشابهى الملامح فى صف واحد فى بوابة واحدة يتفرس فيهم الحراس الشكاكون بطبيعة مهنتهم . وأيضا فمن دواعى الحذر أن يدخل الأبناء الاحدى عشر الحدود المصرية من أبواب متفرقة . ودخل الأبناء من أبواب متفرقة كما أمر أبوهم وقال الله تعالى فى القرآن (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ( 68 ). أى إن هذا الحذر لن يغير شيئا من القدر الحتمى المرسوم سلفا. فالله جل وعلا قد أوحى من قبل للنبى يعقوب عليه السلام بما سيحدث لابنه يوسف من اخوته ، وهذا هو العلم الذى أعلمه الله تعالى به وجاءت الاشارة اليه فى سورة يوسف فى أكثر من موضع ( 5 ، 6 ، 18 ، 83 ، 86 ـ ، 94 ، 96 ) إلا أن عاطفة الأبوة عنده أذهبت عينيه من الحزن وجعلته يشفق على أبنائه من دخول الحدود المصرية .

من ناحية أخرى فان التقدم الهائل الذى كانت تعيش فيه مصر فى تلك الفترة كان يجعلها فى حذر من مجىء البدو اليها. وبعض ملامح هذا الترف والحضارة تظهر بين ثنايا سورة يوسف فيما يخص قصر العزيز ـ ولم يكن هو الملك بل أحد خدمه . إقرأ قوله تعالى عن امرأة العزيز ومحاولتها مع يوسف ( خادمها حينئذ )( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ) يهمنا هنا أنها أغلقت الباب ـ آسف ـ بل أحكمت اغلاق الأبواب :( وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ ) ، أى ان لديها فى جناحها الخاص أكثر من حجرة وأكثر من باب ، وأن لكل باب منها أقفالا مزدوجة تستطيع بها من الداخل قفل الأبواب وإحكام قفلها. ولكن المفاجأة أن زوجها كانت لديه مفاتيح يفتح بها نفس الأبواب من الخارج . قد يبدو هذا عاديا فى عصرنا، ولكننا نتكلم هنا عن عصر يوسف أثناء الدولة الوسطى فى التاريخ الفرعونى. أى أنه فى الوقت الذى كان معظم البشر لم يهبطوا بعد من فوق الأشجار كانت إمرأة العزيز تقيم حفل استقبال للنساء المترفات فى المدينة فى قصرها العامر لتفتح معهن حفلة للثرثرة تنتهى بأن تريهن جمال يوسف. وفى وقت انشغالهن بالثرثرة والنميمة وآخر أخبار الاشاعات وهن متكئات على الأرائك يدخل عليهن يوسف فتتوقف الألسنة ويخيم الصمت ثم يصرخن جميعا (حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) يوسف 31   ) .  )
من الطبيعى أنّ دولة بهذا القدر من الحضارة والرفاهية  لا بد أن تحمى نفسها من الشرق حيث يوجد البدو، أى لابد أن تكون لمصر أبوابا على حدودها. و لا بد ان يشتهر الحراس على هذه الأبواب باليقظة والغلظة. ومن هنا خاف النبى يعقوب على أبنائه الاحدى عشر. لم يخش من الحسد ولكن من حراس الحدود .

أخيرا
ونرجع الى موضوع الحسد لنقول إن ابليس استطاع أن يتلاعب بنا ، اقنعنا أنه ليس هو المقصود بسورة الفلق وأنه ليس الحاسد وجعلنا نعتقد فى خرافات الارواح الشريرة والانفس السفلية والحاسد ذى العين السحرية المدورة.. ويبدو انه قد أحكم سيطرته على الاغلبية منا لأنه مهما قيل من أدلة قرآنية وعلمية فسيظل شيوخ الهجص وأتباعهم من النسوة والرجال يسيرون على دين ( مالك ) يعتقدون فى الحسد وأبو (عيون جريئة ) .!!. ويرددون المثل المصرى الشائع ( عين الحسود فيها عود ) ، أو كما قال المنلوجست المصرى الرائع الراحل محمود شكوكو : ( عين الحسود فيها عود .. وكمنجة ).!

 

 

 

 

هجص مالك فى الموطأ : خرافات عن المرأة والحيات من مالك الى البخارى

 

وقد عرضنا امثلة من الخرافات التى يعّجُّ بها الموطأ . ونعطى منها المزيد

أولا : التشاؤم والنساء :

1 ـ يقول تحت عنوان (باب مَا يُتَّقَى مِنَ الشُّؤْمِ ). يقول الراوى يحيى :

  وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِنْ كَانَ فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالْمَسْكَنِ ‏"‏ ‏.‏ يَعْنِي الشُّؤْمَ ‏.‏

  وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ، وَسَالِمٍ، ابْنَىْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ الشُّؤْمُ فِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ‏"‏ ‏. )

2 ـ ونقول إن التشاؤم أو ( التطير ) من ملامح الشّرك . قوم ثمود تشاءموا من النبى صالح عليه السلام ومن المؤمنين معه، وقالوا له:( اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ)47 النمل). 

 وأرسل الله جل وعلا ثلاثة من الرسل الى قرية فقال الكافرون لهم:( إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ  )18  يس ).

وتشاءم قوم فرعون من موسى ومن معه ، يقول جل وعلا : ( فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) 131 الأعراف ).

3 ـ التشاؤم عن (مالك ) تفوّق على تشاؤم الكافرين السابقين ، لأنه تشاؤم عام ودائم . هو تشاؤم من المرأة ومن البيت ومن الفرس . إذا تشاءم الرجل من المرأة فكيف له أن يُحسن الى أمّه وأخواته وأقاربه ؟ كيف له أن يقيم شرع الرحمن جل وعلا فى حُسن التعامل مع الناس ، ونصف المجتمع نساء ؟ . ثم ما ذنب هؤلاءحتى نتشاءم منهم ؟ ثم واضح أنه خطاب للمرأة أيضا ، فهل تتشاءم المرأة من نفسها ؟ وهل تنظر المرأة لنفسها وتبصق على صورتها تشاؤما وقرفا ؟ وهل تشكو لربها أنه خلقها إمرأة مشئومة ولم يجعلها رجلا ؟ .

وإذا تشاءم من بيته فأين يبيت واين يقيم ؟ ، هل يبيت فى فندق أم فى حظيرة مواشى ؟ وماذا إذا بات فى حظيرة فوجد فيها فرسا عليه أن يتشاءم منه .!، هل مكتوب أن يتشاءم قبل الأكل وبعده .؟ من وضع هذا الحديث مشئوم مشئوم مشئوم ..ياولدى ..!!

4 ـ ونقل البخارى هذا الإفك عن مالك ، مع تغيير طفيف فى الاسناد . جعل من سمّاه ( شعيب ) يروى عن ابن شهاب الزهرى بدلا من مالك . تحت عنوان باب: ( ما يذكر من شؤم الفرس.) قال  : ( حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سالم ابن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار. ) . وكرر البخارى نفس الحديث ذاكرا إسم ( مالك ) . يقول : حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:   أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشؤم في المرأة، والدار، والفرس. ). وصنع البخارى إسنادا جديدا لنفس الحديث هو : ( حدثنا محمد بن منهال: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا عمر بن محمد العسقلاني، عن أبيه،عن ابن عمر قال: ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أن كان الشؤم في شيء ففي الدار، والمرأة، والفرس).ونقل البخارى الحديث الآخر عن الموطأ ، يقول : ( حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن . ) .

5 ـ ثم يتناقض البخارى مع نفسه فينفى التشاؤم أو ( التطير ) ففى باب (  الطِّيَرَة.) يصنع حديثا يقول : ( حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن أبا هريرة قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طيرة، وخيرها الفأل). قالوا: وما الفأل؟ قال: (الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم) .

ومن عراقة البخارى فى التناقض أنه يصنع حديثا يتناقض مع حديث آخر كما سبق ، وأن يصنع حديثا يتناقض مع نفسه ، يروى : ( حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عثمان بن عمر: حدثنا يونس، عن الزُهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، والشؤم في ثلاث: في المرأة، والدار، والدابة).وذكره ( مسلم ) فى باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم .ويروى فى باب لا عدوى نفس الحديث مع تغيير الاسناد ، يقول : ( حدثنا سعيد بن عُفَير قال: حدثني ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم بن عبد الله وحمزة: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاعدوى ولا طيرة، إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس، والمرأة، والدار).التناقض هنا أنه ينفى التشاؤم أو التطير فى بداية الحديث ( ولا طيرة ) ثم بعدها مباشرة يثبت التشاؤم فيقول باسلوب القصر:( إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس، والمرأة، والدار ).

ثانيا : التشاؤم والأسماء

1 ـ ويصل التشاؤم عند مالك فى الموطأ الى الأسماء : فى ( باب مَا يُكْرَهُ مِنَ الأَسْمَاءِ ): يقول :(حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِلَقْحَةٍ تُحْلَبُ ‏"‏ مَنْ يَحْلُبُ هَذِهِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مَا اسْمُكَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ مُرَّةُ ‏.‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اجْلِسْ ‏"‏ ‏.‏ ثُمَّ قَالَ ‏"‏ مَنْ يَحْلُبُ هَذِهِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مَا اسْمُكَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ حَرْبٌ ‏.‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اجْلِسْ ‏"‏ ‏.‏ ثُمَّ قَالَ ‏"‏ مَنْ يَحْلُبُ هَذِهِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مَا اسْمُكَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ يَعِيشُ ‏.‏ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ احْلُبْ ‏"‏ ‏.‏) . مالك يجعل النبى يتشاءم ممّن إسمه (مُرَّةُ ‏) و(حَرْبٌ ). فما ذنبهما ؟.

2 ـ ويصنع حديثا كريها يقول :  (وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ لِرَجُلٍ مَا اسْمُكَ فَقَالَ جَمْرَةُ ‏.‏ فَقَالَ ابْنُ مَنْ فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ ‏.‏ قَالَ مِمَّنْ قَالَ مِنَ الْحُرَقَةِ ‏.‏ قَالَ أَيْنَ مَسْكَنُكَ قَالَ بِحَرَّةِ النَّارِ ‏.‏ قَالَ بِأَيِّهَا قَالَ بِذَاتِ لَظًى ‏.‏ قَالَ عُمَرُ أَدْرِكْ أَهْلَكَ فَقَدِ احْتَرَقُوا ‏.‏ قَالَ فَكَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضى الله عنه . )

ثالثا : قتل الحيات

1 ـ صنع مالك حديثا فى قتل الحيات . فى النهى عن قتل الحيات فى البيوت وفى : ( باب مَا جَاءَ فِي قَتْلِ الْحَيَّاتِ وَمَا يُقَالُ فِي ذَلِكَ ) صنع حديثا يقول :  ( حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ الَّتِي فِي الْبُيُوتِ ‏.‏).

2 ـ ثم صنع حديثا آخر يستثنى نوعين من الحيات : (  وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، مَوْلاَةٍ لِعَائِشَةَ ‏.‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ الَّتِي فِي الْبُيُوتِ إِلاَّ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ وَيَطْرَحَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ ‏.‏).

3 ـ ثم صنع قصة خيالية تمتلىء بالخبل ، تقول : (  وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ صَيْفِيٍّ، مَوْلَى ابْنِ أَفْلَحَ عَنْ أَبِي السَّائِبِ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ أَنَّهُ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى قَضَى صَلاَتَهُ فَسَمِعْتُ تَحْرِيكًا تَحْتَ سَرِيرٍ فِي بَيْتِهِ فَإِذَا حَيَّةٌ فَقُمْتُ لأَقْتُلَهَا فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ أَنِ اجْلِسْ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ فَقَالَ أَتَرَى هَذَا الْبَيْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ ‏.‏ قَالَ إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيهِ فَتًى حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ فَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْخَنْدَقِ فَبَيْنَا هُوَ بِهِ إِذْ أَتَاهُ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أُحْدِثُ بِأَهْلِي عَهْدًا فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ ‏"‏ خُذْ عَلَيْكَ سِلاَحَكَ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ بَنِي قُرَيْظَةَ ‏"‏ فَانْطَلَقَ الْفَتَى إِلَى أَهْلِهِ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَائِمَةً بَيْنَ الْبَابَيْنِ فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ لِيَطْعُنَهَا وَأَدْرَكَتْهُ غَيْرَةٌ فَقَالَتْ لاَ تَعْجَلْ حَتَّى تَدْخُلَ وَتَنْظُرَ مَا فِي بَيْتِكَ ‏.‏ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ بِحَيَّةٍ مُنْطَوِيَةٍ عَلَى فِرَاشِهِ فَرَكَزَ فِيهَا رُمْحَهُ ثُمَّ خَرَجَ بِهَا فَنَصَبَهُ فِي الدَّارِ فَاضْطَرَبَتِ الْحَيَّةُ فِي رَأْسِ الرُّمْحِ وَخَرَّ الْفَتَى مَيِّتًا فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الْفَتَى أَمِ الْحَيَّةُ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ‏"‏ إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا فَآذِنُوهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ ‏"‏ ‏.‏). هنا يجعل الحية من الجنّ المسلم الذى يعيش فى المدينة . وبهذا خلط بين الجن والحيات تأثرا بعقائد موروثة تقدس الثعابين .!

2 ـ وورث البخارى هذا الخبل عن مالك مع إختلاف .

2 / 1 : حديث مالك :(  وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَائِبَةَ، مَوْلاَةٍ لِعَائِشَةَ ‏.‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ الَّتِي فِي الْبُيُوتِ إِلاَّ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ وَيَطْرَحَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ ‏.‏). البخارى يروى الحديث بالعكس ، وهو الأمر بقتل ذى الطفيلتين والأبتر ، يروى البخارى : (حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول:(اقتلوا الحيات، واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يطمسان البصر، ويستسقطان الحبل. ) ،  ( ذكره ( مسلم ) في   باب: قتل الحيات وغيرها. ).   

2 / 2 : وعكس البخارى الاختلاف فى قتل الحيات فى هذه الأحاديث:( حدثني عمرو بن علي: حدثنا ابن أبي عدي، عن أبي يونس القشيري، عن ابن أبي مليكة: أن ابن عمر كان يقتل الحيات ثم نهى، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم هدم حائطا له، فوجد فيه سلخ حية، فقال: (انظروا أين هو). فنظروا، فقال: (اقتلوه). فكنت أقتلها لذلك، فلقيت أبا لبابة، فأخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقتلوا الجنان، إن كل أبتر ذي طفيتين، فإنه يسقط الولد، ويذهب البصر، فاقتلوه) .

2 / 3 : ويخلط البخارى ــ مثل مالك ـ بين الحية والجن ، يقول : (حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا جرير بن حازم، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يقتل الحيات، فحدثه أبو لبابة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل جنان البيوت، فأمسك عنها.)، ( حدثنا أبو النعمان: حدثنا جرير بن حازم، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقتل الحيات كلها، حتى حدثه أبو لبابة البدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل جنان البيوت، فأمسك عنها.). هو نفس التأثر بمعتقدات قديمة تقدس الحيات .

رابعا : خرافة إعتقال الشياطين فى رمضان

1 ـ صنع مالك هذا الحديث :  (وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ ‏. )

2 ـ تراقص البخارى بهذا الحديث الذى سبق به مالك . صنع منه أحاديث مختلفة بأسانيد مختلفة ، منها : (حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة).وحديث :(حدثني يحيى بن بكير قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني ابن أبي أنس، مولى التيميين، أن أباه حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين) .وذكره ( مسلم  ) في الصيام، باب: فضل شهر رمضان .وحديث (  حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: حدثني ابن أبي أنس، مولى التيميين: أن أباه حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين).

3 ـ أى إن الشيطان يأخذ أجازة وراحة فى شهر رمضان ، وبالتالى لا يوسوس لأحد بالمعصية ، والناس فى رمضان يتحولون الى ملائكة .. ما هذا الخبل أيها الناس ؟ !

 

 

 

 

هجص موطأ مالك :  تفاهات ، العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر

 

مقدمة عن : خطورة الاسناد

1 ـ  تلميذ بليد متخلف يكتب مقالا يحشوه بكلام هزل تنطبق عليه مقولة ( العلم به لا ينفع والجهل به لا يضر ). بمعنى أنه لا يأتى بجديد مفيد من المعرفة أو العلم ، وبدون قراءته لا نخسر شيئا . لو قام هذا التلميذ البليد بنسبة كلامه التافه هذا للنبى أو ( إسناد ) كلامه للنبى عبر العنعنات ، وقال ( حدثنى فلان عن فلان ) أو ( أخبرنى فلان عن فلان ) وصدقه مواشى البشر لتحول كلام التلميذ البليد الى دين . هنا تبدو خطورة الاسناد. وما نقوله ينطبق على التراث الدينى للمحمديين من سُنّة وشيعة وصوفية المنسوب للرسول او لرب العزة جل وعلا . بإفترائهم الاسناد أضلّوا الناس وأقنعوهم أن النبى قال هذا الكلام .   

2 ـ بإستبعاد الاسناد والتركيز على (المتن ) أو الموضوع ، فإن المتن أو الموضوع فى بعض الأحاديث لا تخلو من بعض المعلومات وبعض العلم وبعض الكلام المعقول . ولكن من الواجب أن نقطع إسناده للنبى  وأن ننسبه لأصحابه وقائليه مثل أى مؤلف يكتب كتابا ويكون مسئولا عما يكتب ، دون ان ينسبه الى غيره ، ودون أن يجعله دينا ووحيا إلاهيا . هنا يمكن نقاش المؤلف بلا تحرج ، ونقده دون إتهام بالكفر والزندقة . ومن كلام ( مالك ) فى الموطأ  يمكن أن نستخلص بعض المعلومات عن عصره ، فهو متأثر بعصره ، ودون أن يقصد ينعكس هذا فى كلامه . ونفس الحال مع بقية الفقهاء من الشافعى الى ابن حنبل والبخارى ومسلم والغزالى والكلينى والشعرانى ..الخ .

3 ـ  بإستبعاد أكذوبة الاسناد وبالتركيز على (المتن ) أو الموضوع ، نجد لدينا نوعين من الكتابة : كتابة يمكن أن تستخلص منها شيئا وأن تستفيد منها معلومة تاريخية، وكتابة لا تستفيد منها شيئا ولا تخرج منها بطائل . الأغلب فى هذه التفاهات أن تكون فى المباح الذى ضرر ولا نفع فى عمله ، ولا ثواب ولا عقاب فى فعله ، وينطبق عليها مقولة ( العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر ).

4 ـ  تناثرت هذه التفاهات فى الموطأ ، بعضها لا يصدر من تلميذ بليد ، مع فارق اساس : التلميذ البليد لن يجد معجبين من تفاهة ما يكتب ، بل سيجد الساخرين والساخطين لأنه كلام منسوب للتلميذ البليد فقط . أما الكلام التافه الذى يقوله (الإمام ) مالك فمهما بلغت تفاهته وهجصه فإنه يجد من مواشى البشر من يهلل له ويقدسه ويعتبره شريعة ودينا .

5 ـ ونعطى بعض الأمثله من تفاهات (الإمام مالك ) فى (الموطأ )، آملين أن تتابعنا بحوث من شباب الباحثين .

أولا : تفاهات فى التعامل مع شعر الرأس :

  أنت حُرُّ فى أن تقص شعر راسك أو أن تتركه ، ولا حرج أن تنظر لشعر إمرأة ابنك أو أم إمرأتك . هذا لا يحتاج تشريعا إلا فى شرع التافهين وشرع التوافه . ولافائدة من ذلك على الاطلاق . يختلف الأمر مع مالك فى الموطأ :

1 ـ يروى يحيى : ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ سَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاصِيَتَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدَ ذَلِكَ ‏.‏)

2 ـ (  قَالَ مَالِكٌ لَيْسَ عَلَى الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى شَعَرِ امْرَأَةِ ابْنِهِ أَوْ شَعَرِ أُمِّ امْرَأَتِهِ بَأْسٌ ).

ثانيا : تفاهات فى الركوب والمشى والاستلقاء على الظهر

1 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِي قُبَاءً رَاكِبًا وَمَاشِيًا ‏.‏ ) . وماذا يعنينا إذا جاء راكبا أو ماشيا أو حتى يركب اتوبيس ؟

2 ـ ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِدِ وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى ‏. ) . .!!

3 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، - رضى الله عنهما - كَانَا يَفْعَلاَنِ ذَلِكَ ‏.‏ ) . أى اصبحت سُنّة .. لو إعترضت عليها أو قلت إنه كان ينام مستلقيا دون أن يضع إحدى رجليه على الأخرى فأنت كافر ومنكر سنة ، و( حتروح النار ).!

 ثالثا : تفاهات فى اللباس

( باب مَا جَاءَ فِي لُبْسِ الثِّيَابِ لِلْجَمَالِ بِهَا . )

1 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ : إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ، إِلَى الْقَارِئِ أَبْيَضَ الثِّيَابِ ‏. ). فماذا إذا لم يكن عنده ثوب أبيض ؟ فماذا إذا لبس ثوبا أسود ؟ وماذا عن اللون البمبى والكاروهات ؟

2 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَوْسِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ ‏. ). هنا تمتزج التفاهة بالغموض فلا نفهم المراد من هذا القول لعمر بن الخطاب .

3 ـ قصة مرتبكة تافهة رديئة الصّنعة هى : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ بَنِي أَنْمَارٍ ‏.‏ قَالَ جَابِرٌ فَبَيْنَا أَنَا نَازِلٌ تَحْتَ شَجَرَةٍ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلُمَّ إِلَى الظِّلِّ ‏.‏ قَالَ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُمْتُ إِلَى غِرَارَةٍ لَنَا فَالْتَمَسْتُ فِيهَا شَيْئًا فَوَجَدْتُ فِيهَا جِرْوَ قِثَّاءٍ فَكَسَرْتُهُ ثُمَّ قَرَّبْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ‏"‏ مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَقُلْتُ خَرَجْنَا بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْمَدِينَةِ ‏.‏ قَالَ جَابِرٌ وَعِنْدَنَا صَاحِبٌ لَنَا نُجَهِّزُهُ يَذْهَبُ يَرْعَى ظَهْرَنَا - قَالَ - فَجَهَّزْتُهُ ثُمَّ أَدْبَرَ يَذْهَبُ فِي الظَّهْرِ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ لَهُ قَدْ خَلَقَا - قَالَ - فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فَقَالَ ‏"‏ أَمَا لَهُ ثَوْبَانِ غَيْرُ هَذَيْنِ ‏"‏ ‏.‏ فَقُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ لَهُ ثَوْبَانِ فِي الْعَيْبَةِ كَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَادْعُهُ فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُمَا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَدَعَوْتُهُ فَلَبِسَهُمَا ثُمَّ وَلَّى يَذْهَبُ ‏.‏ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ مَا لَهُ ضَرَبَ اللَّهُ عُنُقَهُ أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا لَهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَقُتِلَ الرَّجُلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ‏. )

رابعا : تفاهات فى لبس النعال والأحذية :

(  باب مَا جَاءَ فِي الاِنْتِعَالِ)

1 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لاَ يَمْشِيَنَّ أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ لِيُنْعَلْهُمَا جَمِيعًا أَوْ لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا ‏"‏ ‏.). يعنى  :( إدينى عقلك وإمش حافى )

2 ـ ثم هذا التشريع الخطير الذى تتوقف عليه مصائر البشر : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ وَإِذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ وَلْتَكُنِ الْيُمْنَى أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ وَآخِرَهُمَا تُنْزَعُ ‏"‏ ‏.‏). إذا لبس الحذاء برجله اليمين فقد خالف السُّنّة .. (و حيروح النار ..!! )

3 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ، أَنَّ رَجُلاً، نَزَعَ نَعْلَيْهِ فَقَالَ لِمَ خَلَعْتَ نَعْلَيْكَ لَعَلَّكَ تَأَوَّلْتَ هَذِهِ الآيَةَ ‏{‏فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى‏}‏ قَالَ ثُمَّ قَالَ كَعْبٌ لِلرَّجُلِ أَتَدْرِي مَا كَانَتْ نَعْلاَ مُوسَى قَالَ مَالِكٌ لاَ أَدْرِي مَا أَجَابَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ كَعْبٌ كَانَتَا مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ مَيِّتٍ  ) كعب الأحبار اليهودى الذى أسلم فى خلافة عمر هو من رواة الأحاديث عن النبى ..!!؟؟. وهو استاذ أبى هريرة . وهنا هنا يعلن أن نعل موسى كان من جلد حمار .. ( وحمار ميت كمان .! ) وهل يؤخذ جلد الحمار من حمار حىّ ..ايها الحمار ؟ !.  

‏ خامسا : تفاهات فى شرب الماء

هنا مشكلة خطيرة : أن تشرب الماء وأنت قائم . وقد تم حلّ المشكلة بهذه الأحاديث التشريعية لرفع الحرج عن العباد :

 1 ـ (باب مَا جَاءَ فِي شُرْبِ الرَّجُلِ وَهُوَ قَائِمٌ ) : (  حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، كَانُوا يَشْرَبُونَ قِيَامًا ‏.‏ ) .

 2 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، كَانَا لاَ يَرَيَانِ بِشُرْبِ الإِنْسَانِ وَهُوَ قَائِمٌ بَأْسًا ‏.‏ )

3 ـ (  وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَشْرَبُ قَائِمًا ‏.‏ )

 4 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ قَائِمًا ‏.‏)

هل شرب الماء وأنت جالس حرام ؟ .وماذا عن المستلقى والجالس المتعب والمشلول ومن لديه (عرق النسا ؟ ). هل إذا شرب جالسا ( حيروح النار ).؟

خامسا : تفاهات الشرب باليمين

جعلها مالك تشريعا ملزما فى الدين السُّنّى ، تحت عنوان :(باب السُّنَّةِ فِي الشُّرْبِ وَمُنَاوَلَتِهِ عَنِ الْيَمِينِ ):

 (  حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ مِنَ الْبِئْرِ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ وَقَالَ ‏"‏ الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ ‏"‏ ‏.‏  )

سادسا : تفاهات الطعام :

1 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ طَعَامُ الاِثْنَيْنِ كَافِي الثَّلاَثَةِ وَطَعَامُ الثَّلاَثَةِ كَافِي الأَرْبَعَةِ ‏"‏ ‏.

2 ـ (   وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، كَانَ يَقُولُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَيْكُمْ بِالْمَاءِ الْقَرَاحِ وَالْبَقْلِ الْبَرِّيِّ وَخُبْزِ الشَّعِيرِ وَإِيَّاكُمْ وَخُبْزَ الْبُرِّ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَقُومُوا بِشُكْرِهِ ‏.‏ ) . من أعلم مالك أن عيسى عليه السلام قال هذا الكلام ؟  (هل  كان مع ( مالك ) تليفون محمول ؟ )

3 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ سُئِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنِ الْجَرَادِ، فَقَالَ وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي، قَفْعَةً نَأْكُلُ مِنْهُ ‏.‏ ). الاستاذ عمر بن الخطاب كان مُتيّما ومغرما بأكل الجراد ..وانت مال أهلك ؟

4 ـ ثم هذه القصة التافهة المليئة بالهجص والتناقض والهلس ، وبطلها أبو هريرة الذى يقيم لنفسه ولأُمّه حفل تكريم فى هذه الأّكذوبة : (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ بِأَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ فَأَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى دَوَابَّ فَنَزَلُوا عِنْدَهُ - قَالَ حُمَيْدٌ - فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اذْهَبْ إِلَى أُمِّي فَقُلْ إِنَّ ابْنَكِ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ وَيَقُولُ أَطْعِمِينَا شَيْئًا ‏.‏ قَالَ فَوَضَعَتْ ثَلاَثَةَ أَقْرَاصٍ فِي صَحْفَةٍ وَشَيْئًا مِنْ زَيْتٍ وَمِلْحٍ ثُمَّ وَضَعَتْهَا عَلَى رَأْسِي وَحَمَلْتُهَا إِلَيْهِمْ فَلَمَّا وَضَعْتُهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ كَبَّرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا مِنَ الْخُبْزِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ طَعَامُنَا إِلاَّ الأَسْوَدَيْنِ الْمَاءَ وَالتَّمْرَ ‏.‏ فَلَمْ يُصِبِ الْقَوْمُ مِنَ الطَّعَامِ شَيْئًا فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْسِنْ إِلَى غَنَمِكَ وَامْسَحِ الرُّعَامَ عَنْهَا وَأَطِبْ مُرَاحَهَا وَصَلِّ فِي نَاحِيَتِهَا فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ الثُّلَّةُ مِنَ الْغَنَمِ أَحَبَّ إِلَى صَاحِبِهَا مِنْ دَارِ مَرْوَانَ . ) . 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التناقض فى هجص مالك فى الموطأ

 

مقدمة :

1ـ الكتاب الالهى لا عوج فيه ولا إختلاف . يقول جل وعلا : (  أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا 82 ) النساء  ) (  الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا (1) الكهف ) ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) 27 : 28 الزمر  ).

2 ـ كتب الأديان الأرضية التى يقدسها أصحابها متخمة ليس فقط بالاختلاف بل بالتناقض، وهى لا تتناقض فقط بين بعضها البعض بل يتناقض المؤلف مع نفسه فى نفس الكتاب، بل فى نفس الصفحة ، بل أحيانا فى نفس القول . السبب هو أن اساس دينهم هو الهوى وما تهوى الأنفس : ( إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ ) 23 النجم )، وبهذا الهوى يتخيرون لأنفسهم ما يريدون وما به يحكمون ، يقول لهم رب العزة جل وعلا: ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ ) 36 : 38  القلم ).

3 ـ وفى النُّسخ المختلفة لكتاب الموطا تناقض فى الاسناد وفى المتن ، وفى النسخة الواحدة تناقض فى الأحاديث عرضنا لبعضه ، ونعرض للمزيد منه هنا ، ونتمنى أن يقوم باحثون مسلمون مصلحون ببحث التناقض فى الموطأ وصحيح البخارى وصحيح مسلم ومسند أحمد بن حنبل ، وفى الكافى للكلينى وإحياء علوم الدين للغزالى ..وغيرهم .

4 ـ نحن نفتح الطريق ونمهده وقمنا بذبح الأبقار ( الفكرية ) المقدسة ، ونتمنى بعد تدمير قدسيتها أن تتوالى الأبحاث فى التفصيلات .

4 ـ ونعرض هنا لأمثلة جديدة من تناقض موطأ مالك رواية يحيى .

أولا : هجص التفاهات

1 ـ لم تسلم التفاهات من التناقض ، وقد عرضنا آنفا لتفاهات مالك فى الموطا ، وقلنا إن التفاهات من الهجص هى التى ينطبق عليها القول بأن العلم بها لا يفيد والجهل بها لا يضر . من هذه التفاهات موضوع الطعام . يحكى مالك قصة حقيرة تافهة يجعل فيها النبى ضعيفا من الجوع الى درجة أن يتطوع أبو طلحة زوج أم أنس بإطعام النبى واصحابه . وأنس بن مالك ( الخادم الخائن ) كان قد عمّر طويلا حتى أدرك عصر الحجاج ابن يوسف وعمل خادما له وللأمويين وأثرى ، وأتى اليه الناس ليحكى لهم عن النبى محمد لأنه آخر الصحابة ، فكذب لهم ما شاء ، وفى أكاذيبه كان يقيم حفلات تكريم لنفسه ولزوج أمه أبى طلحة ، وتكرر فى أكاذيب أنس بن مالك أن أبا طلحة هذا كان يقوم مع أم أنس بإطعام النبى واصحاب النبى..

2 ـ هذا يتناقض مع ما جاء فى القرآن الكريم عن بيوت النبى التى كانت مفتوحة أبوابها للضيوف يأكلون ويتسامرون الى درجة مُزعجة فنزل قول رب العزة جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا ) 53  ) الأحزاب ). بعد أن قرأنا الحق القرآنى ، نقرأ ما نقله ( مالك بن أنس ) عن  ( أنس بن مالك ) :

3 ـ ( باب جَامِعِ مَا جَاءَ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ

  حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ، رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَىْءٍ فَقَالَتْ نَعَمْ ‏.‏ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ لِلطَّعَامِ ‏"‏ ‏.‏ فَقُلْتُ نَعَمْ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ ‏"‏ قُومُوا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ ‏.‏ فَقَالَتِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ‏.‏ قَالَ فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ حَتَّى دَخَلاَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ ‏"‏ ‏.‏ فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفُتَّ وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَآدَمَتْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ ‏"‏ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ بِالدُّخُولِ ‏"‏ ‏.‏ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ‏"‏ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ ‏"‏ ‏.‏ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ‏"‏ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ ‏"‏ ‏.‏ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ‏"‏ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ ‏"‏ ‏.‏ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ‏"‏ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ ‏"‏ ‏.‏ حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلاً أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلاً ‏.)

4 ــ ونقول : الموضوع تافه لا صلة له بالتشريع من حرام أو فرض . ولا يتناقض فقط مع القرآن الكريم بل هناك تناقض داخل الحديث ، فليس فى بيت أبى طلحة ما يكفى لاطعام كل هذا العدد ومع هذا يدعو النبى واصحابه ، وهذا الطعام يكفيهم . فكيف ؟ إلا إذا كان الغرض من هذه الأكذوبة الرخيصة إثبات معجزة .!‏

ثانيا : فى تشريعات الصلاة :

هنا تناقض فى : (  باب صَلاَةِ النَّافِلَةِ فِي السَّفَرِ بِالنَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَالصَّلاَةِ عَلَى الدَّابَّةِ. )

1 ـ منع صلاة النفل فى السفر (  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي مَعَ صَلاَةِ الْفَرِيضَةِ فِي السَّفَرِ شَيْئًا قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا إِلاَّ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الأَرْضِ وَعَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ ‏.‏)

2 ـ جواز صلاة النفل فى السفر (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَبَا، بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانُوا يَتَنَفَّلُونَ فِي السَّفَرِ ‏.‏ قَالَ يَحْيَى وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنِ النَّافِلَةِ فِي السَّفَرِ فَقَالَ لاَ بَأْسَ بِذَلِكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ ‏.‏ ) (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، قَالَ بَلَغَنِي عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَرَى ابْنَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَتَنَفَّلُ فِي السَّفَرِ فَلاَ يُنْكِرُ عَلَيْهِ ‏.‏ )

النافلة قبل الفرض

ممنوع : ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ إِذَا جَاءَ الْمَسْجِدَ - وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ - بَدَأَ بِصَلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ وَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا شَيْئًا ‏.‏ )

واجب  ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ ‏"‏ ‏.‏)( - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ وَبَعْدَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ لاَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ فَيَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ ‏.‏ )

هذا وذاك معا  ( - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ أَلَمْ أَرَ صَاحِبَكَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَجْلِسُ قَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ قَالَ أَبُو النَّضْرِ يَعْنِي بِذَلِكَ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَيَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَنْ يَجْلِسَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ ‏.‏ قَالَ يَحْيَى قَالَ مَالِكٌ وَذَلِكَ حَسَنٌ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ ‏.‏)

 تناقض فى (باب سُتْرَةِ الْمُصَلِّي فِي السَّفَرِ )

إستتار :(  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَسْتَتِرُ بِرَاحِلَتِهِ إِذَا صَلَّى ‏.‏)

عدم الاستتار  (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ أَبَاهُ، كَانَ يُصَلِّي فِي الصَّحْرَاءِ إِلَى غَيْرِ سُتْرَةٍ ‏.‏ )

ثالثا :  باب النَّهْىِ عَنِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَالإِنْسَانُ عَلَى حَاجَتِهِ

1 ـ النهى هنا : (  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ، مَوْلًى لآلِ الشِّفَاءِ - وَكَانَ يُقَالُ لَهُ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ - أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمِصْرَ يَقُولُ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِهَذِهِ الْكَرَايِيسِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ أَوِ الْبَوْلَ فَلاَ يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلاَ يَسْتَدْبِرْهَا بِفَرْجِهِ ‏"‏ ‏.‏) (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الأَنْصَارِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةُ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ ‏.‏)

2 ـ تناقض هنا فى (  - باب الرُّخْصَةِ فِي اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ لِبَوْلٍ أَوْ غَائِطٍ ) : (   حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ، وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ إِذَا قَعَدْتَ عَلَى حَاجَتِكَ فَلاَ تَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلاَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ - لَقَدِ ارْتَقَيْتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى أَوْرَاكِهِمْ ‏.‏ قَالَ قُلْتُ لاَ أَدْرِي وَاللَّهِ ‏.‏ ) هذا حديث بذى يجعل أحدهم يتجسس على النبى وهو يقضى حاجته لكى يرى هل يستقبل القبلة أم لا .

رابعا : تناقض فى لبس خاتم الذهب

 ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَبَذَهُ وَقَالَ ‏"‏ لاَ أَلْبَسُهُ أَبَدًا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ ‏.‏) يتناقض مع :(  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ قَالَ سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ لُبْسِ الْخَاتَمِ، فَقَالَ الْبَسْهُ وَأَخْبِرِ النَّاسَ، أَنِّي أَفْتَيْتُكَ بِذَلِكَ ‏.‏ )

خامسا : تناقض بين هذا الباب والذى يليه :

  ( باب الأَمْرِ بِالْوُضُوءِ لِمَنْ مَسَّ الْقُرْآنَ ) :  

  حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، ‏.‏ أَنَّ فِي الْكِتَابِ الَّذِي، كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ‏"‏ أَنْ لاَ يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ ‏"‏ ‏.‏

  - باب الرُّخْصَةِ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ

 حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ فِي قَوْمٍ وَهُمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَلَسْتَ عَلَى وُضُوءٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مَنْ أَفْتَاكَ بِهَذَا ؟  أَمُسَيْلِمَةُ ؟ ) ( يقصد مسيلمة الكذّاب ).

لمحات من هجص الامام مالك فى (الموطأ )
( هجص ) تعبير مصرى ساخر ، يدل على معانى مركبة ، فى الكلام الذى يُقصد به أن يكون محترما وهو فى الحقيقة ( هجص ) أى كلام متخم بالخرافة والافتراء و مستحق للسخرية والاستهزاء . لذا يقول المصريون عن الشخص المشهور بالكلام (الفارغ ) إنه ( هجّاص ) ، يعنى يتكلم فى موضوعات جادة بكلام ساقط لا يُعتدُّ به . وإذا كانت شريعة الاسلام فى القرآن الكريم قمة الحضارة ومستحقة للتقديس فإن أئمة الأديان الأرضية من ( المسلمين ) أسسوا لهم شريعة أرضية يضاهئون بها شريعة الرحمن ، ومن أجلها يحكمون على تشريعات الرحمن بالحذف والإلغاء والتعطيل بزعم ( النسخ ) مع أن النسخ قرآنيا وعربيا يعنى الإثبات والكتابة وليس الحذف والإبطال والالغاء . ولنا كتاب منشور
more