ممنوع الخلط هنا

الجمعة ١٧ - مايو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
هل يحق لرجال الدين " علماء الدين " المشاركة في الحياة السياسية ؟ و ما هي الحدود الواجب عليهم التوقف آمامها و عدم تخطيها لكي لا يعطي انطباع سلبي عن الدين؟ هل يحق لهم دعم جهة سياسية معينة ؟ حتى لو كانت تختلف عن توجهاتهم الدينية؟ وإذا اكنت مشاركة رجال الدين قد تحدث شرخا أو انقساما في المجتع؟ ماذا يجب عليهم فعله؟ هل عليهم الإستمرار؟ أم يفضل تنحيهم عن ذلك على احداث اضرار في المجتمع؟
آحمد صبحي منصور :

نظريا : ومن الناحية الشرعية الاسلامية ، فالاسلام دين علمانى ، ليس فى الاسلام كهنوت ولا رجل دين ولا مؤسسة دينية . وخطبة الجمعة فى عهد النبوة كانت تلاوة للقرآن ، ولم يبدأ استخدام المسجد فى الدعاية السياسية إلا فى العهد الأموى بأن يلعن الخطيب الامام عليا بن أبى طالب ، ثم يتخصّص رجل فى القصص بعد الصلاة أى يقوم بدور وزير الاعلام . ومن هنا بدأ خلط الدين بالسياسة لمصلحة الحاكم فى العصر الأمى ، ثم تحولت الدولة العبتاسية الى دولة دينية كهنوتيه ، وسار على ذلك المسلمون حتى الان ، من دول دينية سنية وشيعية ، ودول علمانية قومي مستبدة .

هذا يناقض الدولة الاسلامية التى أقامها خاتم النبيين فى المدينة ، ولا تزال أسسها فى القرآن . فالدولة الاسلامية هى دولة علمانية حقوقية تؤكّد الحرية المطلقة فى الدين وتقيم العدل السياسى ( بالديمقراطية المباشرة ) والعدل الاجتماعى بالتكافل الاجتماعى . وليس من مهمتها على الاطلاق هداية الناس للجنة لأن الهداية فى الاسلام مسئولية شخصية ومن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل على نفسه . والتفاصيل فى بحث منشور فى موقعنا أهل القرآن  :(التناقض بين الدولة الإسلاميةالعلمانية ودولة الاخوان المسلمين الدينية )

http://ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=64

واقعيا : أصبح الاسلام إحترافا سياسيا وإقتصاديا داخل معظم المجتمعات المسلمة . إذ سيطر عليها التدين السطحى والاحتراف الدينى بما أدى الى تغييب حقائق الاسلام ، وقيام دول دينية مذهبية سنية وشيعية ، ولكل منها رجال دين على النسق الذى ساد فى العصور الوسطى . وبهذا اصبح الاسلام متهما بالارهاب و التطرف والتخلف والتزمت ومصادرة حقوق المرأة والأقليات ، ومؤازرة الاستبداد والفساد .

بهذه المقدمة نقول  : لا يحق مطلقا لأى فرد أن يشارك فى الحياة السياسية مستخدما خطابا دينيا . المشاركة السياسية حق وواجب على كل مواطن حتى لا تنفرد أقلية بالشأن السياسى وتصبح الأغلبية صامتة ، بما يكرّس الاستبداد والفساد . ولكن هذه المشاركة يجب أن تكون سياسية خدمية بعيدة عن الاستخدام الدينى والشعارات الدينية والنصوص الدينية . إن رجل الدين بخطابه الدينى يستخدم الدين ليعلو به وليتميّز به على الآخرين متهما إياهم بالكفر ، وهنا ينعدم تكافؤ الفرص بين المتنافسين فى الحقل السياسى ، طالما يحظى أحدهم بالدين ويحتكر لنفسه التأييد الالهى بزعمه ، وهو فى ذلك كذّاب أشر ، لأن الله جل وعلا لم يُنزل وحيا أو ملائكة تقول أنه إختار هذا أو هؤلاء ليحكموا الناس باسمه . هذا خطره شديد على الدين وعلى الناس .

من هنا يجب المنع التام والبات لأى إستغلال للدين فى السياسة . ويجب منع استخدام المساجد فى الدعاية السياسية والعمل السياسى . وأن تقتصر الدعوة الدينية فى المساجد على التربية الاخلاقية وتعليم القيم الاسلامية فى التراحم والسلام والعدل و الاحسان ، لأن الله جل وعلا بعث خاتم النبيين بالقرآن رحمة للعالمين ، وليس لارهاب العالمين .



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 7854
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   مروة احمد مصطفى     في   الجمعة ٢٤ - مايو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[71931]

الدين لله

 استاذى الجليل


اشكرك شكرا جزيلا فقد اصبت الصواب فى هذا السؤال وهذه عادتك وانت للعلم منبرا ومنارا


الدين هو اسلوب حياه امرنا الله باتباعه وذلك بتنفيذ القران الكريم على حياتنا وان يكون القران هو المنهج والطريق الوحيد لنا فى الحياه


السياسة هى اسلوب التعامل مع البشر والبشر هم خلق الله


عندما يخترع انسانا ماكينة مثلا مكونه من اشياء خلقها الله مثل الحديد والخشب والنحاس يقوم بعمل كاتلوج يبين كيفيه الاستخدام السليم لهذه الماكينة حتى يكون انتاجها جيد ووفير ويمتد عمرها التشغيلى الى اكبر وقت ممكن


فما بالكم بالنسان لقد خلقه الله وانزل اليه القران الذى يبن له طريقة عمله وحياته حتا ينال الخير فى الدنيا ويكافأ على ذلك بالجنه وان عصى تلف الانسان وعوقب بالنار


انقبل بكتالوج البشر ولا نعمل بالقران الكريم الذى هو من عند خالق البشر ؟؟


السياسيون المتاسلمون خلقوا لانفسهم كتالوج منمق ومنسق وزينوه باحاديث من عند انفسهم واقوال ماثورة وامثال شعبيه حتى يجتذبو العامة من الشعب باسم الدين ونسوا ان الدين لله وان الله لا يقبل ان يستخدم التزوير والتملق لقهر وظلم عباده


اخى السائل خذها من اختك فى العقيده / مروة احمد مصطفى   لا تدع احد يسلبك عقلك واننا تعلمنا من الاستاذ احمد منصور فى هذا الموقع ان العقل وحده هو الذى يقبل او لا يقبل الفكر المنقول اليه اقرا للاستاذ احمد كتاب واحدا وستتعلم كيف ان العقل فعلا لا يقبل ان يتلون الدين للسياسة مند عهد الخلفاء  وستعلم ان المتأسلمون يزيفون الحقائق باسم الاسلام والاسلام هو القران والقران منهم بريء


 


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4984
اجمالي القراءات : 53,474,727
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,630
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


البخس: ما هو المرا د بقول الله جل وعلا ( ولا تبخسو ا ...

فشل مشروع الجامعة : السلا م عليكم و رحمة الله و بركات ه يا أحباب...

طرف تطرف شطط غلو: من الكلم ات الشائ عة فى ثقافت نا كلمة...

شريعة المصالح : ما مدى صحة هذه القاع دة وخاصة جماعة الإخو ان ...

دعوة ابراهيم للحج: كيف كان نبي الله إبراه يم عليه السلا م يؤذن...

الاصطبار على الصلاة : ما معنى قوله جل وعلا : (وَأْ ُرْ أَهْل َكَ ...

لعمرك : الله جل وعلا أقشم بحياة النبى فقال له ( ...

يستفزونك: ( وَإِن كَادُ وا لَيَس ْتَفِ زُّون َكَ ...

القرآن هو الميزان: ما معنى وصف القرآ ن بالمي زان فى سورة...

نعذرهم ..ولكن .!!: هناك أئمة للقرآ نيين أمثال اسلام وبحير ى ...

مضطر فعلا .!!: استاذ ي العزي ز د. احمد منصور السل ام ...

الفاتحة فى الصلاة: اعرف انك مللت من كترة الاسء لة حول الصلا ة ...

لا مانع عندى: ...

الحديث السنة الصلاة: قي الحقب قة انا كنت من القار ئين والدا رسبن ...

سؤالان : السؤ ال الأول : ما معنى ( جرحتم ) فى آية (...

more