تحت هذا العنوان تتجمع الآن، بداية من الواقع الافتراضي على شبكة الإنترنت (http://www.facebook.com/reqs.php#/group.php?gid=117719875607&ref=mf )، كرة صغيرة من الثلج، مئات يتوقع أن يصيروا آلافاً ثم ملايين من الشابات والشباب المصريين، الذين هالهم ما انحدرت إليه بلادهم، منارة الحضارة السابقة، جراء تنكرها لذاتها، وتنكر البعض من أبنائها لها، تحت دعاوى قومية عربية، حسبناها وفق ما روج لها المروجون، أنها طريق التقدم والنهضة لشعوب المنطقة، وصدق البعض تلك الدعاوى المصطنعة والمacute;مزيفة، وقال البعض في نفسه لا بأس، مادام طريق الوحدة التي يتحدثون عنها هو الممر إلى نهضة تؤهلنا للحاق بالعصر.. لا بأس بالمقدمات الكاذبة، إذا انتهت بنا إلى نتائج طيبة.. قالوا لا بأس أيضاً تحت دعاوى العروبة والوحدة، أن تلعب مصر دوراً حضارياً رائداً في المنطقة، فتتقدم جيرانها في مسيرة التنمية والتنوير، ولا فرق هنا بين أن تكون المسيرة تضم عرباً موحدي الهوية كما يدعون، أو أنها تضم أجناساً وهويات شتى، اجتمعت واتفقت إرادتها على السعي معاً، لتحقيق تقدم ورفعة شعوبها.
استمعنا بصبر نافد لأهازيج تلك الوحدة وشعاراتها، عن بعث المارد العربي، وعن الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة.. انتظرنا شعلة العروبة الموعودة، لتكون نوراً لنا وللعالم أجمع، فإذا توالي الأيام يثبت لنا، أنها شعلة نار مدمرة لنا وللعالمين، شعلة فُرقة وكراهية وعداء، عداء يتفشى بيننا، بين مكونات الوطن الواحد، في العراق واليمن والسودان والجزائر والمغرب ولبنان وغيرها مما لا يتسع المجال لحصره، وعداوات وتحالفات متعادية بين سائر الأقطار، وغزوات ومؤامرات علنية وسرية متبادلة فيما بينها، تسيل فيها الدماء، وتهدم مقدرات الحياة، وتترعرع الكراهية، ومحاولات توحد مراهقة، سرعان ما تنقلب إلى عداء، وحروب ساخنة أو باردة، وليس الأشد وطأة، العداء الذي صار الآن سافراً للعالم كله، وقد جعلنا مما سميناه صراع الوجود مع الكيان الصهيوني، حجر عثرة في طريقنا، ننتحر بضرب رؤوسنا في صخوره، ونعيد للعالم ذكرى الدعوات النازية والفاشية، المعادية والرافضة والمستعلية على كل آخر.
خلال ما يقرب من ستة عقود عجاف انصرمت، غابت التنمية، وتسيد الفقر والجهل والمرض، وتحت شعار التفرغ لمعركة العرب المصيرية، استوطن في مجتمعاتنا الاستبداد والفساد، وصارت بلادنا زنازين كبيرة، يشنق على بواباتها الأحرار، ويجلس على عروشها الزبانية والإمعات والمنافقون، ليأتي دعاة التأسلم السياسي، ليحولوا المنطقة إلى مفرخة للإرهاب، نكتوي نحن بناره، ثم نصدر الفائض منه -وهو كثير- إلى العالم كله.. لنصبح الشغل الشاغل لكل مراكز العالم المتحضرة، يتحيرون كيف يكفوا أذانا عنهم، وكيف يخلصون شعوبنا، من السرطان الذي يفتك بأحشائها، سرطان العداء والكراهية للحياة وللحضارة وللبشرية، العداء حتى للذات.
وصل الحال بمصر ذات الثمانين مليوناً من البشر، وذات الحضارة الضاربة في جذور التاريخ، إلى أن يتصور قادة عصابات تعيش على التسول والارتزاق من سفك الدماء، كحماس وحزب الله وغيرهم، أنهم يستطيعون أن يحددوا لمصر ماذا تفعل، ومتى ومن تحارب أو تقاطع، وأن يتجرأ الجهلة والمجرمون بحق البشرية، وبحق الشعوب التي تأويهم، على أن يلقوا على المصريين وقادتهم دروساً في العزة والكرامة كما يقول خطابهم الحنجوري المأفون، ويصمون قادتنا بصفات لا تتجسد إلا في جثث الحناجر التي تطلقها، لتدغدغ بها غرائز السذج، الذين تدفع بهم بعد ذلك -دون وازع من ضمير- إلى الموت والخراب.. كل هذا حدث ويحدث، لأن مصر قد فرطت في وعيها بهويتها، وقبلت أن تندرج ضمن ثلة من الذين اتفقوا على الخلاف والعداء الأبدي فيما بينهم.
مصر الآن لابد أن تعود إلى نفسها وإلى بنيها، لا لكي تنعزل وتتقوقع، ولا لكي تعادي جيرانها، أو تتخذ من قضاياهم موقفاً سلبياً، ولكن لتعيد ترتيب بيتها على أسس جديدة واقعية، ولتجمع كافة بنيها، باختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية، علهم يستطيعون إصلاح ما أفسده الدهر، وما دمرته عقود من الضلال في بوادي العروبة القاحلة والمفروشة بالدماء.. بعدها فقط يستطيعون أن يمدوا اليد لجيرانهم، ليرشدوهم إلى دروب التحضر والتنمية والسلام، السلام الذي يحتاج إليه الجميع داخلياً، بين مكونات الوطن الواحد، ونحتاجه مع العالم أجمع، بعد أن أصبحنا في نظره وكأننا وحوش قادمة من كهوف التاريخ، لتدمر الحضارة والمتحضرين.
رغم أن هذه تبدو دعوة مصرية خالصة، إلا أننا نزعم أن كل شعوب المنطقة بحاجة لمثيلها، فنحن جميعاً في الهم والتخلف شرق، لكن ترتيب بيوتنا جميعاً على أسس واقعية وديموقراطية، سيتيح لنا بعدها أن ننتقل إلى مرحلة تعاون مشترك مثمر، على غرار الاتحاد الأوروبي، وسائر التجمعات العالمية، المؤسسة على المصلحة المشتركة، وليس على تهويمات وادعاءات زائفة، أو على أساس العداء المشترك للحضارة وللحياة وللبشرية.
مشروع بيان تأسيسي لمجموعة
مصر للمصريينتمهيد:الوطن هو الإنسان، والإنسان هو الوطن.. فالإنسان بدون وطن كائن شريد، لا يجد أين يسند رأسه، والوطن بدون الإنسان، تهويم وتجريد، مفرغ من محتواه، ليصبح كما لو كهف مهجور، لا يصلح إلا كوكر لشذاذ الآفاق.. ربما لم يتعرض وطن للفصل بينه وبين بنيه، كما تعرض وطننا مصر، الذي وجد من بين بنيه، من يقترفوا محو اسمه وعلمه وهويته، لينسبوا له اسماً وعلماً وهوية، من وحي تخيلاتهم، فصدقهم البعض، ورفضهم البعض، لكن لم يجد هؤلاء لهم حيلة، أمام طوفان التزييف والتغريب، الذي يظاهره القمع والقهر، في حين التزم غالبية أبناء مصر الصمت، الملتحف بلامبالاة، تقي الإنسان الفرد شر مواجهة ما لا قبل له بمواجهته.. الآن وبعدما وجدنا أمتنا تنحدر يوماً فيوماً، من مكانتها الحضارية الرفيعة، التي تسنمتها يوماً، لتقبع في حضيض التخلف والفشل، يتحتم على المخلصين من أبنائها، إن أرادوا لأبنائهم وأحفادهم، مصيراً أفضل من حاضرنا المتردي هذا، أن يهرولوا ليعودوا إلى مصر، فتعود مصر إليهم.
من نحن:نحن مجموعة مفتوحة لكل من يستشعر أهمية عودة مصر لأبنائها، وعودة أبنائها إليها، ولا يجمع بيننا غير الانتماء لهذه الأرض، ولهذا الشعب عريق الحضارة، والذي يتشكل من كافة الأعراق والمعتقدات الدينية، والآراء السياسية والانتماءات الاجتماعية، لنقف جميعاً معاً، يداً بيد، وكتفاً بكتف، لنصنع فجراً جديداً، يقهر كل ما داهمنا من ظلمات.
المبادئ الأساسية:1. مصر وطن واحد ملك لجميع أبنائه، الذين يتشاركون في التمتع بخيراته، وفي العمل لأجله، على قدم المساواة، دون تفرقة على أساس الجنس أو الدين أو العرق.
2. الحرية قيمة مقدسة، يستحق هذا الشعب أن يعيش في ظلها، وأن تتسم بها جميع نظمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والديموقراطية آلية تحقق تلك القيمة في كافة مجالات حياتنا.
3. الشعب المصري بطبيعته الأصيلة منفتح على العالم أجمع، وينبغي أن يستعيد لنفسه هذا التوجه الحضاري، متخلصاً من ميراث العداوات، ومن الارتباطات التعسفية والخيالية، تلك التي أدت إليها فترات التزييف والتضليل، ولم تثمر غير الفشل، والانفصال عن ركب الحضارة العالمية.
4. تقوم علاقات مصر مع العالم ومع الشعوب المجاورة، على أساس المصالح المشتركة، المبنية على أسس واقعية مادية، بمنأى عن أي تنظيرات وأيديولوجيات، لا تجعل من مصر هي البداية وهي النهاية في كل توجهاتنا وفعالياتنا.
5. تحتاج أمتنا المصرية إلى إعادة ترتيب البيت المصري، على أسس من المساواة والعدالة وسيادة القانون، ليجد كل مواطن في هذا الوطن، فرصة كاملة ومتساوية مع الجميع، لتحقيق ذاته، وصنع حاضر ومستقبل أفضل له ولأبنائه.
6. العلم وحده هو الوسيلة والطريق، لتحقيق أهداف أمتنا وأمانيها في الرخاء والازدهار، وللرأي العلمي الكلمة الأولى والأخيرة، في تحديد ورسم توجهاتنا وسياساتنا في مختلف الميادين.
النشاط الميداني:ستعمل المجموعة بكافة الطرق القانونية والمشروعة على تحقيق أهدافها ونشر فكرها، بالتعاون مع جميع المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني، تحت مظلة الدستور والقانون، وحسبما يفصله برنامج عمل الجماعة، الذي ستقوم اللجنة التأسيسية فور انتخابها، بترشيح المجموعة التي ستقوم بوضع مشروع سنوي له.
اللجنة التأسيسية:يقوم أعضاء الجماعة باختيار لجنة تأسيسية من بينهم، مستخدمين الآليات الديموقراطية، لتقوم هذه اللجنة باتخاذ الخطوات القانونية والرسمية، التي تتيح للمجموعة تحقيق أهدافها ورسالتها، كما تقوم بوضع التصورات لعمل المجموعة.
اجمالي القراءات
10344
الكاتب الكبير/ كمال غبريال نحن نحلم بمصر كما ذكرتها في هذه الفقرة الموجزة والبليغة من مقالك (مصر الآن لابد أن تعود إلى نفسها وإلى بنيها، لا لكي تنعزل وتتقوقع، ولا لكي تعادي جيرانها، أو تتخذ من قضاياهم موقفاً سلبياً، ولكن لتعيد ترتيب بيتها على أسس جديدة واقعية، ولتجمع كافة بنيها، باختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية، علهم يستطيعون إصلاح ما أفسده الدهر، وما دمرته عقود من الضلال في بوادي العروبة القاحلة والمفروشة بالدماء) ولكن هذا طريق شاق ويحتاج إلى عزيمة قوية والإخلاص لمصر حقيقة وليس لمجرد الشعارات التي يرفعها الانتهازيون الذين لا تحركهم إلا مصلحتهم الشخصية فقط ، ومع صعوبة هذا الحلم فهو ليس بالمستحيل ..