معمر عراقي يعتبر عهد الملكية أكثر أمناً وحرية:
معمر عراقي يعتبر عهد الملكية أكثر أمناً وحرية

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٦ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


معمر عراقي يعتبر عهد الملكية أكثر أمناً وحرية

-------------------------------------------------------------------------------


معمر عراقي يعتبر عهد الملكية أكثر أمنا وحرية ويتذكر الحرب العالمية الأولى

مقالات متعلقة :

الأنبار: عاصر مواطن عراقي الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحرب عام 48 ثم الحروب التي تلتها في العقود الأخيرة. يعتبره أهالي مدينة هيت، 110 كم غرب بغداد، بركة لمدينتهم إذ عرف بتقواه وحبه للآخرين. غالبا ما يجلس أمام بيته في منطقة القلقة بهيت والى جواره أبناؤه وأحفاده فيمر عليه سكان المدينة لإلقاء التحية فيستقبلهم كما كان في شبابه قبل عقود طويلة. إنه الحاج أمين الظاهر الذي بلغ عمره 111 عاما ولم يتزوج سوى مرة واحدة، وله أربعة أولاد وثلاث بنات و77 حفيداً، إذ ولد في عام 1897 ولا تزال ذاكرته تسعفه في استحضار تاريخ العراق ورموزه وشخصياته.

يقول أمين الظاهر في حديث لـ"نيوزماتيك" "شاركت كمقاول في حفر نهر من منطقة خان ضاري شرق الفلوجة إلى أبو غريب في زمن الملك فيصل الأول، وقد رسا علينا العطاء في المقاولة بسعر 20 فلسا للمتر الواحد، الدينار العراقي كان يساوي 1000 فلس، وكان النهر بعمق أربعة أمتار وعرض عشرة أمتار وذلك عام 1927".

ويتابع "عملت كذلك مع أحد أقارب نوري السعيد" رئيس الوزراء العراقي إلى ما قبل ثورة تموز 1958، "ومع شريكه اليهودي في البصرة".

ويحمل الظاهر إجازة سوق برقم 8 على مستوى العراق، ويواصل حديثه لـ"نيوزماتيك" قائلا "اشتريت عام 1929 أول سيارة وكانت نوع فورد موديل 1927، وحججت إلى مكة 11 مرة وعملت سائقا في نقل الحجاج، وكانت أول أجرة أخذتها من الحجيج تبلغ 40 ديناراً ذهاباً وإياباً للراكب الواحد، وكانت رحلة الحج الواحدة تستغرق شهراً كاملاً، والطريق يستغرق خمسة أيام للذهاب ومثلها للإياب".

ويتحدث الظاهر عن شوارع بغداد وأسمائها القديمة التي لا يعرفها الجيل الجديد، ويصف شارع الملك غازي، الجمهورية حالياً، وشارع الرشيد فيقول "لم تكن بغداد كما هي عليها الآن، فبغداد كانت عبارة عن شارعي الملك غازي والرشيد، أما باقي بغداد فكانت كلها بيوت مبنية من سعف النخيل، من الأعظمية وحتى باب المعظم والميدان، ومن محطة قطار العلاوي حتى ساحة الطيران".

وعن ذكرياته مع الاحتلال الانكليزي يقول الشيخ الظاهر "قاتلنا الانكليز وطردناهم من الحبانية عام 1941، وقد رأيت، بعيني، جندياً بريطانياً وهو ينتحر حينما شاهد إنزال العلم البريطاني من ساريته بقاعدة الحبانية لدى انسحاب القوات البريطانية من القاعدة ومن ثم العراق بأكمله نهاية الخمسينيات من القرن الماضي".

والحاج الظاهر كان ساهم كمقاول في بناء قاعدة الحبانية غرب بغداد وهي أقدم قاعدة للقوات البريطانية في العراق مع قاعدة الشعيبة في البصرة.

ولم يخف الظاهر امتعاضه من الأحداث التي تمر بها البلاد حاليا ويقول "لم يكن الجنود الإنكليز يتجولون في الطرقات كما يفعل الأمريكان الآن. إن منظرهم كريه والاحتلال هو الاحتلال، وأينما حل فهو مدمر ويحمل نفس المآسي".

ويعتبر الظاهر أن "زمن الملكية أفضل من الوقت الحالي من حيث الأمان والحرية التي كان يتمتع بها المواطن".

ويصف حمودي، أحد أبناء أمين الظاهر طريقة عيش والده في حديثه لـ"نيوزماتيك" "لم الحاج يدخن السجائر كثيراً، لكنه لا يزال يأكل الطعام بالسمن البلدي، والذي يسمى في اللهجة العراقية، بالدهن الحر، ولكنه ما زال معافى سليماً من كل الأمراض".


مع إبنه
ويقول ولده الكبير إسماعيل، مواليد،1937 إن والده "لم يشكو من مرض طيلة حياته، عدا تقدمه في العمر الذي أفقده بعض سمعه، ولكنه مازال يتذكر أهل مدينة هيت جيداً، والعشائر التي ينحدر منها أغلب أهالي البلدة".

حينما يسأل المار الشيخ أمين الظاهر وهو يلقي عليه السلام إن كان عرفه أم لا فيسأله الظاهر، أبن من أنت؟ فيقول: إنا ابن فلان ابن فلان: فيقوم الشيخ، على الفور، بتعداد ذوي هذا الشخص وسلفه، مستذكراً إياهم فرداً فرداً وأيامه معهم وهذا ما حصل مع معد هذا التحقيق.

ويقول أخصائي الباطنية في مستشفى هيت العام الدكتور فؤاد الهيتي إن "الشيخوخة تعرّف على أنها تراكم من التغييرات لدى الكائن الحي، وأنها عند البشر تعزى إلى عمليات متعددة الأبعاد منها فيزيائية ونفسية واجتماعية".

ويوضح الهيتي أن "بعض أبعاد الشيخوخة تنمو وتتسع مع مرور الزمن وأخرى تضمحل بتقادم العمر، ففي علم الأحياء الشيخوخة أو ما تعرف باللغة الإنكليزية بـ senescence تقسم إلى cellular senescence وهي شيخوخة الخلايا بينما يمثل organism senescence ما يسمى بشيخوخة الأعضاء القسم الثاني من الشيخوخة".

ويوضح "بالنسبة للإنسان فهو بعد مرحلة 20-35 وهي فترة التجديد في الجسم، فأن قابلية الاستجابة تقل وتزيد فرص الإصابة بالأمراض، والتي تؤدي إلى الموت بالنتيجة".

ويشير الهيتي إلى أن "بعض الباحثين يعتبرون الشيخوخة مرضاً ويعالجونها على هذا الأساس، إذ أن الجينات المسؤولة عن الشيخوخة اعتبرت مشابهة للأمراض الوراثية القابلة للمعالجة نسبياً".

ويتابع أخصائي الباطنية "بالإضافة إلى الجينات ودورها فإن الطعام يؤثر على طول عمر عدد من الحيوانات، وخصوصا عند التقليل من استخدام السعرات الحرارية إلى مستوى 30- 50 % من استهلاك الكائن، مع الإبقاء على احتياج الضروري منها للحياة، وهذا يؤدي إلى زيادة العمر لدى الجرذان حتى 50%، وكذلك الحال بالنسبة لأنواع أخرى من الحيوانات مثل القرود".

ويرى الهيتي أن "العمر، على المستوى الجزيئي، لا يحتسب على أساس الزمن بل على أساس عدد مضاعفة الخلايا، فان تقليل السعرات الحرارية يمكن أن يحد من خلايا إبطاء النمو الخلوي وعليه أطالة الوقت بين انقسامات الخلية".

اجمالي القراءات 3031
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق