جنة ءادم وشجرة الخلد ..!

المهدى زين العابدين Ýí 2018-08-16


 

 

منذ عصور مضت تنافس المفسرون واختلفوا حول الجنة التي عاش فيها ءادم وحواء  أفي الأرض أم في السماء ؟

وعن الشجرة التي أكلا منها أهي شجرة تفاح أم عنب ؟ ولم يتوصل أحد منهم إلى إقناع الطرف الآخر ولا أن يقتنع هو بما توصل إليه.
اليوم فقط أطرح عيكم اجتهادا لعل المفسربن لم يتوصلوا إليه من قبل حيث اعتمدوا على تفاسير من قبلهم  وأقول اجتهادا قابلا للتدبر والتفكر...
على ضوء ءايات الله البينات:
..........
 1- ولنبدأ بجنة ءادم ولكي نعرف هذه الجنة هل كانت في الأرض أم في السماء ! يجب أن نعود  أولا إلى زمن ما  قبل خلق ءادم هناك حيث يتم خلق هذا الكون العظيم حيث كان الله وحده وكان عرشه على الماء..وبما أن الله جعل من الماء كل شيء حي فقد جعل عرشه وهو سلطانه العظيم  فوق هذا الماء عظمة وبرهانا وسلطانا..
 ثم أراد الله أن يخلق الكون الذي يتمثل في النجوم والكواكب والمجرات والأرض والسماوات  المحيطة بها وكل هذه الأشياء كانت مجتمعة في مادة واحدة يقول علماء الفيزياء أن هذه المادة بعد الانفجار العظيم (Big Bong) تشكل الكون
وتمدد  بنجومه ومجراته ولا يزال يتمدد.
طبعا لابد لهذه المادة كي تتمدد أو تنفجر تحتاج أن يحيط بها مكان يحتوي ذلك الانفجار العظيم .
ذلك المكان كان هو تلك السماء العظيمة والواسعة ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)..
بعد الانفجار العظيم للمادة تشكلت النجوم والكواكب بأحجامها واتخذت مسارها تسبح في الفضاء( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) وتشكلت الأرض بطبقات أجوائها (فقضاهن سبع سموات في يومين) ثم خلق الله  الجبال والأشجار والأنهار حيث سيخلق خلقا ءاخر بعد خلق الملائكة والجان ذلك الخلق هو ءادم وزوجه وذريته . بشر يتم خلقه  من ءديم الأرض ويعيش على الأرض حيث الجنان  والثمار والظلال الوارفة لا علاقة لهذا المخلوق بالسماء العظيمة المحيطة بالكون العظيم  (وجعلنا السماء سقفا محفوظا). فلا يمكن لأي بشر الصعود إلى سماء الكون لا في حياته ولا بعد مماته ولا حتى في اليوم الآخر ..
حتى الجنة الموعودة (جنة الخلد )  ستكون على الأرض التي ستبدل( يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات) وسيدخلها المتقون وهم يسيرون إليها حتى يقفوا على أبوابها،  لا أن يصعدوا في الفضاء الكوني ليصلوا إلى السماء العالية ..بدليل قوله تعالى ( وسيق الذي اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) وكلمة : "سيق" لا تفيد الصعود أو الطيران في الكون.
وبهذا يزال ذلك اللبس الذي قام عدة قرون فنقول : إن جنة ءادم كانت على الأرض وجنة الخلد ستكون على الأرض ولن يعيش أحد من البشر في السماء لأن السماء سقف محفوظ فتدبروا يا أولي الألباب.
.......
2- (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة)، هناك على الأرض حيث سيعيش ءادم وزوجه  ويحذره الله من عدو له هو الشيطان يعيش معه على الأرض،  ويمتحن داخل الجنة التي يعيش فيها بمرتبة عالية لا يجوع فيها ولا يعرى ولا يظمأ فيها ولا يضحى، بشرط ألا يقرب من شجرة معينة خاصة مهما رغب فيها أو اشتهاها فهل يصبر عنها بعزم  أم أنه  سينسى ويعصى أمر ربه فيغوى ! 
(وقلنا يا ءادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)
طبعا بعد طرد إبليس من رحمة الله بسب عصاينه 
أصبح يكن الحقد لآدم وكي يجعله ينزل من تلك المرتبة العالية سيبدأ بأسلوب يليق به في الغواية وهو الوسوسة لآدم وتزيين الأكل له من الشجرة
( قال يا ءادم هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) هذه الشجرة لم تكن حنطة ولا تفاحا ولا عنبا وليست بشجرة تنبث و تؤكل لتصل إلى المعدة إذ لو كانت كذاك لأصاب ءادم مغص معوي 
حينها بعد هضمها ولكن الذي حصل لاءدم وزوجه لا  علاقة له بالأكل بل تعلق مباشرة باللباس ! أي شجرة هاته التي إذا اشتهاها الإنسان ليأكلها حتى إذا ما ذاق منها  نزع عنه لباسه ؟ 
أليست هي شجرة النسل ؟ 
شجرة الخلد التي تبقى خالدة بذرية ءادم جيلا بعد جيل يتناسلون و يتوارثون الأرض إلى قيام الساعة .
.........
ولنتدبر الاءايات التي التي جاءت تحكي عن القصة في سورة الأعراف  :
 
قال الله تعالى "ويا ءادم اسكن انت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين(*) فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين(*)وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين(*) فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم انهكما عن تلكما الشجرة وأقل  لكما إن الشيطان لكما عدو مبين(*) قالا ربناظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين(*) قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين (*) 
قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون(*)
يا بني ءادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ءايات الله لعلهم يذكرون(*) يا بني ءادم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يومنون" صدق الله العظيم .
اجمالي القراءات 4799

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   الأستاذ علي يعقوب     في   الجمعة ١٧ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89148]

الشجرة المحرمة هي فصيل بشري همجي غير مؤنسن بنفخة الروح


وليس النسل هو الشجرة، بل النسل هو ثمرة الشجرة المحرمة التي نهى الله سبحانه وتعالى آدم وزوجه عن الإقتراب منها، وتعبير ولا تقربا هذه الشجرة يذكرنا بتعبير ولا تقربوا الزِّنَا، أي أن الله عز وجل نهى آدم وزوجه أن يزنيا وأن يتناسلا مع فصائل البشر الهمج غير المؤنسنين بنفخة الروح حتى لا يولد نسل هجين غير نقي يفسد في الأرض ويسفك الدماء. لكن آدم (وليس زوجه) عصى ربه فضاجع أنثى من البشر الهمج فأثمر هذا اللقاء الآثم المحرم عن نسل هجين ورث عن آدم الأنسنة وورث عن أنثى الهمج الصفات الحيوانية الإجرامية، والمولود الأول من هذا النسل كان ذكرا وهو الإبن الأول لآدم، وهذا الإبن هو الذي قتل أخاه غير الشقيق المولود من زوج آدم الإنسانة النقية، وهذا الإنسان الهجين، إبن آدم البكر، هو نفسه من وردت قصته في سورة المائدة من الآية 27 إلى الآية 31. 



والراجح عندي أن إبن آدم الأول، الإنسان الهجين القاتل هو نفسه إسرائيل، تلك الشخصية الغامضة في القرآن، وأعتقد أن ذريته والمعروفين ببني إسرائيل كانوا يعلمون هذه الحقيقة، ولذلك عمدوا إلى تحريفها وإخفائها بزعمهم الكاذب أن إسرائيل هو النبي يعقوب وأنهما شخص واحد بإسمين، وهذا الإدعاء الباطل كان للتغطية على حقيقة أن أباهم الأول إسرائيل، هو إبن آدم القاتل لأخيه غير الشقيق المقتول ظلما، وأنهم ليسوا من النسل النقي الذي نتج من آدم وزوجه الإنسانة النقية، بل هم ذرية الإنسان الهجين القاتل إسرائيل الذي يحمل جينات الهمج المفسدين السفاكين من جهة والدته الأنثى الهمجية. وإسرائيل هو أول قاتل في التاريخ الإنساني، لذلك كتب الله على بنيه أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. ومن يقرأ سورة المائدة من الآية 27 إلى الآية 32 يدرك هذه الحقيقة بسهولة ويسر. فمن السذاجة الإعتقاد أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم قتل النفس البريئة إلا حتى عهد النبي يعقوب، بل تحريم قتل النفس البريئة، قديم قدم الإنسانية نفسها وقد أتى هذا التحريم المغلَّظ مباشرة بعد قتل إسرائيل لأخيه ظلما وعدوانا، ومن أجل هذه الجريمة الشنعاء البشعة كتب الله عز وجل على بني إسرائيل هذا التحريم والإنذار الخطير، فقبل ذلك لم يكن هنالك تشريع يحرم القتل لأن القتل نفسه لم يكن متصورا بين أبناء آدم وَذُرِّيَّتِهِ النقية من زوجه الإنسانة الصافية، لكن كون إسرائيل هو إنسان هجين يحمل جينات البشر الهمج السفاحين، لذلك طوعت له نفسه النجسة قتل أخيه غير الشقيق بلا رحمة ولا إنسانية، لإن نصف إسرائيل المتوحش الحيواني الذي ورثه عن والدته الهمجية غلب نصفه الإنساني الذي ورثه عن أبيه آدم. 



مع كل التقدير والإحترام والمحبة



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2018-07-20
مقالات منشورة : 23
اجمالي القراءات : 122,655
تعليقات له : 26
تعليقات عليه : 9
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco