الجارديان البريطانية: سبعة تحديات تواجه مبارك بعد الثمانين

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٣ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


التحدي الأول ــ التضخم: لقد ارتفعت الأسعار في مصر في أسابيع قليلة مضت إلي 14 في المائة وهو أعلي معدل للتضخم منذ ثلاث سنوات.. ولكن.. أسعار بعض السلع الغذائية ارتفعت إلي أكثر من خمسين في المائة.. وهو ما يعتبر ضربة قاسية علي ظهور الفقراء الذين يضطرون إلي إنفاق معظم دخلهم علي الطعام بسبب ارتفاع أسعاره.. ورغم أن الرئيس مبارك منح الشعب علاوة ثلاثين في المائة وهي اقل من زيادة أسعار المواد الضرورية إلا أن الحكومة أصرت علي موجة جديدة من الغلاء أكلت العلاوة وأكثر منها.


التحدي الثاني ــ الخبز: لقد ارتفعت أسعار القمح عالميا وهو ما أدي إلي أزمة شديدة في الخبز.. وعرضت الحكومة خطة للتغلب علي هذه المشكلة التي تفجرت مؤخرا وسببت حرجا لها.. ولكن.. النجاح لم يكن حليفها حتي الآن.

التحدي الثالث ــ الخلافة: إن القلق الذي يعتري المصريين عن من سيخلف الرئيس يعكس نفسه علي كل الأمور المضطربة في مصر فيزيدها اضطرابا.. وحتي الآن لا توجد ملامح واضحة لخلافة مبارك سواء عن طريق الترشيح أو الانابة وإن كان اسم جمال مبارك (44 سنة) مطروحا بشدة.. وعليه خلاف بين مؤيدين ومعارضين.. علي أن المشكلة التي تكمن في غياب الرئيس.. لم تحسم بعد.

التحدي الرابع ــ الاضطرابات العمالية: وهي تحد جديد وصعب يواجه النظام السياسي المصري وقد بدأت في الظهور مؤخرا وتدريجيا ولكنها أصبحت ظاهرة صعب تجاوزها. من عمال المحلة إلي موظفي الضرائب العقارية.. ومن عمال السكك الحديدية إلي الأطباء الشباب.. ومن أساتذة الجامعات إلي القضاة.. كل ذلك يعني أن العدوي تنتشر بسرعة النار بطريقة صعبة للغاية. وأحيانا تحدث أحداث عنف مع هذه الإضرابات تنتهي بدخول أطفال الشوارع وساكني العشوائيات للتخريب والنهب والحرق والتدمير.. ولو حدثت إصابات فإنها تحرج الحكومة التي تضطر إلي التدخل لإيجاد حلول سريعة لوقف الغضب وهو ما يشجع فئات أخري علي أن تسلك نفس الطريق. والحقيقة أن النظام السياسي المصري نجح علي مدي ربع قرن في تفتيت جماعات الضغط مثل الجامعات والنقابات والجمعيات الأهلية بجانب الأحزاب.. وهو ما جعله يحكم دون قلق تماما.. لكن.. زيادة المتاعب الاقتصادية ونزول طبقات كاملة من أعلي إلي أسفل ونزولهم إلي مستوي الفقر جعلهم يشعرون بأنه ليس هناك ما يخسرونه وليس هناك ما يدافعون عنه ومن ثم فإنهم يندفعون في الغضب العام بما يشبه الانتحار وهو انتحار لا يخسرون فيه وحدهم وإنما يتعمدون أن يخسر فيه النظام أيضا.

التحدي الخامس ــ التيار الإسلامي: إن ذلك التيار هو من أكبر التحديات التي تواجه السلطة في مصر فرغم انتهاء عمليات الإرهاب والتفجير التي كانت تقوم بها الجماعات الإسلامية وتهدد بها الأمن والاستقرار في البلاد فإن القوي السياسية التي يقودها ذلك التيار ربما كانت أخطر علي النظام من جماعات العنف.. فهذه القوي تقتحم العمل العام بالقانون وتستغل كل هامش حريات متاح لها في توسيع نفوذها.. وقد وصل عدد كبير منها إلي البرلمان عن طريق الانتخابات الأخيرة.. لكن.. ما طمأن النظام ولو قليلا أن ذلك التيار ممثل في جماعة الإخوان المسلمين لم يستطع أن يحرك الشارع ويقنع المصريين بالإضراب الأخير الذي جاءت الدعوة إليه عبر شباب الإنترنت والفيس بوك وهو شباب لا علاقة له بالسياسة لكنه يبتكر أساليب جديدة من المعارضة لم تستطع الوسائل والخبرات الأمنية العريقة مواجهتها.

التحدي السادس ــ الفجوة بين الفقراء والأغنياء: وهي من أكبر التحديات التي تثير قلق السلطة في مصر وإن كانت لا تعطيها الاهتمام الكافي فهي حكومة منحازة للأثرياء ورجال الأعمال إنها وهم عائلة واحدة الآن. في الوقت الذي يسكن فيه الأغنياء القصور والفيللات التي تقدر بالملايين يقف ملايين الفقراء ساعات طويلة في طوابير الخبز لشراء عشرة أو خمسة أرغفة لا يتعدي ثمنها الجنيه الواحد.. ومن يري الثراء الفاحش في مصر لا يصدق أنها دولة محسوبة علي الدول النامية.

التحدي السابع ــ الحدود: والمقصود بها الحدود مع غزة وقد أصبحت مشكلة تثير حرجا منذ أن اقتحمها الفلسطينيون قبل شهور لأول مرة.. والحرج هو: هل يترك الأشقاء الفلسطينيون تحت الحصار الإسرائيلي المرير دون نجدة أو إغاثة ولو لم يتركوا هل تستباح الحدود التي تعكس السيادة دون حسيب أو رقيب. . إن الاتفاقيات الدولية لا تسمح لمصر بعدد كاف من القوات ونوعية قوية من الأسلحة لحماية حدودها كما أنها في السنوات الأخيرة تعرضت إلي ضغوط عنيفة من الولايات المتحدة للحد من ظاهرة تهريب الأسلحة من سيناء إلي الفلسطينيين عبر الأنفاق.. فكأن مصر واقعة بين إسرائيل وأمريكا من ناحية وحماس من ناحية أخري فكان الله في عونها. انتهي أهم ما قالته الصحيفة البريطانية.. وهو بالمناسبة أقل ما نشر في باقي صحافة العالم عن نفس الموضوع حدة وقسوة.. فليس الهدف أن نشق هدومنا ولكن الهدف أن ينصلح النظام لتنصلح معه أحوالنا. <

اجمالي القراءات 2126
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق