سياحة فكرية مع الرحمة الاولى

غريب غريب Ýí 2010-10-24


 

الشجرة المباركة

 

استفتاحا لباب الرحمات نتدبر أول رحمة نزلت في القرآن واعتبر هذا المقال نزهة فكرية .  كتاب الله سبحانه انزل للمتدبرين فيه وتكرار قصصه اشارت للمتدبر ليفهم مراد الله ويهتدي بهديه ومن اراد ان يستزيد ففيه غاية الزيادة فهو عطاء الرحمن.

ان التفسير هنا من القرآن ذاته وهو تشريع الله يصفه ربنا ــ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ {الزخرف/4} أي ان جميع الاحداث التي يذكرها الله سبحانه وتعالى مشهودة في القرآن فإن كان هناك ما يخالف آية من القرأن فهو الحجة. وفي الاحداث التي تكون متكررة في كتاب الله ففيها مراد الله لنا بالتدبر بأشارات الاختلاف.

اول انسان تلقى التوبة والرحمة كان ابونا ادم عليه السلام وزوجه . فالنتدبر قصته من القرآن المفسر لذاته.

فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {البقرة/37}

 

يبدأ الحدث ولا يتكرر هذا المشهد  في القرآن .

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة/30}

هنا اطلع الله سبحانه الملائكة ومن ضمنهم ابليس على تشريعه وكل ذلك في القران العظيم  بما يتعلق بالارض وكل ما سيدور فيها  بما يتعلق بخلافة الارض. اطلعهم على كامل التشريع عدى ذلك الجزء المتعلق بإبليس وغوايته للبشرالذي يرمز له الله سبحانه  ب ( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة/30}).

كلمة خليفة ذكرت في القران مرة واحدة بعد هذه وهي

يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ {ص/26}

تضع اساس الخلافة وتفيد بأن الخلافة ليست حصرا على احد تخضع للشرع وكلا له منهجه فيها.

((  قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ))

علم الملائكة من التشريع الذي اطلعهم الله سبحانه عليه

وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ {البقرة/205} 

ليس لها شبيه في القرآن في كلمة ( يفسد فيها ) سوى قول الملائكة وهذه الأية و يجتمع الافساد والارض في اكثر من آية

 

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ {البقرة/84}ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {البقرة/85}

لا توجد كلمة سفك غير في هاتين في القران, هذه والتي قالتها الملائكة .

  

وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ

وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {الزمر/75}

قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة/30}

وهنا يبين الله سبحانه وتعالى ان له حكمة سيبينها لهم في حينها وهي الجزء الذي اخفاه عن ابليس الذي كان يقف بينهم ودوره في هذا الفساد والسفك.

وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {البقرة/31}قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {البقرة/32}قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ {البقرة/33}

هنا علّم الله سبحانه وتعالى اسماء الانبياء جميعا لآدم  ثم عرضهم على الملائكة وابليس بينهم. وكلمة هؤلاء وردت في القرآن 46 مرة لم تشر في أية منها الى غير البشر سوى على لسان موسى تصف المعجزات: 

قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا {الإسراء/102}

ويشير ابليس بعد ذلك للانبياء (  بعبادك المخلصين )

 

قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ {البقرة/33}

هنا الله الرحيم ينذر ابليس ضمنيا بأنه مطلع على الغيب وما يبدون وما يكتمون. وابليس مثل الملائكة منصدم من كثرة عدد الانبياء وكثرة الفساد فيبدأ الاحتقار لأبونا آدم في نفسه.

السجود لآدم

ننتقل للمشهد الذي يتكرر في سياق القرآن لنقرأ من خلاله ونتعرف على الرحمة الأولى التي تستحضر واقعنا.

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {البقرة/34}

السجود يعني الخضوع والخدمة ولكن ليس لادم وانما لأمر الله فيه

 أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء {الحج/18}

 ما منع ابليس من السجود

 ابليس قرر متأخرا حين الامر بالسجود ان يستعلي ويستكبر  لعلمه بأن الله سبحانه لا يصدر تشريعات لردات افعال وقد رأى التشريع فاعتقد بأنه مكتملا فقرر رفض الخدمة والسجود. ومالم يعلمه هو ان الله سبحانه علام الغيوب قد علم مالم يعلمه هو عن نفسه.

فلما رفض السجود اطلعه الله سبحانه على التشريع كاملا, فسأل الله سبحانه

قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {الحجر/36}قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ {الحجر/37}إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ {الحجر/38}

اراد الخبيث ان يعيش الى يوم البعث فاجابه الله سبحانه الى اليوم الوقت المعلوم. وبعد ان ضمن بقاءه في الدنيا أعلن الحرب على الله وآدم وذريته.. فأعلن خطته وأنه سيحرص الا يخرج من حربه سوى عباده المخلصين الذين هم الرسل.ولننظر لردة فعله قبل ان نفصل اسباب عدم سجوده.

 

قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {الأعراف/16}ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {الأعراف/17}قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ {الأعراف/18}

 

قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {الحجر/39}إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {الحجر/40}قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ {الحجر/41}إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ {الحجر/42}وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ {الحجر/43}

 

فأجابه الله سبحانه بما علمه من كشفه

 

قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً {الإسراء/62}قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا {الإسراء/63}وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا {الإسراء/64}إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً {الإسراء/65}

وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ {سبأ/20}

 

وحذرنا تعالى في تشريعه من عداوته

يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ {الأعراف/27}

 وسنتدبر الصراط عندما نصل اليه عسى الرحمن يبينه لنا بدون لبس فيه.

 

لنتفكر في سبب عدم سجود ابليس لآدم

 قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {ص/76}

 ماهي هذه النار التي يفتخر علينا ابليس ويتعالى بها وضيع مستقبله الابدي وجعل باقي حياته جهادا في سبيل اضلالنا وادخالنا معه النار.

 ذكرت النار 136 معرفة بأل غالبها تشير لنار الاخرة عدى ا يات معدودة تشير لنار الدنيا والنار التي خلق منها الجن ولكن هناك النار اللتي بورك من فيها. لنتعرف على طبيعتها ولماذا ربنا كررها بالوصف والتفصيل ذاكرا كلمات فيها لنتدبرها ونربطها بمواقع اخرى لأن كتاب الله شامل لكل  العلوم.

 فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {النمل/8

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {القصص/30}

إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى {طه/12}

وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا {مريم/52}

 

هذه النار لم يشتكي موسى من حرارتها ولا من صعوبة النظر الى المعجزات امامها وعندما ولى هاربا وناداه ربه بأنه لا يخاف لديه المرسلون لم يسقط في الظلام بسبب انخفاض نورها ويصفها ربنا بأوصاف وكأننا ممكن ان نصل اليها لو ارتحلنا لها. وارى بأن الذين كانوا فيها هم الملائكة حينها.

 

وخلق الجان من نار يصفها الله سبحانه

 وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ {الحجر/27}

وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ {الرحمن/15}

 فالجن خليط من لهب شفاف, ولنلاحظ كيف ان الله سبحانه اشار الى المقدس طوى والى البقعة المباركة من الشجرة وبورك من في النار. وسنتطرق للشجر عند دخول ادم الجنة. وذكره سبحانه ـ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ {المؤمنون/20}. كلها تشير لشجرة الزيتون.

 

لننظر لنور الله في اية النور.

 اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {النور/35}

 

مجرد استنباط يحل اشكال في عقلي بشجرة الزيتون التي يشير لها ربي دائما واوجدها قريبة من النار وفي مثل النور الذي ضربه  بأن ابليس الذي كان يفخر بخلقه من نار ان في مرج ناره شيء من نور الله كما ان الله سبحانه خلق المسيح عليه السلام من روحه وإلا عقلي لا يستطيع ان يتصور  ان تفخر نار  على طين ونروح نحن في الرجلين ونصبح  ضحايا, فيضحي بنا وبنفسه ومستقبله الى النار الأبدية. انها نار اكبر وارقى من نارنا ففيها من نور الله سبحانه لكن الغرور الذي فيه اعماه فلم يرى من نور الله الذي البسه الله شيء منه سبحانه سوى صفة العلو فحوله الى استكبار وأساء له اكبر اساءة.

 ابليس ضحى بمستقبله ومستقبلنا في سبيل هذه النار النورانية التي يفخر بخلقه منها على آدم الذي سبحانه وتعالى كتب في تشريعه بأنه خلق من ماء مهين ومن حمأ مسنون.

 الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ {السجدة/7}ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ {السجدة/8

 

نزهة مع  الشجر في القرآن 

سبب وجودنا في هذه الدنيا شجرة. لنتفكر في الشجر المحاط بنا في القرآن لنرى عسى شجرة تكون سببا في دخولنا بعد ان كانت سبب خروجنا منها. وماذا تعني كل شجرة لنا في حياتنا اليوم.

 انواع الشجر التي ذكرها الله في القرآن

 الشجرة المباركة

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {النور/35}فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ {النور/36}رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {النور/37}لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {النور/38}

 

شجرة البقعة المباركة

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {القصص/30}

 

الشجرة الطيبة

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء {إبراهيم/24}تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {إبراهيم/25}

 

شجرة الرضوان

لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا {الفتح/18}

 

شجرة التائبين

وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ {الصافات/146}

 شجر الدنيا

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ {النحل/10}يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {النحل/11}

الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ {يس/80}

أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ {النمل/60}

وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {النحل/68}

 

فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {البقرة/37}

 

الشجرة المحرمة

وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ {الأعراف/19}

 

شجرة  اماني ابليس

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى {طه/120}

شجرة المعصية والغواية 

فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ {الأعراف/22}

 

الشجرة الخبيثة

وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ {إبراهيم/26}يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء {إبراهيم/27}أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ {إبراهيم/28}جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ {إبراهيم/29}وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ {إبراهيم/30}

 

الشجرة الملعونة

وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا {الإسراء/60}وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا {الإسراء/61}

شجرة الزقوم

أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ {الصافات/62}إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ {الصافات/63}إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ {الصافات/64}طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ {الصافات/65}فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ {الصافات/66}

 

والحمدلله رب العالمين

اجمالي القراءات 10588

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٩ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[52374]

أهلا وسهلا ومرحبا بك أخانا الغريب ،

وقفات سريعة مع الآيات تعطى ملامح تدبر واعد نرجو له الاستمرار و التعمق والتمكن . وندعو لصاحبه ولنا جميعا بالهدى والرضوان .


ونرجو من الأحبة التفاعل مع هذا التدبر القرآنى لنكتشف المزيد من كنوز الكتاب العزيز


2   تعليق بواسطة   احمد المندني     في   الجمعة ٢٩ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[52380]

مقال طيب ويدل على تدبر في كلام الله الذي يثبت عدم الترادف

الاخ العزيز الغريب


ان من اهم مفاتيح تدبر القرآن والتقرب من تذوق معجزته الخالدة هو الفاء الترادف في الكلام .


ومثالك الطيب عن كلمة " شجر " و" شجرة " وتفصيلاته هي منها .


فالشجرة التي قصدها الله تعالى لآدم ليست التفاح كما قالت الروايات التوراتية , بل شجرة الهمج التي كانت تعيش خارج حرم الجنة التي كان آدم وحواء يعيشها .


وفي مواقع اخرى تأتي بمعنى الشجر النبات ثم الشجرة العائلة بمعنى اللينة  كاصل الذرية كما قي قوله تعالى  {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }الحشر5 


بارك الله في جهودكم وارجو ان تربطو هذا التدبر والبحث مع مقال له مقدمات ونتائج بحثية في المستقبل 


3   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   السبت ٣٠ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[52387]

الاختبار والاختيار

الأستاذ الفاضل/ غريب السلام عليكم ورحمة الله بداية طيبة للتدبر فموضوع الشجرة لها أهمية كبيرة .


ولكن من أهم أنواع الشجر التي كان لها اثر كبير على الإنسان التي اكل منها والتي اقتضت مشيئة الله بناء على اختيار آدم عليه السلام هو وزوجه حين أكل من هذه الشجرة فكان هذا هو الاختبار لهم بناء على اختيارهم ذلك لأنفسهم . 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2010-10-13
مقالات منشورة : 31
اجمالي القراءات : 607,941
تعليقات له : 66
تعليقات عليه : 94
بلد الميلاد : بلد طيب
بلد الاقامة : سائح