لمحات فى سورة (المسد)

منيرة حسين Ýí 2009-01-09


لمحات فى سورة (المسد)


قرأت فى تفسير الجلالين :

({‏تبت يدا أبي لهب وتب ‏}‏ لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم قومه وقال‏:‏ إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال عمه أبو لهب‏:‏ تباً لك ألهذا دعوتنا، نزل ‏{‏ تبت ‏}‏ خسرت ‏{‏ يدا أبي لهب ‏}‏ أي جملته وعبر عنها باليدين مجازاً لأن أكثر الأفعال تزاول بهما، وهذه الجملة دعاء ‏{‏ وتبَّ ‏}‏ خسر هو، وهذه خبر كقولهم‏:‏ أهلكه الله وقد هلك، ولما خوَّفه النبي بالعذاب، فقال‏:‏ إن كان ابن أخي حقاً فإني أفتدي منه بمالي وولدي نزل‏:‏ {‏ ما أَغنى عنه ماله وما كسب ‏}‏ أي وكسبه، أي ولده ما أغنى بمعنى يغني‏.‏ {‏سيصلى نارا ذات لهب ‏}‏ {‏ سيصلى ناراً ذات لهب ‏}‏ أي تلهب وتوقد فهي مآل تكنيته لتلهب وجهه إشراقاً وحمرة{‏وامرأته حمالة الحطب ‏}‏ {‏ وامرأته ‏}‏ عطف على ضمير يصلى سوغه الفصل بالمفعول وصفته وهي أم جميل ‏{‏ حمالةُ ‏}‏ بالرفع والنصب ‏{‏ الحطب ‏}‏ الشوك والسعدان تلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ {‏في جيدها حبل من مسد ‏}‏ {‏ في جيدها ‏}‏ عنقها ‏{‏ حبل من مسد ‏}‏ أي ليف وهذه الجملة حال من حمالة الحطب الذي هو نعت لامرأته أو خبر مبتدأ مقدر‏.‏ )

والذى أعرفه أن :

تفسير الجلالين ( جلال الدين السيوطى وجلال الدين المحلى )هو مختصر مبسط لكل التفاسير السابقة ، وبالتالى يجب ان يكون أكثرها سلاسة و فهما. حين تقرأ تفسير ابن كثير تتوه فى الروايات الكثيرة التى تبعدك عن الآية التى من المفروض أن يفسرها. وحين تقرأ تفسر الطبرى تجد صعوبة اكثر فى الفهم. ولكن تفسير الجلالين أكثر اختصارا وأكثر يسرا. ولكن تجد أيضا فيه بعض العسر و الكلكعة فى النحو التى لا لزوم لها .
والغريب أننى قمت بتجربة مع نفسى.
حاولت تفريغ ذهنى مما علق به من تفسير الجلالين لسورة (تبت يدا أبى لهب ) .
وأعدت قراءة السورة مرة ومرات ، وفى كل مرة أتمعن معناها ، وأفكر فيها .. ووجدت معناها يقترب من عقلى بسهولة بدون تفسير الجلالين او غيره.
وثبت لى ان هذه التفاسير هى الاكثر تعقيدا ، وانها هى التى تقوم بتغريب القرآن عنا، مع أن المفروض انها (تفسر ) القرآن الكريم.
أى ان القرآن لا يحتاج الى تفسير لأنه يفسر بعضه البعض ، ولكن يحتاج الى تامل و تدبر.
ورأيى كالاتى :

(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (
معنى السورة واضح وبسيط.
الله تعالى يلعن ابا لهب ، بتعبير بسيط هو الدعوة بقطع يده ، ونفهم من هذا أن يد أبى لهب امتدت بالسوء لرسول الله عليه الصلاة و السلام، وأن أبا لهب إغتر بماله فقال تعالى إن ماله لن يفيده شيئا فى الدنيا لأنه سيموت تاركا ذلك المال وكل ما كسبه من ثروة ، وفى الاخرة مصيره النار ذات اللهب ، وستكون معها امرأته التى وصفها الله تعالى بأنها حمالة الحطب، ونفهم من ذلك أنها كانت تحمل الحطب من الصحراء ( وهو حطب فيه شوك ) لتؤذى به رسول الله عليه الصلاة و السلام. وجزاؤها يوم القيامة أن يوضع فى عنقها قيد من حطب و ليف .
هذا هو المعنى من داخل الايات ببساطة ودون رفع ونصب وروايات وقال وقيل ..

وتأتى الهداية وهى المطلوب من القصة. وهذا ما لم يفعله علماء التفسير..
ما هى العبرة من هذه السورة ؟ .. وهى تعليق على قصة أو حادثة ، ولكن ملامح القصة فيها ضاعت لصالح العبرة.
بل ان القصة فى القرآن عادة تهمل اسماء الأشخاص ، ولكن هنا بالذات تاتى باسم البطل فى القصة وهو أبو لهب .. لأن ذلك لتأكيد العبرة من القصة.
ونحن محتاجون للعبرة من هذه القصة بالذات ، ولكننا لم نعرفها ولم نستفد منها.

العبرة أن الأنساب و القرابة لا تغنى عن أحد .
فهذا عم رسول الله يذكره الله تعالى بالاسم ويحكم مقدما عليه بالخسران فى الدنيا والاخرة ، مثله فى ذلك مثل أقارب آخرين لأنبياء سابقين مثل ابن نوح ووالد ابراهيم (آزر) و زوجة نوح وزوجة لوط . لم تغن القرابة عن أى أحد منهم ، ومصيرهم النار ، والله تعالى يقول (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ) ( المؤمنون 101) أى لا وجود للأنساب يوم القيامة و لا يسأل أحد أحدا يومها ، ويقول تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) (لقمان 33 ) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) ( عبس 34 ـ).

هذا ما تناساه المسلمون من كل الطوائف خصوصا الشيعة و الصوفية الذين يجعلون القرابة من النبى عليه السلام كهنوتا دينيا ، بل وجعلوه كهنوتا سياسيا أقاموا على أساسه دولا مثل العباسية و الفاطمية ، وحتى الآن هناك الدولة الهاشمية فى الأردن ، وأخرى فى المغرب ، وهناك الملايين من (الأشراف ) الذين يزعمون الانتساب للنبى عليه السلام ويرتبون لأنفسهم حقوقا دينية على المسلمين ، بل إن التشيع قائم على اساس هذا الكهنوت الدينى والسياسى.

كل أولئك لم يقرءوا سورة ( المسد ) أو (تبت ) .ولم يقرءوا الايات الأخرى التى ذكرتها .
وكل التفاسير تجاهلت هذا المعنى وركزت على الرفع و النصب و الفاعل و المفعول وقال فلان وروى علان و ذكر تيسان ..
أى أضاعوا العبرة ، وهى الأساس فى هذه القصة. ولذلك لم يهتدوا .

ولكننى أتساءل :

لقد كان أبو لهب حيا حين نزلت هذه السورة فى مكة ، وفيها يحكم الله تعالى مقدما عليه بأنه سيموت كافرا ..
كان يمكن لأبى لهب أن يعلن اسلامه ظاهريا ليثبت أن القرآن الكريم قد كذب ـ فقد أسلم وحسن اسلامه ولا بد أن يدخل الجنة ، وبذلك يحدث تعارض بين هذه السورة المكية واسلام أبى لهب.
ولكن الذى حدث أن ظل أبو لهب على كفره وتحقق فيه وعد الله.
وسألت نفسى : شخص كاره للاسلام مثل ابى لهب حريص على تكذيب ابن اخيه ..لماذا لم يفعل ذلك ليكيد للاسلام وليثبت أن ابن أخيه كاذب؟
هل السبب غفلته ؟ أم السبب أن الله تعالى قدّر عليه مسبقا أنه لا يؤمن.
وحينئذ تأتى أسئلة أخرى عن القضاء و القدر و علم الله تعالى ، وتدخله فى القضاء و القدر.
طبعا هذه قضية معقدة ..لا يتناقش فيها سوى أولو العلم.
ولم أجد الاجابة
لذا أطلب التوضيح من أهل القرآن.

اجمالي القراءات 27710

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   شريف احمد     في   الجمعة ٠٩ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32544]

بعض الملاحظات

الزميلة الفاضلة منيرة حسين، تحية طيبة وبعد:


تقولين: العبرة أن الأنساب و القرابة لا تغنى عن أحد .

فهذا عم رسول الله يذكره الله تعالى بالاسم ويحكم مقدما عليه بالخسران فى الدنيا والاخرة ، مثله فى ذلك مثل أقارب آخرين لأنبياء سابقين مثل ابن نوح ووالد ابراهيم (آزر) و زوجة نوح وزوجة لوط . لم تغن القرابة عن أى أحد منهم ، ومصيرهم النار، وتعليقي الشخصي علي ذلك هو أنك قد وقعت في خطأ منهجي، أي أنك قد خالفت منهجك بنفسك حينما قمت بتكذيب القصة من أساسها واستنتجت العبرة منها فقط، ولكنك عدت بعد ذلك فصدقت الروايات التي تقول أن أبا لهب هو عم الرسول صلي الله عليه وسلم، فكيف تأكدت من عمومته له...؟؟


تقولين سيادتك: وسألت نفسى : شخص كاره للاسلام مثل ابى لهب حريص على تكذيب ابن اخيه ..لماذا لم يفعل ذلك ليكيد للاسلام وليثبت أن ابن أخيه كاذب؟

هل السبب غفلته ؟ أم السبب أن الله تعالى قدّر عليه مسبقا أنه لا يؤمن.

وحينئذ تأتى أسئلة أخرى عن القضاء و القدر و علم الله تعالى ، وتدخله فى القضاء و القدر.
 



الأمر بسيط جداً حسب تصوري أنا، فإن أبا لهب كان من الممكن أن يكون منافقاً فيدعي الإسلام وهو ليس بمسلم إمعاناً في الكيد للرسول عليه الصلاة والسلام..... ولكن الله تعالي قد جعله يستمرئ الكفر حتي يصدق فيه وعده ليبين لمعاصريه صدق الرسول عليه الصلاة والسلام وإعجاز القرآن، وهذا بالطبع هو إحدي الإعجازات التي كانت في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويجب ألا تنسي أختي الفاضلة أن تلك الإعجازات هي التي جعلت الناس يسلمون بل ويدخلون في دين الله أفواجاً وقتئذ، فبدون إعجاز القرآن وصدقه، وكذلك صدق الرسول لما أسلم أحد..... ولكنها حكمة الله تعالي في خلقه وفضله العظيم عليهم..... وهذا كل ما في الأمر


تحياتي لك


2   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الجمعة ٠٩ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32548]

الأخت منيرة حسين

أشكرك على هذا التدبر الذي في الحقيقة يجعلني أدرك أن صوت المرأة من خلال تدبرها وكتاباتها قضية هامة بالنسبة لنا نحن معشر أهل القرآن. وكلما قرأت مقالة أو تعليقاً لأخت لنا ،ينشرح قلبي فعلاً .لإن المرأة هي الأخت وهي الأم وهي الزوجة .وكلما كانت المرأة قرانية التوجه ،فإن الجيل الذي سوف تربيه سيكون على خطها ومنهجها.وسبب تخلف الامة كونهم جعلوا المرأة ثانوية كدور فاعل في تربية الجيل ،تربية قرآنية.


أعود الى موضوعك.وبغض النظر كون المذكور عم الرسول أو أحد زعامات المشركين أنذاك.وكونك تناولت موضوع القرآبة افتراضاً.فقد وفقت في الوصول الى العبرة من ذلك بأن النسب والقرآبة لاتغني عن العمل شيئاً يوم نقف جميعاً أمام رب العالمين .ولكني أحب أن أنوه الى محاور أخرى .أهمها أن هذه السورة وإن كانت تتحدث عن شخص بعينه ،لكنها تتحدث عن واقع تعيشه الامة حتى يوم الدين .فهؤلاء الذيت تكبروا عن آيات الله وأذوا المؤمنين ,ونشروا الفساد في الارض ,وهم أصحاب أموال  ومكاسب لاتعد .هؤلاء في النهاية لن تغني عنهم أموالهم ولا أرباحهم عن العذاب شيئاً.الشيء الأخر والمهم .أن حالة الشرك والتكبر  عن آيات الله...هي حالة  وصفت في القرآن الكريم كونهم هؤلاء  قد أُعميت بصيرتهم وبصرهم .وتجمدت عقولهم .إيمانهم ميؤوس منه .وهؤلاء زادهم الله ضلالاً على ضلالهم ،لدرجة أنهم حتى ولو رأو برهان ربهم فهم عنه يعرضون دائماً.لم يظلمهم الله لكن أنفسهم يظلمون.فالقضية ليست هي قدرهم بقدر ما تكون أختيارهم الواقع تحت علم الله عز وجل.والله أعلم


3   تعليق بواسطة   Awni Ahmad     في   الجمعة ٠٩ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32553]

توضيح

 


 


4   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الجمعة ٠٩ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32554]

مثال آخر للعبرة

دائما ما نهتم بتفصيلات  القصة وننسى ،أو نتناسى العبرة التي    هي الأساس  من ذكر القصة . وهذا ما حدث تحديدا في قصة أهل الكهف ،عندما دارت الأسئلة وتم الاختلاف حول عددهم  ثم تأتي الإجابة من رب العزة{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف22وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً{23} إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً{24


5   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   السبت ١٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32571]

تدبري الشخصي المتواضع للسورة (1)

أشكرك جدا أستاذة منيرة حسين لجهودك الطيبة, وأشكر الأستاذ زهير قوطرش الذي قرأ أفكاري وكتب ما كنت أريد من خلاله الترحيب بك أختا كريمة فاضلة, حين كتب:

( أشكرك على هذا التدبر الذي في الحقيقة يجعلني أدرك أن صوت المرأة من خلال تدبرها وكتاباتها قضية هامة بالنسبة لنا نحن معشر أهل القرآن. وكلما قرأت مقالة أو تعليقاً لأخت لنا ،ينشرح قلبي فعلاً .لإن المرأة هي الأخت وهي الأم وهي الزوجة .وكلما كانت المرأة قرانية التوجه ،فإن الجيل الذي سوف تربيه سيكون على خطها ومنهجها.وسبب تخلف الامة كونهم جعلوا المرأة ثانوية كدور فاعل في تربية الجيل ،تربية قرآنية.) انتهى

وأقول متواضعا:

كنت أتمنى لو إنك قمتي بترقيم الآيات كما في السورة تماما, حتى يسهل عليك وعلينا تدبُر السورة.

وأحببت أختي الكريمة أن أبين تدبري الشخصي للسورة كالتالي:

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5) المسد



في قوله تعالى:

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)



بالحديث عن أبي لهب, فلا قرابة قُربى من بعيد أو من قريب بالرسول المُبلغ محمد ( عليه السلام ) برأيي الشخصي, وصِلة القرابة هذه هي مُختلقة مُبتدعة من كتب السيرة الباطلة غير الشرعية وكتب التاريخ والتراث الإسلاموي القائم على العدوان والحرب على الله ورسوله.



الآيات الثلاث الأولى من سورة المسد, تتكلم عن شخص أبي لهب ( لعنه الله ), وهي تحدد من خلالها سلوك هذا المنافق, من خلال أن بيًن لنا الله جل جلاله إنه بسبب ماله وما كسب, سيصلى نارا ذات لهب!!!

السؤال هنا؟؟؟ لو أحببتي التعرُف على الإجابة من القرآن الكريم, تجدين إن له علاقة بوصف الله جل جلاله للمنافقين ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ), ومن صفات المنافقين إنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم ( بُخلاء ) نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون.

لقوله تعالى:

الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (68) التوبة


6   تعليق بواسطة   أنيس محمد صالح     في   السبت ١٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32572]

تدبري الشخصي المتواضع للسورة (2)

نأتي إلى الآيات الأخرى في سورة المسد والتي تتكلم عن إمرأته ( زوجة أبي لهب ) وعلاقتها بغنى وما كسبه أبو لهب المنافق الأشر, ليبين لنا الله جل جلاله,

بقوله تعالى:

وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5) المسد



(وَامْرَأَتُهُ ) لو أردنا الحديث ببلاغة القرآن الكريم, فستجدين, إن ( و ) (امْرَأَتُهُ ), فستجدين إن حرف ( و ) هي معطوفة ل (امْرَأَتُهُ )... حرف ( و ) تعني هنا ( في حين أن ), بمعنى آخر الآية ( في حين أن امْرَأَتُهُ ) حمالة الحطب.. فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ, بمعنى أكثر وضوح, ستجدين إن أبي لهب ( لعنه الله ) لم يكن يصرف على زوجته (امْرَأَتُهُ ) مما أنعم الله عليه من غنى وكسب, فبدلا من أن تتحلى بالذهب والأساور والفضة, تجدها حمالة للحطب وفي جيدها ( على رقبتها وأساورها ) حبل من الليف ( المسد )!!!



فستجدين إنه على الرغم من غنى أبو لهب, إلا إن أمرأته هي من تحمل الحطب كجارية لا تنعم بما لزوجها من غنى وكسب ومال!!! وهذه هي العبرة التي أراد الله جل جلاله لنا من سورة المسد برأيي الشخصي. وإذا أردنا أن نتدبر القرآن الكريم برأيي الشخصي , فعلينا أن نرمي بإبن كثير وإبن قليل وإبن ماجة وأبو ماجة والقرطبي وراء ظهورنا, وأن نتدبر القرآن من القرآن نفسه, ويكفيهم أن خدرونا وجهلونا وبرمجونا لأكثر من 1000 عام

تقبلي تقديري وإحترامي


7   تعليق بواسطة   أحمد بغدادي     في   السبت ١٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32576]

------------------

-------------------


 


8   تعليق بواسطة   مصطفى فهمى     في   السبت ١٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32586]

الأخت منيرة حسين الفاضلة

لاحظت من تعليقك على تعليق الأخوة الكرام أنك قلت (دائما ما نهتم بتفصيلات القصة وننسى،أو نتناسى العبرة التي هي الأساس من ذكر القصة ) و أنا معك من حيث المبدأ فيما ذهبت إليه

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف}

أما عن تساؤلك (وسألت نفسى : شخص كاره للاسلام مثل ابى لهب حريص على تكذيب ابن اخيه ..لماذا لم يفعل ذلك ليكيد للاسلام وليثبت أن ابن أخيه كاذب؟

هل السبب غفلته ؟ أم السبب أن الله تعالى قدّر عليه مسبقا أنه لا يؤمن.

وحينئذ تأتى أسئلة أخرى عن القضاء و القدر و علم الله تعالى ، وتدخله فى القضاء و القدر.)


فهو سؤال وجيه يشغل عقول أغلب الناس من حيث إشكالية تدخل الله فى الاختيار و بالتالى تظهر إشكالية انتفاء المسئولية و الاختبار

و للإجابة على ذلك أرجو أن يكون مقالى [المشيئة و العلم الإلهى و القضاء وتشكل القدر ومدى الأختيار فى الدنيا] المنشور هنا فى الموقع و التعليقات عليه و ردى عليها فيه الإجابة و أرحب أيضا بتعليقك عليه        و لكم منا كل التقدير


9   تعليق بواسطة   علي الاسد     في   السبت ١٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[32615]

نفثات

السلام عليكم

ابارك لكم هذا الطرح وخاصة ما استشفه من النتائج المستخلصه والعبره المستوحاة من السوره وهو ان احد الاسباب الرئيسيه لتدهور وضع الامه هم قرابة الرسول صلى الله عليه واله وما جلبوه على الامه من مصائب.. حيث وضعتهم الامه في اعلى المنازل واعطتهم فوق ما يستحقون فلم تقتل منهم احدا ولم تبيد الذريه الوحيده لرسولها ولم تسبي نساءها(بنات الرسول) ولم تفعل بهم ما لم تفعله اي امه بنسل نبيها.. حتى اننا الى الان لاندري اين دفنوا راس حفيد النبي بعد ان قطعوه عن الجسد , فهل هو في القاهره ام في كربلاء ام في عسقلان؟ ثم نطالب الدنمارك بالاعتذار عن رسوم كارتونيه.

وسألت الاخت منيره سؤال جوهري هو : ((أم السبب أن الله تعالى قدّر عليه مسبقا أنه لا يؤمن)).. وانا اسأل هل هو الوحيد الذي قدر الله عليه انه لايؤمن؟ وهنا اود ان اذكركم بالايات من سورة يس( لتنذر قوما ما انذر ابائهم فهم غافلون . لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون) واسأل هل ان الايه غير صادقه؟ الجواب انها بالتاكيد صادقه .. اذن القوم حق عليهم القول ان لايؤمن اكثرهم .. ولكنهم امنوا بعد فتح مكه ونقلوا لنا الدين!! ولا زلنا نعود الى قرابة النبي ونقول انهم سبب المصائب


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-02-13
مقالات منشورة : 30
اجمالي القراءات : 489,171
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 54
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt