ببرنامج يدعو لفصل النساء| حزب «الإسلام» البلجيكي.. هل هذه صورة مناسبة لأوروبا؟

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٦ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصر العربيه


ببرنامج يدعو لفصل النساء| حزب «الإسلام» البلجيكي.. هل هذه صورة مناسبة لأوروبا؟

فصل النساء في وسائل المواصلات».. و«تطبيق الشريعة».. إنها ليست شعارات سلفية في إحدى عواصم الدول الإسلامية، ولكنها دعاية حزب «الإسلام» البلجيكي في قلب العاصمة الأوروبية بروكسل، والتي فتحت بابا واسعا من الجدل بين من يتمسكون بحقه في خوض طريقه الديمقراطي وترك الحكم للجمهور، وآخرين يشددون على أن هذه ليست صورة الإسلام والدعوة التي ينبغي تصديرها إلى أوروبا.

ومنذ الإعلان عن برناجه، لا يزال حزب «الإسلام» البلجيكي، يثير ردود أفعال يعتبرها بعضهم مثيرة للنقد في حين يعتبرها آخرون أفكارا عادية وتتماشى مع روح ممارسة الديمقراطية في أوروبا، بينما يذكر آخرون بأن المطالبة بتطبيق الشريعة في بلاد لا يمثل فيها المسلمون سوى أقل من 7% من مجموع سكان البلاد هو مجرد عبث.

ويطمح حزب «الإسلام» إلى الترشح لانتخابات المجالس المحلية في منطقة بروكسل، في 14 من أكتوبر المقبل، ويطالب في برنامجه الانتخابي بإقامة دولة إسلامية تتماشى مع الدستور البلجيكي و تخصيص حافلات للنساء وأخرى للرجال في ساعات الذروة.

«محمد سروج» المقيم بـ«مولنبيك» اعتبر أن «فكرة فصل الرجال عن النساء في وسائل النقل العمومية جيدة، ينبغي أن أقول، إن هناك رجالا يتحرشون بالنساء في الحافلات كما أن هناك نساء أيضا يضايقن الرجال».

لكن آراءه لا تتفق معه كثيرا «آن جيل غوريس» عضو المجلس البلدي بمونلبيك التي قالت إننا «نبني مجتمعا عبر إرساء الجسورمن خلال العيش معا، بأن نمنح لهم الفرص لتقاسم خبرات يومية سويا، أما لو بدأنا في الفصل ما بين الرجال والنساء فإننا نمشي صوب الطريق الخطأ ونحيد عن جادة الصواب».

وفي انتخابات العام 2012، حصل حزب «الإسلام» على مقعدين بالمجلس البلدي، أحدهما في مولنبيك وآخر في أندرلخت، وهو يريد الترشح هذه المرة ضمن 28 بلدية.

من جانبه، يقول رئيس حزب «الإسلام» الأستاذ «عبدالحي بقالي طاهري» إن «فكرة فصل النساء عن الرجال في وسائل النقل العمومية، ولدت من خلال نساء تعرضن للمضايقات، وكن يشعرن بأنهن عرضة لسوء المعاملة، من قبل أشخاص قليلي الأدب، ومن المنحرفين، يجب أن أقول لك، إنني أرى أن هذا المشروع، تم إنجازه في اليابان، وهو يعمل بشكل جيد، حيث توجد عربات مخصصة للنساء وبخاصة خلال ساعات الذروة».

وأثارت أفكار برنامج الحزب الطبقة السياسية في بلجيكا، حيث طالب كثيرون منهم بإلغاء اعتماد الحزب، واتهموا برنامجه بأنه لا يتواءم مع روح العيش معا و لا حتى مع الدستور البلجيكي والقيم الأوروبية بشكل عام.

وفي تغريدة لها على «فيسبوك» قالت «بيانكا ديباسيت»، وزيرة الدولة المكلفة بتكافؤ الفرص في منطقة العاصمة بروكسل: «يريد حزب الإسلام فصل النساء عن الرجال في وسائل النقل العمومية. إنه أمر مروع للغاية ويتعارض أيضًا مع الدستور. من ناحية أخرى، لا نريد استيراد الشريعة إلى بلدنا، هذا أمر غير ممكن إذن أبدا. أطلب من هيئة تحقيق المساواة ما بين الرجال و النساء تحليل هذا الأمر وحينها يمكننا التصرف بحزم إزاء الحزب. نحن بحاجة في مقاطعة لعاصمة بروكسل، إلى قادة سياسيين و دينيين، يبنون جسورا، وما نحن بحاجة إلى متعصبين، يخاطبون الشباب بأفكار مثيرة للاشمئزاز».

وكتب وزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة «ثيو فرانكن»، في تغريدة له «حزب سياسي يدعى الإسلام بدأ يمتد في بلجيكا. ويطالب دعاته بتطيبق الشريعة الإسلامية دون أدنى خجل، تطبيق الشريعة يعد انتهاكا لحقوق الإنسان. الأحزاب التي تنادي بتتطبيق الشريعة هي أحزاب غير ديمقراطية.إنهم ذئاب متنكرون».

بينما كتب «أوليفييه ماينغين» رئيس حزب ديفي الليبيرالي «يجب التحلي بالشجاعة وحظر حزب مثل حزب الإسلام، حيث إن لديه مشروعا دينيا، ينافي الديمقراطية، لذلك ، نحن بحاجة إلى قاعدة قانونية لتنفيذ الإجراء ولهذه الغاية، دعونا نصوت لمقترحي الذي أدعو إليه، ذلك المتعلق بإدراج العلمانية في الدستور. الغالبية هي التي عليها أن تتخذ الموقف الفصل في هذا المضمار».

كما اعتبر مدير مركز الدراسات حول العالم العربي و المتوسط في جامعة جنيف، «حسني عبيدي»، أن «هذا الحزب يشبه إلى حد ما تنامي التطلعات الشعبوية والخطابات القومية، التي تنادي بها أحزاب سياسية، من أقصى اليمين أو أقصى اليسار. لا يمكننا المضي قدما في حظر حزب سياسي حتى لو كان هذا الحزب يدافع عن أفكار متطرفة لأن الفضاء السياسي رحب للغاية، وفيه مساحة كافية لجميع هذه الأحزاب".

وفقا لدراسة مسحية أجراها عالم الاجتماع يان هيرتوجن ونشرت في 18 مايو من العام 2016 ، يوجد في بلجيكا 781887 مسلم ، وهم يشكلون 7% من مجموع السكان في بلجيكا. لذلك تعتبر الجالية المسلمة مثار اهتمام كثير من الأحزاب السياسية تلك التي تتسابق للحصول على أصواتها في الانتخابات القادمة.

اجمالي القراءات 1161
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق