9. قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ
عزمت بسم الله،
يقول ملك يوم الدين: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(22). الزمر.
نحمد الله تعالى أن سخر لنا هذا الموقع، موقع أهل القرآن، الذين شرح الله صدورهم للتسليم لما جاء به خاتم الأنبياء و المرسلين محمد " عليه صلاتي وتسليمي"، فهو نور من ربهم و يهديهم إلى صراط العزيز الحميد.
و أما الذين قست قلوبهم و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون، فنرجو من الله أن يهديهم إلى سواء السبيل، فتؤمن قلوبهم فيعقلوا و يتبعوا ما أنزل الله من البينات و الذكر الحكيم، و يتركوا ما كان يعبد آباؤهم من دون الله من أرباب متمسكين بكتبهم، متخذين كتاب الله و راء ظهورهم، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله.
يقول سبحانه: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(16). الحديد.
إخواني القراء، لا شك أن كل واحد منا يرجو رحمة ربه و يخشى عذابه، لكن الأرباب تختلف، فمن الناس من يخاف و يرجو رحمة خالقه الذي خلقه من العدم لأنه لم يكن من قبل شيئا مذكورا، فيخلص العبادة له وحده ولا يشرك به غيره من الذين كفروا بآيت الله و ما نزل من الحق.
يقول سبحانه:
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ(5). البينة.
وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ(36). الرعد.
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا(18)وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا(19)قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا(20)قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا(21)قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا(22)إِلَّا بَلَاغًا مِنْ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا(23). الجن.
ملاحظة في قوله تعالى: إِلَّا بَلَاغًا مِنْ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ.
1. حسب فهمي المتواضع، فإن الرسالات " بالجمع" إنما هي بلاغ من الله تعالى لعباده، ليحاسبوا يوم الدين بما جاء به الرسل من الرسائل، و المسلم مطالب بالإيمان بالله و ملائكته وكتبه ورسله فقط لا بغير.
2. وَمَنْ يَعْصِ اللَّه. فيما جاء به الرسل من ربهم لأنهم أي الرسل أمروا أن يدعوا ربهم و لا يشركوا به أحدا، و لا يملكون لعباد الله ضرا و لا رشدا، لأنهم متيقنون أنهم لن يجدوا أحدا يجيرهم من الله ، ولا يجدوا من دونه ملتحدا، لذلك لا يمكن لرسول أن يتقول على الله فيخالف أمرا أو نهيا أو يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله.
3. وَرَسُولَهُ . ترى لماذا قال الله تعالى: إِلَّا بَلَاغًا مِنْ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ. بالجمع و قال: وَرَسُولَهُ. بالمفرد؟ و لم يقل سبحانه: " و رسله بضم الراء و كسر اللام. هذا ما سوف نجيب عنه في المرة القادمة بإذن الله تعالى.
هذه آيات لكسر أقفال القلوب ليتدبر ويتر ويتفكر فيها العاقل منا قبل فوات الأوان. يقول تعالى:
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلًا(55)وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا(56)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا(57)وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا(58). الكهف.
1. ما هو الهدى الذي جاء الناس؟
2. فهل ينظرون إلا أن تأتيهم سنة الأولين؟ و سنة الأولين هي العذاب في الدنيا والآخرة.
3. ترى بما يبشر و ينذر المرسلون؟
4. ترى بما يجادل الذين كفروا هل يجادلوا بالحق أم بالباطل؟ و بماذا كفروا هل بالحق أم بالباطل؟
5. ترى بما ذا يستهزئ الذين كفروا؟
6. هل المسلمون اليوم يعرضون عن الذكر أم عن غيره؟ مما يسمى عندهم (بالسنة).
7. هل الهدى في كتاب الله المبين المفصل المحفوظ الذي لم يأته الباطل؟ أم في الكتب التي سميت (بالسنة) المختلفة اختلافا كثيرا و التي فيها من الباطل ما فيها؟
8. يقول تعالى: فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى(55)هَذَا نَذِيرٌ مِنْ النُّذُرِ الْأُولَى(56)أَزِفَتْ الْآزِفَةُ(57)لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ(58)أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ(59)وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ(60)وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ(61)فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا(62). النجم.
9. قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ(48)قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ(49)قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنْ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ(50)وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ(51)وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمْ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ(52)وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ(53). سباء.
10. بما أن الرسول نفسه يقر بأنه يهتدي بما يوحي إليه ربه، فكل زعم نسب إلى الرسول غير القرآن ـ و كيف بالذي يخالفه ـ فهذا الزعم يعتبر عند العقلاء اتهاما للرسول أنه تقول أو يتقول على الله، وهذا مستحيل لأنه لو فعل لقطع الله منه الوتين، و لأذاقه ضعف الحياة وضعف الممات و لن يجد نصيرا.
و السلام عليكم.
اجمالي القراءات
16106