من هم معتقلو الدفوف الذين يحاكمون في مصر؟

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٣ - ديسمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: BBC


من هم معتقلو الدفوف الذين يحاكمون في مصر؟

أجلت جلسة محاكمة 24 من "معتقلي الدفوف" النوبيين المتهمين بتنظيم مسيرة غير مرخصة للمطالبة بتطبيق مادة في الدستور المصري تنص على توطين النوبيين على ضفاف بحيرة السد العالي التي غمرت مياهها قراهم إلى السادس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

مقالات متعلقة :

وكانت قوات الأمن المصرية قد اعتقلت 24 من أبناء النوبة في الرابع من سبتمبر/أيلول 2017 أثناء مسيرة سلمية مستخدمين الدفوف والغناء في محافظة أسوان مما أثار حالة من الغضب بين النوبيين.

وتوفي جمال سرور القيادي النوبي الذي يحمل الجنسية الفرنسية في اليوم الرابع من سجنه بعد أن أضرب عن الطعام مع عدد آخر من المعتقلين بسبب منعهم من حضور جلسة تجديد سجنهم، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة أدت إلى وفاته.وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية إلى اطلاق سراح هؤلاء النشطاء.

نصف قرن على حملة انقاذ آثار النوبة

بين منح ورفض حق النوبيين

وتنص المادة الخامسة من مسودة المشروع المعد من قبل الحكومة الانتقالية في عام 2015 بشان توطين النوبيين بأراضيهم القديمة حيث جاء فيها "تخصص الهيئة الأراضي والعقارات الواقعة بمناطق النوبة القديمة لأبناء النوبة بنظام حق الاستغلال لمدة 10 سنوات، وفقا لتعاقدات تبرم لهذا الغرض، وفقا للشروط والقواعد المقررة بالمادتين الثامنة عشر والتاسعة عشر من هذا القانون".

ودعا أبناء النوبة إلى إلغاء القرار الجمهوري 444 الذي صدر في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 الذي اعتبر أراضي ستة عشر قرية نوبية من أصل أربعة واربعين قرية أراضٍ حدودية عسكرية.

حكاية النوبة والنوبيين

اسم النوبة مشتق من كلمة "نوب" وتعني الذهب، وسميت المنطقة بذلك لوجود بها أكبر مناجم الذهب في أرضها بمنطقة العلاقي.

وقد امتدت بلاد النوبة تاريخيا من جنوب مصر إلى جنوب نهر النيل، وانقسمت إلى ثلاث ممالك: كوش ومروي ونباتا. وضمت دول حوض النيل: أثيوبيا وتنزانيا والسودان والكونغو.

والنوبيون من أقدم الشعوب المتحضرة في العالم، تمركزوا حول نهر النيل آلاف السنين فيما يعرف الآن بجنوب مصر وشمال السودان.

وكانت النوبة القديمة تنقسم إلى ثلاث مناطق جغرافية وهي المنطقة الشمالية التى يسكنها النوبيون "الكنوز" ويتحدثون اللغة الماتوكية، والمنطقة الوسطى ويسكنها العرب وتضم ست قرى ويتحدثون اللغة العربية إلى جانب تعلمهم النوبية، والمنطقة الجنوبية ويسكنها النوبيون الفاديجا.

انتزاع النوبيين

بدأ تهجير النوبيين عام 1902 على فترات متقطعة عندما بدأ المصريون العمل في "خزان أسوان" لحل مشكلة فيضان النيل، إلا أن التهجير بصورته الكبرى وقع في عام 1963، عندما بدأت الحكومة المصرية في العمل على بناء السد العالي، حيث تم تهجير 44 قرية نوبية من مساحة 350 كيلومترا مربعا.

وفي ذلك الوقت طلبت مصر والسودان المساعدة الدولية لإنقاذ المواقع الأثرية التي هددها بناء السد العالي.

النوبة
Image captionتم استخراج معبدي أبو سمبل وفيلة من تحت مياه النيل

وقالت مصادر اليونسكو: "لم يكن السد يهدد الآثار فحسب بل النوبة كلها بناسها وآثارها وأرضها، لذلك طلب البلدان المساعدة ليأتي أناس من مختلف أنحاء العالم مهندسين ومعماريين وجغرافيين لإنقاذ المنطقة".

وخلال عقدين من الزمان تم انقاذ الكثير من الآثار أبرزها معبدا أبو سمبل وفيلة.

ويعتبر معبد أبو سمبل من مناطق الجذب السياحي المعروفة في العالم حيث تم تصويره في أفلام مثل الموت على ضفاف النيل والمومياء، ولو بقي حيث بناه رمسيس الثاني منذ 33 قرنا لكان حاليا تحت الماء.

وإذا كان قد تم انقاذ الآثار فإن عشرات الآلاف من النوبيين تعرضوا للتهجير من أرضهم التاريخية على ضفاف النيل في جنوب مصر وشمال السودان في أوائل ستينيات القرن الماضي ليعاد توطينهم في مناطق صحراوية لا يستطيعون فيها ممارسة الزراعة مما دفع الشباب إلى مغادرة البلاد بحثا عن عمل، وبانتزاعهم عن جذورهم بدأ النوبيون يفقدون لغتهم وعاداتهم.

حلم العودة

ويناضل النوبيون منذ زمن بعيد من أجل العودة إلى ضفاف بحيرة ناصر القريبة من قراهم الأصلية. وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت العام الماضي أنها حريصة على أن تكون الأولوية لأهل النوبة في الحصول على أراض واقعة في منطقة النوبة القديمة بأقصى جنوب مصر ضمن مشروع ضخم تنفذه الحكومة لاستصلاح الأراضي.

ويحتج نشطاء نوبيون على قرار السلطات طرح بعض أراضي منطقتي "توشكى"و"خورقندي"، اللتين تقعان ضمن أراضي النوبة القديمة، للبيع بالمزاد العلني أو حق الانتفاع في إطار مشروع قومي لزراعة 1.5 مليون فدان. ويطالب النشطاء بأحقيتهم في تنمية هذه الأراضي.

اجمالي القراءات 871
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق