سؤالان

الجمعة ١١ - أكتوبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : لماذا لم يعاقب الله عز وجل موسى حين ألقى الألواح وحين قتل الرجل المصرى ؟ السؤال الثاني : سورة القصص, الآية 12: وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون .... كيف وهم له ناصحون رضيع يحتاج رضاعة او يحتاج نصح ثم ماهو معنى ( يكفُلُونَهُ) ؟ .
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

موسى عليه السلام لم يكن يغضب لنفسه .

1 ـ لم يكن يقصد قتل الرجل المصرى، إستغاث به رجل من قومه يتعرض لاعتداء الرجل الأقوى  ، ضربه موسى فمات ، فندم موسى وطلب الغفران . قال جل وعلا : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (17) القصص ). بسبب سطوة الذى قتله أصبح موسى خائفا ( يترقب ) . قال جل وعلا : (  فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) القصص ).

2 ـ حين ألقى الألواح كان هذا غضبا من أجل رب العزة ، حين وجد قومه فى غيابه قد عبدوا العجل الذى صنعه لهم السامرى .

3 ـ فيما عدا ذلك كان قومه يؤذونه وكان يتحمل أذاهم ، ويرد عليهم برفق . تدبر قوله جل وعلا : (  وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) الصف ). وكانوا يتهمونه بهتانا ، ويتحمل الى أن يأتى إنصافه من ربه جل وعلا . تدبر الآية الكريمة : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً (69) الأحزاب )

 

إجابة السؤال الثانى :

أولا :

مصطلح ( كفل ) يعنى الرعاية والتربية . وجاء فى :

1 ـ قصة مريم وهى طفلة . قال جل وعلا :  ( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ) 37 ) آل عمران ) (   ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) آل عمران )

2 ـ وفى قصة موسى عليه السلام : ( إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ ) (40) طه )،

3 ـ وفى قصة داود والخصمين : ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22)إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)  ص ).

ثانيا :

مصطلح ( نصح / ناصح ) يأتى قرآنيا بمعنيين :

1 ـ من النصيحة .

1 / 1 : وقد تكون خادعة مثل نصيحة ابليس لآدم وزوجه ( وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21) الاعراف )

1 / 1 ـ وقد تكون صادقة ، مثل :

1 / 1 / 1 : نصيحة النبى ( هود) عليه السلام  لقومه (عاد ):( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) الآعراف )

1 / 1 / 2 : عن صالح عليه السلام وقومه ثمود . قال جل وعلا : ( فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)  الأعراف ).

1 / 1 / 3 : الرجل الناصح لموسى عليه السلام . قال جل وعلا : ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ (20)  القصص ).

2 ـ من الرعاية والحفظ والصون . وقد تكون :

2 / 1 : وعدا كاذبا مثل قول أخوة يوسف لأبيهم : ( قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)  يوسف ).

2 / 2 : قولا صادقا ، مثل قول أخت موسى لآل فرعون : ( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) القصص ).

 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2514
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5322
اجمالي القراءات : 65,598,264
تعليقات له : 5,519
تعليقات عليه : 14,916
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


لا مجيب حتى الآن : بسم الله الواح د القها ر الذي اومن بكتاب ه ...

عن الفضل: سؤال من الأست اذ طلبة حجاج : هناك أيات...

التمسك بالكتاب: ما معنى :( خذوا ما اتينا كم بقوة ) فى سورة...

اهلا بك وسهلا: السلا م عليكم يا استاذ ي العزي ز احمد صبحي...

الحكم المستقبلى : ما قولك فى ان الله جل وعلا قال عن بعض الناس وهم...

مستويات النفس: هل النفس اللوا مة هى النفس الأما رة بالسو ء ...

سؤالان : السؤ ال الأول : انتشر مقطع فيديو على مواقع...

القسم بالمخلوقات: لماذا يقسم الله تعالى بمخلو قاته مثل الشمس...

منع المشركين من الحج: ما معنى يا أيها الذين آمنوا إنما المشر كون ...

مودة بالأوثان: ما معنى أوثان ا في قوله تعالى {وَقَ لَ ...

إفتراء على بيت الله: هل يعتبر المسج د الحرا م مسجد ضرار ؟ منه اصبح...

ديانة الأولاد : لو سمحت كنت عايزة أسأل عن حكم زواج المسل مة ...

حُزن و ( حزن ): هل هناك فرق بين حزن بضم الحاء وبفتح ها ؟...

( على ) : ما معنى كلمة ( على ) فى قول الله جل وعلا : (...

رغبة فى المشاركة: ارغب في المشا ركة بكتاب اتي في موقعك م ، فما...

more