إحياء الكتاتيب خدمة مجانية للتيارات المتشددة في الجزائر

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٩ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


إحياء الكتاتيب خدمة مجانية للتيارات المتشددة في الجزائر

إحياء الكتاتيب خدمة مجانية للتيارات المتشددة في الجزائر

السلطات الجزائرية تتعامل مع الكتاتيب كورقة انتخابية، والأحزاب الإسلامية توظفها لاختراق المجتمع.

العرب صابر بليدي [نُشر في 2017/03/30، العدد: 10587، ص(1)]

دعوات لغلق الكتاتيب

الجزائر - حذّر خبراء في الشأن التربوي من أن مساعي الحكومة لإعادة تنظيم الكتاتيب لن توقف سيطرة الأفكار المتطرفة عليها، وأن عليها بدلا من ذلك غلقها والاكتفاء بالتعليم الرسمي.

واعتبر الخبراء أن تغيير اسم الكتاتيب إلى “مدارس قرآنية” لن يغير من أمرها شيئا، وأنها ستظل تلعب دورا تقليديا تجاوزه الزمن، لافتين إلى أن استمرار هذه الفضاءات الدينية يمثل غطاء لأنشطة المتشددين وضربا للتعليم الحديث وتشكيكا في جدواه.

وتتجه الحكومة الجزائرية إلى إعادة تنظيم نشاط المدارس القرآنية والكتاتيب، بعدما تحولت إلى بؤر لتفريخ التيارات الدينية المتشددة وتغذية النزاع العقائدي والمذهبي، في ظل انحراف الكثير منها عن دورها في تعليم أصول الدين ومبادئ اللغة العربية منذ خمسينات القرن الماضي، إلى الإسهام في إذكاء روح التشدد الديني والمذهبي والانتماء إلى مدارس أجنبية.

وتتعامل السلطات الجزائرية مع الكتاتيب بعقلية سياسية تماما تشبه مقاربتها للتيارات المتشددة. وذكر خبراء بزيارات الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى الزوايا (أماكن صغيرة تقام فيها الصلاة) والكتاتيب خلال حملاته الانتخابية.

وكشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى عن أن الحكومة تعكف على وضع خطة بشأن أنشطة المدارس القرآنية والكتاتيب، بشكل يضمن التوافق والانسجام بين ما تقدمه مع مناهج المدارس الرسمية في الجزائر.

ودون الإشارة إلى الأسباب التي تقف وراء هذه الخطوة، ألمح عيسى إلى أن تمدد التشدد الديني وتغلغل مختلف المرجعيات الفكرية في المجتمع يهددان “الأمن الديني للجزائر”.

وكانت وزارة التربية قد أرسلت خلال الأسابيع الماضية رسالة مقتضبة، وصفت بـ”السرية”، إلى الإدارات المحلية من أجل إلغاء التعليم في الزوايا والكتاتيب القرآنية، ما أثار حينها لغطا بين الأوساط السياسية والإعلامية المحافظة.

واعتبرت بعض الأحزاب السياسية الإسلامية والجمعيات الأهلية أن الخطوة تنطوي على “مخطط خطير” يستهدف المساس بهيئات تعليمية ودينية “وقفت في وجه مخططات مسخ الشخصية الوطنية من طرف الاستعمار الفرنسي”.

وتغيب عن موقف التيار المحافظ في الجزائر طبيعة التجاذبات الفكرية والأيديولوجية التي تحيط بهذه المؤسسات، التي بقيت بعيدة طوال العقود الماضية عن عيون الدولة، الأمر الذي حولها في السنوات الأخيرة إلى مصدر لإنتاج الفكر المتطرف والصراعات المذهبية، مستفيدة في ذلك من حرية التكوين والتمويل واختيار المدرسين.

وذكرت مصادر مطلعة لـ”العرب” أن العديد من الزوايا والكتاتيب القرآنية تحولت إلى مصدر لترويج الأفكار الإخوانية والسلفية، وأنها تستقطب العشرات من الشباب لتدريسهم مبادئ وأفكارا دينية ومذهبية قادمة من الخارج.

وظلت المدارس والكتاتيب القرآنية في الجزائر تنشط بعيدا عن المتابعة الرسمية، لا سيما في ما يتعلق بالتمويل والمناهج التعليمية والكوادر التعليمية، مما حولها إلى أرضية خصبة للاستثمار في التجاذبات الفكرية والدينية خلال السنوات الأخيرة.

ويرى الباحث في شؤون التيارات الدينية محمد بن زيان أن تنظيم وهيكلة المدارس القرآنية والكتاتيب، “خطوة تنطوي على عدة معوقات، أبرزها الطابع المستقل للكثير منها”.

وقال زيان لـ”العرب” إن “المنعرج وقع خلال استفادة بعض تلك المؤسسات من غياب الرقابة الرسمية، والتحول من المهمة المتوارثة في تعليم أصول الدين واللغة العربية، إلى الترويج لمذاهب وأفكار مذهبية وأيديولوجية وإنتاج التطرف في غفلة من الحكومة”.

اجمالي القراءات 670
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق


فيديو مختار
https://www.youtube.com/watch?v=QY00qLJMir4