حنيّة النظام المصري

عثمان محمد علي   في الخميس ٢٨ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً


حنيّة النظام المصري
>
> يقول الخبر المنشور في الصحف المسماة بالقومية وفي جميع المواقع الرسمية المصرية: "بناء على توجيهات الرئيس حسنى مبارك ، أصدر الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء قرارا " الأحد " بإيفاد طائرة مساعدات مصرية إلى سريلانكا التى تواجه بعض المشكلات الإنسانية بسبب الإضطرابات الأخيرة.


>
> وقد صرح الدكتور مجدى راضى المتحدث الرسمى بإسم مجلس الوزراء بأنه تقرر أن تقلع طائرة مساعدات مصرية من القاهرة إلى العاصمة السريلانكية كولومبو تحمل عشرة أطنان من الخيام والبطاطين والمواد الغذائية والأدوية" انتهى الخبر.
>
> الخبر بحد ذاته انساني محض في ظل المعارك الطاحنة التي انتهت قبل أيام بهزيمة نمور التاميل، وتشريد الالاف من المدنيين، لكن ما يستدعي التوقف هو هذا الموقف المصري الرسمي الذي يتحرك وبتوجيهات مباشرة من أعلى المستويات ويرسل المساعدات بالطائرات لمنكوبين على بعد آلاف الأميال، ويمنع المساعدات عن جيران له وضعهم أسوأ من سيريلانكا بآلاف المرات.
>
> يحق لنا أن نتساءل أمام هذه النخوة والحنية لنقول:
>
> • لماذا لم يشترط النظام المصري انجاز مصالحة بين الحكومة السيريلانكية ونمور التاميل قبل ارسال المساعدات، كما فعل ويفعل مع أبناء غزة؟
> • التوجيهات تشمل البطاطين والخيام لايواء المتضررين، ماذا عن عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة الذين تمنع عنهم السلطات المصرية الأغطية والخيام ومواد البناء، بل حتى الأغذية؟
> • المساعدات "السيرلانكية" هي من مصر وقوت أهلها، بينما يمنع النظام المصري حتى المساعدات غير المصرية من الدخول، لماذا؟
> • غزة وفلسطين تربطها بمصر وشعبها البطل العظيم أواصر الاخوة والعروبة والدين، ماالذي يربط مصر بسيريلانكا؟ أليست الانسانية؟ أين انسانيتكم أمام حصاركم لغزة؟
> • مصر الرسمية تمد يد المساعدة لسيريلانكا، لماذا تمنع غيرها من مساعدة غزة، ألم يسمع النظام المصري أن هناك العشرات من الأطباء والاخصائيين والمتضامنين العرب والأجانب مضربين عن الطعام على معبر رفح بعد أن منعهم حراس أمن "اسرائيل"؟
> • المساعدات لسيريلانكا أرسلت على عجل، ومساعدات غزة حُجزت في العريش حتى تلفت وتم اعدامها، من يتحمل المسؤولية؟
> • سيريلانكا حظيت بتغطية اخبارية ملفتة ومتباكية، بينما غزة حظيت بتحريض رسمي غير مسبوق، ما الذي فعلته غزة لمصر لتنقلب عليها وتساهم في خنقها؟
>
> الأسئلة كثيرة وكبيرة، والغصة في القلب أكبر وأكبر، ونحن نرى ونشاهد ونسمع ونشهد على تنفيذ حكم اعدام لمليون ونصف المليون فلسطيني، بأيد عربية مسلمة، تخنق وتحاصر وتهاجم، ثم تمتد بعيداً بعيداً هناك لمساعدة منكوبين في بلد لا رابط بينه وبين مصر العظيمة.
>
> لكم الله وحده يا أهلنا في فلسطين السليبة وفي غزة الحبيبة، واعلموا أن الجبار المنتقم يُمهِل ولا يُهمِل.
>
> لن نزيد
>
> د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
> 27/05/2009

اجمالي القراءات 7078
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق