مصر:
مصر بين الخليفه الثالث والخليفه الثالث
عثمان محمد علي
Ýí
2006-12-02
العلاقه بين الخليفه الثالث والخليفه الثالث
الساده القراء الأفاضل .لقد اثار إنتباهى تعليق د- مجدى هلال على ما كتبه د-عمرو إسماعيل .فى موضوع الفتنه الكبرى وما تلاها من أحداث على مسيرة المسلمين حتى يومنا هذا.مع ان د-عمرو لم يتعرض للموضوع مباشرة ولكن من خلاله دفاعه عن مؤلفات او تحقيقات د- طه حسين.ومنها الفتنه الكبرى ..وعلى وبنوه...وهنا لا ادافع عن د- عمرو .فهو قادر على الدفاع عن نفسه وعن وجهة نظره .ولكنى احاول جاهدا ان ادافع عن الحق .والحقيقه والإستفاده منها بدلا من تسطيح الأمور ومحاولة تبرير اخطاء السابقين بما فيهم صحابة نبى الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
وفى عجاله .حاول د- مجدى .ان يبرر وينفى مقتل الخليفه الثالث عثمان بن عفان على قاطنى المدينه من صحابة نبى الله عليه السلام.(يرحمهم الله جميعا).وهذا صحيح .ولكنهم شاركوا فى قتله بالتحريض عليه .او بالصمت .او بعدم دفاعهم عن خليفة المسلمين...وبشىء من التفصيل .نقول ان كل كتب التاريخ اجمعت على قول ام المؤمنين عائشه فى تحريضها على عثمان بن عفان (إقتلوا نعثلا فقد كفر)
ولكن لماذا قالت هذا؟؟؟ قالته بعدما ذهبت إليه ومعها أم المؤمنين حفصة بنت عمر.وطالبتاه بميراثهما من النبى عليه الصلاة والسلام فى ارض الفدك .فنهرهما وقال لا ألم تأتينى انت وهذه (مشيرا لحفصة بنت عمر)وأحضرتما شاهدا على ان النبى عليه الصلاة والسلام قال (نحن معاشر ألأنبياء لا نورث)وحرمتما فاطمة من ميراثها .قوموا عنى... فخرجت غاضبة وقالت إقتلوا نعثلا فقد كفر.وبدأت فى تحريض و تأليب الناس عليه ....الغريب ان عثمان بعدذلك إقتطعها لمستشاره وبب قتله --مروان بن الحكم__2--- اما عدم مشاركة كبار الصحابه فى الدفاع عنه وحمايته من الثوار.فلآنه اى (الخليفة عثمان بن عفان ).حنث فى يمينه وأخلف وعده ووعوده لكبار الصحابه وعلى رأسهم على بن ابى طالب .فى ان يستجيب وينفذ مطالب الإصلاح (كما يقولون )متمثلة فى عزل ولاته ومحاسبتهم وخاصة ولاة مصر والعراق (بشقيه الكوفة والبصره ) والشام... بعد ان بكى لهم على المنبر ووعدهم بتنفيذ مطالبهم على وجه السرعه. لكن بعد ان عادإلى بيته سرعان ما عاد فى رجع فى وعوده وأ ثناه مروان بن الحكم عن الوفاء بها.واقنعه بعدم الإستجابه لهم وان بنى امية وجيوشهم فى الشام قادرة على حمايته والقضاء عليهم.فحنث فى يمينه ووعوده .وحاصره الثوار مرة ثانيه .وطلب من على بن ابى طالب ان يتدخل لفك الحصار .وبالفعل تدخل وفك عنه الحصار على الا يعود للحنث فى وعوده ..ولكن كبر سنه وضعفه وعجزه وخوفه على السلطة والثروه ووجود بطانة السوء من أمثال مروان جعلوه يحنث ويخلف وعده ويصمم على عدم الإستجابه للثوار.فعادوا وطالبوه بإحدى ثلاث .إما التنازل عن الخلافه..فرفض وقال( والله لا أخلع ثوبا سربلنيه الله) .اى البسنيه الله تعالى.وكانت هذه بدايه فكرة الحاكميه وان الخلافه والإماره والسلطنة بأمر من الله تعالى ولا يجب ان تناقش ولا يجوز الخروج عليها .ووضعوا لترسيخ هذه الفكره روايات كثيره كاذبه ..والمطلب الثانى للثوار .أو عزل ولاته على الشام ومصر والعراق ومحاسبتهم.فرفض ايضا لأنهم من بنى أميه عصبيته القرشيه وحماة الثروه القرشيه الأمويه..المطلب الثالث فى حالة عدم إستجابته فلا مناص ولا مهرب من قتله..
و رفض مطالبهم وخرج على مساعى كبار الصحابه بينه وبين الثوار فى مطالب الإصلاح.وخذلهم فتركه . كبار الصحابه .وحاصره الثوار اربعين يوما .ولم يسمحوا له بالخروج من بيته إلا لصلاة الجمعه .وفى الجمعه الآخيره من الحصار.اوقعوه من على المنبر وكسروا عصايته .وروموه بحصى وبعض من الطوب وتقاتل الصحابه العظام فيما بينهم داخل المسجد النبوى.وحملوه إلى بيته دون ان يؤدى الصلاه.وحاصره الثوار.فى بيته ونعوا عنه الماء حتى انه لم يجد الماء للشراب او الوضوء.وفى النهايه إقتحموا عليه بيته وقتلوه وكان من بينهم محمد بن ابى بكر الصديق إبن الخليفه الآول .والمتربى فى حجر الخليفه الرابع (على بن ابى طالب )بعد ان تزوج ارملة ابو بكر الصديق ام (محمد بن ابى بكر).ووالى مصر فى خلافة على بن ابى طالب.وأحكم الثوار ومعهم كبار الصحابه من متضررى نظام عثمان بن عفان قبضتهم على المدينه .ومنعوا دفن جثمانه ثلاثة ايام .حتى دفنه اهله من بنى امية سرا فى مدافن اليهود(خارج المدينه)فى مدفن يسمى حوش كوكب.ومنعوا من الصلاة عليه فى المسجد وظل فى هذا المدفن حتى خلافة معاويه.فأستولى على مدافن اليهود وضمها إلى مدافن المسلمين.لكى يعيد إلى ولى نعمته وسبب ملكه وسعده عثمان بن عفان حقه والا يقال انه دفن فى مقابر غير المسلمين... 3---
وهنا لانرى انه كان هناك جيشا من معاويه او من غيره لحماية الخليفه او لحماية المدينه من الثوار كما قال د- مجدى هلال.فلم تكن ثورتهم على المدينه ولكن على الحاكم وحده...وان كبار الصحابه ساعدوا فى قتله .وفى التأليب عليه وعلى رأسهم السيده عائشه. والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله .الذين فروا إلى مكة بحجة تأدية مناسك الحج عندما أحكم الثوار قبضتهم على الخليفة.وعندما علموا بمقتل الخليفه فى طريق عودتهم إلى المدينه بعد فريضة الحج.وان امور والخلافه ذهبت إلى على بن ابى طالب على غير هواهم وما كانوا يبغون ذلك .بل كانوا يريدونها لآحدهم (الزبير او طلحه ).رجعوا إلى مكة ثانية ..وقاموا بتأليب الناس على على بن ابى طالب بحجة مطالبتهم بالقصاص من قتلة عثمان بن عفان.وخاصة بعد علمهم برفض معاويه البيعة لعلى تحت نفس الحجه والسبب.فتكاتفوا وكونوا جيش الجمل بقيادة السيده عائشه . التى لم تستجب لطلب عبدالله بن عمر بن الخطب عندما ذكرها بقول الله تعالى (وقرن فى بيوتكن ) ونع اخته ام المؤمنين حفصة بنت عمر بالإشتراك معهم.وكانت موقعة الجمل التى قتل فيها اكثر من خمسة عشر الفا من المسلمين ألأبرياء.من الطرفين.وقتل فيها الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله .وكادت ان تقتل السيده عائشه .ونحروا جملها .لولا تدخل على بن ابى طالب الذى منعهم من ذلك..والغريب ان الذى قتل طلحة بن عبيد الله هو مروان بن الحكم وهو معه فى نفس الجيش (جيش الجمل)ولكنه قتله ثأرا لمشاركته فى قتل عثمان بن عفان.وقال لقد قتلت من قتل عثمان بن عفان.4-- الإدعاء بأن وجود السيده عائشه (يرحمها الله)على ارض المعركه وفى قيادة جيش الجمل كلام من اجل الإصلاح بين الطرفين المتحاربين اعتقد انه كلام مجاف للحقيقه ومحاوله لوضع مساحيق تجميل لا مبرر لها ولا داعى لها .5-- فى الحقيقه هناك أخطاء يقع فيها بعض الناس عن قصد او بحسن نيه وهى انهم يحاولون ان يأولوا الحقائق ويخرجونها عن طبيعتها.مع ان التأويل فى مصطلحات القرآن الكريم يعنى التحقيق والتجسيد.وليس التفسير او التجميل .فكان من الآولى لأصحاب مذهب التبرير والتجميل لما هو قبيح ان يدرسوا لماذا وقع هذا الشىء. او فى موضوعنا هذا لماذا وقعت الفتنة الكبرى وكيف نستفيد منها وكيف نتلاشاها ونجتنبها:::6--وهنا نسال سؤالا هاما كما قلت لماذا وقعت الفتنة الكبرى ؟؟ وما العلاقه بينها وبين ما يحدث لمصر الآن؟؟..وفى تقديرى المتواضع.ان اسباب الفتنه الكبرى وتوابعها ..هو الإستئثار بالسلطه والثروه معا فى ايدى قلة قليله من الناس ..وتمثل ذلك فى محافظة عثمان بن عفان على السلطه ورفضه التنازل عنها بحجة انها من عند الله تعالى..(الحاكميه كما قلنا من قبل)).رغم وجود دلائل وشواهد على عدم قدرته على القيام بمهامها .وحصر مهام الولاية والسلطه فى افراد أسرته والمقربين له من بنى أميه..وهذا ما نشاهده فى حكام مصرنا العزيزه الآن ايضا..من ضعفهم عن القيام بمهم السلطه والحكم وحصره فى افراد اسرتهم والمقربين منهم من اصحاب الولاء على حساب اصحاب الكفاءات....تكديس الثروه فى ايدى الخليفه واقاربه من بنى اميه والخلط بين بيت ماله وبيت مال المسلمين وكان ذلك جليا فى ظلم ولاته ومنهم اخاه .عندما كان واليا عى الكوفه وإقترض مبلغا من خازن بيت المال عبد الله بن مسعود.و جاء موعد السداد طالبه بن مسعود .فأمتنع عن السداد .وأشتكى إبن مسعود للخليفه .فارسل له انه اخذ القرض من بيت مالنا .فأعترض عبد الله بن مسعود.والقى بمفاتيح بيت مال المسلمين بالمسجد وقال كنت اظننى خازنا لبيت مال المسلمين وليس لكم.وعاد إلى المدينه .ودخل مسجد المدينه .فأمر عثمان بن عفان بإخراجه من المسجد وضربه حتى كسرت ذراعه..وهذا ايضا نجده فى مصر الآن ليس هناك حدا فاصلا بين ميزانية الناس والشعب وبين بيت مال الخليفه وأتباعه وانصاره وولى عهده.فالبنوك على مصراعيها للمحاسيب والنهابين بالتليفون فقط.... عدم إستجابة الخليفه عثمان بن عفان لمطالب الإصلاح ومحاسبة عماله وولاته على الآمصار.بل عمل على العكس من إقصاء المعارضين ونفيهم بعيدا عنه وضربهم إذا لزم الآمر.مثلما حدث مع عبد الله بن مسعود .ومع ابو ذر الغفارى عندما نفاه إلى الربذه لأنه إنتقد سياسة واليه معاويه بن ابى سفيان على الشام وإنفاقه للأموال عند ما قال له لو ان هذا المال الذى تنفقه من بيت مال المسلمين فانت سارقه.وإن كان من مالك انت فانت سفيه ومسرف ويجب الحجر عليك. وكانت النتيجه هو نفيه إلى مكان بعيد عن المدينه .وموته هناك دونما ان يجدوا من يصلى عليه بعد موته.وهذه اول حالة نفى قسرى فى تاريخ المسلمين..وهذا ما يحدث فى مصر ألان .من نفى وتصفيه للمطالبين بالإصلاح بكل الوانه واشكاله .ولكن مع الفارق فعثمان بن عفان كان رحيما بمعارضيه فكان يكتفى بضربهم (علقه سخنه )ونفيهم بعيدا عن وجهه وخلاص ..أما الآن فهناك ما لذ وطاب من الوان التعذيب ووووو وفى الإختفاء القسرى او الموت اثناء مقاومة السلطات:::_-- واخيرا وهذا هو المهم غياب العدل فى توزيع الثروه والسلطه فى العهدين عهد الخليفه الثالث عثمان بن عفان .والخليفه الثالث لمصر بعد الثوره المباركه....مع ان الرسالات السماويه التى نتبعها كلها ما نزلت إلا لقيام الناس بالقسط ... فهل نتوقع الأثار المترتبه على غياب العدل والحريه والإصلاح المستمر للبلاد ومشاركة العباد فى تسيير شئون دنياهم .التى حدثت فى عهد الخليفه الثالث عثمان بن عفان والتى على اثرها إنقسمت الدوله إلى معسكرات متقاتله ومتناحره ثم إنقسم كل معسكر إلى فرق ومذاهب سياسيه تسربلت فيما بعد ولبست سربال الدين لتفوز على الفرق الآخرى..فهل ننتظر كثيرا على غياب العدل والحريه والديمقراطيه والتقسيم العادل للثروه والسلطه بين الناس جميعا .حتى تحدث الفتنه الكبرى لمصرنا العزيزه (وقانا الله شرها) فى عهد الخليفه الثالث للثوره المباركه..أعتقد انه لو قامت الفتنه .فلن تبقى ولن تذر.. وساعتها ستكون فتنة كبر حقيقيه بين المسلمين وغير المسلمين وبين المسلمين انفسهم من معتدلين ومتطرفين(إخوان مسلمين وجماعات وعلى كل لون يا إرهاب وسنرى كل مكونات الدم من كرات حمراء وبيضاء وصفائح دمويه وكله على كله)) فهل يستجيب خليفتنا لمطالب الإصلاحيين السلميه العادله قبل فوات الآوان ؟؟؟
وفى النهايه نعود ونقول ان الصحابه ما هم إلا بشر يخطأون ويصيبون وخطأهم اكثر من صوابهم .ومحاولة رفعهم عن صورتهم البشريه وتقديسهم .محاولة خاطئه وضد حركة التاريخ والإستفاده من عظاته وعبره .فيجب ان نتعامل معهم على انهم بشر عاديين .ونستفيد من تاريخهم فى فعل الصواب وتجنب الأخطاء التى وقعوا فيها.
(فستذكرون ما أقول لكم وأفوض امرى إلى الله إن الله بصير بالعباد))
د-عثمان محمد على
باحث إسلامى مصرى
يعشق الحريه والعدل وقول الحق....
اجمالي القراءات
16795