الأربعاء ٠٩ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا حاجة لى أن أطلب منك سعة الصدر فهذا ما أعلمه عنك جيدا
تقول الآية الكريمة:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ }السجدة23
تقول سيادتك أن "لقائه" تعود على لقاء سيدنا مُحمد للكتاب يوم الحساب.
وأجمعت كتب التفسير التالية على أن "لقائه" تعود على موسى ولقائه برسولنا عليه السلام فى المعراج (الجلالين، زبدة التفاسير، مختصر الطبرى، ابن كثير، القرطبى)
أما الشيخ عبد الجليل عيسى فى تفسيره "المصحف المُيسر" وكذلك تفسير "المنتخب" لوزارة الأوقاف المصرية فقد اتفقا على أن "لقائه" هو لقاء موسى بالكتاب.
ولكن لى رأى آخر:
فـ "لقائه" تعود إلى لقاء موسى بربه الذى آتاه الكتاب فى هذا اللقاء.
والدليل:
{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ{142} وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ{143} قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ{144} وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ{145} الأعراف
فقد التقى الله بموسى عليه السلام (وواعدنا موسى)
وآتاه الكتاب (وكتبنا له فى الألواح)
أما الحديث عن الميزان فلنا فيه إن شاء الله حديث آخر
مع دعائى لكم ولأهل القرآن أن ينصركم فى معركتكم مع المُضلين
أخيك
عزالدين
10/9/2009
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول سيادتك:
[2 ـ يوم القيامة عند الحساب و الميزان يوضع كتاب اعمال الشخص فى كفة ، ومقابله الكتاب السماوى الأصيل (أم الكتاب ) فى كفة أخرى : ( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ)( الأعراف 8 : 9 )]
فوالله لو وضعنا صحائف أعمال كل الرسل والأنبياء فى كفة وفى الكفة الأخرى "أم الكتاب" (وهو كتاب الله) لرجحتهم وخفت موازينهم.
ولكن العدل والمعقول أن تكون صحيفة الحسنات فى كفة وصحيفة السيئات فى الكفة الأخرى.
وهنا من ثقلت موازين حسناته الكثيرة أمام سيئاته القليلة فأولئك هم المفلحون
ومن خفت موازين حسناته القليلة أمام سيئاته الكثيرة فأولئك الذين خسروا أنفسهم
وأدعوا الله الآ يكون رأيك صحيحا لأنه يحرمنى من الـ 1% التى كنت أظن أنها ستنقذنى يوم الحساب.
مع أطيب الأمنيات
أخيك
عزالدين
10/9/2009
قلت يا أخى ما أراه صوابا ، وفى النهاية ختمت بكلمة ( والله جل وعلا هو الأعلم بالصواب ).
,هدانا الله جل وعلا لنتعلم ما نجهل من كتابه العزيز.
وشكرا
لم تُخيب ظنى فيك يا أستاذى الكريم
فسعة صدرك وتقبلك للرأى المُخالف هى علامة الأستاذ الذى يُريد من تلاميذه أن يعتمدوا على عقولهم، فيُشجعهم، ولا يسمح لهم أن ينساقوا كالأنعام خلفه كما يفعل أئمة الدين الإصلامى (الإسلامى سابقا والذى صلموا أوصاله فجعلونا أُضحوكة العالمين)، ولكن الأستاذ الحق يهدف إلى أن يصنع رجالا- لا أتباعا ومُريدين - يُفكرون بحرية واستقلالية فيُصيبون أحيانا ويُخطئون أحيانا أُخرى، حتى نصل جميعا بإذن الله إلى الصواب.
هدانا الله جميعا إلى الحق.
نعم الأستاذ أنت!
ويُشرفنى أن أكون تلميذا مُشاغبا فى مدرستك.
عزالدين
10/9/2009
وطاب يومك ,
سأسال حضرتك سؤالا ورد في ذهني وأنا أقرا في ردك على السائل الكريم , وعن تفسيرك للاية : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ) و سيسعدني أن رديت علي سؤالي طبعا لو سمح لك وقتك , وشكرا لحضرتك حتى أن لم ترد .
سؤالي هو عن ( من لقائه ) . اولا أنا فهمت ايضا ان حرف الهاء يعود لكتاب التوراة, وان لقائه وحسب ما فهمت يقصد به لقاء الرسول مع كتاب التوراة على الارض وفي زمن حياة الرسول , وما يؤكد لي ذلك هوما جاء بعدها وهو ( وجعلناه هدى لبني اسرائيل ), اي ان كتاب التوراة الذي كان موجودا عند اليهود في ذلك الوقت لم يكن فيه اي تحريف وبشهادة الاية , اليس كذلك ؟؟
ارجو ان لا أكون قد تعديت حدودي أو ضايقت حضرتك بالسؤال .
دمت تحت حماية الرب
أمل
أولا : أخى الحبيب . عز الدين نجيب ..أنت إضافة حقييقية لأهل القرآن ، ونستفيد من كل ما تكتب من مقال أو تعليق ، ونحن كلنا تلاميذ نتعلم من بعضنا ، هدانا الله جميعا الى ما يحبه ويرضاه.
الأخت أمل :
التوراة الحقيقية كانت موجودة لدى أهل الكتاب فى الجزيرة العربية ، ولقد تحدى الله جل وعلا بعضهم بأن يأتى بالتوراة و يتلوها ليثبت كذبه فيما يزعم فى موضوع خاص بالطعام ( آل عمران 93 ) وحين جاءوا للنبى محمد عليه السلام يحتكمون اليه قال تعالى ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ) الى أن قال جل وعلا ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ) ( المائدة 43 : 44 ) . وامتدح رب العزة الصالحين من أهل الكتاب الذين يقيمون الليل يقرأون فى كتابهم المقدس ( ليسوا سواء. من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) ( آل عمران 113 ) و نزل التعنيف لبعضهم بأنه كان يأمر الناس بالبر و ينسى نفسه ( وهو يتلو الكتاب ) أى كان يتلو كتاب التوراة الحقيقى ويأمر الناس بالبر ويفعل الشر ( أتأمرون الناس يالبر و تنسون أنفسكم ، وأنتم تتلون الكتاب ؟ أفلا تعقلون ) ( البقرة 44 )
كان أهل الكتاب أنواع منهم السابق فى الايمان ومنهم المقتصد ومنهم الباغى ( نفس التقسيم للمسلمين وقد عرضنا لهذا من قبل ) والصنف الباغى كان يحترف التزوير فى التوراة بالكتابة ( فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ، فويل لهم مما كتبت أيديهم ، وويل لهم مما يكسبون ) ( البقرة 79 ) ومنهم من يحاول التحريف بالقراءة ( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب ، وما هو من الكتاب ، ويقولون هو من عند الله ، وما هو من عند الله، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) ( آل عمران 78 ) . لذا وصفهم الله جل وعلا بتحريف ( الكلم عن مواضعه) أو بتحريف ( الكلم من بعد مواضعه ) ( المائدة 13 ، 41 ) .
كان هذا فى عهد نزول القرآن الكريم فى الجزيرة العربية .
أما فى الامبراطورية البيزنطية فقد تعاقبت المجامع المسكونية تحتلف وتتنازع ، و اتفقوا على نسخ معينة من الانجيل وحرموا الباقى ، و أقروا التوراة التى فى أيديهم والتى توراثناها الان ، أما التوراة المذكورة فى القرآن فالله جل وعلا هو الأعلم بها . وبعض الكتابات الغربية عن العهدين القديم و الجديد تعترف بوجود تحريف .. وهو موضوع شائك لا دخل لنا فيه .
ما يهمنا أن أجدادنا الذين اعتنقوا الاسلام بعد المسيحية نقلوا الى اعتقادهم الجديد معظم الموروثات . ولعل كتابنا القادم ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) يؤكد هذه المقولة.
شكرا .
سلام عليكم ورحمة الله
أخجلتم تواضعنا عفا الله عنك
قال لى أحد الأصدقاء:
"ولماذا لا تعود كلمة لقائه على لقاء محمد عليه السلام برب العزة؟"
ولا شك أننا جميعا سنلاقى ربنا عز وجل (أما رؤيتنا له فهذا موضوع آخر)
ولكن هذا المعنى خارج سياق الآية تماما.
ثم خطر لى خاطر آخر:
لو كان الرسول سيقابل التوراة فى الآخرة، فما فائدة ذلك له أو لنا؟
لا شىء على الإطلاق!
أخيك
عزالدين
11/9/2009
نرجو من رب العزة أن يهدينا بالقرآن ، وأن يعلمنا منه ما ينفعنا وينفع الاخرين.
ثقة فى اجتهادك و عقلك المستنير أخى د. عز الدين ـ اطلب منك أن تبحث الفارق بين (الكتاب ) الذى آتاه الله جل وعلا لموسى و( التوراة ). . ووضع النبى هارون بين ا ( الكتاب ) ( التوراة ) . هذا إذا كان ثمة فارق بينهما .
كنت أريد بحث الموضوع ، ولكن الوقت لا يسعفنى.
لذا أتمنى أن أقرأه ( على الجاهز ) من قلمك الممتع.
خالص محبتى
أحمد
اولا طاب يومك,
واشكرك لتفضلك بالرد على تساؤلي وصحيح فالموضوع كبير وشائك وهو جوهر الاختلاف بين المسيحية والاسلام .
دمت بكل خير
امل
سوف أبحث فى ما طلبته إن شاء الله
وفى انتظار رأيك فى مقالتى عن المسجد الأقصى
فقد صدمتنى أنا ،ولكنى سرت وراء آيات القرآن كما تنصحنا دائما، فانظر إلى اين أوصلتنى!
وكل عام وسيادتك والأسرة الكريمة وأهل القرآن بخير
عزالدين
16/9/2009
أعتقد أن المقصود هنا هو لقاء الله سبحانه وتعالى .. وهذا من تقصي الآيات التي تتحدث عن لقاء الله سبحانه وتعالى ..
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5108 |
اجمالي القراءات | : | 56,613,647 |
تعليقات له | : | 5,441 |
تعليقات عليه | : | 14,812 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
يقنت ، قانت ، قانتون: السيد الفاض ل احمد صبحي منصور المحت رم ...
مودة بالأوثان: ما معنى أوثان ا في قوله تعالى {وَقَ لَ ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ما هو الفرق بين ( ذلول ) و ( زللتم...
التعوذ من الخبث: جاء فى موقع سلفى :سؤال : ( ما معني الخبث...
قتل سياح اسرائيل: ما رأيك فى البهج ة التى انتشر ت بقتل السيا ح ...
طائف: هل ( طائف ) من ( طائفة ) أو من طائف بالكع بة ؟ ...
سُكّر ، سُكارى: هل لكلمة ( سكر / سكارى ) علاقة بالخم ر ؟ ...
ام السيسى يهودية.!: يؤكد كثيرو ن أن أم السيس ى يهودي ة من...
تقصير الثياب: ما هى حكاية تقصير الثيا ب عند السني ين وما هو...
التشهد فى الصلاة ..: ما الذي ميّز الآية 18 من سورة آل عمران عن سواها...
الفاتحة وملة ابراهيم: اذا كانت الصلا ة معروف ة بعدد ركعات ها ...
زحزح : ما هو المست فاد من قوله جل وعلا : (...
الطلاق من تانى : بربي أجيبو ني من فضلكم , هل سماع الجير ان ...
العفو والمقدرة : هل العاج ز حين يعفو وهو ليست لديه مقدرة مثل...
سؤالان : السؤا ل الأول فى القرآ ن كلمات يعقلو ن ...
more
دعوة للتبرع