سؤالان

الخميس ٢١ - ديسمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
من هم الأنبياء الذين قتلهم بنواسرائيل ؟ وهل منهم يحيى عليه السلام ؟
آحمد صبحي منصور :

الاجابة :

أولا :

1 ـ لا نعرف ـ لا نعرف عدد الأنبياء ، والله جل وعلا قال : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164)  النساء )، ولا نعرف عدد أنبياء بنى إسرائيل . نعرف أن من بنى اسرائيل صالحون وعُصاة ، وهؤلاء العصاة إسمهم اليهود . فاليهود ليسوا جميع بنى إسرائيل . وهؤلاء اليهود كانوا معتدين ويقتلون الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس .

1 ـ  وعن ماضيهم قبل نزول القرآن الكريم جاء قوله جل وعلا :

1  / 1  ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) آل عمران  )

1 / 2 ـ ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (159) النساء )

2 ـ وكانوا موجودين وقت نزول القرآن الكريم ، وقد قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) المائدة ). وجاءت ردودعلى إفتراءاتهم ، ومنها التذكير بما إقترفه أسلافهم من قتل الأنبياء . قال جل وعلا :

2 / 1 : ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران  )

2 / 2 : ( الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)آل عمران ).

3 ـ وجعلها رب العزة قضية عامة تشمل من يقتل الدعاة للقسط الذين يسيرون على طريق الأنبياء ، وجاء هذا بالفعل المضارع . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22) آل عمران  ).

ثانيا :

لم يذكر رب العزة جل وعلا أنهم تسببوا فى قتل يحيى عليه السلام ، خلافا لما هو مذكور فى العهد الجديد ، ومنه فى إنجيل متى ( 14 ) : ( فى ذلك الوقت سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع 2 فقال لغلمانه: «هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الاموات ولذلك تعمل به القوات»"  فان هيرودس كان قد امسك يوحنا واوثقه وطرحه في سجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه 4 لان يوحنا كان يقول له: «لا يحل ان تكون لك». 5 ولما اراد ان يقتله خاف من الشعب لانه كان عندهم مثل نبي6 ثم لما صار مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس7 من ثم وعد بقسم انه مهما طلبت يعطيها8 فهي اذ كانت قد تلقنت من امها قالت: «اعطني ههنا على طبق راس يوحنا المعمدان». 9 فاغتم الملك. ولكن من اجل الاقسام والمتكئين معه امر ان يعطى10 فارسل وقطع راس يوحنا في السجن11 فاحضر راسه على طبق ودفع الى الصبية فجاءت به الى امها12 فتقدم تلاميذه ورفعوا الجسد ودفنوه. ثم اتوا واخبروا يسوع.) .

لم يرد فى القرآن الكريم قتل يحيى . ولو حدث لكان حدثا جللا يستدعى ذكره فى قصة يحيى فى القرآن الكريم . بل إن المفهوم من القرآن الكريم أن يحيى عليه السلام مات ليس بالقتل مثل عيسى عليه السلام . قال جل وعلا عن يحيى عليه السلام :

1 ـ ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ (85)  الأنعام )

 2 ـ ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ (39) آل عمران )

3 ـ ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الأنبياء )

4 ـ ( كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيّاً (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (9) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (11) يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (12) وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً (13) وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً (14) وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً (15) مريم ) . هنا ذكر لمولده وموته موتا عاديا ، ثم مبعثه بعدئذ . نتذكر أنهم لم يقتلوا عيسى عليه السلام : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً (157) النساء ) ، وقد نطق عيسى عليه السلام فى المهد فقال : ( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) مريم  ) ، أى نفس ما قاله جل وعلا عن يحيى عليه السلام : ( وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً (15) مريم ) .

وعليه فإن هذه القصة الدرامية عن مقتل يحيى عليه السلام كاذبة . 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1498
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4985
اجمالي القراءات : 53,492,167
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


من الغابرين: ( غابري ن ) وصف لامرأ ة لوط . هل لأنها كانت...

أربعة أسئلة: السؤا ل الأول فى محلات الكوا فير الرجل...

الراسخون فى العلم : كيف أكون من الراس خين في العلم ( أهل الذكر ) ...

إنك ميت .!!: لماذا جاء الخطا ب للنبي بانة ميت وانهم ميتون...

مسألة ميراث: مات وترك زوجه وثلاث بنات واخ وأختا ن كيفية...

النفقة على الاولاد: هل النفق ة على الاول اد البال غين ...

سؤالان : السؤا ل الأول هل كان والدا نوح أحياء حين دعا...

الاقتداء بالرسول: اذا كان الانس ان يبحث دائما عن قدوة له فهل لنا...

لا نبتغى السياسة: لم اجد وسيلة اسرع للاتص ال بك من هنا. انضمم ت ...

عن المصايف والعُرى: نعيش في منطقة ساحلي ة قريبة جدا من الشوا طئ ...

ليس حراما: لي جار هاجر منذ مايزي د عن 30 سنه ولجار ي شجره...

الزواج ليس استرقاقا: تفرغت لزوجى واولا دى مع أنه كان من الممك ن أن...

عدة المطلقة حاليا : هلا لا بد من الانت ظار ثلاث حيضات للتأك د من...

نذير من قبلك: إلى أى زمن لم يأت للعرب نذير قبل النبى محمد ؟...

أريد أن أتعرّف: السلا م عليكم كنت اريد ان اتعرف على احد...

more