التقارير المسربة أكدت قناعات التونسيين بإستحالة الإصلاح :
التونسيون يترجمون وثائق "ويكيليكس" بلغتهم الخاصة

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٤ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


التونسيون يترجمون وثائق "ويكيليكس" بلغتهم الخاصة

لم ينتظر التونسيون طويلاً حتى تمكنوا من ترجمة محلية لوثائق "ويكيليكس" الشهيرة، الخاصة ببلدهم، فحصيلة تونس من الوثائق كانت قليلة لكنها عميقة، ووصلت الى الشارع الذي يمكن القول أنه استند الى تقديرات تقول بأن العالم لن يدافع عن نظام بن علي.

مقالات متعلقة :


كرة اللهب التي كبرت وتدحرجت في عموم تونس أمس كشفت لكثيرين حول العالم بأن مستصغر الشرر يمكن أن يتحول الى حرائق كبيرة تجرف في طريقها أنظمة وحكومات وجنرالات، إن لم يوفقوا في تقدير الغضب الشعبي، وإستمروا في نظام القمع المدني والعسكري والأمني، فإحتجاجات تونس التي إنطلقت من "سيدي بوزيد" ولم تكن تستهدف إسقاط النظام بادئ الأمر، ولم تصل أغلب وقائعها للإعلام في بداياتها، جاءت تاليا لتسريب العديد من الوثائق الدبلوماسية الأميركية التي سربها الموقع الإلكتروني الشهير (ويكيليكس)، وهي تقارير صدمت التونسيين، وربما أملت تحركهم نحو التغيير والإصلاح.

ورغم قلة عدد الوثائق المتعلقة بتونس، والمنشورة في الموقع الدولي الشهير، إلا أن هذه الوثائق كانت غير مسبوقة لجهة عمقها ودلالاتها، بل وخطورتها، الأمر الذب دفع أجهزة الإستخبارات التونسية الى إغلاق المئات من المواقع الإلكترونية التي تناولت التقارير المتعلقة بتونس، وقررت حجبها عن التونسيين، فهده التقارير كشفت بأن الولايات المتحدة الأميركية المتهمة في أوساط الشعوب العربية بأنها المثبتة للقيادات والأنظمة العربية قد رفعت الغطاء عن النظام التونسي، وأبقته في مهب الريح بلا دعائم، إذ كشفت التقارير الصادرة عن السفارة الأميركية بأن النظام التونسي لم يعد يقبل النصائح لا الداخلية ولا الخارجية، وأنه لا يتعاطى مع الوصفات الدولية لتوفير الحد الأدنى من الإصلاح.

وكشفت هذه الوثائق بأن النظام التونسي لا يقبل مناقشة مسألة خلافة الرئيس المتغيب زين العابدين بن علي المتقدم في السن، والذي لم يجهز بديلا أو نائبا له، ويحكم البلاد المتعثر سياسيا وإقتصاديا بقبضة أمنية تنذر بمخاطر بعيدة المدى، كما أن بن علي- والمضمون لوثائق ويكيليكس المسربة- يحيط نفسه بمافيا خطيرة هي تجمع لأصدقاء وأقارب ومستشارين وجنرالات ورجال أعمال، يشكلون عنوان الفساد السياسي والمالي في الدولة التي تقوم بقمع جميع أصوات المعارضة وحركات الإصلاح السياسي.

وتطرقت تقارير ويكيليكس الى زوجة بن علي الثانية ليلى التي قامت بإغتصاب ملكية العديد من الشركات والمشاريع الإقتصادية الناجحة، وقامت بزرع العديد من القيادات السياسية و الأمنية في مناصب عليا في حلقات القرار التونسي، وهو أمر ينظر إليه الشارع التونسي بغضب شديد، كما تطرقت الوثائق للقوة المتصاعدة لعقيلة بن علي، ونفوذها وتسلطها على القرار السياسي، وإمتلاكها للقرار في المراحل التي يغيب فيها الرئيس عن المشهد اليومي بسبب نوبات المرض الغامض الذي لم تتسرب تفاصيله الى وسائل الإعلام، إذ يؤكد التونسيين في مجالسهم الخاصة الحيوية والشباب الذي يطبع شخصية بن علي للوهلة الأولى في إطلالاته تخفي خلفها أزمات صحية يتعرض لنوباتها بصفة متكررة.

وتشير التقديرات الى أن فشل النظام الرسمي التونسي في حجب معلومات ويكيليكس عن التونسيين، قد أكد القناعات لدى نخب الشارع التونسي بأن النظام التونسي بلا غطاء دولي، وأن المطالبة برحيل نظامه لن يحظى بمعارضة دولية، وهو الأمر الذي إستندت إليه النخب التونسية في بلورة رفض عارم لنظام بن علي الذي لم تفلح مسابقته للزمن في إنهاء الغضبة الشعبية، وتقويض حركة الشارع، الذي رفض الغرق في قطرات الإصلاح التي أعلن عنها نظام بن علي على مدى اليومين الماضيين.

وجاء الموقف الأميركي السريع فيما كانت الطوافات تنقل بن علي الى طائرته الخاصة في مالطا، والمؤيد لحرية وكرامة الشعب التونسي وحقه في إختيار زعمائه، ترجمة حرفية لوثائقها الدبلوماسية المسربة عبر ويكيليكس، المتعلقة بإستحالة نجاح وصفات ونصائح الإصلاح في تونس.

اجمالي القراءات 2638
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق