الجماعة الإسلامية تنتقد مراكز حقوقية وإعلامية إخوانية ويسارية

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٠ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


الجماعة الإسلامية تنتقد مراكز حقوقية وإعلامية إخوانية ويسارية

أصدرت الجماعة الإسلامية في مصر بيانا شديد اللهجة هو الأول من نوعه ضد محاولات بعض الصحف والمراكز الحقوقية المحسوبة على اليسار والمقربة من جماعة الإخوان المسلمين للطعن في رسالتها ، والإساءة إلى مكانتها عندما تم تصويرها على أنها مخلب قط لمحاربة الإخوان المسلمين ، أو أن عمليات الإفراج عن الجماعة ورجالها كانت وسيلة من الدولة للتصدي لنفوذ الإخوان المسلمين ، وكأنه ليس من حق هؤلاء المواطنين أن يحيوا أو يعيشوا في حرية وأمن وأمان ، حيث أشار البيان ، والذي حمل عنوان " أليست الحياة لنا حق ؟؟!!” ،

مقالات متعلقة :

إلى أن الدولة المصرية حتى وهي في أضعف حالاتها لم تكن تحتاج إلى عون أحد لكي توجه الضربات العنيفة للإخوان ، واستشهد البيان باغتيال البنا وعمليات الاعتقال الواسعة أيام الملك فاروق ثم أيام عبد الناصر ولم يكن هناك جماعة إسلامية حتى يتمسحوا بها ، كما نعى البيان على الجمعيات الحقوقية المقربة من إسلاميين ـ في إشارة إلى بعض المراكز الحقوقية للإخوان ـ التي تقيم الدنيا ولا تقعدها من أجل عشرين أو ثلاثين معتقلا إخوانيا معرضين للمحكمة العسكرية ، وتنشر الحملات الإعلانية الواسعة ، بينما تتجاهل هذه المراكز محنة شباب الجماعة الإسلامية والآخرين تماما ، كما تجاهلتهم من قبل ، وأضاف البيان قائلا : " لقد كانت الجماعة الإسلامية صادقة فى نقد مسيرتها وتصويب أخطائها .. وفعلت ما لم يجرؤ الكثيرون على فعله من نقد الذات وتصحيح المسيرة" ، وذلك في إشارة مبطنة إلى جماعة الإخوان التي لم تجر مراجعات لتاريخها وتجربتها ، وفي لهجة لا تخلو من مرارة وغضب أشار البيان إلى أن صمت الجماعة عن هذه الأصوات وعدم الرد بالبيان والحجة على هذه "الترهات" ربما أغراهم بالمزيد من الطعن الجارح في الجماعة ، وختم البيان بقوله " لقد سكتنا طويلا ً علي هذه الترهات التي انطلقت منذ بداية خروجنا وصبرنا عليها طويلا ً عسي أن يرتدع قائلوها ويفكروا فيها ولو للحظة .. ولكن يبدو أنه لا فائدة ممن غشت عقولهم نظرية المؤامرة وغرهم حلم الجماعة الإسلامية .. وصبرها الطويل .. وعفوها عن الآخرين .. ولكن أليس لهذه الترهات نهاية ؟؟ أفلا يتقون الله ؟؟ أفلا يراقبونه في أقوالهم وأفعالهم .. " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا ً سديدا ً "
بيان الجماعة الإسلامية المفاجئ يكشف عن توترات مكبوتة وخفية بين تيارات العمل الإسلامي في مصر ، ويذكر بقوة بالخلافات القديمة التي شهدتها مصر خلال فترة السبعينات بين نفوذ الجماعة الإسلامية المتزايد وقتها ونفوذ جماعة الإخوان المسلمين ، ويعتقد أن البيان يرشح مرحلة من الجدل العصيب بين الطرفين في الفترة المقبلة .

نص البيان :
بيان
أليست الحياة لنا حق ؟؟!!


لقد مثلت مبادرة وقف العنف تحولا ً جديدا ً وجيدا ً في تاريخ الجماعة الإسلامية بل في تاريخ الحركات الإسلامية في مصر والعالم .. إذ أنها أنهت حقبا طويلة من الصراع الدامي بين الدولة والجماعات الإسلامية .. و استطاعت بفضل من الله أن تنهى حالة العداء والاحتقان بين فئات كثيرة من المجتمع المصري .
هذا العداء الذي نبت في القلوب وغذته تداعيات الأحداث فاستحال إلي عنف وعنف مضاد استمر لربع قرن من الزمان يهدأ تارة ويشتد آخري .
بل واستطاعت المبادرة أن تؤسس لمرحلة جديدة في تطوير الخطاب الديني ليعود بالحركة الإسلامية إلى موقعها الصحيح في الدعوة والتربية .. وكدرع واق للأمة المسلمة في تحديات الواقع واستشراف المستقبل .. بل وساهمت المبادرة في وقف مسلسل تجفيف منابع الحركات الإسلامية بشكل عام .
وقد أثبتت السنوات والأيام أن مبادرة الجماعة الإسلامية لم تكن أبدا من أجل أهداف دنيوية ولا أغراض ذاتية .. وإنما كانت تحولا استراتيجيا في الأطروحات و التصورات وقفت من خلفها النظرة الواعية لقيادات الجماعة التي استبصرت المخاطر العالمية الجديدة والخطر الاسرائيلى القادم على المنطقة .. وقد أثبتت الأيام ضرورة هذه المراجعات وخاصة بعد أحداث سبتمبر .
لقد كانت الجماعة الإسلامية صادقة فى نقد مسيرتها وتصويب أخطائها .. وفعلت ما لم يجرؤ الكثيرون على فعله من نقد الذات وتصحيح المسيرة فاستحقت احترام الكثيرين .. وحقد عليها القليلون ممن كانوا يرون فى مشهد الصدام الدامي بين الدولة وبين الجماعة فرصة ذهبية لتحقيق مآرب وأمنيات داخلية من القضاء على الحركة الإسلامية واستئصال شأفتها .. وكذلك تهدف إلى إضعاف الطرفين معاً مروراً بتحقيق أجندة فكرية خاصة .
وعلى الرغم من أن القاصي والداني من عقلاء الأمة ومفكريها قد باركوا هذه المراجعات ورأو فيها نهاية حقبة سوداء من العنف والقتل وصل في بعض الأحيان إلي القتل دونما هدف ..
وقد اعتبر معظم المفكرين الصادقين مع أنفسهم وأوطانهم أن هذه المراجعات تعتبر بداية حقيقية لتأسيس مرحله ناضجة وواعية من الإسلام السياسي المستنير الذي تقوده الحركات الإسلامية وتحقق من خلاله مصالح الإسلام والأوطان والمسلمين والحركات الإسلامية جميعاً من خلال منظومة من التعاون والتكاتف والتلاحم البناء والمشروع لتحقيق هذه المصالح مجتمعة .
إلا أنه ما زالت هناك صحف وأقلام تنظر من ثقب ضيق ولا تفهم هذه المبادرات إلا من خلال نظرية المؤامرة .. تلك النظرية اللعينة التي ألقت بحجبها الكثيفة على عقول وتصورات بعض الإسلاميين والقوميين واليساريين ..
فأحداث سبتمبر التي هزت أركان الدنيا الأربعة من تدبير الموساد لحمل الأمريكان على ضرب الحركات الاسلاميه
وتفجيرات الرياض من تدبير الأمريكان لتحقيق المزيد من المصالح الأمريكية على الأراضي السعودية
والحركات الجهادية في مصر من صناعة أجهزة المخابرات المصرية ويرون على حد تعبيرهم أن الأجهزة الأمنية هي التي دفعت تلك الجماعات الإسلامية للقيام بأعمال العنف بغرض خلق المبررات لضرب الحركة الاسلاميه واستنزافها ومن ثم القضاء عليها وكذلك لخلق أوضاع تسمح بإجراء تغيرات اجتماعيه واقتصاديه وثقافية مخالفة لكل تعاليم الإسلام .. وتثبيت الأوضاع السياسية المستبدة والفاسدة في أقطار العالم الإسلامي .
وهذه الأجهزة الأمنية بدورها ليس لها إراده فيما تفعله إنما هي إراده الغير ورغباتهم .
وآخر ما جادت به قريحتهم أن المبادرة وخروج الجماعة الإسلامية من السجون هي من تأليف وإخراج أجهزة الدولة وذلك لضرب الإخوان .. وكأن الدولة لا تستطيع ضرب الإخوان بدون إخراج الجماعات الإسلامية من السجون .. وكأن الدولة في قمة العجز الأمني والقانوني والقضائي .. وهذا لم يحدث في تاريخ مصر في أضعف حالته .
وكأن الدولة لم تضربهم من قبل في عام 1948 في عهد الملك فاروق وكان في أضعف حالاته بل إنها قامت بقتل الشهيد الشيخ / حسن البنا ردا ً علي قتل الإخوان لرأس الدولة وقتها رئيس الوزراء المصري النقراشي باشا .. وكذلك قام عبد الناصر عام 1954 – وهو حديث عهد بحكم مصر وكان ضعيفا ً أيضا -ً بوضع الإخوان جميعا ً في السجون وإعدام ستة منهم وذلك بعد حادث محاولة اغتياله في المنشية ..وذلك بالرغم من أنه كان من الإخوان أصلا ً .. وقيامه أيضا ً بالقبض علي قرابة عشرين ألفا ً من الإخوان عام 1965 وذلك بعد ضبط الأمن لتنظيم المرحوم الشهيد / سيد قطب ..
وكل هذه المرات لم تكن الجماعة الإسلامية موجودة أصلا ً .. ولكنها نظرية المؤامرة التي تفشت بين كثير من الإسلاميين والقوميين ..والتي تخالف سنتي التغيير الإيجابي والسلبي في القرآن العظيم .
وقد تنطلي هذه التصورات الباليه على البسطاء والسذج .. أما أن تكون تلك التصورات هي المحور الأساسي والعمود الفقري الذي تقوم عليه بعض الصحف اليسارية المتداولة فهذا مما يدعو إلى العجب .
فهذه الصحف تحاول الإيقاع بين الجماعة الاسلاميه ومثيلاتها على الساحة بصفة عامه والإخوان المسلمين بصفة خاصة مدعية أن الجماعة الاسلاميه خرجت من السجون والمعتقلات لتكون مخلب قط لمحاربة تلك التيارات
وهذا الطرح السقيم مع مخالفته الصريحة لأبجديات الفهم السليم فهو يخالف الواقع المشاهد
فوفق منطلقات نظرية المؤامرة التى تتبناها تلك الصحيفة المزعومة فأجهزة الأمن ومن قبلها أجهزة المخابرات العالمية هي التي سهلت قيام الجماعات الإسلامية في مصر .. ثم هي التي جندت قياداتها ثم وجهتها للقيام بأعمال عنف وشغب لتحقيق طموحات ومصالح ثم هي أيضا أحكمت صناعة التأليف والتمثيل لمسلسل المبادرة كتغطيه منطقيه لخروج المعتقلين لمحاربة الأخوان المسلمين
أليست هذه أضغاث أحلام وأحاديث مخمور وترهات كاهن
وهل من المتصور والمعقول أن تختزل مبادرة الجماعة الاسلاميه بكل ما حوته من أطروحات وتصورات بهذا الحجم وبهذا الثقل وبهذا العمق لتكون ستارا يهدف من ورائه لتصفية أوضاع المعتقلين وإخراجهم من السجون ليكونوا مخلب قط لمحاربة الأخوان المسلمين
أليس هذا استخفافا بعقل القارىءواحترامه لذاته
ثم إنني أتساءل ؟؟
في أي المجالات سوف تكون تلك الحرب المزعومة وقد مضى علي خروجنا من السجون والمعتقلات عشر سنوات كاملة ولم ترصد أي نيران للحرب أو حتى دخانها على أي صعيد وتحت أي مستوى ؟؟؟
ومما نأسف له كثيراً ويدمى قلوبنا أن البعض ممن يدعى الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان مصاب بداء الازدواجية فى الأفعال والأقوال .. يقول الشيء ويمارس نقيضه فى آن واحد .. وللأسف الشديد فإن أكثر الميادين الطافحة بهذا المرض العضال ميدان الصحافة وحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات..ففي الوقت الذي تهب فيه المنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان فى موقف ما .. نجدها تغض الطرف عن ذات الموقف فى سياق آخر لا لشيء إلا لاختلاف الشخوص .. فعندما مرت الجماعة الإسلامية بمحنتها القاسية فى حقبة التسعينات وأعتقل من أبنائها ما يقارب أكثر من 12 ألف معتقل لمدد تتراوح ما بين 10 إلي 16 عاما ً .. وأعدم منها قرابة مائة أخ بمحاكم عسكرية واستثنائية.... و.... و... و.... لم نجد من المنظمات والهيئات الحقوقية تحركاً يذكر لإنهاء محنة الآلاف من المعتقلين أو وقف المحاكمات العسكرية .
وفي المقابل نراهم ينتفضون فجأة للحديث عن حقوق الإنسان وسجناء الرأي لمجرد اعتقال نفر قليل ممن يتوافق معهم فكرياً وتنظيمياً فنجد الصفحات مدفوعة الأجر فى بعض الصحف وقد امتلأت بالحديث عن سجناء الرأي الذين فارقوا الحرية وتركوا ذويهم لشهور !! ولا يشير ولو بإشارة بسيطة لمن غاب عن أهله لسنوات طويلة وحرموا من كل شيء في الحياة بدءً من الزيارات والعلاج وانتهاء ً بالحرمان من الكرامة الدينية والإنسانية
وعندما بدأت الجماعة الإسلامية تتلمس طريقها نحو إنهاء أزمة معتقليها عقب تفعيل مبادرتها بدأ البعض ـ منطلقاً من نظرية المؤامرة ـ يتحدث عن الصفقة المزعومة بين الجماعة وبين أجهزة الأمن والتي بمقتضاها تخرج الجماعة الإسلامية من السجون فى مقابل أن تكون مخلب قط ضد بعض التيارات الإسلامية الأخرى وخاصة ضد الإخوان المسلمين .. ووقتها تفهمنا بعضاً من هذه الهواجس والمخاوف وإن كنا لم نستسغها لأن البعض ممن روج لمثل هذا الكلام نسى أو تناسى أن لنا حقاً فى الحياة .. وأن السجون لم تكن لنا أبداً مأوى أو مستقر .. وأن السنوات الطويلة التى قضيناها خلف القضبان وداخل السجون لم تحول الاستثناء إلى أصل ... وقلنا وقتها سندع الأيام ترد على هذه الدعاوى الكاذبة .
وخرجت الجماعة الإسلامية من السجون والتئم عقدها خارج السجون إلا من عدد قليل من إخواننا - نسأل الله أن يفرج كربهم قريباً ـ ومضت فترة كافية ليحكم الجميع على تصرفات الجماعة ورؤيتها المستقبلية واتضح لكل ذي عينين أن الجماعة الإسلامية لم تسمح لنفسها أن تكون مخلب قط لطرف ضد طرف .. فتاريخها وبذلها وعطاؤها لا يسمح لها بذلك .. وليست الجماعة الإسلامية على استعداد لأن تلوث ماضيها بمثل هذه التصرفات .
ولكن البعض ـ لأغراض فى نفسه ـ مازال يدندن حول هذه النقطة ويرغى ويزبد فيها ، ويطيل الحديث حولها وينمق لها العناوين العريضة ، ويدبج فيها المقالات الطويلة .. وكأن هذه المدة التى قضتها الجماعة الإسلامية خارج السجون بعد محنتها لم تكن كافية لإثبات تهافت مثل هذه الدعاوى الزائفة .
بل إن الواقع يثبت عكس هذه الدعوى تماماً .. ففي الوقت الذي يتمتع فيه غيرنا بحريته الإعلامية والدينية .. ويتاح له الظهور فى وسائل الإعلام المختلفة من صحف وفضائيات .. فإن هذا الأمر مازال ممنوعاً على قادة الجماعة ودعاتها .
وفى الوقت الذي يتاح للبعض ممارسة الدعوة عبر المساجد والمنابر المختلفة .. لا يزال دعاة الجماعة الإسلامية محرومين من هذا الحق .. بل إن الجماعة الإسلامية ليس لها مسجد واحد تدعو من خلاله في مصر كلها .. فأين الصفقات المزعومة التى مازال البعض يدندن حولها حتى الآن ؟!!
أم أن البعض مازال يعتبر مجرد خروجنا من السجن صفقة تقتضى القيل والقال وكثرة الكلام .. أليست الحياة لنا حق ؟! نمارس فيها وجودنا ومن خلالها رؤيتنا ومشروعنا .. أم أن السجن ـ فى نظر البعض ـ هو المأوى الأصلي للجماعة الإسلامية الذي لا فكاك منه ؟!
والذي يعرفه القاص والداني والقريب والبعيد أن الجماعة الاسلاميه هي أكثر الجماعات التي وجهت لها الضربات .. وهى التي يسعى الجميع لتحجيم دورها والتضييق عليها ، والمعروف أيضا أننا لا نضع أيدينا في أيدي غيرنا إلا لتحقيق مصالح الإسلام والأوطان العليا
وليس من منهجنا أبدا أن يستخدمنا غيرنا كمخلب قط يتصدى به للآخرين أو يسعى لتحجيم دورهم .
لقد سكتنا طويلا ً علي هذه الترهات التي انطلقت منذ بداية خروجنا وصبرنا عليها طويلا ً عسي أن يرتدع قائلوها ويفكروا فيها ولو للحظة .. ولكن يبدو أنه لا فائدة ممن غشت عقولهم نظرية المؤامرة وغرهم حلم الجماعة الإسلامية .. وصبرها الطويل .. وعفوها عن الآخرين .. ولكن أليس لهذه الترهات نهاية ؟؟ أفلا يتقون الله ؟؟ أفلا يراقبونه في أقوالهم وأفعالهم .. " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا ً سديدا ً "

اجمالي القراءات 2606
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق