يوم في حياة الرئيس مبارك . بقلم نضال نعيسة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٦ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الحوار المتمدن


جاء في الأنباء وعلى لسان أحد رموز السلطة والنظام في مصر، وهو الدكتور مصطفى الفقي،رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب، سكرتير الرئيس للمعلومات سابقاً، أن الرئيس مبارك يحيا حياة بسيطة جداً، فهو يقوم بتلميع حذائه بنفسه ويكوي ملابسه أيضاً، لا ندري أين يذهب الرئيس حتى يتلوث حذاؤه، ولا ندري إن كان الجلد الفاخر والنوعية الممتازة تحتاج أصلاً لتلميع.

مقالات متعلقة :

و"سنسرح" فيها كما تقول الأمثال ونصدق الدكتور الفقي، ونتخيل الرئيس مبارك، وهو يعيش حياة مواطن مصري، أو عربي معثر وبسيط، من العبيط إلى الخليط، ونتخيل ما سيفعله الرئيس مبارك:
يستيقظ صباحاً على رنة المنبه كي يلحق الدوام وهموم العيش، ويعد كأش شاي بلبن، له ولزوجته السيدة سوزان.
يحاول أن "يتشطف" فيكتشف أن المياه مقطوعة، فيدبر رأسه مما يتيسر من مياه في الخزان، وقد يستعير سطل ماء من عند الجيران، يعني أحمد نظيف أو فاروق حسني.
ومن ثم يذهب للفرن لشراء "العيش" لعلاء وجمال كي يتناولوا الفطور.
وبعد ذلك يلبس "هدومه" البلدي، الجلباب، والحطة، ليقوم بتوصيل الأولاد والأحفاد إلى مدارسكم كما يفعل "محسوبكم" العبد الفقير لله تعالي كل يوم، وما حدا أحسن من حدا.
ومن ثم يذهب إلى سوق الخضرة لشراء الطماطم والخيار والبازلياء والفاصولياء والزيت والسمنة...إلخ، وتوصيه السيدة حرمه ألا ينسى أن يحاسب في طريقه البقال واللحام والفوال الذين جلبوا من عندهم بعض الحاجيات بالأمس، ولم يدفعوا لهم لأن "مبارك" لم يكن بالبيت.
ويكتشف بأنه لم يدفع فاتورة الكهرباء، والتلفون، فيركض إلى مصلحة الهاتف والكهرباء، فيجد طابوراً طويلاً عريضاً، وينتظر دوره إلى أن يأتي ثم يقوم بالدفع، ويعود أدراجه إلى عند الست سوزان التي تكون قد أعدت له الطعمية والكوشري، والفسيخ بمناسبة أعياد شم النسيم التي تحتفل بها المحروسة هذه الأيام.
وبعد ذلك يذهب إلى القصر الجمهوري بالمواصلات العامة و"ويتشعبط"، في إحدى الحافلات، وبعد لأي وجد يصل إلى مكان عمله، حيث يقوم بالتوقيع على دفتر الحضور، قبل أن يتم سحبه، ويوجه له مدير القصر الجمهوري، توبيخاً بسبب تأخره كالمعتاد، ويطلب منه عدم التأخر مرة ثانية تحت طائلة عدم السماح له بالترشح لفترة رئاسية سابعة.
وما إن يجلس في مكتبه لمتابعة أعماله و"الدوسيهات"، و"الفايلات"، ومعاملات الأخوة المواطنين المكدسة أمامه، حتى يأتيه اتصال من البيت، أن إدارة المدرسة التي يدرس فيها علاء قد طلبته لأنه لم يدفع القسط الشهري، فيضطر للاستئذان والخروج على عجل، ولا يعود بعد ذلك إلى العمل في هذا اليوم بسبب ذلك الحدث الاستثنائي الطارئ، وتوصيه بألا ينسى أن يحضر معه دفتر رسم وعلبة ألوان لحفيده الذي ولد في لندن قبل أيام.
يعود مثقلاً مهموماً تعباً "فارطاً"، وكل مناه أن يحظى بـ"نفس شيشة" قبل القيلولة مع كأس شاي خمير، فتستقبله سوزان بحزن لتبشره بأن جرة الغاز قد نفذت ويجب عليه أن يذهب ويحضر الغاز من أجل إكمال وجبة الفول التي تقوم بإعدادها. فينصاع الرجل، ويعود من حيث أتى.
يلف على كذا محل لبيع الغاز إلى أن يتمكن من شراء جرة الغاز فيعود فرحاً إلى عند سوزان التي تستقبله بالأحضان.
وما إن يحاول الراحة حتى يرن جرس الهاتف ليأتيه اتصال من البلد يقول له أن أمه في حال خطرة وهي في طريقها إلى المشفى "الميري" في المنوفية.
فيلبس على عجل ويبحث عن سيارة أجرة تاكسي، إلى أن يصل إلى المستشفى ليجد أنها في العناية المشددة، ويسهر عندها إلى الصباح، إلى أن تتعافى، ويتسلى مع الزوار والمراجعين، ويتعرف على بعض الأقارب والأصحاب من البلد الذين لم يرهم من زمان.

هذه عينة يومية، وهكذا تمر الأيام والليالي على الرئيس مبارك، الذي لا يجد الوقت الكافي لحكم مصر. فهل أدركتم لماذا حال مصر على ما هو عليه؟ الريس "مش فاضيلكو، الله !!! هو لاقي وقت عشان يحكم مصر؟"

أتى الفقي ليكحلها فعماها، إذ لا يجوز بحال أن يتكلم عن رئيسه بهذه الطريقة، ولا يجوز لرئيس دولة محترم وقته ملك للشعب وللوطن أن يهدر وقته الثمين في صغائر الأشياء، وتوافهها، ومع احترامنا الشديد للسيد الرئيس مبارك. حتى ولو كانت نية السيد الفقي سليمة وتحاول تجميل الرئيس وتسويقه شعبياً، فلا يجوز بحال أن يقال عنه مثل هذا الكلام، فالبروتوكول والأعراف الرئاسية لا تسمح بمثل هذا القول، وفيها إساءة للرئيس أكثر مما فيها من محاولة لتجميل الرئيس وزيادة شعبيته. ربما يقوم الرئيس بفعل ذلك ولو بشكل عابر وعلى سبيل رمزي، ولمرة واحدة، لكن أن يتم تصوير الرئيس بهذا الشكل ورسم صورة نمطية عنه على هذا النحو، فهو، وليسمح لنما السيد الفقي، غير مقبول على رئيس دولة محترم ، ولا يمكن لأحد أن يصدقه على الإطلاق.

فعلى من تقرأ مزميرك يا دكتور فقي؟

اجمالي القراءات 1832
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق