أقدم صانع مجوهرات فى الشرق الأوسط لـ«الشروق»: العائلة المالكة والسادات وأم كلثوم أشهر زبائني

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٧ - ديسمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


أقدم صانع مجوهرات فى الشرق الأوسط لـ«الشروق»: العائلة المالكة والسادات وأم كلثوم أشهر زبائني

أقدم صانع مجوهرات فى الشرق الأوسط لـ«الشروق»: العائلة المالكة والسادات وأم كلثوم أشهر زبائني

 
 
 
حوار ــ أحمد عويس نشر فى : الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 10:03 ص | آخر تحديث : الأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 10:32 ص



أسرتى تعمل فى القاهرة منذ أكثر من قرن.. وخزينتى مسجلة فى موسوعة جينيس

جدى كان الجواهرجى الخاص للأسرة المالكة.. وفترة عبدالناصر شكلت تحديا لعائلتى

فى شارع عبدالخالق ثروت، محل يمتاز بديكوراته الخشبية ذات اللون الأسود المطعم بماء الذهب، كأقدم محال المجوهرات فى مصر والشرق الاوسط، يحتفظ صاحبه فى دولابه الخاص بالعديد من الأوسمة والنياشين وشهادات التقدير، سبق أن منحته السفارة الإيطالية بالقاهرة وسام الاستحقاق ودرجة ضابط ودرجة فارس، ومنحته مصر شرف الحصول على الجنسية المصرية عام 98، ليتم تكريمه مؤخرا كأحد رواد مهنته، وشخص فاعل بقوة فى مجتمع خارج بلده.

بيترو بايوكى صانع مجوهرات ينحدر من عائلة إيطالية قدمت إلى مصر فى عصر الخديو إسماعيل‏، واستوطنت فيها‏ على مدى خمسة أجيال كاملة من الجد الأكبر باولو إلى الابن الأخير راؤول، تعامل مع العائلة المالكة وباشوات مصر وأعيانها قبل ثورة‏ يوليو،‏ ثم مع الحكام الجدد والأغنياء المحدثين، وأبناء الطبقات الراقية.

• متى بدأت قصة محل «بايوكى»؟

ــ يعود تاريخنا إلى ما قبل مائة عام كاملة، عندما أسست أسرة بايوكى الإيطالية هذا المحل الكائن فى وسط العاصمة المصرية، وهو امتداد لمحلاتها الشهيرة بإيطاليا، المكان دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية، ونحن حريصون على استمراره والاحتفاظ بأصالته وعراقته على مدى مائة عام.

ومحل بايوكى تم إدراجه ضمن المقتنيات الأثرية، حيث ما زالت الخزانة الحديدية الخاصة به على نفس طرازها، لتدخل وحدها الموسوعة العالمية للأرقام القياسية من حيث حجمها الذى يصل إلى متر عرض ومتر ارتفاع بعمق 2 متر وباب حديدى سمكه أكثر من 30 سم، تمت صناعتها فى إيطاليا ونقلت إلى مصر على إحدى البواخر التجارية.

ويضيف: توارثت الأجيال من أسرة بايوكى الصنعة والمهنة حتى الجيل الحالى لدرجة أن الكثير من تفاصيل الديكور الموجودة بداخل المحل يعود تاريخها إلى الفترة نفسها وبعضها مهدى من بعض أمراء أوروبا، وساهمت بشكل شخصى فى المحافظة على المبنى الذى يضم المحل، وهو بلجيكى التصميم.

• ما أوجه الشبه بين مصر وإيطاليا؟

ــ هناك العديد من القواسم المشتركة بين الشعبين، وفى العموم فإن شعوب البحر المتوسط تتشابه إلى حد كبير، فكل من المصريين والإيطاليين يحفظون العشرة ويصونون الذكريات وحريصون على الروابط الاجتماعية بشكل لافت، كلاهما متسامح وليس متعصبا، بالإضافة لحس الفكاهة.

• ما الذى تعتمد عليه فى عملك؟

ــ لدينا فلسفة خاصة فى العمل، قوامها 3 نقاط أساسية، هى: الحفاظ على التراث، الجودة، الاعتماد على السمعة، وقابلتنا عوائق متمثلة فى طغيان التكنولوجيا فيما يخص التصميم والتنفيذ، وهو ما تولاه ابنى ونجح فى مجاراته. ونحن فى إيطاليا نقدس العمل حتى إن الدستور يعرف جمهورية إيطاليا بـ«دولة ديمقراطية قائمة على العمل»، ونحن نستعين فى ورشتنا الخاصة بصناع مصريين لتصنيع العديد من قطع المجوهرات المميزة والفريدة، حيث يضم المحل أكثر من 1000 كتالوج جمعت منذ عام 1900 من دول أوروبية ومن مصر، وتصل ساعات العمل لـ200 ساعة من أجل تصميم وتنفيذ إحدى القطع، فنحن نعتمد على الكيف وليس الكم.

• ما أفضل انوع المجوهرات.. وما معايير جودتها؟

ــ أفضل أنواع الأحجار الكريمة هو الألماس، ويأتى بعده الزمرد، ثم الياقوت ثم الزفير، وجودة الحجر تعتمد على ثلاثة أشياء مهمة، النقاوة والحجم وجودة اللون، وخبرة الجواهرجى تحدد نقاوة الماس بمجرد النظر رغم وجود أجهزة حديثه مثل القلم الإلكترونى يحدد نقاوة الحجر بمجرد المرور عليه.

• كيف ترى مصر عقب حقب تاريخية عديدة عاصرتها أسرة بايوكى؟

ــ على مستوى الذوق العام قديما لم يكن أحد يفكر فى البيع والمكسب والخسارة عند الشراء،‏ قديما تمتع الناس بذوق عالٍ جدا، بداية من البواب وصولا لأرقى الطبقات، والبيع نفسه لم يصبح ظاهرة إلا بعد ثورة يوليو،‏ حيث اضطرت عائلات عريقة إلى بيع مجوهراتها.

وعلى مستوى المعيشة، كانت خفة الدم تلازم المصريين، وشوارع وسط البلد حتى أوائل الستينيات لم تكن تقل نظاما وتنظيما ونظافة عن الشوارع فى زيوريخ أو بون أو لندن أو باريس‏،‏ لكن الآن تبدو مثل غابة من العربات والبشر، فالهموم أثقلت كاهل الجميع.

• كيف تأثر بايوكى بتعاقب الحكومات والأنظمة؟

ــ بايوكى الجد كان الجواهرجى الخاص بالأسرة المالكة فى مصر منذ عام 1900، ونجح فى كسب ثقة جميع أفراد الأسرة المالكة، ليس فقط فى اقتنائهم لقطع المجوهرات أو تيجان ونياشين ولكن أيضا لاقتناء قطع فريدة ونادرة لإهدائها لملوك وأمراء عرب وأجانب، من سيوف مرصعة بالألماس ونياشين وأقراط وغيرها.

وعند الحديث عن عهد ناصر فسنرى نهضة على مستويات البنية التحتية، والاهتمام بمتطلبات شعبية وتحقيق الريادة الإقليمية، ولكن فى المقابل حدث «انكماش نسبى» فى حركة السوق نتيجة الأوضاع المضطربة فى تلك الحقبة، التى مثلت فترة تحدى بالنسب لنا، ولكن استطعنا الحفاظ على العمالة وحركة الإنتاج.

ويواصل: الانفتاح الاقتصادى فى عهد الرئيس السادات كان له أثر إيجابى، وحقق حالة من الانتعاش الاقتصادى غير مسبوقة، وحدثت طفرة على مستوى الأشكال والتصميمات والأفكار التى كانت تعبر القطر العربى كله وقتها، وفترة مبارك ننظر إليها على أنها كانت فى صالح المواطن فى البداية، وجنب البلاد الحروب والصراعات ما أحدث حالة من الاستقرار العام الذى انعكس إيجابا على سوق المجوهرات.

وكانت فترة ثورة يناير المنادية بمطالب شعبية مشروعة، هى الأسوأ علينا، لتردى الأحوال الأمنية وبلغت نسبة خسارتنا 75 % كاملة من حجم البيع والشراء، ولكننا نعوض ذلك تدريجيا خلال فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أتفاءل به، نظرا لوجود التفاف شعبى حوله، وألمس بنفسى ارتفاع الحالة النفسية للمصريين، بما يعنى إقبالهم على الحياة مرة أخرى واهتمامهم بالمجوهرات وإثراء حياتهم بعدما ترتفع نسب دخولهم.

• كيف ترى قيمة المجوهرات عند المصريين؟

ــ الأمر لا يتلخص فى مجرد الزينة والتباهى بالقطع الفاخرة، ولكنه ضارب فى الجذور الاجتماعية لدى الشرقيين كلهم، وعلى مستوى مصر، فالشبكة شىء أساسى لا تبدأ الحياة الزوجية بدونه، لكن الموضوع انحسر كثيرا على مستوى شعوب أوروبا عامة، ولكنه ما زال أساسيا فى الشرق الأقصى والأدنى، غير «الذوق الآسيوى» أصبح منافسا لدودا لدينا، فالمجوهرات الصينى غزت الأسواق المصرية بقوة.

• من هم أشهر زبائنك؟

ــ حظيت بثقة أغلب الفنانين المصريين، حتى إن «أم كلثوم» كانت حريصة وبصفة دائمة على الحضور بشخصها إلى المحل لاقتناء بعض القطع المميزة والاستمتاع بالمناخ الخاص بالمحل والفريد من نوعه.

ويضيف أن الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات قد أهداه كتابه الخاص بتوقيعه الشخصى، ولا يزال يحتفظ به، كما أهدته جيهان السادات صورتها الخاصة بتوقيعها، وكانت شبكة السادات لزوجته من محل «بايوكى»، بالإضافة لتعاملات مع زوجة شاه إيران التى كانت تصميمات المحل تجذبها، وملك إيطاليا السابق، والعديد من السياسيين وكبار رجال الدولة

اجمالي القراءات 1885
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق