كاتب «أحاديث شيطانية»: لهذا هاجمت مؤلفي كتب الحديث بألفاظ خارجة

في البداية حدثنا عن نفسك؟

اسمي أحمد بهجت، ٥٠ سنة، مصري أسترالي، مهندس مدني "إنشاءات" من خريجي جامعة عين شمس عام ١٩٨٩، هاجرت لأستراليا عام ١٩٩١ وأعمل في الحكومة الأسترالية مهندس كمبيوتر وخبير قواعد بيانات.

متى جاءتك فكرة إنشاء تلك الصفحات وما الهدف منها؟

الفكرة جاءت منذ إنشاء فيس بوك، بحكم نشاطي في منتديات كثيرة قبل ذلك بأعوام عدة، وهدفها مواجهة من أُطلق عليهم عبدة الأحاديث وكتب التراث الإسلامي وفضح جهلهم وشركهم المبين، وتوعية الناس بمحتويات تلك الكتب التي لم يقرؤونها أصلًا ويعتبرونها جزءًا لا يتجزأ من الدين، ولا بد أن نأخذ في الاعتبار أن تلك الكتب حتى فترة عام ١٩٩٠ كان يستحوذ عليها شيوخ الفتن والضلال والبدع، وكانت في قمة الصعوبة أن يحصل عليها العامة لمقابلها المادي كبير، والآن وبعد عصر الإنترنت لا بد أن تكون تلك الأحاديث والكتب أمام الناس ليحكموا عليها بأنفسهم.

كم عدد تلك الصفحات التي أششتها وأيهم أكثر تفاعلًا مع الناس؟

كثيرة، ومجموعتا تصحيح البخاري والأحاديث الشيطانية أكثرهم إقبالًا ومتابعة من الناس، ويوجد أيضًا أربع مواقع أخرى لنفس الهدف، وتحتوي قناتي علي يوتيوب على نحو ٣٠٠ فيديو تدعم ما نطرحه ونشاركه بالصوت والصورة.

كيف تري الإقبال عليها ومدى تأثيرها؟

الإقبال عليها متفاوت من مجموعة لصفحة لأخرى، ولكن أعتقد أن ما أنشره وما يشاركه الآخرين له معجبين يتزايدون كل يوم خاصة في الفترة الأخيرة، أما عن تأثيرها بصراحة لا أعلم، فأنا أقوم بما يتوجب علي فعله وأترك النتائج لله دون التحقيق فيها، ولكن من الممكن أن أقول إن أسلوبي الهجومي له تأثير على بعض الأشخاص في تغيير أفكارهم العقيمة.

ما هي أهم الموضوعات والقضايا التي ناقشتها تلك الصفحات؟

الموضوع الرئيسي هو شرك المسلمين بكتاب الله بسبب كتب الأحاديث التي كتبها البعض في معصية رغم نهي رسول الله لهم بألا يكتبوا أي شيء قاله سوى القرآن، بالإضافة إلي عشرات الموضوعات الفرعية من إساءة لله تعالى وإساءة للرُسل وإساءة للملائكة وإساءة لأمهات المؤمنين وإساءة للصحابة وإساءة  للنساء وإساءة للقرآن واردة في كتب التراث، وتحت كل موضوع فرعي يكون هناك أكثر من مادة للنقاش أو النقد.

ألا تري أنك غير متخصص في تفنيد الأحاديث أو كتب التراث الإسلامي بحكم مجالك وتخصصك في هندسة الكمبيوتر؟

في البداية لا يقتصر عملي في مجال الكمبيوتر، لكني مهندس مدني إنشاءات أيضًا، ثم أن علم الدين ليس مقصورًا علي مجموعة من الناس، ولو كان كذلك لكان لكل منا عذر مقبول أمام الله تعالى يوم الحساب، فالله لن يحاسب البشر أنهم لم يكونوا مهندسين أو أطباء أو خلافه من وظائف وعلم دنيوي، ولكن الله تعالى سيحاسب كل بني أدم على دينه وسيكون كل فرد وحيدًا أمام الله تعالى وكل نفس بما كسبت رهينة.. وفي هذا الجزء خاصة أحب أن أوضح أن هذه الحجة الواهية هي التي يضحك بها شيوخ الفتنة والبدع والضلال على العامة وقليلي المعرفة.

يري البعض أن تلك الصفحات تمثل القرآنيين..ما تعليقك؟

الناس ترى كما ترى والحقيقة في معظم الأوقات شيء آخر غير ما يراه الناس، أنا عمري ما قدمت نفسي بأني قرآني وعمري ما قلت على نفسي أي لقب غير لقب مسلم، بل هناك نقد كثير أوجهه لعديد من أفكار القرآنيين.

ما هي نقاط الانتقاد التي توجهها لهم، وما أوجهه الاختلاف بين ما تهدف إليه ويدعون إليه؟

أنتقد ابتداعهم لعبادات جديدة في الصلاة والصوم والحج لم يُنزل الله تعالى بها من سلطان، فهم حزب آخر من الأحزاب الإسلامية الكثيرة وكل بما لديهم فرحون، والاختلاف الجوهري والرئيسي أنهم يدعون لدين جديد أو لتجديد الدين، بينما أنا لا أدعو لدين جديد أو لتجديده ولكن لإرجاع الدين كما كان عليه وقت الرسول.

بخصوص تجديد الخطاب الديني.. كيف ترى تجديد الخطاب الديني في مصر، وما هي سبل تفعيله؟

أنا أرفض كلمة تجديد من الأساس، فنحن لن نبتدع شيئًا جديدًا للناس، أرى أن الكلمة الصحيحة هي (تصحيح الخطاب الديني)، أي إرجاعه لما كان عليه وقت الرسول ولا يمكن أن نفعل ذلك إلا باتباع ونشر ما أنزله الله تعالى فقط من قرآن، وسبل تفعيل تصحيح الخطاب الديني لن تحدث من قبل أن تتخلي الدولة عن وصايتها الدينية بالنسبة لشعبها عن طريق أي مؤسسة دينية مثل الأزهر وغيره، فهذه المؤسسات والمنظمات تقيّد حرية الناس في تصحيح الخطاب الديني وتجعل هذا التصحيح لا يقوم به إلا أشخاص معينة فقط منهم وليس من عامة الناس، وللأسف رجال الدين لا يفهمون أن الدين لكل الناس وليس لبعض الرجال فقط، وينسون أن كل إنسان سيحاسب أمام الله تعالى، ولن يستطيع أن يلوم تلك المؤسسات التي تفرض وصايتها الدينية على أفراد الشعب بل من الممكن أن تقاضيهم وتحبس حريتهم أيضًا.

بما تفسر الحكم الأخير الصادر ضد إسلام البحيرى في قضية ازدراء الأديان؟

حكم ظالم سيسأل عنه من حكم به ومن شجع عليه، وكلما كانت الوصاية الدينية من الدولة على الشعب قائمة، تأكد أن تلك الدولة لن تري أبدًا النور وبسبب هذا الحكم لا أرغب في العودة إلي مصر أو حتى زيارة أي دولة عربية.

وكيف تري البحيرى؟

أراه إنسانًا مجتهدًا وعاقلًا، ويكفي أنه يصارع الأسد في عرينه.

علمنا أنك مغني راب.. حدثنا عن تلك التجربة؟

يضحك.. لا أبدًا، بالعكس أنا صوتي وحش، ولكن لم أجد من يقوم بأداء قصيدتي (أنجدنا يا مغيث) لما فيها من نقد قوي الكلمات ضد أهل الحديث وكتب التراث، فنفذت كل حاجة بنفسي من كلمات وموسيقي وأداء وفيديو وترجمة للإنجليزية.

ولكنك استخدمت ألفاظًا خارجة ولا تليق بما تهدف إليه؟

دعوتي لا تعتمد علي الأدب والأخلاق، دعوتي مبنية على حرب ضد هؤلاء المشركين، ومن ثم تأكد أني لن أكون لطيف معهم، وأيضًا لن أتجمل أمام الناس.

وماذا عن برنامج أكسس قرآن؟

أكسس قرآن صممته في أكثر من ست سنوات وما زلت أطور فيه كلما تتاح لي الفرصة، وهو مجاني تمامًا يحتوي على إمكانيات كثيرة لن يجدها المستخدم في أي برنامج آخر في العالم عن القرآن، كما أنه نجح نجاحًا كبيرًا ولذلك شاركته مع كل الناس حول العالم، وكل مساعداتي لتشغيله للمستخدمين مجانية، كما أنه يحتوي أيضًا على ترجمتي للقرآن للإنجليزية والتي قضيت فيها ٥ سنوات كاملة، وهي من أدق الترجمات الحرفية واللفظية للقرآن.

ما هو الجديد لديك في الفترة المقبلة؟

منذ أيام قليلة طرحت نسخة إليكترونية من كتابي الأول (أحاديث شيطانية) الذي بدأت الإعداد له منذ بداية عام 2013 ويتضمن ٢٠ موضوعًا وتحتها ٣٩٨ فرعًا، وهو مصمم بطريقة غير تقليدية ومبني على تكنولوجيا قواعد البيانات وهذا يعني أنه من الممكن زيادة المعلومات التي تحتويه أو تغييرها أو تنظيمها بطريقة أخرى وكل شيء سيكون "أوتوماتيك"، الكتاب يحتوي على أكثر من ألفين حديث جمعتهم في أكثر من سنتين، كل حديث من تلك الأحاديث به شبهة واحدة علي الأقل، إن لم يكن بها أكثر من شبهة، والهدف من الكتاب هو أن يري معظم المسلمين السم الموجود وسط عسل تلك الكتب، حيث أرى بكل وضوح أن تلك الكتب هي التي أفقرت وفرقت ودمرت معظم المسلمين، لذلك لا نرى للمسلمين أي فاكهة علي مدار مئات من السنين، كما أنه سيكون هناك كتاب جديد قريبًا إن شاء الله عن حسابات الشهور القمرية من سنة ١٠٠م وحتى سنة ٤٠٠٠م، حساباتي دقيقة جدًا وستحل كل المشاكل التي نراها في تحديد بداية كل شهر هجري.

لماذا هذا الاسم تحديدًا رغم ما قد يوحي به من استفزاز؟

إن كتب أحاديثهم بنفسها تقول أن تلك الأحاديث المكتوبة فتنة وبدعة وضلالة أي شيطانية حتى لو توافقت مع القرآن وحتى لو كلها حسنة.

كل مصادرك في الكتاب من كتب أهل السنة والجماعة، فهل هذا يعني أنك تتبع أو كنت تتبع منهجهم؟

لا أبدًا، أنا فقط نشأت وتربيت بينهم وأعلم كثيرًا من كتبهم، وأيضًا هم أكبر حزب متأسلم ولذلك اخترت أن يكون تركيزي عليه، ولكن أنا هاجمت كل الأحزاب والفرق مثل الشيعة والأحمدية والصوفية وكذلك كثير القرآنيين.