-فى تقديس الصحابة -شيخ الأزهر مفهوم عدالة الصحابة يستند إلى نصوص القرآن والسنة

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٤ - يونيو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: فيتو


-فى تقديس الصحابة -شيخ الأزهر مفهوم عدالة الصحابة يستند إلى نصوص القرآن والسنة

شيخ الأزهر 

 مفهوم عدالة الصحابة يستند إلى نصوص القرآن والسنة

الأربعاء 24/يونيو/2015 - 01:03 م

الدكتور أحمد الطيب، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف محمود مصطفى

 
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن صحبة النبي- صلى الله عليه وسلم- لها فضلٌ كبير، وهي تقتضي أن عدالة الصحابة- رضوان الله عليهم، التي لم تكن من اختراع أهل السنة والجماعة ولا من استنباط عقولهم، وإنما أخذًا من نصوص القرآن الكريم ومن الأحاديث النبوية الصحيحة، قال الله تعالى في حقهم: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"-، فالصحابة اكتسبوا هذا الفضل والتعديل بتعديل الله تعالى لهم وثنائه عليهم، وكذلك ثناء رسوله -صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: "لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ"، وكان ابن عمرَ -رضي الله عنه- يَقُولُ: "لا تَسبُّوا أَصحابَ مُحَمَّدٍ فَلمقَامُ أَحَدِهِم سَاعَةً خَيْرٌ مِن عمل أحدكم عُمرَه "، وفى رواية: "خيرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَة"؛ أي: إنَّ ساعة إلى جوار النبي - صلى الله عليه وسلم- أفضل من عبادة أي واحد آخر لم يجلس مع النبي- صلى الله عليه وسلم- أو يصحبه من التابعين أو من تابعي التابعين حتى لو عمل أعمال الخير طول العمر، وكان الإمام أحمد بن حنبل – رضي الله عنه- يقول: (إن أدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ولو لَقُوا الله بجميع الأعمال)، ويقول الإمام النووي: (وفضيلة الصحبة ولو للحظة لا يوازيها عمل، ولا تنال درجتها بشيء، والفضائل لا تنال بالقياس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)؛ فهذه الصحبة لا تنال بعمل، وإنما فقط تنال بالجلوس إلى جوار النبي- صلى الله عليه وسلم- ولو للحظات.

وأضاف في حديثه الذي سيذاع اليوم على الفضائية المصرية قبيل الإفطار، أن الفضائل لا تؤخذ بالقياس، مثلًا لا أقول: إن هناك من بعض المسلمين مَن جاء بعد صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وطال عمره وحسن عمله فهو أفضل من بعض الصحابة الذين قصرت أعمارهم وقلت أعمالهم، فالعقل والقياس يقول: إن صاحب هذا العمل الكبير من حيث الفضل والخير، هو الأفضل، لكن الأمر ليس كذلك، فعمل الصحابي الذي صاحب النبي- صلى الله عليه وسلم- ساعة هو أفضل من أي عمل آخر، ولا يخضع للقياس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وأكد الإمام الأكبر أن البعض قد جانبه الصواب في فهم حديث اشتياق الرسول -صلى الله عليه وسلم- لإخوانه الذين لم يأتوا بعد، ويقيس أن الصحابة كان بينهم النبي- صلى الله عليه وسلم- يأمرهم ويهديهم، ونحن الآن بمفردنا، ولذا فإن عملنا قد يعادل عمل الصحابة أو يفوقهم في الدرجة، مطالبًا الذين يقولون هذا الكلام أن يتنبهوا إلى أن الأفضلية - كما سبق - لا تأتي بكثرة العمل ولا تؤخذ بالقياس، وإنما هناك أفضلية خاصة بالصحابة يفضلون بها غيرهم، فهم -كما نص القرآن الكريم- الذين رضي الله عنهم، وتاب عليهم ليتوبوا، وهم الذين كانوا يبذلون أرواحهم وأموالهم وأهليهم في سبيل الله ونصرة محمد- صلى الله عليه وسلم، فمن أين تصح المقارنة بيننا وبين الصحابة رضوان الله عليهم؟!، فهذا كلام غير منطقي وغير علمي.

وأوضح أن الأفضلية لا تؤخذ بالقياس؛ كما قال الإمام أحمد بن حنبل، والخصوصية لا تقتضي الأفضلية، مثلًا: أول مَن يُكسى يوم القيامة إبراهيم -عليه السلام؛ لأنه جُلد وألُقي في النار، لكن هذا لا يقتضي أنه أفضل من باقي الأنبياء جميعًا، فقد كان شيوخنا يضربون لنا مثلا بأن الطير عنده خصوصية الطيران وهي غير موجودة في باقي الحيوانات، فهل يعني هذا أن الطير أفضل من الغزال أو الأسد؟ هذا لا يمكن، وبالتالي فإن الخصوصية لا تقتضي الأفضلية، والأفضلية لا تؤخذ بالقياس، ولابد من حفظ هاتين القاعدتين؛ للرد على مَن يقول خطأً: إننا الآن أفضل من الصحابة؛ لأنه يتجاهل كل هذه القواعد الثابتة في تراثنا الأصولي والحديث.
اجمالي القراءات 2145
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more