عام عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط

مجدي خليل Ýí 2013-01-02


تطورت المصطلحات لتوصيف ما يدور فى الشرق الأوسط، فبينما وصل التفاؤل إلى عنان السماء فى الشهور الأولى لعام 2011 مع تسمية ما حدث بالربيع العربى، تراجع المصطلح مع نهاية العام وبدأنا نسمع لفظ ما يسمى بالربيع العربى، ومع بداية عام 2012 تدحرج الموضوع أكثر وسمعنا عن ربيع الإسلاميين ثم ربيع الاخوان ثم سمعنا عن تحول الربيع إلى خريف ثم تدهور الموضوع إلى مصطلح عدم الاستقرار. الذين اطلقوا على ما حدث الربيع العربى هم أيضا الذين سحبوا اللقب كما يحدث فى مسابقات ملكات الجمال عندما يسحبون اللقب نتيجة خداع المتسابقة للجنة وإخفائها معلومات مهمة عن نفسها كأن تكون متزوجة من قبل مثلا. وبالفعل ما حدث من موجات الحرية فى ميادين بعض الدول العربية كان مظهرا خادعا من أكثر المجموعات المنظمة التى أدعت أنها تشارك من آجل الحرية وتقبل بشروطها وهى جماعة الاخوان المسلمين. ثبت للجنة التحكيم العالمية أن الجماعة كانت متزوجة ومازالت من الإستبداد الدينى بل ولديها ابناء فرختهم فى كل العالم من الجهاديين إلى القاعدة. وعدم الاستقرار ليس مؤقتا وبناءا كما كانت تفترض فيه كوندليزا رايس يفضى إلى استقرار ديموقراطى فى النهاية.عدم الاستقرار عند الإسلاميين يمهد إلى حالة من الاستقرار القمعى الهش الزائف أو يفضى إلى الفوضى الشاملة والاقتتال الاهلى والدولة الفاشلة. ولهذا عادت كوندليزا رايس متشائمة فى مقال لها الشهر الماضى فى الواشنطن بوست قائلة  "قد تكون الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا هى الفصل الأخير في قصة تفكك الشرق الأوسط كما نعرفه، فإمكانية الحفاظ على وحدة المنطقة وإعادة بنائها على أساس من التسامح والحرية، والوصول بها أخيراً إلى مرحلة الاستقرار الديمقراطي بدأت تتسرب من بين أيدينا وتبتعد عن قبضتنا".ورغم أنها فى مقالها تستثنى مصر من التفكك باعتبارها دولة قديمة ومستقرة ،فأنها لا تستثنيها من ديكتاتورية الاخوان تحت حكم الشريعة على حسب قولها. إذن السمة الواضحة لعام 2012 هو أنتقال الشرق الأوسط إلى مرحلة عدم الاستقرار، والخطوة التالية  هى أزمات أقتصادية طاحنة ثم تفكك معظم دوله وربما ستكون سوريا اولى هذه الدول التى تتجه ناحية التفكك وعلى نفس النمط يسير العراق أما السلطة الفلسطينية فقد سبقت الجميع نحو سيناريو الاقتتال الاهلى والتفكك. فهل معنى ذلك أن الشرق الأوسط لم يكن مؤهلا للحرية والديموقراطية والأنتخابات كما قال عمر سليمان؟.الاجابة على هذا السؤال مركبة بعض الشئ، فهناك قوى كانت بالفعل مؤهلة وطواقة للحرية والديموقراطية، وهذه القوى هى التى انتقدت عمر سليمان بشدة نتيجة تصريحاته أثناء الثورة. وهناك قوى كبيرة لم تكن مؤهلة ولم تكن راغبة ولم تكن تخطط للديموقراطية وأنما كانت تخطط للسلطة وليس الديمواقراطية، وهذه القوى هى القوى الإسلامية بمختلف تنوعاتها، وهى التى ركبت الموجة وامتطت حصان الديموقراطية لكى تدمرها فى النهاية، ومما يؤسف له أن القوى الإسلامية تعمل منذ عقود على الارض وتغلغلت داخل الطبقات الفقيرة والمهمشة واستطاعت احتواءها بالترغيب والترهيب لكى تقف معها.

اصدقاؤنا الايرانيين فى الخارج  متشائمين ويقولون لنا أن البقرات السمان ستبتلع البقرات النحاف، وسينتهى المطاف بالقوى المدنية والليبرالية أما إلى المنافى أو إلى القبور أو إلى السجون وعند افضل الظروف إلى الصمت الاختيارى. ومع وجاهة منطقهم وتشابه تجربتهم مع تجربتنا لا نستطيع أن نصادر الآمل ونحن فى بداية عام جديد، فالأمل هو الطاقة الإيجابية التى تجعلنا نرى النهايات السعيدة قبل رؤيتنا للفترة الأنتقالية الصعبة، فتمسكوا بالآمل حتى ولو كانت النهايات السعيدة ستكون من نصيب احفادنا.

اجمالي القراءات 7923

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-09-27
مقالات منشورة : 95
اجمالي القراءات : 1,094,852
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 62
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt