البابا تواضروس يكسر حظرا تاريخيا على سفر الأقباط إلى القدس

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


البابا تواضروس يكسر حظرا تاريخيا على سفر الأقباط إلى القدس

 
البابا تواضروس يكسر حظرا تاريخيا على سفر الأقباط إلى القدس
الكنيسة تبرر سفر البابا تواضروس الثاني إلى القدس بما أسمته 'ظرفا استثنائيا' وتؤكد أنها للصلاة على مطران الكرسي الأورشليمي فقط.
العرب  شيرين الديداموني [نُشر في 27/11/2015، العدد: 10110، ص(1)]
 
زيارة لا تعني التطبيع مع إسرائيل
 
القاهرة - سافر بشكل مفاجئ البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أمس إلى القدس المحتلة في خطوة تكسر حظرا تاريخيا فُرض على الأقباط، وربما تفتح الباب لعودتهم مرة أخرى إلى الحج إلى المدينة المقدسة التي حرموا منها منذ عقود.

وقال القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية الأرثوذكسية بالقاهرة “البابا سافر فقط ليصلي على جثمان الأنبا أبراهام” مطران القدس والكرسي “الأورشليمي”.

وكان من المقرر إرسال وفد كنسي للصلاة على المطران الراحل السبت المقبل، باعتباره ممثل الكنيسة المصرية هناك، وأحد الآباء الأساقفة، إلا أن قطاعا كبيرا من المصريين فوجئ بإعلان تواضروس رئاسة وفد الكنيسة لقيادة صلاة الجنازة بنفسه.

وبررت الكنيسة قرار السفر بما أسمته “ظرفا استثنائيا”، مؤكدة أن ذلك لا يعني موافقة البابا على السفر إلى القدس في الظروف العادية.

وقالت إن “البابا تواضروس تتلمذ على يد الأنبا إبراهام المطران الراحل في دير الأنبا بيشوي بمصر، وتربطه به علاقة محبة قديمة ومن الواجب تكريمه”.

لكن أقباطا مازالوا يعتبرون زيارة البابا تواضروس إلى القدس مخالفة صريحة وكسرا لقرار المجمع المقدس الذي اتخذ في مارس عام 1980، والذي منع المسيحيين من السفر للحج في الأراضي المقدسة بالضفة الغربية، التزاما بمقاطعة واسعة من الشعب المصري لزيارة فلسطين وهي تحت الاحتلال.

 
كمال زاخر: الزيارة غير رسمية وإنما بروتوكولية تستوجبها القواعد الكنسية
 

وتتناقض هذه الزيارة مع تصريحات البابا تواضروس نفسه، إذ وجه فور جلوسه على الكرسي البابوي رسالة للأقباط الذين يرغبون في السفر للقدس لزيارة مهد المسيح في بيت لحم، قال فيها “يكسرون القانون وخطأ منهم أن يقوموا ذلك”.

وأكد حينها أن الكنيسة ستعاقب المخالفين لحظر السفر إلى القدس بحرمانهم من التناول (أحد أسرار الكنيسة السبعة)، وقال “لن ندخل القدس إلا مصريين مسلمين ومسيحيين معا”.

ومازال ينظر في مصر إلى زيارة البابا تواضروس للقدس بأنها نوع من التطبيع مع إسرائيل التي وقعت مع مصر معاهدة سلام عام 1979 مازالت بنودها مقتصرة على الأوساط السياسية ولم تؤثر واقعيا على النظرة العدائية التي تحملها غالبية المصريين إلى إسرائيل.

لكن مؤرخين يقولون إن مقاطعة الأقباط للقدس هو “جُل ما تتمناه إسرائيل، إذ سيجد المقدسيون العرب حينها أنفسهم مجبرين على بيع بضائعهم وشراء حاجياتهم من اليهود الإسرائيليين في ظل غياب العرب عن المدينة”.

وأضافوا “يجب فصل ما هو ديني عما هو سياسي والسماح للأقباط بالسفر لأداء فرائضهم الدينية الذي لا يعني بالقطع أي تطبيع أو اعتراف بالاحتلال الإسرائيلي.”

وقال المفكر القبطي كمال زاخر لـ”العرب” إن الزيارة “تأتي استجابة لوصية المطران إبراهام الذي طالب بدفنه والصلاة عليه في القدس، وهي زيارة استثنائية وبروتوكولية تستوجبها القواعد الكنسية، ولم تصاحبها مواقف بإلغاء قرار المقاطعة”.

وأضاف أن من يتولى ابراشية القدس “هو الرجل الثاني في المجمع المقدس وهو من يلي البابا في الترتيب مباشرة، ويرسم مطرانا وليس أسقفا، وأنه من القواعد الأساسية أن يصلى على الأسقف في ابراشيته، وإذا كانت له وصية بأن يدفن في مكان معين، فيدفن فيه مثلما أوصى من قبل كل من البابا شنودة بدفنه بدير الأنبا بيشوي، والبابا كيرلس في دير مار مينا”.

وأكد أن “سفر البابا إلى القدس لا يعني التطبيع مع إسرائيل، وليس له علاقة بقرار المنع الصادر سابقا بهذه الزيارة، لأنه صدر فقط بحق الذين يريدون السفر للتقديس (الحج) في القدس من الأقباط المصريين في أسبوع الآلام وعيد القيامة”.

وقد تكون الفرصة مواتية لكثيرين لاستغلال سفر بابا الأقباط إلى القدس من أجل الضغط لمراجعة قرار حظر السفر إلى هناك وفقا للقواعد الكنسية وليس السياسية، إذا كانت الكنيسة جادة في فصل ما هو ديني عما هو سياسي. ولم يقنع هذا الاتجاه أقباطا محافظين وصفوا قرار سفر البابا إلى القدس بـ”غير المسوؤل”.

وقال يوسف إدوارد، وهو ناشط قبطي، لـ“العرب” إن سبب هذا القرار المفاجئ “ابتعاد الحكماء عن المقر البابوي، وكان من الممكن للبابا إرسال وفد رفيع المستوى للمشاركة في الجنازة، فقرار السفر في هذا التوقيت الحساس كان لابد من التمهيد له

اجمالي القراءات 2133
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق