Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2009-09-05
نظرا لتغير البنط فى التعليق أُعيد كتابة أجزاء الآيات التى أُريد التركيزعليها:
وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّه
1- كان الاتجاه إلى بيت الرسول صعبا وكبيرا على نفوس المسلمين لشبهة عبادة الرسول إلا على الذين هدى الله، ولكن كان هذا الاختبار ليعلم الله (فبالرغم من علمه تعالى كل شىء، ولكن حتى يكون هناك من يشهد عليهم يوم القيامة تحقيقا للعدل وإلا فلا داعى للشهداء) من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه.
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء
2- رأى الله تقلب وجه الرسول فى السماء متجها كل صلاة فى اتجاه، وعلم أن قلبه مُتعلق بقبلة إبراهيم عليه السلام وهى الكعبة التى كانت أول بيت جُعل للناس، فحول القبلة إليها.
هذا رأيى وفهمى المُتواضعين، وهو رأى صادم لمن تشبع بما علمه لنا آباؤنا الأولون، أعرضه عليكم، برجاء أن تُفيدونى برأيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزالدين محمد نجيب
6/9/2009
قرأت موضوعكم الكريم مرة من خلال النت، ثم طبعته، وعاودت قراءته مرة ثانية بتركيز واهتمام ، وخلصت من خلاله إلى نتائج - أسأل الله أن أكون وفقت في فهمها- أعرضها على النحو التالي: أنتم ترون:
1. أنه لم يكن ثمة قبلتين بالمعنى المكاني / بل قبلة واحدة وهي البيت الحرام.
2. انتم ترون أن لمفهوم القبلة مفهوما معنويا ( الدين الوثني/ الشرك) في مقابل التوحيد.
3. انتم ترون أن النبي لم يكن مطمئناً إلى قبلته بالمعنى المكاني/ المعنوي في آن. إلى أن طمأنه الله جل وعلا
هذا في رأيي خلاصة ما أردتم توصيله من خلال المقال.
وعنت لي ملاحظات أرجو منكم الرد عليها:
الملحوظة الأولى: لنقل انه لم يكن هناك بيت المقدس على الإطلاق لا في القدس ولا في غيره، ليكون النقاش حول هل كان هناك قبلتين أم قبلة واحدة بالمعنى المكاني/ لا المعنوي ..
كان هناك قبلتين بغض النظر عن كم الروايات التي سقتها في المقال حتى وان تناقضت ، لأن الفيصل ليس خطأ الروايات، بل الفيصل هو منطق وسياق الآيات:
الحق تبارك وتعالى يقول:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا
هنا كان فهمكم للآيات ان القبلة التي كان عليها هي ( الشرك) اي فهما معنوياً لمعنى القبلة. فهل يساير هذا بقية الآيات ام أن بتر الآيات هي التي قد تجعل هذا الخلط يحدث.. لنرى
إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ
مستحيل هنا ان يكون القبلة بالمعنى المعنوي الذي قلتم به لماذا ؟
لأن الحق تبارك وتعال يعلل انه جعل القبلة التي كان عليها الرسول ابتداء سواء بيت مقدس او غيره او حتى الكعبة ذاتها او اي مكان ( اقصد حتمية ان تكون مكانيه ) لماذا لأنه علل قائلاً: إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه... ومستحيل ان يجعل الله القبلة الأولى ( شركاً) ويريد ان يختبرهم من سيتبع الرسول في الشرك/ ثم يعود. وهذا ما تؤكده تكملة الآية:
وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
أي أن التغيير كان كبيراً الا على الذين هدى الله ( ستقول أي هداهم للإيمان بعد ان كانوا مشركين) هذا مستحيل لقوله وما كان الله ليضيع ايمانكم أي انهم كانوا مؤمنين/ ولكنه اختبار.
اذن دون بتر للآيات واكرر بغض النظر عن هذه الروايات العفنة. هناك مكانين/ مكان اول كان عليه النبي واتباعه/ ثم مكان ثاني.. هذا من خلال الآيات قطعا ...
هذا لا يعني ان رؤيتكم للقبلة بالمعنى المعنوي غير وارد ، بل صحيح ايضاً، لكن هذا لا يناقض ذاك. فالله جل وعلا حسم الأمر بأن له المشرق والمغرب.. وان البر ليس تولية الوجوه قبل المكان .. بل الأمر إيمان وتوحيد.
ويقول الحق تبارك وتعالى:
(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)
كانت رؤيتكم هنا ان الرسول كان غير راضي عن القبلة بالمعنى المعنوي والمكاني في آن، فهي مكان الشرك واتجاه عبادة الأوثان... وهذا يناقض ما تقول به الآية من حيث السياق / فقوله فلنولينك قبلة ترضاها .. يستحيل بالمنطق أن تكون الترضية بنفس ما يلفظه... فكيف بالله عليك يأمره أنه يول وجه شطر المسجد الحرام.. وهو رافض له... وهو مول وجه تجاهه ابتداء، بل المنطق يقول انه كان يريد ان يتجه الى البيت الحرام.. بغض النظر عن المكان الآخر الذي كانت فيه القبلة بالمعنى المكاني.. فشطره تعني اتجاه... فلو كان هو متجه أساسا تجاه البيت الحرام.. فكيف يأمره ان يتجه نحوه.
لذا فإن الروايات صحت أو لم تصح من الناحية التاريخية البحته اتحدث هنا عنها ( أي من خلال التحقيق التاريخي البحت) لم تفرض وصاية على وجود مكانين كانا / قبلتين / حتما هذا سياق الآيات.
ولكم جزيل الشكر.
الحقيقة كلام الأخ أسامة منطقي و أظن أنه كان هناك قبلتان مختلفتان ، و أيضا كلام الأخ عز الدين فيه منطق .. فمن المحتمل أن القبلة الأولى كانت بيت الرسول . و على كل حال فالقرءان ذكر أن موضوع تحويل القبلة يجب أن يؤخذ بالإيمان و لا أظن أن هناك فائدة من مناقشة ما هي القبلة الأولى و لو كانت ذات فائدة لذكرها القرءان صراحة.
و الله أعلم
أوافقك فإن هذا أمر فات وانقضى
ولكن الغرض من إعلان رايى هو الرد على من يدعى أننا بحاجة إلى السنة لفهم القرآن
والمسألة لا تزيد عن تدريب عقلى فى محاولة لفهم الآيات
والسلام على من اتبع الهدى
عزالدين
6/9/2009
عزمت بسم الله،
أخي العزيز الدكتور عز الدين تحية من عند الله عليكم،
شكرا لكم على هذا التعليق الذي وضحتم فيه وجهة نظركم عن تغير القبلة من قبلة إلى أخرى، لكن في نظري دليلكم ربما يوضحه قول الله تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ(123).النحل. وهذا في نظري أقرب إلى الحقيقة لأن الله تعالى قد جعل أنبياء من ذرية إبراهيم عليه السلام (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)(84). الأنعام. العنكبوت "27". إذن ربما كانت المساجد التي أمر بها موسى وهارون عليهما السلام كانت شرعا لهما ولقومهما، لأنهما يعيشان في مصر وسيناء والوادي المقدس، أما نبي الله محمد عليه السلام فقد عاش عمرا في مكة حيث البيت الحرام الذي رفع قواعدها أبوه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، فأراد الله تعالى أن تكون بيت الله الحرام قبلة لجميع الناس بنص القرآن العظيم يقول سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا(125).النساء. فكلمة ( أسلم وجهه لله) تعني الكثير، ثم زاد تأكيدا على اتباع ملة إبراهيم حنيفا، (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ). وإبراهيم عليه السلام كما لا يخفى على أحد هو أبو الأنبياء عليهم جميعا السلام.
فلا يمكن في نظري أن يتخذ الرسول محمدا عليه السلام بيته قبلة وهو في مكة التي هي قبلة آباءه، وهذا يوسف عليه السلام قد اتبع ملة آبائه، يخبرنا رب العالمين بقوله: (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) (38). يوسف. والرسول محمد عليه السلام أمر أن يقتدي بمن سبقه من الأنبياء كذلك كما تفضلت. فليس من المعقول أن يتجه الرسول إلى أي اتجاه داخل بيته كما تفضلت ويترك البيت الحرام الذي هو قبلة آباءه من قبل.
فأنا أقول أن الرسول محمد عليه السلام كان يستقبل الكعبة الحرام وقلبه غير مطمئن لوجود الأوثان فيها، لذلك بشره الله تعالى عند ما كان يقلب وجهه في السماء وطمأنه أنه سبحانه سوليه قبلة يرضاها، ويغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويتم نعمته عليه ويهديه صراطا مستقيما، يقول المولى سبحانه: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا(1)لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا(2)وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا(3)هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(4). الفتح.
وبعد ذلك حذره المولى تعالى أن يتبع أهواءهم بعد الذي جاءه من العلم يقول سبحانه:
قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ(120). البقرة.
لا يمكن في نظري إلا أن يعبد إله واحد ويتوجه إلى قبلة واحدة ويتبع حديثا واحد وهو أحسن الحديث ( القرآن وكفى)الذي جعله الله تعالى مهيمنا على سابقه من الكتب المنزلة .
وشكرا لك مرة أخرى على ما أكرمتنا به، وبفضلك هذا زدت في البحث لعلي أجد ما يثلج الصدر ويقبله العقل. فشكرا لك جزيلا.
عزمت بسم الله،
أخي الفاضل الأستاذ أسامة يس سلام الله عليكم،
جزيل الشكر على المجهود الذي أثريتم به المقال المتواضع، الذي أردت أن نبحث معا عن معنى قوله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ. والمهم في هذا كله كما تفضل به مشكورا الدكتور محمود دويكات هو:(يجب أن يؤخذ بالإيمان). نعم بجب أن يأخذ بالإيمان وهو كذلك، لكن لا يمنع أن نجتهد ونبحث أسوة بأبينا إبراهيم عليه السلام لتطمئن قلوبنا، لأن ما وصل إلينا من الروايات والتاريخ فيه الكثير من الاختلاف، وتدخل في ذلك الكثير من العوامل وأهما المادية والسياسية.
أعود إلى الموضوع فقولك أخي الفاضل أسامة : لأنه علل قائلاً: إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه... ومستحيل ان يجعل الله القبلة الأولى ( شركاً) ويريد ان يختبرهم من سيتبع الرسول في الشرك. أهـ
حشى لله أن يجعل القبلة الأولى (شركا) ليمتحن بها من يتبع الرسول، ففي نظري القبلة الوحيدة من لدن إبراهيم عليه السلام هي البيت الحرام بمكة ، لكن بمرور الزمن الطويل بين الرسل، تحولت البيت الحرام إلى معبد للأوثان والشرك بالله، لدرجة أصبح من الصعب جدا تغير ذلك في فترة زمنية قصيرة، يعلم الجميع كيف كانت قريش ضد توحيد العبادة لله وحده، (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ(35)وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)(36) الصافات. فقد كانت قريش ضد تغير ما وجدوا عليه آباءهم، وكانوا يدافعون عن آلهتهم بالنفس والنفيس، ـ تماما مثل ما يجاهد شيوخ الأزهر ورجال الدين اليوم دفاعا عن مقدساتهم الموروثة من آباءهم ـ قال عنهم المولى تعالى (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)(43).سباء.
في نظري أن الذين اتبعوا الرسول وآمنوا بالحق الذي جاء به، لم يكونوا مطمئنين 100/100 على التوجه نحو الكعبة التي فيها آلهتهم التي كانوا يعبدون مع آباءهم من قبل، فأرد الله تعالى أن يطمئنهم فقال سبحانه: وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(143). البقرة.
شكرا لك مرة أخرى على المجهود وفقنا الله تعالى لما فيه الخير لديننا ودنيانا.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته....
وجعلنا الله واياكم طلاب حق وايمان....
استاذي الكريم،، ارى ان فرضية الاطمئنان الى القبلة بالشكل الذي طرحتموه في تعقيبكم / اي بالشكل المعنوي... تتعارض مع آية أخرى تعارضاً صارخاً: فالحق تبارك وتعالى يقول:
( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ) البقرة آية 142
فنحن هنا امام قبلة كانوا عليها وقبلة تولوا عنها ... وحسب مفهومكم انها كانت قبلة الشرك بالمعنى المعنوي ثم اصبحت قبلة الايمان .. اي ما ولاهم عن دين آبائهم .. وهذا يتعارض مع الدليل الذي سقته في تعقيبي الاول .. حيث القبلة التي كان عليها .. جاءت بأمر الله ... بقوله ... وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ( الجعل من الله ) ... هذه واحده ...
ثم لا يستقيم المعنى مطلقاً اذا بدأت الآية سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ( كمعنى معنوي ) فيكون الجواب .. قل لله المشرق والمغرب .. اي لله كل اتجاه وهو رب المشرق والمغرب .. اي ان الامر هنا مكاني .. هذا كي يستقيم السياق والنظم والا يكون قد اختل .. وكان ينبغي ان يكون اذا صح ما ذهبتم اليه ... قل ان الدين كله لله .. مثلا .. او قل ان الدين الحق هو الاسلام .. او او .. اي كي يتفق النظم.. وما دام ذلك لم يكن فنكون حتماً امام امرين واضحين من سياق الآيات:
1... السفهاء قالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ( كانت هناك قبله اولى )..
2... وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ( اي ان الله هو من جعلها قبلة له ابتداء) ...
3. ثم ولاه الله قبله اخرى ( يرضاها النبي ) فالتقلب حدث للنبي ... فأمره ان يولي شطرة تجاه المسجد الحرام...
هذا بغض النظر عن الروايات جميعها .. هذا ما تلزم به الآيات ...
وليس هناك اشكال قط ان تتعدد القبلة .. فالله جل وعلا حسم الأمر واجاب بقوله: قل لله المشرق والمغرب
هذه واحده..
اما الثانية فقد حسمها حسما معنويا راقيا بقوله جل وعلا ( ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين الباس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون )
اي أن الأمر بالمعنى المكاني ليس مقصودا في ذاته.. بل من قبيل التنيظم ليس إلا....
ولكم خالص التحية والشكر على روحكم وتعقيبكم ...
عزمت بسم الله،
أخي العزيز الأستاذ أسامة يس تحية طيبة من الله عليكم،
شكرا على هذه الجهود التي تبذلون في سبيل الله تعالى، حقيقة قوله تعالى : (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) هو الذي حيرني ولا يزال .
أرجو من فضلك أن تشرح لنا معنى هذه الآيات التي يقول المولى تعالى فيها: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(114)وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(115). البقرة.
1. ما معنى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) ؟
2. في من نزلت هذه الآية؟
3. ما معنى ( مساجد الله)؟
4. ألم تكن قريش تمنع النبي والمؤمنين من دخول المسجد الحرام؟
5. ما معنى: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )؟
6. إن سورة البقرة مدنية حسب ترتيب النزول، أي أنها نزلت بعد أن هاجر الرسول وأصحابه من مكة التي أقام فيها بعد البعثة حوالي عشرة أعوام، فإلى أي قبلة كان يتجه؟
7. ما هي القبلة التي جعلها الله له والتي كان عليها؟
8. هل لما هاجر إلى المدينة لم تكن قبلته بيت الله الحرام؟
أعتقد أن بمثل هذا الحوار الراقي سوف نطمئن إلى أمر فنفهم قوله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ.
لكم مني أخي العزيز الأستاذ أسامة يس كل التقدير والاحترام، وتقبل مني أزكى التحيات.
السلام عليكم.
أحيي الأستاذ إبراهيم دادي على طرجه المشكور لموضوع القبلة و هل كانت قبلة مادية أو معنوية و لكن لي تساؤل بسيط و متعلق بالمسجد صاحب القبلتين التي تروي الروايات أن المسلمين كانوا يصلون نحو بيت المقدس و ثم تحولوا نحو البيت الحرام في نفس الصلاة. إذا كانت الحادثة صحيحة هل أن القبلة الأولى متجهة رسميا نحو بيت المقدس أو فلسطين بصفة عامة أن أن أيادي العبث قد طالت موضوع القبلة آنذاك و خاصة أن الله تعالى قد بين أن هنالك مسجدا ضرارا يهدف لتضليل المسلمين و إهلاك الرسول الكريم و أتباعه و لكن الله تعالى قد قدر الخير آنذاك. بصراحة العديد من الأسئلة تطرح نفسها و حب التعلم موجود لدينا و لكن المشكل هو غياب الأمانة العليمة لأن علماء الدين كما يسمون أنفسهم يوافقون على الخبل و الهبل دائما حتى لا يقال أن سنتهم خاطئة و أخبارهم زائفة و أنهم فرقة مقلدة لا تأتي بالجديد في معظم الأمور.
أستاذي الكريم وأخي الفاضل/ إبراهيم دادي المحترم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الشكر لكم انتم على روحكم ورقيكم في الحوار..
ليكن جوابي على ما طرحتموه من أسئلة كالآتي:
1. ما معنى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) ؟
إذا تعاملنا مع الآية في المطلق يكون الجواب : من اشد ظلما ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ( أي أن تقام فيها الصلاة).... مصداقا لقوله تعالى ( وأقم الصلاة لذكري) وسعى في هدمها أو تخريبها أو أو، ليكون الجزاء أنهم سيدخلوها حين يدخلوها خائفين، وأن جزاءهم في الدنيا الخزي وفي الآخرة عذاب عظيم.
وقد تنطبق الآية على كل من فعل هذا سواء كافرا أو مدعيا الإسلام كحاكم منع الصلاة في المساجد أو أغلقها أو أو ... هذا في المطلق.
ليستقيم المعنى تماما مع الآية التي تليها ()وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(115). البقرة.
فحيث أن هذا الظالم منع إقامة الصلاة في المساجد معنى مكاني (ليذكر فيها اسمه = وأقم الصلاة لذكري ) ليكون الجواب من الله أن له المشرق والمغرب وأي اتجاه فالله جل وعلا غير متحيز في مكان بعينه ( معنى مكاني) فاذكر الله وأقم الصلاة حيثما كنت وفي أي اتجاه إذا أكرهت ومنعت من إقامتها على الوجه التنظيمي المحدد .
2. في من نزلت هذه الآية؟
نزلت هذه الآية في كل ظالم منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها (من حيث العموم ).
3. ما معنى ( مساجد الله)؟
مساجد الله في المطلق كل مكان اتخذ للسجود ( كنايه عن الصلاة والتعبد)
4. ألم تكن قريش تمنع النبي والمؤمنين من دخول المسجد الحرام؟
بلى كانت تفعل وهنا/ نخصص الآية لنقول أنها نزلت في قريش على وجه الخصوص حين منعوا النبي والمسلمين من دخول المسجد الحرام وإقامة الصلاة فيه مصداقا لقوله تعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب( المائدة آية 2
وقوله تعالى في سورة الأنفال (وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اولياءه ان اولياؤه الا المتقون ولكن اكثرهم لا يعلمون ) آية 34
وقوله تعالى في سورة الفتح (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما ) آية 25 يتبع
5. ما معنى: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )؟
هذا يؤكد أنه كان هناك ثمة قبلتين بالمعنى المكاني/ المنطق يلزمنا بذلك بمعنى أنه معروف بديهية انه أينما نولي وجوهنا فثم وجه الله فهو محيط موجود في كل مكان... لكن حين اعترض السفهاء من الناس على انهم تركوا قبلتهم التي كانوا عليها .. وحين ظن الظالمين إنهم بفعلتهم هذه المنع منعوهم من التوجه لله بصدهم .. كان الجواب ان لله المشرق والمغرب وان له جميع الاتجاهات.
6. إن سورة البقرة مدنية حسب ترتيب النزول، أي أنها نزلت بعد أن هاجر الرسول وأصحابه من مكة التي أقام فيها بعد البعثة حوالي عشرة أعوام، فإلى أي قبلة كان يتجه؟
7. ما هي القبلة التي جعلها الله له والتي كان عليها؟
8. هل لما هاجر إلى المدينة لم تكن قبلته بيت الله الحرام؟
أما إجابة هذه الأسئلة الثلاث فهي حسب وجهة نظري وكي تتسق مع سياق الآيات الحتمي بوجود قبلتين مكانين/ هذا ما تفرضه الآيات حتما دون وصاية من السلف او من المرويات...
ولكي تستقيم الآيات فإن لي رؤية وفرضية مغايرة : قد تكون محل اتفاق معكم في الرأي في شطرها الأول : القبلة لم تكن كما يزعمون في البداية تجاه بيت المقدس بل كانت ابتداء بمكة اتجاه المسجد الحرام... وذلك لأن الآيات من 124 إلى الآية محل الخلاف وما بعدها صارخ بأن البيت الحرام هو قبلة الناس وأمنهم ومحل مناسكهم .. وان الله امر ابراهيم واسماعيل ان يطهرا البيت للطائفين والعاكفين والركع السجود قال تعالى (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) 125
فلما قدم النبي للمدينة جعل الله له قبلة مغايرة .... قد قد اقول قد تكون المسجد الأقصى ... حين ذاك ارتد البعض على عقبيه وشق عليهم ترك قبلة إبراهيم وهذا أولى ويؤكده السياق حيث أنه في هذه الحالة يكون لقوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم معنى واضح ... ان الأمر بالتغيير الذي حدث سابقا كان اختبارا وتمحيصا لقلوب الذين آمنوا..
ثم وجد الله أن الأمر شديد على نبيه وانه يدعوه ويقلب وجهه في السماء .. فولاه الله جل وعلا القبلة التي يرضاها.. وهي المسجد الحرام ... وعلل ذلك بقوله ردا على السفهاء .. ان لله المشرق والمغرب .. وانه اينما يولي العبد وجهه يكون ثم وجه الله
أي ان التغيير الذي اربك الناس ( الذين آمنوا) هو ان يصبح الاتجاه للمسجد الأقصى مثلا أو لأي قبلة أخرى .. بدلاً من المسجد الحرام
بقي ملحوظة مهمه جدا أن الصد الذي حدث عن المسجد الحرام ( عام الحديبية) كان حسب الروايات وهو امر يخضع للتحقيق التاريخي البحت كان عام سته للهجرة .. وهذا يعني أن الأمر قد يستقيم تماما مع ترتيب السور دون عنت.. فست سنين كافية تماما لأن تتبدل القبلة فيها من المسجد الأقصى فرضاً إلى المسجد الحرام. قبل ان يصدوه.
لكم مني أخي العزيز الأستاذ إبراهيم دادي كل التقدير والاحترام، وتقبل مني أزكى التحيات.
أخي الحبيب الأستاذ محمد البرقاوي تقبل الله جميع العبادات،
شكرا على مرورك و بصماتك على هذا المقال المتواضع، في الحقيقة في سنة 1981 يسر المولى تعلى لي السبيل إلى الحج لأول مرة، كنت أتمنى أن أرى بعض أثر الرسول في الحياة العامة للناس، وفي بعض الأماكن التي كنت أتخيل أن الرسول عليه السلام مر منها أو كان يقيم فيها، لكن خاب أملي فلم أجد يومئذ إلا ما يخالف ما كنت أقرأ عن أخلاق الرسول التي قيل أنه كان ( خلقه القرآن)...
في المدينة يومئذ ذهبت إلى ما يسمى بالزيارات أو المزارات، ومن بين ما يزار مسجد (القبلتين ) وهو مسجد يوجد فيه محراب متجه إلى شمال المدينة حيث الشام والمسجد الأقصى، ومحراب آخر متجه نحو الجنوب أي جنوب المدينة حيث يوجد بيت الله الحرام، ــ من الغريب أن الرسول عليه السلام كان يولي ظهره لبيت الله الحارم في صلاته عندما يتجه نحو بيت المقدس!!! (إن صحت الرواية) ــ أما في السنوات الأخيرة فلا يوجد إلا المحراب المتجه إلى بيت الله الحرام، بدعوى أن الناس يتبركون بالصلاة نحو بيت المقدس، وأثناء الصلاة يتجهون نحو الكعبة، لذلك فقد أعيد بناء المسجد من جديد ولا يوجد فيه اليوم إلا محراب واحد. ومن تلك السنة 1981 كان موضوع حكاية القبلتين يراودني من حين لآخر، لذلك أردت أن أشرك أعزائي أهل القرآن في البحث والتدبر في آيات الله القرآنية لعلنا نستنتج أو نصل إلى مفهوم منطقي معقول.
فشكرا لك أخي الأستاذ محمد، وشكرا لكل من ساهم في إثراء المقال وأخص بالذكر أخي الكريم الأستاذ أسامة يس الذي اجتهد وفكر وكتب، وأنا أوافقه على الكثير مما جاء به.
كل عام والجميع في خير وفي صراط مستقيم مع جهاد للنفس بعون الله تعالى.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع أن المسألة الآن أكاديمية حيث أننا جميعا نتجه الآن إلى الكعبة كما أمرنا الله، إلا أننا نُحاول أن نفهم ما غمض علينا من آيات ربنا جل وعلا.
وفى الحقيقة فكلامك يا أخى أُسامة منطقى ومُقنع جدا فيما عدا جزئية فى الجملة التالية:
[فلما قدم النبي للمدينة جعل الله له قبلة مغايرة .... قد قد اقول قد تكون المسجد الأقصى ... حين ذاك ارتد البعض على عقبيه وشق عليهم ترك قبلة إبراهيم وهذا أولى ويؤكده السياق حيث أنه في هذه الحالة يكون لقوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم معنى واضح ... ان الأمر بالتغيير الذي حدث سابقا كان اختبارا وتمحيصا لقلوب الذين آمنوا..]
فمن أين جئت بأن القبلة الأولى (أو الثانية حسب ما تفضلت وشرحت) هى إلى المسجد الأقصى؟
هل جئت بذلك من كتب السيرة وكتب السنة التى ذكرت أن الرسول حاول استمالة يهود المدينة باتباع قبلتهم؟
ولا أدرى لماذا نُصدق هذا بينما عندنا آيتان واضحتان فى القرآن الكريم الأولى تأمر الرسول باتباع هدى من سبقه من الأنبياء والرسل، والثانية هى أمر الله للرسولين موسى وهارون عليهما السلام بجعل بيوتهما قبلة؟
مع شكرى لك على تعليقك الجاد المُقنع
عزالدين محمد نجيب
8/9/2009
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلت ياسيدى فى تعليقك رقم 42886 ردا على الأخ/ أسامة يس:
[أعود إلى الموضوع فقولك أخي الفاضل أسامة : لأنه علل قائلاً: إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه... ومستحيل ان يجعل الله القبلة الأولى ( شركاً) ويريد ان يختبرهم من سيتبع الرسول في الشرك. أهـ]
فالآية تقول:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{143
فالقبلة الأولى (أو الثانية حسب رأى الأخ/أسامة وهو رأى وجيه) كانت اختبارا للمؤمنين بنص الآية.
والمسألة ليس فيها شرك إلا لو كنت تعتبر الآية التالية أمرا من الله بالشرك:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) يونس87
فالمسألة مسألة تنظيمية لتوحيد اتجاه المُصلين
ولا شك أن الرسول كان يُصلى بالناس مُعظم الصلوات فى المسجد ويتجه معهم إلى القبلة أيًّا كانت.
أما عندما كان يُصلى فى بيته (وباعتبار أن بيته هو القبلة) فقد كان يتجه فى أى اتجاه بدلالة (قد نرى تقلب وجهك فى السماء) فى الآية: } قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ{144}
والموضوع كله كما سبق وأن قلت هو مجرد تدريب عقلى، ولكنى جئت بدليلى من القرآن الكريم.
وقد وضح الأخ/ أسامة أن هناك تغييرا حدث فى القبلة، واقترح:
الكعبة ثم بيت المقدس ثم العودة إلى الكعبة (واعتراضى هو فقط على بيت المقدس)
أما أن يتجه الرسول إلى الكعبة ثم يحوله الله إلى الكعبة مرة أُخرى بدون وجود قبلة أخرى بينهما غير الكعبة فهو يُعارض الآية 143 وغير منطقى أيضا، ورأى الأخ/ أسامة يجعله معقولا ولو أنك لم تقل لنا ما هى هذه القبلة الوسيطة.
مع أطيب أُمنياتى
عزالدين محمد نجيب
8/9/2009
سيقول السفهاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. دعونا أحلل الكلام بدون فرض رأي مسبق الصنع. يوجد في الاية فعل للمستقبل سيقول وفعلين للماضي الاول ولاهم والثاني وكانوا. فتكونا عندنا قبلتين واحدة قبلما يتولوا وواحدة بعدما تولوا. انت اخي ابراهيم تقول لا غير صحيح ولا يوجد الا قبلة واحدة وهكذا تخالف كلام الله بمئة وثمانون درجة. لأنك تقول قبل نزول الاية كانت القبلة هو البيت الحرام وبعد نزول الاية ظلت نفس القبلة ولم تتغير. وهنا تناقض كبير جدا في الكلام. ممكن تقول لنا كيف يقول الله عن السفهاء سيقولوا للمؤمنون بعد نزول الاية ما ولاكم عن القبلة التي كنتم عليها وكيف لا يكون هناك تغيير في القبلة حسب كلامك. واضح السفهاء سيقولوا يعني لم يقولون بعد. يعني في المستقبل بعد نزول الاية بالامر سيقولوا. إذاً سيقولون للمؤمنون ما سبب تغييركم للقبلة التي كنتم عليها من قبل. وهذا له معنى واحد هناك قبلتان واحدة قبل نزول الاية وواحدة بعد نزول الاية. نحن عارفين القبلة التي بعد نزول الاية انها الكعبة لانها مستمرة من زمن الرسول. إذاً القبلة التي قبل نزول الاية والتي تولى عنها المؤمنين والرسول بعد نزول الاية يستحيل تكون هي نفسها الكعبة ويجب تكون قبلة أخرى. قد لا تكون المسجد الاقصى او قد تكون المسجد الاقصى او تكون جبل الطور فليس واضح في القران ماذا كانت القبلة الاولى. ولكن واضح ان هناك قبلة توجه اليها الرسول قبل نزول الاية ولا يمكن يكون هناك تولي من قبلة الى اخرى ثم تأتينا أنت تعزم بسم الله انها نفس القبلة. تقول بسم الله وعزمت بسم الله ثم تغير كلامه فهل هكذا مقبول منك؟ والهدف فقط تكذيب روايات لا تعجبك ومن اجل تكذيبها تقوم بتكذيب الله معها. يعني الغاية تكذيب الروايات وحتى لو أدى ذلك لتكذيب الله. وهكذا الغاية تبرر الوسيلة مع أن الغاية لا تستحق استخدام هذه الوسيلة لأن الوسيلة هي تكذيب الله ولا توجد غاية في ادنيا تضطر المؤمن لتكذيب الله من أجلها. انصحك تستغفر الله كثيرا وتتوب اليه قبل فوات الأوان. قول مثلا في مقالتك لا يوجد دليل ان المسجد الاقصى كان هو القبلة التي توجه اليها المسلمين قبل التغيير ولكن لا تقول لم يحدث تغيير. لأن الله يقول كلام واضح وصريح أن القبلة تغيرت. ولا تحمل الكلام أكثر من حجمه الطبيعي وتدخل معنى التولي بمعنى العبودية والتوحيد والشرك لأان المعنى بسيط وهو التولي عن الشيء بمعنى تركه الى شيء آخر. وعزمت عليك أن تعزم بسم الله ولا تزعم بسم الله. وهذا كل ما لدي الآن وأنتظر منك تعود إلى الحق وما تتطرف بأفكارك. والله الهادي الشافي المعافي يهديكم ويشفيكم ويعافيكم ويهديني ويشفيني ويعافيني معكم ويهدي ويشفي ويعافي كل الناس معنا إنه على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وبعد..
احمد الله ان نال رأيي استحسانكم بصورة كلية.. اما بخصوص ما ذكرتموه من اعتراض.. فلو عدتم اخي الكريم لردي لوجدتكم اني حرصت كل الحرص ان اذكر جانب مسمى القبلة الثانية .. كلمات من قبيل 0 لنفترض.. او مثلا .. او قد تكون ....) ولم اقل مرة واحدة انها هي كذا...
الأمر الآخر .. ان القبلة الثانية بنص الآيات دون لي عنقها .. كانت موجوده.. كما اتفقتم معي .. وهو امر يخضع للتحقيق التاريخي البحت.. وليس كل ما نقل باطل.. فاذا قلت انا مثلا انه كان في المكان الفلاني هرما.. وتواتر الناس على وجود الهرم في هذا المكان.. دون ان يتعارض الامر لا مع منطق سليم... فما المانع من التصديق من حيث التحقيق التاريخي البحت الذي لا علاقة له بالدين... فاذا كانت القلبة الثانية اتجاه البيت المقدس مثلا اقول مثلا او المسجد الاقصى على وجه التحديد مثلا .. فهذا امر ليس فيه اي شيء صارخ ولا ضد العقل ولا ضد الدين.. خصوصا ان الاستاذ ابراهيم دادي نفسه في تعقيبه قال (
في المدينة يومئذ ذهبت إلى ما يسمى بالزيارات أو المزارات، ومن بين ما يزار مسجد (القبلتين ) وهو مسجد يوجد فيه محراب متجه إلى شمال المدينة حيث الشام والمسجد الأقصى، ومحراب آخر متجه نحو الجنوب أي جنوب المدينة حيث يوجد بيت الله الحرام، ــ من الغريب أن الرسول عليه السلام كان يولي ظهره لبيت الله الحارم في صلاته عندما يتجه نحو بيت المقدس!!! (إن صحت الرواية) ــ أما في السنوات الأخيرة فلا يوجد إلا المحراب المتجه إلى بيت الله الحرام، بدعوى أن الناس يتبركون بالصلاة نحو بيت المقدس، وأثناء الصلاة يتجهون نحو الكعبة، لذلك فقد أعيد بناء المسجد من جديد ولا يوجد فيه اليوم إلا محراب واحد. ومن تلك السنة 1981 كان موضوع حكاية القبلتين يراودني من حين لآخر، لذلك أردت أن أشرك أعزائي أهل القرآن في البحث والتدبر في آيات الله القرآنية لعلنا نستنتج أو نصل إلى مفهوم منطقي معقول.
اذن فقد كان هناك في المدينه بالفعل مكان على قبلتين ..لذلك هذا الامر يعرض على التاريخ ذاته والشواهد. والأثر...
لكم خالص الشكر والمودة...
الأستاذ العزيز ابراهيم دادى
جزاك الله كل خير على نشر هذا الموضوع القيم و انا اؤيدك بشدة فيما توصلت اليه و ساؤيد هذا الكلام باقتباس رأى الدكتور احمد منصور فيما ذكره عن موضوع تغيير القبلة فى كتابه الصلاة وهو منشور هنا على الموقع لمن اراد الرجوع اليه
وأول تشريع جديد في الصلاة هو الخاص بالقبلة، وكان في حقيقته اختبارا في الطاعة، فالعرب كانوا يتوجهون في الصلاة إلى الكعبة، وبتوالي القرون بعد أبيهم إسماعيل ترسب فيهم الشعور بتقديس بناء الكعبة، وزاد ذلك وقوعهم في الشرك وعبادة الأضرحة والأنصاب والأصنام وزرعها حول الكعبة، فإذا كانوا يقدسون حجارة القبور والأنصاب والأوثان والأضرحة والأصنام فحجارة الكعبة أولى بالتقديس. وبمجيء النبي محمد خاتما للنبيين ورجوع كثيرين إلى الحنيفية الإبراهيمية الحقيقية تم تنظيف قلوبهم من الاعتقاد في الأوثان والأنصاب والأصنام والقبور المقدسة. لكن لا يزال هناك تقديس في داخلهم لبناء الكعبة خصوصا وهم يتجهون إليها في صلاتهم اليومية. وازداد الأمر بعد هجرتهم من مكة إلى المدينة إذ اختلط لديهم الحنين للوطن ( مكة ) وبيت الله تعالى الحرام بمشاعر التقديس للكعبة. وكان لا بد لهم من مواجهة مع النفس بامتحان يتضح لهم فيه أن التوجه للكعبة لا يعنى تقديسا لها على الإطلاق وإنما هو طاعة للآمر رب العزة جل وعلا. تماما مثلما أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم ، فلم يكن تقديسا لأدم ، بل كان اختبارا للطاعة. نفس الحال هنا؛ امتحنهم الله تعالى بأن أمرهم بالتوجه إلى مكان آخر. وأطاع النبي والمؤمنون معه وصبروا على أقاويل السفهاء بتغيير القبلة، وبعد أن نجح النبي والمؤمنون في الاختبار نزل الوحي يجيب رجاء الرسول لله بالعودة إلى التوجه للبيت الحرام، فقد تعلموا الدرس.
اخي الكريم محمد البارودي ... المحترم
ان الرأي الذي ذهبتم اليه مخالف تماما لما أراد ان يقوله الأستاذا ابراهيم دادي.. فهو يرى انها كانت قبلة واحده فقط على الدوام.. ولم يحدث اختبار بالتغيير الى مكان آخر نهائياً... فلم يأمرهم الله حسب كلام الاستاذ ابراهيم ان يتوجهوا لقبلة أخرى مطلقاً .. وهو مخالف لصريح الآيات...
دمتم بكل ود...
اخي الكريم محمد البارودي ... المحترم
ان الرأي الذي ذهبتم اليه مخالف تماما لما أراد ان يقوله الأستاذا ابراهيم دادي.. فهو يرى انها كانت قبلة واحده فقط على الدوام.. ولم يحدث اختبار بالتغيير الى مكان آخر نهائياً... فلم يأمرهم الله حسب كلام الاستاذ ابراهيم ان يتوجهوا لقبلة أخرى مطلقاً .. وهو مخالف لصريح الآيات...
دمتم بكل ود...
الأستاذ الفاضل اسامة يس حياك الله أخى الحبيب
الفكرة كلها فى وأد الخرافة التى يقولونها ان المسجد الأقصى كان القبلة الأولى للمسلمين ثم امروا بعد ذلك للتوجه الى بيت الله الحرام
فالقبلة من الأساس كانت الكعبة وكان كل الناس بمختلف عقائدهم يتوجهون اليها و كل المسلمين يتخذون الكعبة كقبلة.
و هذا هو المراد الأسلسى من الموضوع و ليس كما تقول كتب الأحاديث .
استاذ ابراهيم دادى اجتهد و قد يكون اصاب او أخطئ وكلنا كذلك و لكن الغرض الأساسى هو توضيح ان القبلة من الأساس كانت و مازالت بيت الله الحرام الذى هو اول بيت وضع للناس
و ان التغيير لم يكن لتغيير القبلة و انما كان مواجهة مع النفس بامتحان يتضح لهم فيه أن التوجه للكعبة لا يعنى تقديسا لها على الإطلاق وإنما هو طاعة للآمر رب العزة جل وعلا
وبعد أن نجح النبي والمؤمنون في الاختبار نزل الوحي يجيب رجاء الرسول لله بالعودة إلى التوجه للبيت الحرام،
عزمت بسم الله،
أحبائي الأساتذة تحية من عند الله عليكم،
أعتذر لكم أعزائي لعدم مواصلة الحوار المفيد معكم، فقد انشغلت مع سلفي كنت أتوسم فيه الخير وتمنيت أن يكون من المهتدين، لكن مع الأسف الشديد تبين لي في الأخير أن من أضل الله عن الصراط المستقيم فلن يهديه المخلوق مهما أوتي من الصبر، وهذا نوح عليه السلام قد لبث في قومه ما لبث، يدعوهم إلى الله لكنهم أبوا إلا أن يكفروا، ويستمسكوا بما وجدوا عليه آباءهم. يقول المولى تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(56). القصص.
لكن هذا لا يمنع أن نجاهد في سبيل الله بالتي هي أحسن، لعل الله يهدينا، ويهدي بنا غيرنا إلى الصراط المستقيم. ولمن يريد أن يقرأ الحوار فعليه بهذا الرابط: http://alharah.net/alharah/t8420.html
أعود إلى الموضوع وأشكر جزيل الشكر أخي الحبيب الأستاذ محمد البارودي الذي لخص المقال، وفهم تماما بيت القصيد، وهي أن الغرض من المقال هو تبيين الخبل والاختلاف الكثير الموروث من السلف، الذي كان يعتقد السواد الأعظم من الناس أن ذلك كله وحي من الله، وما هو من عند الله إنما هو من أعداء الله ورسوله.
فشكرا لك أخي الحبيب الأستاذ محمد البارودي على ما قدمت من فائدة للمقال.
أخي الفاضل الأستاذ أسامة يس في بداية المقال تجد أني أقول ( في نظري)، و وجهة النظر دائما تحتمل الخطأ والصواب، وهدفي هو أن يشاركني إخواني في التدبر في كتاب الله كما أشار إلى ذلك أخي العزيز الدكتور عز الدين وله ولكم جزيل الشكر، وتلاحظ أخي الأستاذ أسامة أني وافقت على الكثير مما وضحت في تعليقاتك المفيدة.
يبقى المهم في الأمر كله هو ما تكرم به علينا الأستاذ محمد البارودي، وإشارة إلى مقال لأخي الحبيب الدكتور أحمد صبحي، أقول بما أن الله تعالى لم يذكر القبلة التي كان الرسول عليها، والتي جعلها الله امتحانا لرسوله ولمن معه من المؤمنين، فإن معرفة هذه القبلة ليس من المهم، إنما المهم هو العبرة في الاستسلام لأمر الله تعالى وحده.
أما بيت المقدس التي قيل عنها أنها كانت قبلة، فلا دليل على ذلك إلا إتباعا للظن وما يغني الظن من الحق شيئا، وأنا أقول أن السبب في تقديس بيت المقدس هو قضية سياسية ليس إلا، لم يذكر المولى تعالى في كتابه عن وجود حرم أو بيت مُقدّس إلا بيت الله الحرام الذي جعله للناس أمنا من يوم رفع إبراهيم وإسماعيل قواعدها، ونلاحظ أيضا هنا أن قواعد البيت كان موجودا ولم يذكر المولى تعالى من الذي وضع قواعدها أول مرة، لأن ذلك غير مهم معرفته، فالمهم هو إخلاص العبادة لله تعالى وحده والامتثال لما أنزل على رسله من الكتاب والحكمة التي يعظنا به، أي بالكتاب الذي فيه العلم والحكمة.
أرجو أن يكون الأمر قد اتضح بعد هذا الحوار الذي استفدت منه الكثير بفضل أعزائي المشاركين فيه، فشكرا جزيلا لكم جميعا، والشكر موصول لجميع القراء الكرام. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
في الحقيقة الآيات التي تتكلم عن القبلة تشير إلى موضوعين :
1 - هجرة النبي من مكة ( القبلة السابقة ) إلى المدينة ( القبلة التالية ) واعتراض بعض المؤمنين على ترك وطنهم وأموالهم وأهاليهم واللحاق بالرسول .
2 - قبلة الصلاة وحسب فهمي للآيات أن النبي أتى للمدينة فوجد أهل الكتاب يصلون لقبلة غير المسجد الحرام ويبدو أنهم قالوا للنبي نحن أعلم منك بملة إبراهيم ونحن أهل الكتاب وإبراهيم كان يتبع ما نتبعه وحاولوا أن يخدعوا النبي وصار جدال حول هذا الموضوع فنزل الوحي آمرا النبي بأن يتجه للمسجد الحرام . والله أعلم .
التفصيل :
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها = أي لماذا تركوا مكة وهي وطنهم الأم ؟؟
وما جعلنا القبلة التي كنت عليها = أي التي أصبحت عليها بعد الهجرة وهي المدينة . وكان تأتي أحيانا بمعنى صار أو أصبح .
إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه = لنعلم من يتبع الرسول في هجرته ويترك الأهل والأموال والأولاد ممن يفضل الدنيا على الهجرة أو من لم يستطع الهجرة لأي سبب آخر مثل كونه مستضعف حقيقة .
وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله = وهم من هاجر رغبة فيما عند الله .
وماكان الله ليضيع إيمانكم = إيمان من آمن من قبل .
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها = إلى هنا لا علاقة له بقبلة الصلاة بل المقصود القبلة الجديدة ( المكان الذي سيهاجر إليه ) وتقلب وجه النبي في السماء لتمنيه مكان يأمن فيه على نشر دعوته .
فول وجهك شطر المسجد الحرام ...الخ = هذا الجزء من الآية والآية التالية لها تتكلم عما ذكرته في الأعلى في النقطة الثانية وهو قبلة الصلاة والاختلاف الذي حدث مع أهل الكتاب حول هذا الموضوع . ويبدو أن بعض أهل الكتاب كان يصلي باتجاه المسجد الحرام ولكن أكثرهم كان يصلي لقبلة أخرى فكان هناك اختلاف في موضوع القبلة . فأهل الكتاب المحرفين للقبلة لن يطيعوا النبي في اتباع قبلته وليس بطائع لهم أيضا وكذلك من يصلي للمسجد الحرام من أهل الكتاب لن يتبع قبلة من حرفها منهم .
ملاحظة : الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى هو نفسه الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة . والمسجد الأقصى هو المكان الذي بنى فيه النبي مسجده حيث توقفت راحلته فيه . وقد كان قبل أن يبني المسجد عبارة عن أرض لأيتام اتخذها الصحابي أسعد بن زرارة مسجدا له ولقومه الذين آمنوا معه . ولم يكن على وجه الأرض إلا المسجد الحرام ثم هذا المسجد وهو المسجد الأقصى .
لماذا لا توجد مدارس ومعاهد لتدبر كتاب القرآن والتفكر فيه؟
مقارنة بين الأنبياء إبراهيم، موسى، عيسى، ومحمد عليهم السلام.
صالح بنور صورة مستنسخة من شيوخ التصوف
عن مسلم والبخارى, كما اقدم إعتذارى
كتب السنة لم تبين عدد الركعات فى الصلاة
ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتهما ؟
دعوة للتبرع
لا داعى لهذه الوساوس: تحري الحلا ل في التجا رة والمع املات ...
سؤالان : : السؤ ال الأول عندن ا كلمة البخت ، ونقول : (...
أربعة أسئلة: سؤال ان مرتبط ان : الس ال الأول من...
فخور بك إبنتى .! : انا قرأ من موقعك م يوميا واصبح ت افهم...
الدين والوطن: ( الدين لله والوط ن للجمي ع ) هذا المبد أ هل...
more
اسمح لى أن أختلف معك فلى رأى مُختلف تماما فى هذه المسألة
وإليك البيان:
يُقال إن القرآن الكريم لم يذكر القبلة الأولى وإنما ذكر فقط تحويل القبلة إلى الكعبة، ولذلك فنحن بحاجة إلى غير القرآن ليخبرنا بما فات القرآن – فى زعمهم – أن يُخبرنا به.
برجاء متابعة تفكيرى وتدبرى فى آيات الله التالية:
1- (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) يونس87
2- (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الأنعام90
فقد اتخذ موسى وهارون عليهما السلام بيوتهما بمصر قبلة. وقد أمر الله الرسول بالإقتداء بمن سبقه من الأنبياء، ولذلك فقد جعل بيته قبلة للمسلمين.
والمُسلم يتجه إلى الكعبة فى صلاته، أما من يُصلى داخل الكعبة فإلى أين يتجه؟ بالطبع فكل اتجاه صحيح حتى ولو حدد أحد سدنة الكعبة مركزها كقبلة.
إذا فالرسول كان يتجه أى اتجاه داخل بيته.
فلننظر الآن إلى الآيات التالية من سورة البقرة، ونُحاول فهمها على ضوء ما سبق، مع التركيز على ما بالخط الأسود:
(سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{142} وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{143} قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ{144} وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ{145} الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{146} الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ{147} وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{148} وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{149} وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ){150}
(يتبع)