الشركة بالتراضى

الأحد ١٠ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
الشركاء تراضوا شفهياً بشهادة الشهود دون كتابة. فهل يصح قيام تلك الشركة شرعا ؟
آحمد صبحي منصور :

 

 إن القرآن الكريم ليس كتاباً في التشريع فحسب، وإنما هو كتاب في الهداية أساسا، وآيات التشريع كلها تدور في إطار الحث على التقوى، ثم أن آيات التشريع لا تتعدى المائتى آية مع ما فيها من تكرار.. والمعنى المقصود مما سبق أنه في كثير من التشريعات القرآنية يكتفي القرآن بوضع القواعد العامة ليتيح للناس حرية الحركة، وذلك يتجلى في موضوع الشركات خصوصاً.. فالقرآن قد أسس قيامها على التعاون على الخير وتحريم الظلم والإثم، نأتي للقاعدة العامة التي يدور في إطارها التعاون التجاري كله من شركات وغيره، وهى "التراضي" " إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ": (النساء 29 )، وينتج عن هذا التراضي توقيع عقد يتراضى عليه الطرفان أو الأطراف ويصبح ملزماً لهم وينبغي الوفاء به لأن الله تعالى يقول " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " (المائدة 1).       

       إن الله تعالى وضع تفصيلات مهمة في أكبر آية في القرآن عن موضوع الديون وأوجب كتابتها والأشهاد عليها، وتقاس على الديون كل أنواع التجارة المالية، بل أن القرآن أشار إلى إن شرط الكتابة ينطبق على كل أنواع الاتفاقات التجارية إلا في حالة واحدة هي التجارة الحاضرة المتداولة التي يصعب تسجيل كل مفرداتها الصغيرة، يقول تعالى عن الكتابة " ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها " (البقرة 282 ).

   أي أن القرآن الذي نزل في القرن السابع الميلادي في مطلع العصور الوسطي وبين قوم أميين أكد على أهمية كتابة العقود وتدوينها، وذلك ضمن تفصيلات عديدة ومهمة في التعامل التجاري، لتضع الحقوق في نصابها وحتى يمتنع التشاحن والخلاف ما أمكن.

  أن التشريع القرآني يترك الحرية كاملة للحركة الإنسانية الاقتصادية في مجال الشركات طالما تدور في المقاصد التشريعية وهى "التعاون على البر والتقوى وعدم الظلم "، وطالما تدور في القواعد التشريعية " التراضي، الالتزام بالعقود، وكتابتها ". وبعد ذلك فالمجال متاح أمام الفقهاء والاقتصاديين ورجال الأعمال لابتكار ما يتمشى مع ظروفهم وعصورهم من أشكال التعامل الاقتصادي في الشركات.  ومن هنا فإن تشريع القرآن يعلو فوق الزمان والمكان وهو صالح لكل زمان ومكان. 

                                  



اجمالي القراءات 13903
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5128
اجمالي القراءات : 57,220,762
تعليقات له : 5,456
تعليقات عليه : 14,834
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


واو العطف : ارجو بيان نوع الواو في الايه الكري مه وقضى...

عمولة حلال : أنا اعمل سائق في شركة سياحي ة, واحيا نا ...

قردة خاسئين: قال الله تعالى : {قل هل أنبئك م بشر من ذلك...

سؤالان : السؤا ل الأول : ما معنى ما جاء فى قصة ذى...

القمص زكريا: اعمل في السعو ديه واعمل في المنط قه التي بها...

ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : مرح ا دكتور صبحي منصور...

خلق الجنين والجبال: اولا اود ان اشكرك لأن لمحاض راتك و كتابا تك ...

ليس للانسان سوى سعيه: في مقال لكم منشور في الموق ع بعنوا ن ( فقه...

أسئلة شتى .!!!: دكتور احمد لقد قررت ان استغن ي عن جميع...

الحج السعودى .!!: جاء فى الأنب اء تطبيق السعو دية عقوبة...

هلوع منوع جزوع: عشت اربعي ن سنة مع أسوأ زوج فى الدني ا، أنانى...

علامات الساعة: لقد لفت إنتبا هي الحدي ث النبو ي الشري ف ...

الاستاذ ابن قرناس: بخصوص كتاب( سنة الأول ين )، فقد وجدت له على...

حسابات مهلكة : السؤ ال الأول الظاه ر ان عيلتن ا ...

السلفيون : Hi Dr. Mansour, I just read your article about Al Salafeyyou n. It is a great...

more