عيون عبلة

مصطفى ألجزار Ýí 2007-09-18



كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه

لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه

قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ".. وارجُ المعذرَه

ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً


فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه

والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه

فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه

وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه

اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه
:
"يا دارَ عبلةَ" بالعراقِ "تكلّمي"
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟
!
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
!
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه
!!
متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً
نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه

عَبْسٌ.. تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه

في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه

لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرَه

وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه

"هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ"
كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه؟
!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه

"لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى"
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه

يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرَه

فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم
ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه

ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَه

هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه

ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ... ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه

فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرَه

عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المِحبرَه

وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه...

الشاعر المصري : مصطفى الجزار

اجمالي القراءات 16441

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الأحد ٢٣ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[11197]

الأستاذ الشاعر البليغ مصطفى الجزار

كلماتك الصادقة البليغه هزت مشاعرى بعنف لم اعهده منذ زمن طويل, زمن للأسف ازدادت فيه التفاهات التى ترتدى ثياب الشعر, والسطحيات التى يدعى اصحابها الحكمه والحنكه والخبرة.

انك ياسيدى شاعر بليغ ذو موهبة صادقه غير مفتعلة, وسوف انتظر المزيد من شعرك الرائع من امثال هذه القصيدة, فشكرا وألف شكر ورمضان كريم

2   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   الإثنين ٢٤ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[11201]

متى ستأتي هذه الصدمة؟

الشاعر مرهف الحس / مصطفى الجزار
بعد السلام عليكم وكل عام وانتم بخير
قرأت شعرك دموع عبلة فهزني ، وبدلا من دموع عبلة وجدت دموعي هي التي تتساقط من مقلتي ، وهالني قولك (ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم & فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَه) ثم افزعني قولك (ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ... ودارُها & لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه / فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً & في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرَه)
أخي الكريم رغم صدق مشاعرك ونبل أحساسك أقول مازال عندنا أمل أن نسترجع عبيلة والنياق وكل الدور وأؤكد لك أن الضمير العربي لم يمت ولكن هناك بصيص أمل في صدمة كهربائية شديدة تعيد له الحياة
ترى متى ستأتي هذه الصدمة؟

3   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الجمعة ٠٥ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[11661]

الشاعر المبدع مصطفى الجزار


هذا الابداع يدل على ان هناك بصيص من أمل فى صحوة فكرية ثقافية دينية تنويريةفالى الامام فى سبيل تلك الصحوة المرجوة

بارك الله فيك وفى حسك المرهف

وكل عام وانت بخير وسلام وأمان

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-09-18
مقالات منشورة : 1
اجمالي القراءات : 16,442
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 3
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt

احدث مقالات مصطفى ألجزار
more