تعليق: السيسى بيبع كل حاجة تخدم فقراء مصر . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول | تعليق: لمحة رائعة و استدلال مفحم حول زواج المنافقين من بقية الناس في المدينة . | تعليق: الخليج وإيران وأمريكا: غزة خارج الحسابات | تعليق: دماء على الأسفلت . | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول : | تعليق: هذه الأحاديث شكلت عقلية من الصعوبة بمكان إصلاحها فما السر في ذلك ؟ | تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | خبر: بيراميدز المصري يُتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخه | خبر: أكبر هجوم مسير على القواعد الجوية الروسية زيلينسكي يعلن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي على المطارات ال | خبر: الحكومة تعلن رسميا إنشاء مدينة عملاقة غرب القاهرة بتكلفة تريليون جنيه | خبر: إسرائيل تمنع زيارة أوّل وفد وزاري عربي للضفة الغربية منذ 1967، وحماس تردّ على مقترح ويتكوف | خبر: مصر: القضاء يحدّد يوم 9 سبتمبر للنظر في دعوى وقف تسليم تيران وصنافير | خبر: القضاء المصري ينظر عزل وزير التعليم بسبب مؤهلاته في سبتمبر | خبر: الأردن يوقف استقدام العمالة الوافدة فهل يملأ المواطنون الفراغ؟ | خبر: نيجيريا تعلن مقتل 60 مسلحا من بوكو حرام وتنظيم الدولة | خبر: الجبهة الشعبية: مشروع قانون الإيجار القديم خروج على الدستور وتهديد للسلم الاجتماعي | خبر: الورقة البيضاء البريطانية تهدد الكفاءات العربية | خبر: أعلى الوظائف أجراً في مجالات الأمن السيبراني لعام 2025 | خبر: خالد البلشي: أكثر من ٢٣ صحفيًا خلف القضبان.. ونداء عاجل لإنقاذ حياة ليلى سويف | خبر: السودان على شفا كارثة صحية.. هل خرجت الكوليرا عن السيطرة؟ | خبر: المحكمة العليا تجيز لإدارة ترامب إلغاء الوضع القانوني لنصف مليون مهاجر | خبر: مصر: حبس 60 مواطناً بينهم فتاة بعد اختفاء قسري دام أشهراً |
الباب الثانى : الضعف النفسى والاستضعاف والمستضعفون :
بين القوى والضعيف والمستضعف

آحمد صبحي منصور Ýí 2021-11-08


بين القوى والضعيف والمستضعف
كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
الباب الثانى : الضعف النفسى والاستضعاف والمستضعفون
بين القوى والضعيف والمستضعف
أولا : قوة الضعف وضعف القوة
المسلسل الدرامى الامريكى باسيفيك ( المحيط الهادى ) هو أكبر المسلسلات في العالم تكلفة . وقد دار حول الحروب التى خاضتها أمريكا في الحرب العالمية الثانية لاستخلاص الجزر النائية في المحيط ( الباسفيكى / الهادى) من السلطة اليابانية . كانت حربا ضارية ، برع المسلسل في تقديمها بما يقرب من التوثيق ، وقدّم المسلسل من بقى حيا من الشخصيات الحقيقية للأحداث ، يروون ذكرياتهم . برغم وحشية القتال جاء فيه مشهد عن قتال ضار حول كهف يتحصّن فيه جنود يابانيون . نجح جندي أمريكى في اقتحام الكهف، بجانب القتلى اليابانيين وجد الجندى الأمريكي سيدة يابانية جريحة تحمل طفلها ، اقترب منها الجندى الأمريكى متوجّسا ، وضعت مسدس الجندى الأمريكى على صدغها تريده أن يقتلها وباليد الأخرى تعطيه طفلها ، وكان صراخه يملأ المشهد ويفتّت الأكباد . قتلها الجندى ، وحمل الطفل بكل حنان وخرج به من الكهف . هذا الطفل الصارخ كان الأقوى . إستمد هذه القوة الشديدة من ضعفه الشديد . الجندى الأمريكي المتمرس بالقتال ـ والذى كان يعبث بجثث اليابانيين القتلى ــ شعر بضعف شديد أمام الطفل الضعيف .
قال جل وعلا :
1 ـ : ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (78) يوسف ) . هنا أخوة يوسف يخاطبون عزيز مصر ، ولا يعلمون إنه أخوهم يوسف . كانوا يستعطفونه بأن يأخذ واحدا منهم بدلا من أخيهم المتهم بالسرقة . أساس الاستعطاف هنا أن له أبا شيخا كبيرا ضعيفا .
2 ـ ( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنْ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (86) يوسف ).
3 ـ ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) القصص )
4 ـ ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الروم )
المستفاد من الآيات الكريمة أن :
1 ـ الانسان يصل بعد الشباب والقوة الى الشيخوخة والضعف. تذهب عنه القوة ، ولكن ضعفه يجعل الآخرين يشفقون عليه ، خصوصا إذا بكى . لا يستطيع انسان عاقل أن يتحمل شيخا عجوزا يبكى .
2 ـ يعقوب في شيخوخته وحزنه على ابنه يوسف ابيضّت عيناه من الحزن . أثار هذا شفقة أبنائه ولم يكونا هكذا من قبل ، فكلموه في عطف ودون كذب يرجونه ألا يهلك نفسه من الحزن .
3 ـ والمرأتان في قصة موسى قالتا إن أباهما شيخ كبير، أي عاجز على أن يأتي ليسقى أنعامه بنفسه فأرسل إبنتيه . أثار هذا شفقة موسى فسقى لهما ، ثم تولى الى ظل شجره يشكو لربه جل وعلا إنه فقير يرجو الخير .
4 ـ هنا أيضا أخوة يوسف في شبابهم وقوتهم ، وموسى في عنفوان قوته ، وقد شعروا بضعف تجاه الأب الشيخ الكبير . هنا تجد في الضعف قوة ، وتجد في القوة ضعفا .
ثانيا : قوة داخلها ضعف
1 ـ موسى في شبابه وعنفوانه سقى للمرأتين ثم أوى الى الظل يشكو فقره وجوعه . الفقر والاحتياج ضعف . هناك الشباب القوى الفقير ، ولكنه يعانى الفقر والاحتياج . هذا الفقر والاحتياج نوع من الضعف .
2 ـ قال جل وعلا في قصة معركة ذات العسرة : ( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) التوبة ). هنا ثلاثة أصناف :
2 / 1 : مؤمنون ضعفاء ومرضى في شبابهم لا يستطيعون سوى النصيحة ، وقد إعتبرهم رب العزة جل وعلا محسنين .
2 / 2 : مؤمنون محسنون أقوياء بالصحة والقدرة على القتال ولكنهم فقراء لا يجدون ما ينفقون ، وليست معهم راحلة يركبونها ، وقد طلبوا من النبى محمد عليه السلام أن يوفّر لهم ما يركبون . فلما قال لهم : لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حُزنا على فقرهم .
2 / 3 : ثم هناك المنافقون القادرون على القتال والقاعدون عنه .
3 ـ وقد قال عنهم رب العزة :
3 / 1 : ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) التوبة )
3 / 2 : ( وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (86) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (87) التوبة )
3 / 3 : ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) التوبة )
4 ـ هؤلاء المنافقون كانوا ضخاما الأجسام أقوياء . قال جل وعلا عنهم : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ) (4) المنافقون ) برغم ضخامة أجسادهم فهم في خوف دائم ، إذا سمعوا صيحة يحسبونها هجوما عليهم .
5 ـ كانوا يحملون خوفا هائلا ، حملهم على الاعتذار. قال جل وعلا عنهم :
5 / 1 : ( يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) التوبة )
5 / 2 : ( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) التوبة ) . في ( فرقهم / خوفهم ) يودون الهروب الى ملاجىء ومغارات .
5 / 3 : وفى موقعة الأحزاب أرادوا الفرار ووصل بهم الخوف الى ما يشبه الموت . قال عنهم جل وعلا :
5 / 3 / 1 : ( وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً (13) الأحزاب )
5 / 3 / 2 : ( قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمْ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْ الْمَوْتِ أَوْ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (16) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنْ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (17) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (19) الاحزاب ) .
المستفاد من هذا :
قد يكون الجسد قويا ، لكن الضعف يعتريه بالمرض ، أو بالحاجة والفقر ، أو بالجُبن المسيطر عليه . هنا قوة داخلها ضعف .
رابعا : المستضعفون
قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء )
المستفاد هنا :
1 / 1 : هناك مستضعف قادر على الهجرة ، ولكن رضى بالبقاء خانعا للظلم . ثم يزعم عند الاحتضار أنه كان مستضعفا في الأرض . يقدم عذره للملائكة عند الموت . وهو عذر كاذب ، لأنه كان باستطاعته أن يهاجر من هذه الأرض التي عاش فيها مُستضعفا . هذا الصنف ظالم لنفسه إذ رضى بالذل والهوان متعايشا مع الظلم خانعا له . وجود هذا الصنف يخلق المستبد ، فطالما يسير منحنيا فلا بد أن يقفز على ظهره من يركبه . أي هو ليس ظالما لنفسه فقط بل هو ظالم لوطنه ، يجعل وطنه ضيعة يملكها المستبد دون مقاومة .
1 / 2 : هناك المستضعفون الكارهون للوضع ، ولكن ما بيدهم حيلة ، لا يجدون وسيلة للخروج والهجرة. أولئك (عسى) الله جل وعلا أن يعفو عنهم ، وأيضا : ( عسى ) ألّا يعفو عنهم .
2 ـ ( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74) وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75) النساء )
المستفاد هنا :
1 ـ هناك مستضعفون يسعون للهجرة فلا يستطيعون ، فيدعون الله جل وعلا أن يُخرجهم من تلك القرية الظالم أهلها . هذه القرية الظالم أهلها فيها نوعان من الظالمين : الظالمون بأفعالهم ، والظالمون بسكوتهم .
2 ـ الله جل وعلا يجعل من مشروعية القتال في سبيله إنقاذ هؤلاء المستضعفين .
3 ـ الذين عليهم نُصرة أولئك المستضعفين هم الذين يقاتلون في سبيل الله جل وعلا يبيعون الدنيا بالآخرة ، والله جل وعلا يعدهم بالأجر العظيم .
قال جل وعلا :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ ) (75)الانفال )
المستفاد هنا :
1ـ في وجود دولة إسلامية يجب علي المستضعفين ــ خارجها ــ الهجرة اليها ، ويكونون جميعا مواطنين يوالى بعضهم بعضا في مواجهة الكافرين المعتدين الظالمين الذين يوالى بعضهم بعضا .
2ـ المستضعفون الرافضون للهجرة للدولة الإسلامية لا يجب على الدولة الإسلامية موالاتهم حتى يهاجروا .
3 ـ على الدولة الإسلامية أن تنتصر لأولئك المستضعفين الذين لا يستطيعون الهجرة اليها ، وتدافع عنهم ، إلّأ إذا كان هناك معاهدة .
اجمالي القراءات 3615

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5211
اجمالي القراءات : 60,339,191
تعليقات له : 5,495
تعليقات عليه : 14,893
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي