قتل الجنين المشوّه

الثلاثاء ٢٠ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السلام عليك دكتور احمد ، أنا طبيب أمراض نساء و بصدد أعداد بحث عن التشوهات التي تصيب الجنين و قد سبق ان سالت حضرتكم عن رأي أهل القران في إجهاض الجنين المشوه الغير قابل للحياة و كانت الإجابة بالتحريم و لكنك لم تبرر ( علي غير عادتك) بالقران ، أودّ كذالك ان أقول ان هذه المشكلة قد طرحت علي مرجعين إسلاميين اولا علي المجمع الاسلامي السعودي و علي الشيخ القرضاوي و الاثنين أفتيا بجواز إجهاض الجنين المشوه الميوءوس من علاجه و ذالك ان كان سن الحمل لم يتجاوز الخمس أشهر ( بإمكانكم مراجعة هذه الفتاوى على النت) ، شكرًا على ألمساعده.
آحمد صبحي منصور :

نهى الله جل وعلا عن قتل الأولاد ، وتكرر هذا مرتين فى سورة الانعام(  قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمْ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)  ) و (  قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)  وفى سورة الاسراء .( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً (31)  )  والجنين يكون ولدا عندما تدخل فيه النفس . ويمكن للطب تحديد هذا بالشهور .  هذا ( الولد ) يعنى ( المولود ) ذكرا كان أم أُنثى . هذا يعنى أنه جسد ونفس . وبه صار إنسانا .

وأرى أنه يمكن تحديد هذا التطور فى حياة الجنين والذى يصبح به إنسانا يحرم قتله بقوله جل وعلا فى سورة المؤمنون : (ثم جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ  ) (14)  الخلق الآخر ـ فى تصورى ـ هو الجنين بعد دخول النفس فيه ، إذ يدخل خلق الجنين فى مراحل خلق متوالية . يقول جل وعلا فى سورة الزمر : (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) (6)  ) وبغض النظر عن رؤيتى الشخصية فإن علماء الطب هم الأقدر على تحديد هذا الطور الأخير  للجنين .

والذى أراه أن قتل الجنين المشوه المكتمل الذى دخلت فيه النفس جريمة كبرى . ولا يجدى فيها القول بأنه ميئوس من علاجه أو إنه غير قابل للحياة . هذا إفتئات وحكم مستقبلى ، يشبه الحكم على انسان بالقتل لأنه فى المستقبل سيكون مثل هتلر أو صدام أو القذافى . يحرم تنفيذ عقوبة القتل على انسان برىء لأسباب مستقبلية .

قبل دخول النفس فى الجنين يجوز الاجهاض . ، فنحن لا نتحدث عن قتل نفس بشرية . الجنين قبل قتل النفس هو مجموعة خلايا ، يمكن اجهاضها ولا يكون ذلك قتلا للنفس . 



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 11485
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأربعاء ٢١ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[74432]

وهل يمكن حساب هذه المدة بالشهور


السلام عليكم ، الشهور الأخيرة عند دخول انفس إلى الجسد . هل يمكن حسابها بالشهور ؟ حتى يعلم الناس الفترة التي يجوز لهم فيها ، والتي لا يجوز فيها . من رحمة ربنا بالخلق أن الجنين المشوه أو غير الطبيعي  يسقط ولا يكتمل في أغلب الأحيان . لكن لو لم ينزل   ففيه قولان   ، ولا أظن أن الأم ن أو الاب سيكون سعيدا بنزول طفلهما  .



2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الخميس ٢٢ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[74436]

شكرا لكم وأقول


النبى صاحب موسى  لا نعرف إسمه الحقيقى ، ولكن أئمة التصوف أسموه الخضر ، وجعلوه وليا يحقق رؤيتهم العقيدية فى تفضيل الولى الصوفى على النبى الرسول ، وأن يكون الولى الصوفى أعلى مقاما من النبى موسى ، ويتمتع بالعلم اللدنى ، ويكون معلما لموسى . وقد كتبنا فى هذا من قبل . وأثبتنا أنه كان نبيا لأنه كان يتصرف بالوحى الالهى . وقد أكد لموسى أنه ( مافعلته عن أمرى ) ، وبالتالى فإن القتل كان بأمر الاهى ، من رب العزة ، ولا يصح لبشر أن يأمر بقتل إنسان لأنه فى علم الغيب سيكون كذا أو كذا . فلا يعلم الغيب إلا الله جل وعلا ، وهو جل وعلا صاحب الأمر وصاحب الشرع . 

ثم إن النبى محمدا عليه السلام لم يقم بغارات إستباقية ، وقد تعرضنا لهذا أيضا من قبل ، فى وصف للعمليات الحربية فى عهد النبى . فالمدينة كانت للمشركين المعتدين هدفا ثابتا ، وبعد موقعة الأحزاب وحصار المدينة كانت الاستراتيجية تقتضى تكثيف ( المخابرات ) فى القبائل الاعرابية بين الأعراب الذين هم أشد الناس كفرا ونفاقا ، فإذا تحركوا نحو المدينة لغزوها تكون مواجهتهم فى الطريق حتى لا يحاصروا المدينة . هنا يكون الدفاع وليس الاعتداء لأنه عليه السلام كان يقوم برد إعتداء بدأ أصحابه فيه يتقدمون بجيوشهم نحو المدينة. يفترق هذا عن قيام النبى بالاعتداء على قوم فى مضاربهم وبيوتهم بزعم أنها حرب إستباقية حتى لا يفكروا فى الاعتداء . هذا يخالف شرع الله جل وعلا الذى نهى عن الاعتداء كما جاء فى سورة البقرة ، وامر بالبر والقسط مع من لا يعتدى على المؤمنين ولم يخرجهم من ديارهم كما جاء فى سورة الممتحنة . 

شكرا.

3   تعليق بواسطة   ربيعي بوعقال     في   الخميس ٢٢ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
[74437]

كلا، يا سيدي، بل كانت فعلة الغلام فتنة، والفتنة أشد من القتل، ولذلك قتله لا غير.


{{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا(80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) ()}}.  



كان أبواه مؤمنين مسالمين(مهما كان الدين والمعتقد) فأراد الولد الجبار أن يكررههما على ترك الدين الذي هم عليه، كما يفعل بعض السلفيين، وهذا في لسان الشرع يسمى كما تعلم: فتنة (والفتنة أشد من القتل)، ولذلك استحق القتل.. أما المرتد عن دينه فلا يقتل ولا ..،[مقتبس من مقال لنا منشور هنا]



ملاحظة هامة جدا: الاسم كالمصطلح، ولا مشاحة فيهما، والخضر لم يكن نبيا ، بل كان يعمل بشريعة ذاك الزمان ومنهاجه، أعني: صحف إبراهيم عليه السلام، ومعلوم أن الرجل لم يقل قط : فعلته بأمر من الله ( أو بعلم لدني ،أو بوحي جاءني في التو الحين )، وإنما قال: ما فعلته عن أمري، وسكت، إلا تعقيبا من التنزيل  محفوظا كُتب،  أي أنه طبق وعمل بأحكام الشريعة فحسب, ولم يزد عليها شيئا ولا أنقص.. ولا قرة  عين السلفي الصوفي المخرف.



تنبيه: في قصتي الخضر وتوأمه ( ذي القرني) أسرار وعجائب ، حاولت استكشافها وقد عرضت بعضها في المقال المشار إليه. 



.....كتبته على عجل فالكهرباء عندنا تذهب وتجي ، وتنقطع كل ساعة  والإضاءة محتشمة، 



ودمتم في رعاية وحفظه.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5124
اجمالي القراءات : 57,099,983
تعليقات له : 5,453
تعليقات عليه : 14,830
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


الوضوء: استاذ نا الكري م احمد صبحى منصور نريد ان...

إضافة من زكريا : عن لحظات قرآني ة الحلق ة 65 .... يقول تعالى (...

النسخ من تانى .!!: يستدل القاي لون بالنا سخ والمن سوخ في...

الفكر الالهى : القرآ ن يمثل وبدون شك التعب ير الإله ي، و...

اريد التسجيل : مضت اكثر من خمس سنين وانا اتابع الموق ع اظن ان...

الصيام ومريض السكر: مريض السكر مضطر للافط ار . هل يقضى أيام...

مسألة ميراث: لدي سؤال لو سمحتم في حادث سيارة توفي الاب...

قريش والشيطان: قبل معركة بدر قام الشيط ان بتحري ض قريش...

شرعة ومنهاجا: لِكُل ٍّ جَعَل ْنَا مِنْك ُمْ شِرْع َةً ...

عائشة وحفصة: هل يمكن اعتبا ر ما فعلته عايشة في معركة الجمل...

كفى عنجهية.!!: أنا تركت الاسل ام من عشرين سنة وبقيت ملحد ....

قرآنى وسلفى وشيعى: ماحكم تصنيف الناس مثلا نقول: لان قرآني...

تزكية الحيوان بالمقص: هل يجوز ذبح الطيو ر الصغي رة بقص رقبته ا ...

سؤالان : 1 ـ أنا مدرس ، وفى المقر ر الدرا سى فصول عن ابو...

تحريفاتهم فى الصلاة: ( وَلَا تَجْه َرْ بِصَل َاتِك َ وَلَا...

more