أحمد في الثلاثاء ١٠ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
القرآن والواقع الاجتماعى20( وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء )
القرآن الكريم لغة الحياة ، وما يقوله القرآن عن البشر يتجسد واقعا في حياة الناس ولا تملك إلا أن تقول ، صدق الله العظيم "
أولا :
1 ـ يقول جلّ وعلا : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(آل عمران 26 ). هذه الآية الكريمة كأنما نزلت فى عصرنا ، الذى تتهاوى فيه العروش ، ويسقط مستبدون يدخلون السجون ، والباقون ينتظرون ، ومن كان فى السجن يتهيأ للصعود للعرش ، دون أن يستفيد من الدرس ، ودون أن يتدبر قوله جل وعلا :(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
2 ـ الذين كانوا يقرأون الآية الكريمة فى عصور مضت ويتدبرونها ويقيسون حال عصرهم عليها كانوا يصلون الى نفس النتيجة وهى أن السّلطة لا تدوم ، ولو دامت لغيرك ما وصلت اليك ، يفهم هذا العقلاء ، ولكن الجالسين على العرش يفقدون عقولهم بالوصول للعرش وباستمرار الجلوس على العرش وبفقدان العرش ، ثم تكون نهايته تعاسة لا مثيل لها . تأمل حسنى مبارك الآن والأمس ، أين ذهب القذافى وفرقته وبن على وزوجته ، وهو نفس المصير الذى ينتظر بقية الطغاة المستبدين ومن سيخلفهم من السلفيين . لم يفهموا ولن يفهموا ، وستدور بهم ساقية الزمن صعودا وسقوطا ، وعلى قدر الارتفاع يكون السقوط . وفارق هائل بين المستبد الشرقى والحاكم الغربى الذى يأتى بالانتخاب خادما للشعب ، فيعيش فى أمن ويترك السلطة فى أمن ، وفى الحالتين تراه يأكل الطعام ويمشى فى الاسواق مثل بقية الناس محفوفا بحب الناس . المستبد المسكين يظل أسير الحراسة وهو فى السلطة ثم يظل أسير الحراسة وهو فى السجن . هو مسجون فى الحالتين ، ومكروه فى الحالتين ، وهو فاقد للعقل فى الحالتين . وهو ضحية السلطة والعرش فى الحالتين .
3 ـ من ضحايا السلطة كان الوزير الخطّاط الشهير الكاتب ابن مقلة . جاءت شهرته من كونه أعظم خطّاطى العصر العباسى . وعاش العزّ وعانى الّذل وتقلب بينهما بسبب كونه وزيرا فاسدا فى عصر سىء . لو إختار أن يقنع بموهبته وشهرته فى الخط العربى لكان قد نجا من الذّل ولألم . هيا بنا نتعرف عليه وزيرا .
ثانيا
1 ـ الوزير الخطّاط ابن مقلة هو (محمد بن علي بن الحسين بن عبد الله ) ولد فيشهر شوال ببغداد في سنة 272 هجرية. بدأ حياته العملية مبكرا فى السادسة عشر من عمره حيث عمل عام 288 فى خدمة الوزير العباسى إبن الجراح ( محمد بن داود ) فأقام معه ثمانيةأشهر ، ثم انتقل الى خدمة إبن الفرات وهو غريم أبن الجرّاح ، وذلك قبل أن يتولى ابن الفرات الوزراة . مما يوحى بأن ابن مقلة شارك فى الصراع الذى إحتد بين الوزيرن ابن الجرّاح وابن الفرات. كان العصر عصر ( وزارة التفويض ) حيث كان الوزير مطلق السلطات فى الحياة المدنية . وفى هذا العصر ضعف الخلفاء وتحكم فيهم القادة العسكريون وجوارى القصر ، سواء محظية الخليفة أو أمه ، ففسدت الوزارة ، وكثر التنافس بين الكتّاب فى الوصول الى منصب الوزير ، وأصبح الوصول للمنصب مرتبطا بالرشاوى للخليفة ومن حوله وللقادة العسكريين ، ويظل مرضيا عنه طالما يصادر الأموال ويقدم الرشاوى لأولى الأمر، ثم يتم عزله ومصادرته وربما سجنه بوشاية أو بدونها أو لمجرد تجربة وزير آخر .
2 ـ دخل ابن مقله هذا المسرح مبكرا ، حيث خدم كبار المتصارعين على منصب الوزارة ورأى أحدهم وهو يتقلب فى الجاه والعزّ ثم فى بعدها يتعذب فى الذل والسجن. لم يتعلم ابن مقلة ولم يتعظ ولم يكتف بنبوغه فى (علم الخط ) الذى وضع أصوله وأجاد فيه . على النقيض أخذته شهوة الحكم والتسلط والجاه ونعيم الوزارة وأموالها وأضواؤها وغفل عن الجانب الآخر المظلم المعتم من بدايته المبكرة تعلم ابن مقلة فنون التآمر وفن الوساطات والشفاعات وقضاء الحاجات ، فكثرت أمواله وتعددت إتصالاته ، وساعدته موهبته فى جودة الخط مع حسن التعبير والأدب والظّرف وقول الشعر .
3 ـ وبعد خدمته لابن الفرات أصبح ابن الفرات وزيرا فاعتنى به الوزير وزاد فى مرتبه وجرايته ، وولاه ديوان المكاتبات . وكالعادة أطيح بابن الفرات من الوزارة وتعرض للمحنة فتنكر له ابن مقلة فى محنته . وربما كان ابن مقله متآمرا على سيده ابن الفرات ، بدليل أن ابن الفرات عندما عاد الى الوزارة أتخذ موقفا عدائيا من ابن مقلة وعزله من ديوان المكاتبات الذى كان يزهو بابن مقلة أعظم خطاطى عصره . ولكن إبن مقلة كان قد استوى عوده فى فنّ المؤامرات فظل يسعى ضد سيده السابق ابن الفرات حتى عزلوه . وعزّ على ابن الفرات أن يفعل به هذا كاتبه السابق قبذل كل طاقته وبذل الرشاوى حتى عاد الى الوزراة فانتقم من ابن مقلة وسجنه وصادره على مائة ألف دينار .
4 ـ هنا دخل ابن مقلة حلبة الصراع على الوزارة ضد سيده السابق ابن الفرات ، وكان يمتاز عن ابن الفرات بشبابه وشهرته فى الخط وفى الشعر .وهكذا تولى ابن مقلة الوزارة فى خلافة المقتدر عام 316 ، وكان ذلك بنفوذ السيدة ( شغب ) والدة الخليفة المقتدر والمسيطرة على الخلافة وقتها .ولكن سرعان ما أمرت شغب بعزله وإعتقاله فى آخر عام 317 ونفوه الى فارس عام 318 . وبعد قتل الخليفة المقتدر ومجىء أخيه القاهر بالله العدو اللدود للسيدة شغب والذى ظل يعذبها حتى الموت ، وجد ابن مقلة فرصته فى العهد الجديد باعتباره من ضحايا السيدة شغب ، لذا ولاّه الخليفة الجديد ( القاهر بالله ) الوزارة عام 320 . ولكن خاف ابن مقلة من تقلّب ( القاهر ) وسرعة فتكه بالناس وقتلهم عشوائيا بحربته المشهورة وقتها فهرب ابن مقلة من الوزارة عام 321 ، واستتر رعبا من ( القاهر ) حتى تم عزل ( القاهر ) وسمل عينيه وسجنه. وتولى الخليفة ( الراضى ) فظهر ابن مقلة من سجنه وتقرب للخليفة الجديد ، وعاد ابن مقلة للوزارة للمرة الثالثة والأخيرة ، ولم يهنأ بها إذ سرعان ما غضب عليه الراضى وأمر بقطع يده وألقائها فى دجلة ، واعتقاله ، وبدأت المرحلة الأخيرة من مراحل الذّل واستمرت الى أن مات عام 328 .
5 ـ فى أيام عزّه وسطوته بنى داره التى صارت أحد معالم بغداد. قال عنه ابن الجوزى فى المنتظم ( ج 14 :وفيات عام 328 ) : ( وكان ابن مقلةلما شرع في بناء داره بالزاهر جمع المنجمين حتى اختاروا له وقتًا لبنائه ووضع أساسهبين المغرب والعشاء ). ( وكان له بستان واسع من عدة أجربة ) واستزرع فيه أنواع الشجر ، ( ...منه شجر بلا نخل عمل له شبكة ابريسم ، وكان يفرخ فيه الطيور التي لا تفرخ إلا في الشجركالقماري والدباسي والهزار والببغ والبلابل والطواويس والقبج . وكان فيه من الغزلان والبقر البدوية والنعام والابل وحمير الوحش) ( وبشّر بأن طائرًا بحريًا وقع على طائربري فازدوجا وباضا وأفقصا فأعطى من بشره بذلك مائة دينار ببشارته ). وفى أيام عزّه كان نذلا لئيما يتنكر لأصدقائه القدامى الذين ينتمون لأيام الفقر ، يحكى ابن الجوزى : ( وكان بين جحظةالشاعر وبين ابن مقلة صداقة قبل الوزارة فلما استوزر استأذن عليه جحظة فلم يؤذن لهفقال: قل للوزير ادام الله دولته : اذكر منادمتي والخبز خشكار ، إذ ليس بالباب برذونلنوبتكم ولا حمار، ولا في الشط طيار) و ( الطيار ) يعنى مركب النزهة .ويقول ابن الجوزى عن أيام عزّه : ( وكان ابن مقلة يومًا على المائدة فلما غسل يدهرأى على ثوبه نقطة صفراء من الحلوى، فأخذ القلم وسودها، وقال: تلك عيب وهذا اثرصناعة ، وأنشد: إنما الزعفران عطر العذارى ومداد الدواة عطر الرجال )
6 ـ وفى أيام ذلّه ومحنته قاسى الكثير فى الهرب والاعتقال وقطع يده ولسانه . حكى واقعة له حين إستتر هربا من الخليفة القاهر سنة إحدى وعشرين، فقال: ( كنت مستترًا في دار أبي الفضل بن ماري النصراني بدربالقراطيس فسعى بي إلى ( القاهر) وعرف موضعي، فبينا أنا جالس وقد مضى نصف الليل أخبرتنازوجة ابن ماري أن الشارع قد امتلأ بالمشاعل والخيل ، فطار عقلي ، ودخلت بيتًا فيه تبن، فدخلوه ( أى الجند ) ونبشوه بأيديهم فلم أشك أني مأخوذ ، فعاهدت الله تعالى أنه إن نجاني أن أنزععن ذنوب كثيرة وإن تقلدت الوزارة أمنت المستترين وأطلقت ضياع المنكوبين ووقفتوقوفًا على الطالبيين . فما استتممت نذري حتى خرج الطلب وكفاني الله أمرهم.) . ومع ذلك فقد نقض عهده مع الله ، إذ حين أصبح وزيرا بالغ فى أضطهاد منافسيه من الوزراء المعزولين ، ومنهم الخصيبى وابن الحسن . يروى ابن الجوزى أن ابن مقلة كان قد قد نفى أبا العباس أحمد بن عبيد الله الخصيبي وسليمانبن الحسن وكلاهما وزراء للمقتدر ، وحملتهما سفينة فى البحر ، فهبت عاصفة هددت السفينة بالغرق ، وكالعادة أخذ الركاب فى التضرّع والتوبة ، ( فقال الخصيبي: اللهم اني استغفرك من كل ذنب وخطيئة وأتوب إليك من معاودةمعاصيك إلا من مكروه أبي علي ابن مقلة فإنني إن قدرت عليه جازيته عن ليلتي هذه وماحل بي منه فيها وتناهيت في الإساءة إليه) أى فى حالة اليأس من الحياة والتوبة لم ينس الخصيبى ما فعله به ابن مقلة ، بل تعهد بالانتقام منه إن أنجاه الله من الغرق . وعجب رفيقه سليمان فقال له : ( ويحك في هذا الموضع وأنتمعاين للهلاك تقول هذا ؟ فقال: لا أخادع ربي .) ونجت السفينة من الغرق وعاش الوزيران السابقان فى المنفى فى عمان ، فلما عزل ابن مقلة فيخلافة الراضي أعيد الخصيبى للوزارة فانتقم من ابن مقلة شرّ انتقام . تعهد للراضى أن يعذّب ابن مقلة ليستخلص منه ألفي ألف دينار ، وبقى ابن مقلة فى السجن ، وأخرجوه قليلا من السجن بعد أن أخذوا عليه تعهدا بدفع ألف ألف دينار ، فكتب إلى الخليفة الراضى أنه إن اعاده إلى الوزارة استخرج له ثلاثة آلاف ألف دينار. وانتهى به الحال أنه ضمن بعضالأمراء بمال فاستفتى ذلك الأمير الفقهاء في حقه فقال بعضهم: هذا قد سعى في الأرض بالفسادفتقطع يده ، فقطعت يده ، وكان ينوح على يده ويقول: يد خدمت بها الخلفاء ثلاث دفعات وكتبتبها القرآن دفعتين تقطع كما تقطع أيدي اللصوص .!! ثم قال: (إن المحنة قد نشبت بي وهيتؤديني إلى التلف ). وقال عن قطع يده :
ما سئمت الحياة لكن توثقت بأيمانهم فبانت يميني
بعتديني لهم بدنياي حتى حرموني دنياهم بعد ديني
فلقد حطت ما استطعت بجهدي حفظ ارواحهمفما حفظوني
ليس بعد اليمين لذة عيش يا حياتي بانت يميني فبيني ).
يقول ابن الجوزى :( ثم قطع لسانه بعد ذلك وطال حبسه فلحقه ذرب، وكان يستسقي الماء بيده اليسرى وفمه إلىأن مات في شوال سنة ثمان وعشرين وثلثمائة ودفن في دار السلطان . ثم سأل أهله تسليمهاليهم فنبش وسلم إليهم.فدفنه ابنه أبو الحسين في داره ، ثم نبشته زوجته المعروفة بالديناريةودفنته في دارها.) ويقول ابن الجوزى : ( ومن العجائب أنه تقلد الوزارة ثلاث دفعات وسافر في عمره ثلاث مراتواحدة إلى الموصل واثنتين في النفي إلى شيراز ودفن بعد موته ثلاث مرات في ثلاثمواضع.)
أخيرا :
1 ـ نعود الى قوله جلّ وعلا : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). لكل إنسان حلمه فى الدنيا ، وأقصى الأحلام هى الملك والعرش ، ولكن لا تتحقق أمانى الجميع . ولو تحققت آمال كل البشر فى الثروة لأصبحوا جميعا بليونيرات ، ولو تحققت آمالهم فى السلطة لأصبحوا كلهم ملوكا ، وإذن لن يكون هناك فقراء ومحكومين . يتنافس البشر فى الوصول للثروة و السلطة ولكن لا ينالها أحد منهم إلا طبقا لحتميات رب العزّة ومشيئته . فهو جلّ وعلا (مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء ). ولكن العزّ والذّل ليس مقترنا بالملك وبالثروة ، فخلف المواكب والزخارف وقصور السلطة تدور المكائد ويسكن القلق والخوف والرعب من المجهول والشّك فى كل شىء ومن كل شىء ، بل قد يبدو صاحب السلطان مستبدا وهو فى الحقيقة مقهور خلف ستار ، ثم إذا سقط كان السقوط داميا ومدويا . فقوله جلّ وعلا ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء ) يدخل فى نطاق الحتميات من الرزق والموت والمصائب ، وكون هذا حاكما وكون ذاك محكوما ، وهذا يتداوله الناس فى السلطة والثروة (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) ( آل عمران 140).
2 ـ أما قوله جلّ وعلا (وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء ) ففيه إختيار البشر ويأتى إختيار الله جلّ وعلا ناليا لاختيار البشر . فالعزّة الحقيقية ليست فى الجاه والثروة والسلطان ولكن فى طاعة الرحمن ، فهو جلّ وعلا رب العزة : (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون َ) ( الصافات 180) ( إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ُ) ( يونس 65 )، ومن يريد العزّة من البشر فعليه بطاعة الله جلّ وعلا وتقواه: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً )( فاطر 10 )، فلله جل وعلا العزة ولرسوله وللمؤمنين : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )( المنافقون 8 )، . ومن يبتغ العزّة خارج نطاق الطاعة فلن يجدها مطلقا :(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ) ( النساء 139). وبهذا نفهم قوله جلّ وعلا : (وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء ) فمشيئة الله جل وعلا تالية ومؤكّد لمشيئة البشر ، أى من يشاء منهم العزّة الحقيقية بالطاعة فيشاء الله له العزة ، ومن شاء الهداية شاء الله هدايته . ومن شاء الضلال شاء الله ضلاله ، ومن شاء الذل شاء الله مذلته . هذا فى الدنيا .
3 ـ الآخرة إما خلود فى الجنة أو خلود فى النار . فى النار تطلب النار ( المزيد ) (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ) ( ق 30) . وفى الجنة يتمتع أهلها بكل النعيم بلا حدّ أقصى ولديهم ( المزيد ) : ( لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ) ( ق 35) . السلطان والملك الحقيقى لا يمكن أن يكون فى هذه الدنيا ، فلا يتحقق وصول العرش إلا للقليلين بعد عناء وبتقدير الرحمن وطبقا لحتمياته ، ثم يظلون فى العناء الى الموت . السلطان والملك الحقيقى لا يكون إلّا فى الجنة ، يقول جلّ وعلا عن نعيم الآخرة : ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ) (الانسان 20 ). النعيم الخالد هو الملك الخالد فى الجنة. وأبوابها مفتوحة لكل من يعمل لها عملها الصالح وهو مؤمن .
4 ـ لم يفهم هذا طغاة البشر المساكين السابقين والمعاصرين من ابن سعود الى بن على زين العابدين ..!!
التعليقات (2) |
[65710] تعليق بواسطة كريم نسيم - 2012-04-10 |
بشار هو القادم
|
لا توجد شريعة اسلامية فى العالم كله مطبقة الناس اصبحت جاهلة دينها و الاية تقول وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا يعني يوم القيامة يقول الرسول ان الناس اعرضت و تخلت عن القران الى هو منهج الانسان فى الدنيا لى ينجو فى الاخرة و المسيحي و اليهودي و البودي و الملحد و كل الناس ملزمة ان تتبع القران و تعمل به لكي تنجوا من النار لكن العالم الان اصبح محكوم من ابليس اللعين و هو الدي يصدر الاوامر و الناس تتبع و لا يغرنكم لا اخوان و لا سعودية و لا ايران المجوسية لا توجد بقعة فوق الارض تطبق شرع الله لان لو طبقنا شرع الله لفتح الله علينا الرزق من كل النواحى و لا فتحنا العالم كله و اصبح الكل يخشانا و اعاشنا الله حياة طيبة و فلاح فى الدنيا و الاخرة لكن بعد الناس على شرع الله ادخلهم فى جاهلة و قانون الغاب القوي ياكل الضعيف و الغني الفقير و ضاقت المعيشة و اصبحت ضنكا و تسلط الحكام على شعوبها و هدا كله خزي و لعنة و عداب الاخرة اكبر لا حول و لا قوة الا بى الله انقدوا انفسكم يا ناس من نار تلظي و توبوا لان الحياة قصيرة جدا
|
[65717] تعليق بواسطة عائشة حسين - 2012-04-10 |
تحية .. وسؤال عن الأغلبية
|
تحية للكتور أحمد صبحي على هذا المقال الذي يذكرنا فيه بمصدر العزة ومنبعها وهو رب العزة سبحانه ، فمن أراد العزة فعليه بطاعة الله فقط واتباع أوامره ،وعدم الانصياع لأي مخلوق لا شك فيه عزة للبشر ، لكن سؤالي عن عن الأغلبية التي ينساها أو يتناساها التاريخ ،برغم كثرة عددها ويسجل يوميات المشاهير: من ملوك وأمراء ووزاء !! قرأنا في المقال ان ابن الجوزي في منتظمه وصف الدار التي بناها ابن مقله وصفا مفصلا من بداية التخطيط إلى البستان وما يحويه .. في الوقت الذي أغفل فيه الجوزي أحداثا وتأريخا مهما عن حوادث ولم يعرها بالا ، لأنه لا يهتم إلا بركب السلطان ! فلماذا ؟! |
ذُكر في صبح الأعشى عن خط ابن مقلة " ثم انتهت جودة الخط وتحريره على رأس الثلاث مئة إلى الوزير ابي علي محمد بن علي بن مقلة، وهو الذي هندس الحروف وأجاد تحريرها وعنه انتشر الخط في مشارق الأرض ومغاربها "، مما يعني أن خطه اتسم بالجمال البديع وذاع صيته في الدنيا، وبلغ به درجة عالية في نفوس الناس حتى وصفوه بأنه أجمل خطوط الدنيا، وقال عنه ياقوت الحموي أيضاً " كان الوزير أوحد الدنيا في كتبه قلم الرقاع والتوقيعات، لا ينازعه في ذلك منازع، ولا يسمو إلى مساماته ذو فضل بارع "، وقال الثعالبي أيضاً " خط ابن مقلة يُضرب مثلاً في الحسن، لأنه أحسن خطوط الدنيا، وما رأى الراؤون بل ما روى الراوون مثله " ! ترك ابن مقلة عدداً من المؤلفات والرسائل والأشعار بعضها ضاع بفعل الزمن والآخر وصلنا ليدل على عمق ثقافة هذا المبدع، واتساع معرفته بصناعته، وخبرته الواضحة، وفنه الرفيع ولعل ما ترك لنا شيخ الخطاطين رسالته في الخط المعروفة باسم " رسالة الوزير ابن مقلة في علم الخط والقلم " . وكما ذكرنا سابقاً تقلده الوزارة ثلاث مرات، لثلاثة خلفاء عباسيين هم المقتدر بالله والقاهر بالله والراضي بالله، ثم وُشي به فقطع الراضي بالله يده اليمنى، وقيل أنها أُلقيت في دجلة ! وكان يبكي على يده ويقول" قد خدمت بها الخلافة ثلاث دفعات لثلاثة من الخلفاء، وكتبت بها القرآن دفعتين، تُقطع كما تقطع أيدي اللصوص ". فكان يكتب بيده اليسرى، وقيل كان يشد القلم على ساعده اليمنى وهو مقطوع اليد !، وكتب أبياتاً فريدة في معناها العميق، مملوءة بحزن سرّي عجيب، مرسومة بحروف تساقطت منها صيحات الألم والدموع على اليد التي أبدعت أيّما إبداع فقال : ما سئمت الحيـاة لكن توثقت *** بأيمـانهم فبـانت يميني ولقد حُطتُ ما استطعت بجهدي *** حفظ أرواحهم فما حفظوني ليس بعد اليمـين لذة عيـشٍ *** يا حيـاتي بانت يميـني فبيني فقُطع لسانه وحبس ! فكان يستسقى الماء من البئر، ويجذب الرشاء بيده جذبة وبفمه جذبة أخرى، وبقي في الحبس إلى أن مات سنة 328 من الهجرة النبوية الشريفة، فدُفن في دار السلطان ثم حُمل فدُفن في داره ثم أُخرج فدفن في مكان آخر ! ومن أعجب ما حصل له أنه تقلد الوزارة ثلاث دفعات لثلاثة خلفاء، وسافر في عمره ثلاث سفرات، ودفن بعد موته ثلاث مرات ! ودمتم بخير.
أما وزراء العرب اليوم فموهوبون في شيء واحد فقط هو الفساد والسرقة والنهب ومشاركة الحاكم الفاسد في استبداد واستعباد الوطن والمواطن
الوزير ابن مقلة بهذا المفهوم الذي كوناه عن شخصيته من مقال الدكتور الفاضل / أحمد صبحي منصور .. بذكائه ومهارته التي اكتسبها في التأمر والخداع والتخطيط الماكر .. يمكننا أن نعتبره نائباً لإبليس في الخلافة العباسية العربية.. القريشية..
هكذا يعين ابليس نائباً له في كل خلافة عربية تتزيا بالاسلام.. والوزراء المخططون المخربون كثر في كل بلاد العرب .. ولو ضربنا مثالا له في عصر الانتفاضة المصرية .. لوجدنا أمثاله كثيرون ..
وهذا إن دل فإنما يدل على أن ابيلس لم ولن يقدم استقالته ولن يمتنع من أن يبعث نواباً له حتى امتلئ بهم برلمان الاخوان وحكومة الجنزوري الثانية..
شكرا لك دكتورنا الفاضل على هذا الاسقاط التاريخي الذي يقفز بنا إلى اسقاط معاصر لما تمر به مصرنا الحبيبة الحبيسة.. والسلام عليكم ورحمة الله
القرآن والواقع الاجتماعى (21 )
القرآن والواقع الاجتماعى20( وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذ
القرآن والواقع الاجتماعى (19 )(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ
القرآن والواقع الاجتماعى (18 ) ويرزقه من حيث لا يحتسب
من علوم القرآن : القرآن والواقع الاجتماعى 17
القرآن والواقع الاجتماعى ( 16 )
القرآن والواقع الاجتماعى (14 )
القرآن والواقع الاجتماعى (15 ) ( فكأنما قتل الناس جميعا )
القرآن والواقع الاجتماعى (13 )
القرآن والواقع الاجتماعى (12 ) إن ربك لبالمرصاد
من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى (11 )
القرآن والواقع الاجتماعى (10)
القرآن والواقع الاجتماعى
القرآن والواقع الاجتماعى (9)
(7 ) القرآن والواقع الاجتماعى
من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى:(6)(الذين يوفون
من علوم القرآن : القرآن و الواقع الاجتماعى ( 5 )
(2) من علوم القرآن : القرآن والواقع الاجتماعى
من علوم القرآن : القرآن والواقع الاجتماعى
من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى ( 4 )
دعوة للتبرع
(غل ) ( أغلال ): الأغل ال هل هي سلاسل العذا ب يوم القيا مة ؟ ...
سؤالان : السؤا ل الأول : ما رأيك فى مقاطع ة الشرك ات ...
عبادة الأحجار: الأقد ام المنح وته علي صخره في مقام...
خرافات الغار: هل هناك بالفع ل حقيقة لما يسمى بمعجز ة الغار...
شيعى محترم: سلام عليكم أری ;د أن أتمنّ ی منکم أن لا...
more
رغم أن ابن مقلة كان وزيرا إلا انه كان موهوبا وعبقرية واضحة في فنون الخط العربي ، فهو مخترع خط الثلث هو قطبه ابن المحرر سنة 136 هجريه وهو أول خطاط في عهد بنى اميه واشتق اربع اقلام من الخط الكوفى وكان ابن المحرر الخطاط الوحيد في هذا العصر اما ابن مقله تجمع جميع المصادر انه أول من وضع قواعد لخط الثلث وتفنن في هندسة الحروف واجاد كتابته وجاء بعه ابن البواب الذي ابتكر منه بعض الأنواع ويقول صاحب كتاب (إعانة المنشئ) عن خط الثلث: إنه أول خط ظهر منبثقاً عن الخط الكوفي منذ بدء نشأة الأقلام المستعملة في أواخر خلافة بني أمية وأوائل خلافة بني العباس. وقال صاحب الأبحاث الجميلة في شرح الفضيلة: إن الأقلام الموجودة الآن مستنبطة كلها من الخط الكوفي. وفي كتاب (صفوة الصفوة) ما معناه أن التابعي الجليل، الحسن البصري الذي عاش ثمانية وثمانين عاماً هو الذي قلّب القلم الكوفي إلى النسخ والثلث. وقد جاء بهذه الرواية المهندس ناجي زين الدين المصرف في كتابه (مصور الخط العربي / ص 308 / 1980 بغداد)
وقد اعتمد هذا الرأي بدافع مكانة هذا الرجل الاجتماعية والدينية فقد ذاع صيته لمتانة خُلُقه وعلوّ مكانته، وكان ورعاً فصيحاً، أُعجب به الناس فنسبوا له هذا الحدث الهام. [1]
ابن مقلة هو رجل بلغ في الخط العربي شأناً عظيماً، صاحب خطٍ حسنٍ، أبدع في هندسة حروفها وقدّر مقاييسها وكان خطه يضرب به المثل في عهده، ذلكم هو أبو علي محمد بن علي بن الحسن بن مقلة، شيخ الخطاطين ومهندس صناعتهم، وهو كذلك وزيرٌ وأديبٌ وشاعرٌ مبدعٌ، وناثرٌ بليغٌ. عُرف هذا الوزير بابن مقلة لأن له أمٌ كان أبوها يلاعبها في صغرها ويقول لها " يا مقلة أبيها " فغلب عليها هذا الاسم واشتهرت به، فاتصل هذا الاسم المشهور بابن مقلة الذي كان ضمن سلالتها معروفٌ به، فكان بذلك مقلة الزمان وملك الخط والبيان ! ولد هذا الوزير سنة اثنتين وسبعين ومئتين للهجرة ببغداد، في أسرة عملت في الخط زمناً طويلاً، فكان جده خطاطاً، وأما أبوه فقد كان استاذه الذي علمه الصناعة، وكذلك كان استاذه إسحاق بن إبراهيم الأحول صاحب كتاب " تحفة الوامق " وتتلمذ على يد ثعلب وابن دريد، وتقلد الوزارة ثلاث مرات في زمن ثلاثة خلفاء ! وكان من إنجازات هذا الوزير أنه أول من هندس حروف الخط العربي، ووضع لها القوانين والقواعد، وإليه تنسب بداية الطريقة البغدادية في الخط، وأول من كتب مصنفاً في الخط العربي ذكر فيها مصطلحات هذا العلم البديع، مثل مصطلحات " حسن التشكيل " وهي التوفية، والإتمام، والإكمال، والإشباع، والإرسال، ومصطلحات " حسن الوضع " وهي : الترصيف، والتأليف، والتسطير، والتنصيل. كما أنه وضع قواعد دقيقة في ابتداءات الحروف وانتهاءاتها، وفي علل المدّات، وأنواع الأحبار، وفي أصناف بري القلم، يقول إداورد روبرتسن " إن ابن مقلة قد اخترع طريقة جديدة للقياس عن طريق النقط، وجعل الريشة وحدةً للقياس، فقد جعل من حرف الألف الكوفي مستقيماً بعد أن كان منحنياً من الرأس نحو اليمين كالصنارة، وقد اتخذه مرجعاً لقياساته، وخطا ابن مقلة خطوة أخرى، إذ هذّب الحروف، وأخذ الخط الكوفي كقاعدة، وأخرج من هذه الحروف اشكالاً هندسية، وبذلك أمكنه قياس هذه الحروف ".
يتبع ....