ضوابط التجارة

الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السلام عليكم ماهي الضوابط القرانية في المعاملات المالية والتجارية والتي من خلال التزام المسلم بها لا يقع في الكسب الحرام؟
آحمد صبحي منصور :

هى نوعان :

أولا : ما يدخل فى دائرة الكفر والعداء لله جل وعلا ، وهذا بالزّج بدين الله جل وعلا وإسمه وعهده فى أى تعامل مع البشر ، سياسيا أو ماليا أو تجاريا . يشمل هذا :

1 ـ المتاجرين بالدين خدمة للسلطان أو رافعى راية الدين للوصول للحكم ، وقد فصلنا هذا فى كتاب ( تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين )

2 ـ التعامل الاقتصادى والتجارى والمالى ، بدءا من شركات توظيف الأموال ذات الشعارات الدينية ، وما يسمى بالبنوك الاسلامية ، الى أن تصل الى البائع فى الشارع الذى يحلف بالله جل وعلا وعهده لاقناع الزبون .

قال جل وعلا :

  1 ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76) إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) آل عمران )

  2 : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) النحل ) .

3 ـ ( وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95)  النحل ).

ثانيا : ما يدخل فى المعاصى . وهى نوعان  :

1 ـ الإجبار والإكراه واستخدام السُّلطة والنفوذ فى التجارة ، لأن الله جل وعلا يشترط التراضى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ) (29)   النساء )

2 ـ توفية الكيل والميزان : تكرر هذا فى القرآن الكريم ، ومنه فى الوصايا العشر : (

وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ  ) (152)  الانعام ) 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 2201
التعليقات (5)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٩ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93375]

التجارة مالها وما عليها .


التجارة مالها وما عليها ..



شكرا جزيلا استاذى دكتور –منصور –وبارك الله لنا في علمك وعُمرك . وإجابة وافيىة كافية على سؤال الأخ الكريم حول ضوابط التجارة . وبعد إذنكم أُشارك بهذا التعقيب  وأقول للأخ الكريم .. بداية أنا لا أعرف حضرتك ولا أعرف نوع التجارة التي تُتاجر فيها فلذلك سيكون تعقيبى بصورة عامة وليس موجها لحضرتك تحديدا ،من (تاجر قديم بحُكم مهنتى كصيدلى ومازلت على مُقربة من التجارة ) .فسأتحدث عن بعض تفاصيل التجارة وزوارقها وما فيها من حيل وتحايل لنتجنبها جميعا . 1



- أرجو من التاجر ألا يظلم أحدا بيعا أو شراءا من أجل أن يُزيد من أصفاره هو  في البنك أو في خزنته ،أو من أجل زيادة رفاهية أولاده ،فكُل هذا سيفنى وسيضيع عاجلا أو آجلا من بين يديه وسيتمتع به الآخرون وسيُحاسب هوعليه أمام الله جل جلاله يوم القيامة .



 


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٩ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93376]

2-


2- ولكى نتجنب هذا الظلم ولا نقع فيه: فلنُحدد هامش الربح الذى يتوافق مع العدل والمعروف ويقترب من تشريعات المولى جل جلاله ،ولا يدخل في أبواب (آكل أموال الناس بالباطل –أو بخس الناس أشياءهم – أوالسرقة المُبطنة تحت عنوان التجارة أو التجارة شطارة ) .فمثلا .لو جاءك أحد يبيع لك شيئا ما (محصولا أو منتجا ما  او تليفونا قديما أو أو أو ) فلا تُبخسه في ثمنه وأتق الله وأعلم أن الله جل جلاله شاهد عليك وعلى كُل كلمة تقولها وسيُحاسبك عليها .فلا تشتريه ب(20 جنيه مثلا ) وهو يساوى (70 أو 80 ) فهذه ليست شطارة وإنما سرقة ونصب وأكل لأموال الناس بالباطل . وعندما تبيعه فلا تضع هامش ربج أكثر من 30-35% مهما كان . لأن أي ربح أكثر من هذا فهو أيضا سرقة وأكل لأموال الناس بالبطل.ولا تقل التجارة عرض وطلب .لا لا لا .. التجارة أمانة وشرف ومُراعاة لتقوى الله ولظروف الناس ودخلهم المالى ،ومكسب وربح متوازن لا يقتلهم أو يجعلهم أو يجعل شريحة عريضة منهم لا يستطيعون الشراء .



3- إياك ثم إياك من سياسة الإحتكار أو تخزين المُنتج والسلعة أو (تسقيعه ) كم شهر ، ثُم تُفرج عنه وتعرضه للبيع في وقت نُدرته في الأسواق لتبيعه بأضعاف مُضاعفة من ثمنه الحقيقى ، فهذا نصب وإحتيال وأكل لأموال الناس بالباطل .



4- لو كُنت شريكا لأحد في تجارته أوأحد شريكا لك في تجارتك واستأمنك على التجارة فلا تحتال عليه لتُنقص من نصيبه وهامش ربحه وتستولى عليه انت بالباطل ،فلا تسمح للشيطان أن يُغريك بأسباب وعلل تُبرر لك هذا الفعل الدنىء الخسيس الذى تأكل به  مال وحقوق شريكك بالباطل ،وتأكد من أن كل كبير وصغير مُستطر ومكتوب في كتاب أعمالك ،وستُحاسب عليه يوم القيامة ولن ينفعك حينها الشيطان الذى أغراك ولا أولادك وأحفادك وزوجتك وعائلتك الذين كُنت تفعل هذا من أجلهم ومن أجل أن تضمن لهم مُستقبلهم وتُريد أن تُجنبهم الفقر (على حد زعمك) ، فسوف يهربون منك عند الحساب ويتركوك تحمل وزر كُل هذاعلى كاهلك وفوق أكتافك أنت . فالدُنيا وما فيها ومن فيها لاتُساوى دقيقة واحدة في نارجهنم ،بل للأسف فلن تكون دقيقة ولكن سيكون خلودا فيها والعياذ بالله .



 


3   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٩ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93377]

3-


 5- تذكر دائما أن المولى جل جلاله هو صاحب المال الحقيقى والأصلى وأنت وأنا وكُلنا مُستخلفون فيه ،وقد أمرنا ربنا سبحانه مالك المال أن نُنفق منه ونتزكى في سبيله سبحانه . ومن وجهة نظرى وبعد حسابات سابقة قُمت بها أرى أن قيمة زكاة المال  لا تقل عن (20%) مما تبقى لك من هامش ربحك بعد خصم ما يكفىك لأداء ما عليك من مسئولية وواجبات مثل الإيجار والأكل والشرب ومصروفات المنزل ووووو.فمثلا لو كان ربحك (1000جنيه ) ومسئولياتك تحتاج (700جنيه) فعليك (20%) من الباقى ال(300جنيه ) فيكون (60 جنيه ) ..او بحساب أخر من (5ألى 10% ) من أجمالى الربح  فيكون مثلا ما بين (50 الى 100جنيه) من إجمالي ربحك الى هو (1000جنيه) .وعليك إخراج زكاة المال وقتيةوليس بعد مرور سنة عليها كما يقول فقهاء السوء والتجويع ....



تقبل الله منا جميعا صالح الأعمال وهدانا إلى الرزق الحلال الطيب الذى نتق الله جل جلاله في الحصول عليه وفى إنفاقه .


4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٩ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93378]

رائع ابنى العزيز دعثمان ، وأقول :


1 ـ هذه تفصيلات ضرورية . وربما لا يجاريك فى هذا الموضوع أحد ، فأنت مفكر اسلامى ولك خلفية عريضة وعميقة فى التعامل التجارى ومع الناس.

2 ـ أرجو أن تكتب مقالا فى هذا لأن عمك أحمد يعيش بين الكتب والنصوص ، قليل الخبرة بواقع الناس فى هذا العصر . 

3 ـ وشكرا جزيلا .

5   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٩ - يوليو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[93379]

حاضر استاذى


شكرا جزيلا استاذى الفاضل دكتور - منصور - وربنا يبارك فى حضرتك.... حاضر سأكتب عن التجارة إن شاء الله .



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4984
اجمالي القراءات : 53,453,643
تعليقات له : 5,328
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


هو لا يصوم .!: ما حکم من لای ;صوم فی شهر رمضان و هو...

سؤالان : السؤا ل الأول : هل هناك فرق بين ( قيّم ) و ( اقوم )...

التوراة والانجيل: • دکت ر احمد صبحي منصور سلام عليکم انا ليس من...

سؤالان: السؤا ل الأول : هل الآية 16 من سورة الرعد...

مقام ابراهيم : ما هو مقام ابراه يم المذك ور فى قوله جل وعلا :...

دون الجهر : ساعات أذكر الله جل وعلا واسبح ه في نفسى وقلبى...

ميراث الزوجتين: مات والدى وترك امى وزوجة ابى . هل لهما معا...

هذا الخلط الملعون: هل هناك مقال يشرح الخلط المتع مد بين...

عدة الارملة: السلا م عليكم استاذ نا الجلي ل اود ان...

كشف الساق: أود أن أسألك م سؤالا جال في خاطري وأنا أتابع...

تخفيف اللهجة: عزيزي الفاض ل دكتور الخير والمح بة ...

الالتزام بالعقد : ما رأيكم في حال أعطتن ي الدول ة أرضا جرداء...

ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : عن حريق القاه رة عام 1952 ...

علمنا قليل: ما معنى ( وما أوتيت م من العلم إلا قليلا )؟...

قناة فضائية لنا: لم لا يجتمع أهل القرآ ن بجهد جماعي على أن...

more