تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ، وأقول : | تعليق: هذه الأحاديث شكلت عقلية من الصعوبة بمكان إصلاحها فما السر في ذلك ؟ | تعليق: مفيش فايدة .. | تعليق: جزاك الله جل وعلا خيرا استاذ حمد ، واقول : | تعليق: ... | تعليق: الطفل لا يحتاج للعُمرة يا شيخ الأزهر . | تعليق: أستاذ رضا .. نرجو الإلتزتم بشروط النشر . | تعليق: قاضى ظالم ربنا ينتقم منه | تعليق: شكرا أحبتى ، وجزاكم الله جل وعلا خيرا | تعليق: فلا تطع الكافرين و جاهدهم به جهادا كبيرا . | خبر: إدارة ترامب توقف برنامج قبول الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد.. بهذه الذرائع | خبر: خطب الجمعة الموحدة في المغرب.. تنظيم للشّأن الديني أم تقييد رسمي؟ | خبر: لطلاب الجامعات.. 10 دول بالعالم تسمح بالدراسة والعمل معًا | خبر: نساء أكثر تعليماً... هل تتبدّل قواعد الزواج؟ | خبر: مصر: موجة تجديدات وحبس بلا تحقيقات لصحافيين وسياسيين | خبر: رامافوزا يواجه ترامب ويرد على مزاعم الإبادة بجنوب أفريقيا | خبر: مصر: تحالف انتخابي لأهل المال والسلطة والنجومية | خبر: الغارديان: دول الخليج فشلت في إقناع ترامب بإيقاف حرب إبادة غزة | خبر: كم تبلغ ثروة الكنيسة الكاثوليكية ومن أين تأتي؟ | خبر: الكاتب المصري بلال فضل يرصد جريمة الاختفاء القسري في فيلم إفراج | خبر: جدل في المغرب حول توحيد خطبة الجمعة.. مخاوف من تفريغ المنابر | خبر: هو أنا لسه عايش؟.. كاتب صحفي مصري يروي تفاصيل إيقاف معاشه لبلوغه الـ 90 من عمره | خبر: الاتحاد الأوروبي يوافق على مساعدة مالية لمصر بقيمة 4 مليارات يورو | خبر: دعاة راحلون وأطباء ورياضيون.. الجنسية الكويتية تُسحب من شخصيات شهيرة | خبر: ذي إكسبريس: وظائف آمنة من الضياع في زمن الذكاء الاصطناعي |
أنا الآن في العراق! :
أنا الآن في العراق!

د. شاكر النابلسي Ýí 2007-05-03


1-
أنا في العراق الآن.
وأكتب لكم من العراق.
لم أزر العراق، ولم أعرف شعبه في داخله، منذ أكثر من ستين عاماً غير هذه المرة.
مشاعري واحساسي في أول مرة تطأ فيها قدمي أرض العراق، مشاعر من كان يغازل حبيباً عن بعد طيلة سنوات كثيرة بالرسائل والتليفون والانترنت، ثم فجأة وجده وجهاً لوجه.


ماذا تريدون مني أن أكتب لكم عن العراق ، وماذا وجدت في العراق؟

-2-
وجدت العراقيين، كل العراقيين مصرين ومستمرين في الصمود، من أجل قطف ثمرة الحرية والديمقراطية التي زرعوا شجرتها منذ أربع سنوات ويزيد.
وجدت العراقيين مصرين على رواء شجرة الحرية والديمقراطية كل يوم بدماء أبنائهم، الى أن تكبر هذه الشجرة، وتطرح ثمارها، وتملأ البستان العراقي والعربي بثمر الحريـة والديمقراطيـة.
وجدتهم ساخرين من الارهاب اليومي، الذي يحصد منهم عشرات الضحايا الأبرياء، ومستعدين لتقديم المزيد من هذه الضحايا فداءً للحرية.
وجدت العراقيين متفائلين جداً بالغد القريب، الذي سينتهي فيه هذا المخاض المذهبي والطائفي العسير.
وجدتهم يؤمنون ايماناً قاطعاً بأن فجر العراق قد أشرق، وحُسم الأمر الذي فيه نحن مختلفون، ولا عودة لعهود الظلام السابقة الممتدة.
وجدت العراقيين يصرون على الحياة والتقدم والعيش المشترك، وأن ما نراه على شاشات الفضائيات الآن ما هو إلا نزاع بين السياسيين لا علاقة للشعب العراقي به، وسوف ينتج عن هذا المخاض العسير الذي يمرّ به الشعب العراقي الآن، جيل جديد من السياسيين الشرفاء والوطنيين الذين يحبون العراق أكثر مما يحبون أنفسهم، ويؤثرون العراق على كل شيء.

-3-
سمعت قصصاً وحكايات جميلة وحزينة في العراق.
سمعت حكايات جميلة عن الماضي القريب تقول، بأن الشعب العراقي لم يكن يعرف للتفرقة المذهبية طريقاً، ولا للنـزاع الطائفي مسلكاً.
وأن محمداً السُنيّ الذي كان يسكن بغداد تزوج من فاطمة الشيعية. وبعد سنوات زوجا ابنتهما لمنذر الكردي وتزوج ابنهما من ساكار.
وأن حسين الشيعي الذي كان يسكن البصرة تزوج من غادة السُنيّة. وبعد سنوات زوجا ابنتهما لشيركو. وأن عباساً كان يحب فينوس، وهاشم كان يحب جوليا، وسيرجون كان يحب تروين، ومنهم من تزوج حبيبته ومنهم من ينتظر.
كان العراق يعيش عصر الحب، فجاء الارهابيون وحولوا العراق الى مذبحة يومية، واصطادوا كل عصافير الحب، وبقيت أشجار نخيل العراق بدون عصافير.
-4-
قال لي العراقيون في العراق، أن العراق الجديد يقوى كل يوم، وقوى الارهاب الظلامية تضعف كل يوم.
وقالوا لي، إن العلمانية التوحيدية تنتصر، ودعاة الدولة الدينية وسارقو المسجد يخسرون.
وقالوا لي، إن التيار الديني انكشف أمره في العراق، وهو في كل يوم يخسر الكثير من مريديه الذين خُدعوا به، وانجروا وراء زعمائه.
قال لي العراقيون، إن الارهابيين الظلاميين يخسرون كل يوم ميلاً من أرض العراق، وأن الشعب العراقي يكسب كل يوم شبراً جديداً من أرض العراق.
قالوا لي، إن الإفلاس والشعور بالخسارة بلغ بالارهابيين الظلاميين حداً أنهم أصبحوا يقتلون الموتى، وينسفون جنازات الموتى.
وقد سبق لهم في ماضي الأيام أن قتلوا الموتى في الجنازات، وقتلوا معهم المشيعيين.
أليس هذا الفعل الاجرامي منتهى اليأس من النصر وأعلى مراحل العدمية وغاية رفض الحياة.
واليوم يعلنون افلاسهم من جديد، بقتل مزيد من الموتى.
فقد قالت الشرطة العراقية، أن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً قتل ما يزيد على 32 شخصا عندما فجر نفسه بالأمس في جنازة شيعية شمالي بغداد . وأضافت أن الهجوم وقع داخل خيمة العزاء التي تجمّع فيها المشيعون في بلدة الخالص بمحافظة ديالى .

-5-
أنا الآن في العراق.
أطمئن الجميع، فالعراق بخير.
فلا يزال العراق يكتب، ولا يزال العراق ينظم الشعر، ولا يزال العراق يغني، ولا يزال العراق يبني، ولا يزال العراق يسير الى الأمام.. الى الأمام.
والعراق الذي رأيت اليوم، ليس حمامات الدم، وليس الأشلاء المتناثرة، وليس أخبار الفساد المالي الذي يزكم الأنوف.
فهذه روائح حمامات العراق، وهذه المشاهد الدموية مشاهد الجزارين، الذين جاءوا لذبح العراق، وسلخ جلده.
العراق غير ما نرى على شاشات التلفزيون، وفي صحافة العربان.
تعالوا وشاهدوا العراق الجديد.
فكل شيء فيه جديد، حتى قلعة اربيل.
السلام عليكم.

اجمالي القراءات 12084

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,793,014
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة