الموظفون بعد وعد غالي: كنا لقطاء.. واليوم أصبح لنا «أب شرعي»

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٤ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصري اليوم


سيطرت حالة من الفرح الشديد علي الآلاف من موظفي الضرائب العقارية، عقب الاتفاق علي ضمهم لوزارة المالية، الذي تزامن مع دخول إضرابهم يومه الحادي عشر.

وقال المعتصمون إنهم ظلوا يشعرون لمدة ٣٤ عاما بأنهم لقطاء بلا هوية، واليوم أصبح لهم «أب شرعي»، ممثلا في وزارة المالية، الأمر الذي أعاد إليهم قيمتهم وكرامتهم المسلوبة.

مقالات متعلقة :


«المصري اليوم» رصدت مظاهر الفرح والسعادة بين الموظفين، وعاشت معهم اللحظات التي فكوا خلالها خيامهم وجمعوا فيها أمتعتهم استعدادا لمغادرة شارع حسين حجازي، الذي مكثوا فيه قرابة أسبوعين، وأطلقوا عليه لشدة فرحتهم شارع الضرائب العقارية، في إشارة لانتصارهم ورجوع الحق إليهم.

«اليوم عيدنا»، هكذا عبر فارس محمد علي مأمور ضرائب من الجيزة عن فرحته، إنه بعد ١١ يوما قضاها في الشارع جلس خلالها علي الرصيف لساعات طويلة في النهار، ونام ليلا علي الأسفلت جاء الاتفاق ليشعره بأن تعب الأيام قد انتهي في لحظة.

ويتابع: شعرت بأن حقي وحق أولادي المسلوب قد عاد إلينا بعد سنوات من الحرمان، كنا نقاوم أنفسنا خلالها ونمنعها من السرقة أو الرشوة لسد احتياجات أسرنا، والآن ليس بوسعنا إلا أن نوجه الشكر لكل من ساعد في حل مشكلتنا ورفع الظلم عنا.

وداخل إحدي خيام الاعتصام، جلست أسرة عبدالناصر السيد مأمور ضرائب بمحافظة بني سويف، وهي تشير بعلامات النصر، قالت الزوجة ابتسام يحيي: إنها حضرت بصحبة بناتها الثلاث «آلاء وأروي وآية»، منذ اليوم الثالث للاعتصام لمساندة زوجها وابنها إسلام، اللذين تواجدا منذ اليوم الأول للاعتصام، مشيرة إلي أن ما دفعها للمغامرة وإحضار أطفالها الصغار الذين لا يزيد عمر أكبرهم علي عشر سنوات هو الحاجة والإحساس بالعوز وشدة الفقر.

وأضافت: الآن أشعر بأن عذاب السنين قد أزيل وحان وقت الفرح، أما الطفل إسلام الذي اشتهر بـ«هتيف المظاهرات» فقال: أنا راجع للمدرسة بعد أن صدر القرار وضموا بابا لوزارة المالية، خلاص بابا بقي في المالية.

وقال جمال السيد، مأمور ضرائب بالدقهلية: «عمري ٤٥ عاما» قضيت منها ٢٣سنة في الضرائب العقارية لكنني كنت أشعر طوال هذه السنوات بأني تائه، مقلوع من جذوري أو تقدر تقول، لقيط ملوش أب شرعي، واليوم أشعر بأن كرامتي عادت إلي بأن أصبح أصحب لي أب شرعي أفاخر به، وهو وزارة المالية بعد سنوات مللت خلالها من شعوري بأني إنسان بلا قيمة أو كرامة.

«من فرحتي بالانتصار وقعت من طولي وقعدوا يفوقوا فيا»، بهذه الكلمات بدأ ناجح عبدالمعز محمد، الذي أتي من بني سويف منذ ١١ يوما، كان يبيت فيها علي الرصيف مع زملائه ويعيش معهم لحظات الألم والحزن، كلما تعنت مسؤول ضدهم، وأضاف: بقالي «٣٤ سنة» أشعر بالظلم والاضطهاد، واليوم أشعر بانتصار ما بعده انتصار، خاصة بعد تجاهل المحافظ قضتينا فلولا تدخل رئيس الجمهورية لما كنا قد وصلنا لما نحن فيه.

ووصف سيد زكي فرحته بالانتصار بأنها تعادل انتصار أكتوبر، وقال: عمرنا ما شعرنا بهذا النصر من سنين، ابني أحمد في الصف الثالث الابتدائي جاء معي من بني سويف ليهتف معنا، ويطالب بحقه وحق أخته.

وأضاف: حملنا ابني أحمد وقعدنا نهتف لنجاح اعتصامنا ولاهتمام المسؤولين بنا، وقلنا «عاش كفاح عمال الضرائب العقارية».

الزغاريد كانت هي الوسيلة التي عبرت بها «سحر محمد مهلهل» زوجة «طلبة محمد» أحد المعتصمين والذي جاء من الدقهلية، ورغم فرحتها فإنها لم تمنع نفسها من البكاء وهي تقول: «مش قادرة أصدق إن الهم انزاح عنا وإن الرؤوس اتساوت خلاص، دا إحنا عشنا أيام سودا من كتر الظلم اللي حاسينه في التفرقة بين العمال في الضرائب، دلوقتي أنا حاسة إن حقي وحق أولادي رجعلي».

أما «سعد محمد سعد» موظف الضرائب العقارية بالعياط وأحد المعتصمين فاعتبر أن ضمهم لوزارة المالية هو طوق نجاة من عمله الإضافي قائلا: أنا كنت بشتغل بواب علشان أحسن دخلي لكن دلوقتي خلاص حاسس إني مش هاهين نفسي تاني علشان أوفر لأولادي لقمة عيش هنية».

أسامة حرب، نائب رئيس نقابة الضرائب العقارية بالبحيرة، قال «الاعتصام أضاف إلي الكثير ونحن من صنعنا الانتصار، فالإرادة هي التي دفعتنا للاستمرار ١١ يوما في الشارع وكان لدينا الاستعداد للبقاء أكثر من ذلك، كما أننا وجدنا تضامنا لم نشعر به من قبل وفود عمال الضرائب العقارية، التي جاءت إلينا من أقصي الصعيد لأقصي الشمال، مما جعلنا جميعا روحا واحدة ويدا واحدة ورجلا واحدا».

«عايدة حسن حمودة» رأت أن النتيجة التي توصلوا إليها ستكون مجدية بالفعل إذا ما صدقوا في وعودهم معنا وقالت «لايزال الشك يغمرني من كثرة الوعود التي سبقوا أن وعدونا إياها دون تنفيذ. ولكنني أثق بالقيادة وتدخلها لفض الاعتصام برغم تدخلها بعد اعتصام دام ١١ يوما».

أما «محمد عبداللطيف» فوجد في ضم موظفي الضرائب العقارية لوزارة المالية المستقبل الباهر لأولاده قائلا: «أنا كدة اطمنت علي مستقبل أولادي، فكثيرا ما شعرت بالعجز لعدم قدرتي علي سد احتياجاتهم».




 

اجمالي القراءات 2233
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more