تعليق: كلامك صحيح يا د. عثمان | تعليق: شكرا جزيلا أستاذ مراد . حفظكم الله . | تعليق: كلام فى الصميم يا د. عثمان | تعليق: كتابك : البحث في مصادر التاريخ الديني دراسة عملية من أروع الكتب . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: عن أَهْلَ الذِّكْرِ، وما تشابه منه > > { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8)[50] | تعليق: نعم ، ويا ما فعل بتلك القلوب ذلك العجل. | تعليق: شكرا لكم أستاذي يحي فوزي على التعليق. | تعليق: إن كتاب القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يؤمن به إلا المؤمنون المخلصون العبادة لله تعالى وحده، | تعليق: تعليق ( الجزء الثاني) | خبر: خبراء: التلوث البلاستيكي خطر جسيم يبدّد 1.5 تريليون دولار سنوياً | خبر: مصر: السيسي يصدق على قانون الإيجار القديم | خبر: الخوف من العطش.. تغيرات المناخ تنعش صناعة تحلية المياه عالميا | خبر: سوريا.. محاربة المخدرات لبناء الثقة الاقتصادية مع الخارج | خبر: ترامب يجدد دعمه لسيادة المغرب على الصحراء الغربية | خبر: بعضها في مصر وتونس والمغرب.. حكم أوروبي بشأن ترحيل طالبي اللجوء لمراكز احتجاز خارجية | خبر: دول عدلت دساتيرها لإبقاء الرؤساء على الكرسي مدى الحياة.. تعرف عليها | خبر: فرصة للعرب -ألمانيا.. نقص كبير في الكفاءات بقطاعات التعليم والصحة | خبر: ما السلع التي قد تصبح أغلى بسبب زيادات ترامب الجمركية؟ | خبر: العالم يزداد حرارة، هل تؤثر موجات الحر على أدمغة البشر؟ | خبر: العالم يزداد حرارة، هل تؤثر موجات الحر على أدمغة البشر؟ | خبر: مرضى السرطان في مصر... البحث عن العلاج رحلة موت بطيء | خبر: تصاعد الإضرابات ومحاولات الانتحار في سجن بدر 3 | خبر: ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات العراقية الكويتية؟ | خبر: كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية |
تراتب السلطات:
اضحك فرئيسك يبتسم!

محمد عبد المجيد Ýí 2015-04-20


اضحك فرئيسك يبتسم!
في عالمنا العربي الكبير الممتد من جزيرة طنب الكبرى شرقاً إلى جزيرة ليلى غرباً، ومن لواء الإسكندرونة شمالاً إلى ميناء القراصنة جنوباً لا يستطيع مرؤوس صغير أن يحرك فكيه قبل أن يبتسم رئيسه، ولا يمتنع عن الضحك إذا ألقى رئيسه نكتة سخيفة ، أو مزحة باهتة.
الناس على دين ملوكهم، والشفاه تتحرك حسبماً يتسع أو يضيق فكــَّـا الزعيم، والظهر ينحني، والركبتان تصطحكان، واليدان ترتعشان، ورغم أن عقد العمل بين السيد والخادم لا يشير إلى هذه الشروط، إلا أن العُرف أقوى من الوثيقة، وقراءة حُلم الرئيس واجب على المرؤوس، وتحقيق رغباته هي المادة الأولى، وإذا لم يُشر إليها أحد، فعلى الخادم أن يبين للمخدوم انحناءات الجسد ، ومواطن الضعف فيه.
راقب بتأمل حواراً بين رئيس ومرؤوس في العمل أو المدرسة أو الكلية أو المستشفى أو المصنع أو القصر أو المؤسسة وستصيبك دهشة عجيبة، فالتماثل يبدو كتقليد لا يستطيع أحد أن يغير فيه طرفة عين، فإذا ضحك الوزير فإن مساعديه ورجاله ووكيل الوزارة والحراس وكل من أتعسه أو أسعده الحظ ووقف على مقربة من معاليه ينبغي له نسخ تعابير وجه الوزير، ثم يحرك رأسه علامة الموافقة حتى لو لم يسمع كلمة واحدة، وأن يلتفت يمينا ويســاراً ليرى مجاوروه أن بذرة الطاعة لم تتركه، وأن العبودية المختارة أضحت واجباً عقدياً يقوم بحمايته من الطرد أو .. التفنيش.
عندما يخطيء السيد، يتبرع كل الذين حوله بالدفاع الطوعي عنه، بل إن بعضهم يحمّـــل نفسه تبعة ما حدث، ويلومها، ويتألم لذنب لم يرتبكه، وجريمة لم يعرف عنها شيئاً من قبل.
العبد لا يختار عبوديته قبل أن يشير السيد إليه، ولكن ماذا لو لم يُشر السيد بكرباجه أو سطوته أو رجاله أو مركزه أو منصبه؟
قضية معقده ظاهرياً، لكنها في عمقها مازوخية الإذلال، وجين يضرب في عُمق النفس غير السوية، فأكثر المرؤوسيين يحملون بين جنباتهم فلسفة ( إحنا أسفين يا ريــس) ، حتى لو كان الرئيس أو الزعيم أو الطاغية أو الملك أو الأمير أو الشيخ أو الدرويش أو السجان!
قال لي ضابط شرطة في عهد مبارك، وكنت قد دعوته على الغداء في بيتي في أوسلو، بأنه ضرب أحد المتهمين ، فجاءه المتهم مرة أخرى في نفس اليوم طالباً منه أن يكرر صفعه وركله وإيذاءه لأنه يشعر أن هذا شرف له!
قليلا ما أشاهد ابتسامة موظف لا تتماثل مع نظيرتها لدى المدير أو الرئيس أو صاحب العمل، فهناك رباط مقدس من العبودية والخوف والجبــن وضرورة الحفاظ على مصدر الرزق ، فكل مرؤوس هو الشعب، وكل رئيس هو السيد.
الابتسامة الباهتة الصادرة من عُمق النفاق هي سمة بارزة في كل مؤسسات الدولة بالعالم الثالث، فالسوط ليس بالضرورة حاضراً، وتكفي الإشارة إليه. والمسكنة من المرؤوس نوع من الحماية، خاصة إذا تكاثر الأسياد، وأضطروا لتقسيم العبيد!
الرعية لاتعطي قفاهاً مرغمة في كل الأوقات، والسيد لا يهوي بسوطه فوق ظهرها مرغماً، ففي الحالتين يختلط المازوخي بالسادي لكي يعيش الاثنان!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 20 ابريل 2015 

اجمالي القراءات 7533

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,700,106
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway