الأربعاء ٠٩ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
من خلال رسالة هذا الجندي و بناءا على كلامه , فهذا ليس قتلاً بغير عمد , بل هو دفاعٌ عن النفس ,
هذا الجندي قد ائتمن على حياة شعبه و مواطنيه , كونه قد أدى القسم على حمايتهم و السهر على أمكنهم , هو يضحي بنفسه أولاً في سبيل توفير الأمن و السلامة ,
ماذا لو كان هؤلاء المتسللين من الإرهابيين المأجورين الذين يقطعون الحدود لتنفيذ عمليات تفجيرية يروح ضحيتها الأبرياء من المواطنين المسالمين ؟
هو مؤتمن على توفير الأمن و الحماية من أي عدوان , إن لم يقم بواجبه ملتزماً بالقانون فهو خائن لتلك الأمانة , بل و يعتبر شريكاً في العدوان إن حدث , فتقصيره في هذا الجانب يجعله شريكاً في الجرم , كمن يؤتمن على حماية أي منشأة من اللصوص أو التخريب , فماذا لو كان يحرس مصنعاً أو شركة و جاءه لصوص . هل يسمح لهم بالسرقة و لا يطلق النار عليهم ! أم أنه يتوجب عليه الدفاع و إطلاق النار عليهم كي يصون ما أتمن عليه !
الحدود هي من أجل الحماية بالدرجة الأولى , و هي عرف متعارف عليه بين الناس , و لا يقطعها سوى اللصوص و المهربين و الإرهابيين ,
و كما نرى فهذا القتيل كان يهرب الحبوب المخدرة , أي أنه من العالم السفلي المجرم ,
القتل بغير عمد يكون بالخطأ , أي يحدث دون قصد القتل كأن تصدم أحد المارة بسيارتك فتقتله , أما الجندي الذي يحمي الحدود فواجبه أن يؤدي ما أتمن عليه و هذا عهد يقطعه على نفسه ,
لا أرى بأن هذا الجندي عليه أي تبعات , فهو قد أدى واجبه و المسؤولية و الأمانة التي حملها ,
و لكن هناك شرط , و هو أن يكون قد التزم بشروط إطلاق النار التي وضعها القانون و أمر بتنفيذها من أجل حماية الأرواح , و هي بمراحلها الخمس التي تحدث عنها ,
أما في حال لم يلتزم بتلك المراحل فهذا يعتبر استهتار بحياة الناس , و تقصيراً منه , و عليه تقع المسؤولية ,
و في هذه الحالة يتوجب التحقيق قضائيا من قبل المختصين في التحقيق , ليعلم حجم التقصير و بناءاً عليه يحكم القاضي المختص و يصدر حكماً بما يترتب على هذا الجندي من حجم المسؤولية التي تقع عليه ,
اسمح لي دكتور منصور بالقول بأنك هنا قد نصبت نفسك قاضياً و أصدرت حكما عليه , حين تفضلت و طالبته بدفع الدية أو بصيام شهرين ! أنت في هذه الحالة قد بينت الحكم الشرعي و جعلته نافذاً و يجب على الجندي تنفيذه , و لكن يا دكتور هذا الحكم الشرعي لا يعتبر نافذاً إن لم يصدر عن القضاء , لأن التشريع الإسلامي في العقوبات لا يسري دون التحقق و التحقيق من الجهة القضائية أو القضاء أي الجهات المختصة , و مبدأ الدولة الإسلامية هو خير مثال على الفصل بين السلطات التشريعية و القضائية , فالشيخ أو العالم أو رجل الدين لا يجوز له أن ينصب نفسه قاضياً أو طبيباً , و هذا ما نعانيه فعلاً اليوم من مشايخنا حين يتدخلون في كل نواحي الحياة و يصدرون أحكاماً نافذة لا مجال للطعن بها من تحريمٍ و تجريم ,
و أخيراً دعني من طرح هذا السؤال , ماذا لو ذهب هذا الجندي للبحث عن أهل القتيل كي يدفع لهم الدية و كانوا كقتيلهم من العصابات التي تعمل بالتهريب ! هل سيتركوه أم سيقتلوه ؟ نحن لا نعلم !
أنا أرى بأنه لا يترتب على الجندي أي مسؤولية حال التزامه ببنود و شروط إطلاق النار المذكورة , أما في حال عدم التزامه فكان مستهتراً بحياة الناس و بعد هذه المدة من الزمن كونه متقاعد الآن , و في ظل غياب التحقيق القضائي في القضية , فالأمر يرجع لنفسه بأن يقيّم الوضع الذي مر به , فإن وجد نفسه مقصراً فعليه أن يستغفر ربه و يكثر من عمل الخير و الصدقات .
انا نقلت هذه الفتوى على صفحتى على الفيس بوك ودارت حولها مناقشات منها من قال أن هذا (قتل عمد ) وليس (قتل خطأ ) ومنها من قال مثلك (لأنه كان ضابطا إحتياطيا يخدم فى مثل هذه المواقع بسيناء ) مع إختلاف الصيغة وزاد عليها أن هذا تنفيذا لأوامر عسكرية لا يستطيع تكسيرها وإلا حوكم بالسجن . فكان ردى عليه يتلخص فى الآتى . 1- لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ومعصية الخالق هنا هى قتل نفس محرم قتلها بغير حق وجزاء ذلك قد يؤدى به إلى النار ،فهل هناك شىء فى الدنيا يستحق أن يُضحى صاحبه برحمة الله والجنة ويستغنى عنهما ليُنفذه ؟؟ 2- يجب أن نتخلص من مقولة (انا عبد المأمور ) فطظ فى المأمور وأوامره إذا كانت ستؤدى إلى هلاكى فى الآخرة ،حتى لو كان ثمنها سجنى مدى الحياة فى الدنيا . 3- علينا أن نبحث عن آلية وقوانين وأدوات تحمى وتُحافظ على أهم حق من حقوق الإنسان وهو ( الحق فى الحياة ) حتى لو إستلزم هذا تغيير كثير من القوانين العسكرية . 4- هناك بدائل وتقنيات حديثة تُغنيك عن قتل المُتسللين للحدود وهى موجودة بالفعل ومنها – مسدس طلقات (الشبك ) الذى يجعل المهاجم أو المُتسلل وكأنه وقع فى شرك من الشباك ،ففتم محاصرته والقبض عليه ،وقد تم تنفيذه فى كأس العالم لكورة القدم فى اليابان ..وهناك طلقات الرصاص المطاطية ، وهناك مسدس اشعة الليزر القوية جدا وتسليطه على العين مما يجعل المهاجم أو المُتسلل يفقد الرؤية مؤقتا لمدة لاتقل عن (5 دقائق ) فيسهل السيطرة والقبض عليه ،5- هناك فرق بين الإرهابى والعدو وبين المُتسلل للحدود ز فالإرهابى لا ينتظر سعادتك فى التدرج فى تطبيق خطوات التعامل معه ،بل يضربك هو من على بُعد (100متر ) على الأقل ، أو يجرى عليك ليصطدم بك لينفجر فيك ،اما المُتسلل فيبعدعنك ويهرب منك قدر المستطاع وهذا دليل على أنه ليست فى نيته قتلك وبالتالى فمحاولة قتله تحت أى مُسمى وتحت أى ظرف تعتبر جريمة قتل وليست دفاعا عن النفس أو الوطن . ولنا فى دول العالم المتحضر (الغربى والأمريكى والكندى والإسترالى ) خير مثال فلا يُمكن أن يقتلوا مهاجرا مُتسللا لحدودهم ابدا ،بل على العكس يقبضوا عليه ،ويعالجوه لو إحتاج للعلاج ثم يبدأوا معه التحقيقات . وبعد ذلك يسمحوا له بالبقاء ،او بالعودة أو بالسجن ،المهم انهم يُحافظون على حياته ....
اما عن رأى استاذنا الدكتور – منصور . فهو يُعطى رأى ما يعلمه من شريعة القرءان فى رده على فتوى وسؤال من صاحب المُشكلة مثل إجاباته على الاف الفتاوى التى رد عليها قبل ذلك . فلا يُمكن أن نلومه على ذلك بل نوجه له الشكر والتحية على عدم كتمانه للحق ، اما مموضوع المحاكمة والقضاء ووو فهذا شأن آخر ولادخل له به ،وأن يأخذ الناس برأيه أو لا يأخذوا به فتلك حريتهم ولا يفرض رأيه على أحد .... تحياتى .
السلام عليكم
ان شاء الله رأي الدكتور منصور هو الصائب ان هذا يندرج تحت القتل الغير متعمد . لان الجندي حسب قوله انه طبق قواعد الاشتباك السابقة مع المتسللين ولم يتوقفوا ولا اعلم لماذا يجازف شخص بحياته بهذة الطريقة واتخيل ان الجندي حذرهم بالطلقات الثلاث في الهواء . فحسب كلامه انه طبق قواعد الاشتباك السابقة معهم اي انه حذرهم بالصراخ وبالطلقات الثلاث ثم بالرصاص المباشر .
سؤالي للاستاذ عثمان : كيف لهذا الجندي ان يميز ان المتسلل ارهابي او مهرب او لاجيء ؟ هل يذهب ويسأله ويعود ... ام يعتمد على وجهة نظرك ان الارهابي لا ينتظر تطبيقك لقواعد الاشتباك !! بالعكس الارهابي سيحاول التقدم نحوك ليفجر نفسه فيك او قتلك . وحقيقة انه لم يكن يملك سلاح هذا لا يدين الجندي لانه لا يعرف هذا ونحن لا نعرف لربما كان مع المتسللين من يحمل سلاح وهرب بعد اطلاق الجندي النار لان المهربين عادة ما يشكلون عصابة كاملة .من حق اي دولة ان تضع حراسة على حدوده حماية لشعبها . اي لاجيء او شخص عادي دخل الحدود لكان تراجع بعد الطلقات الثلاث ... وجود حقائب النقود والحبوب المخدرة مع القتيل يبرر سبب عدم تراجعة واصرارة على التقدم ..
اذ كان كلام الجندي صحيح كما يقول انه طبق كل قواعد الاشتباك التي ذكر فاقول برأي الدكتور احمد انه قتل خطأ لان الجندي قتله ويذكر انه لم يجد سلاح معه اي كان المفروض اصابته وليس قتله حسب القاعده الرابعه التي ذكرها ..
لا دفاع عن الجندي وانما هذة وجهة نظري بناء على معطيات قصة الجندي ..
انا ذكرت أن سلوك وتصرفات ( الإرهابى ) تختلف عن سلوك وتصرفات المُتسلل ، فالإرهابى يجرى عليك ليقتلك ، وهنا يكون رد فعلك ان تُدافع عن نفسك بأى وسيلة ، اما المُتسلل فهو يهرب منك ويبتعد عنك قدر الإمكان وهنا يكون قتله بأى شكل هو جريمة قتل سواء كان قتل عمد أو قتل خطأ حسب ما حدث من حوار أو تفاعل أو إشتباك بينهما .... المهم استاذ عُمر المُحترم انها (جريمة قتل ) ، ويجب أخذ الإحتياطات وتشريع قوانين عسكرية ، وإستخدام آليات وأجهزة حديثة تمنع قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق .
أتقدم لك بالمعذرة كونك اعتبرت رأيي فيه اساءه أو اتهام , و هذا لما احمله في قلبي من احترام و تقدير لك , و حاشى لله أن اتهمك باطلا , فأنت معلمنا و أستاذنا ,
و لكن رأيي لا أرى فيه تجاوزاً لما تعلمناه ,
فنحن نعلم بأن التشريع الإسلامي يبيح القتل دفاعاً عن النفس و رداً على الاعتداء , بل يحث ويطالب بحماية الآمنين من أي اعتداء , و الذي يقطع الحدود يكون معتدياً إما للتهريب أو التخريب و كلاهما جرم ,
و هذا الجندي الذي يقف على الحدود هو يحمي المواطنين , و لا يحمي العروش , لأن هؤلاء المخربون المتسللون لا يصلون للعروش و لا يضرونها بشيء , بل يكون هدفهم الأبرياء دوماً .
و أنا أعلم بأنك قد علمتنا هذا سابقاً , و أعلنت بأنه لا بد من الدفاع , حتى أنك قد قلت بأنه لا بد لإسرائيل بأن ترد دفاعاً عن سيادتها لما تتعرض له من محاولات للتسلل على حدود قطاع غزة , و قلت أيضاً بأنه لا يوجد دولة توافق بأن تنتهك أراضيها ,
أنا لا أدعو لقتل المتسللين , و أنا ضد هذا القتل , و أتمنى أن تصل تلك التكنولوجيا التي تحمي الحدود التي تحدث عنها الدكتور عثمان للدول العربية و لإسرائيل أيضا حقناً للدماء , و لكن انا أتحدث عن الواقع الذي نحن فيه , و قواعد إطلاق النار الذي تحدث عنها هذا الجندي هي أعلى مراتب الحرص على حقن الدماء في ظل غياب الوسائل المتطورة الأخرى ,
و نحن مطالبون بالتحقق في الجرائم و العقوبات , فالتشريعات تخضع لسلطة القضاء , و ليس العكس ,
أقدم اعتذاري لك و للجميع , فليس من طبعي التجريح , و أعلم جيداً سعة صدرك , كما أظن أن وجهة نظري قد بينتها بوضوح لأنني أشعر في نفسي بأني ملزم بالتعليق في بعض الأحيان .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5081 |
اجمالي القراءات | : | 55,938,520 |
تعليقات له | : | 5,415 |
تعليقات عليه | : | 14,765 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
سؤالان : سؤالا ن : 1 ـ ما معنى فَأْت ُوهُن َّ مِنْ...
التدخين: اخي الحبي ب د.احم صبحي منصور حفظك الله...
هذا حرام: كان عندي زوجتا ن اعيش واسكن مع إحداه ما أما...
ما ذنب الخنثى: ما هو ذنب الذى يولد خنثى . ليس ذكرا ولا أنثى ؟ ...
مسألة ميراث: لدي سؤال لو سمحتم في حادث سيارة توفي الاب...
أجرنا على الله .!: هل تقبلو ن التبر عات ؟ وما هو موقفك م منها ؟...
كتاب (قل ): ّألفي ت أن لكم كتابا بعنوا ن "قل في القرآ ن ...
منافقو اهل الكتاب: هل كان هناك منافق ين من اليهو د فى عصر النبى...
أهلا بك وسهلا : بسم الله الرحم ن الرحي م اخوتي احببت ان...
No Problem: هل يجوز لمن تحته زوجتي ن أن يجامع هما في غرفة...
الفتيات : السلا م عليكم أخي الكري م بمتاب عة الموق ع ...
الزواج العُرفى : انا شاب في الثلا ثينيا ت أعيش بالمل كة ...
العمل الصالح عبادة: مقولة ( العمل عبادة ) هل هى صحيحة ؟ ...
الاجابة مرة أخرى: انا طبيب عرفت الاسل ام منذ اكثر من 30 سنة وكنت...
إختبار الدنيا : سؤال قد سألني ابني اياه وقد سمعته كثيرا الا...
moreفشل النحويين فى موضوع ( الأمر ):
معضلة الزمن والميتافيزيقا فى رؤية قرآنية
الزمن المتحرّك بين خلق السماوات والأرض وبين تدميرهما وخلود اليوم الآخر
1 / 5 / ب 3 : لمحة عن الايجاز بالحذف فى القرآن الكريم
1 / 4 / 2/ ب 3 : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى الخطاب الالهى للبشر
دعوة للتبرع