السيسي سيكرر إجراءات السادات.. فهل يرد المصريون بانتفاضة ١٨و١٩يناير ١٩٧٧؟

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٢ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: بوابة يناير


السيسي سيكرر إجراءات السادات.. فهل يرد المصريون بانتفاضة ١٨و١٩يناير ١٩٧٧؟

*السيسي دافع عن انفتاح السادات وهاجم رفض الشعب له.. فهل يجس النبض؟

*مستشار السيسي طالب بفصل ٥ ملايين موظف لانهم “عالة” على الدولة

كتب: عبدالرحمن كمال

قبل أيام، قال السيسي إن الوضع الاقتصادي في مصر صعب ويؤثر على بقية القطاعات سواء في التعليم أو الصحة أو البنية الأساسية وغيرها، لافتا إلى أن الإصلاحات الاقتصادية تأجلت منذ عام 1977 تحسبا لردود فعل المواطنين.

وأضاف السيسي في كلمته، خلال افتتاحه أكبر مجمع للبتروكيماويات بالاسكندرية، أنه في أعقاب ثورة 25 يناير توقفت الاكتشافات في مجال البترول لمدة عام، كما حدثت أمورا كثيرة جدا كان لها تأثير على الاقتصاد، حينما تم تعيين 900 ألف شخص في القطاع الحكومي دون الحاجة إليهم نتيجة للضغط، بالإضافة إلى تخصيص مرتبات لهم في موازنة الدولة مما سيؤثر على الميزانية العامة للدولة.

كلمة السيسي لم تكن تتماشى مع الحدث، فالمفترض أن السيسي حضر ليحتفل بافتتاح اكبر مجمع بتروكيماويات في الشرق الاوسط، فإذا به يتوعد المصريين بإجراءات أشد قسوة من التي اتخذها السادات في يناير ١٩٧٧، وكانت سببا في خروج الشعب المصري ضد السادات الذي ظن أن حرب اكتوبر تمثل صكا يمنحه حق التصرف وتجويع الشعب.

ما هي إجراءات يناير وانتفاضة الخبز؟

انتفاضة الخبز هي انتفاضة ومظاهرات شعبية ضد الغلاء، جرت في أيام 18 و19 يناير 1977 في عدة مدن مصرية رفضا لمشروع ميزانية يرفع الأسعار للعديد من المواد الاساسية، حيث كان للدكتورعبد المنعم القيسوني، نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية آنذاك خطاب أمام مجلس الشعب في 17 يناير 1977 بخصوص مشروع الميزانية لذلك العام، أعلن فيه إجراءات تقشفية لتخفيض العجز، وربط هذا بضرورة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتدبير الموارد المالية الإضافية اللازمة. (نفس الوضع الراهن).

كان رد فعل الشارع على الزيادات أن الناس خرجت للشوارع حتى استجابت الحكومة وتراجعت عن زيادة الأسعار. أطلق الرئيس المصري آنذاك أنور السادات عليها إسم “ثورة الحرامية” وخرج الإعلام الرسمي يتحدث عن “مخطط شيوعي لاحداث بلبلة واضطرابات في مصر وقلب نظام الحكم” وتم القبض على عدد كبير من النشطاء السياسيين من اليساريين قبل أن تصدر المحكمة حكمها بتبرئتهم.(نفس ردود واتهامات السيسي).

السيسي على خطى السادات

يبدو أن حلم الاوميجا الذي تحدث عنه السيسي في حواره المسرب مع ياسر رزق، والذي التقى فيه السادات، لم يحكيه السيسي كاملا، فلم يخبرنا السيسي أن السادات طلب منه السبر على خطاه في الانفتاح الاقتصادي الذي خرب مصر.

السيسي في افتتاح مجمع ايثيدكو دافع واثنى على إجراءات ١٧ يناير ١٩٧٧، وبدا متحمسا لتكرارها بشكل أشد قسوة.

ألمح السيسي إلى نيته فصل العمالة الزائدة التي لا تحتاج اليها الدولة، وتحدث عن رفع الدعم عن الكهرباء، ومهد لزبادة اسعار تذاكر المترو.

تجدر الإشارة الى أن الدكتور محمد بهى العيسوى، مستشار السيسي، طالب بفصل ٥ ملايين موظف من أصل موظفى الدولة البالغ عددهم 6 ملايين شخص لا يعمل منهم سوى مليون فقط، ويجب “رفد” الـ5 ملايين موظف الآخرين لأنهم “عالة” على الدولة المصرية، على حد وصفه.

هل يكرر المصريون وانتفاضة الخبز؟

بعد الاعلان عن رفع الدعم عن السلع الاساسية في ١٧يناير ١٩٧٧، خرجت التظاهرة رافضة لهذه الاجراءات، بدات الانتفاضة بعدد من التجمعات العمالية الكبيرة في منطقة حلوان بالقاهرة في شركة مصر حلوان للغزل والنسيج والمصانع الحربية وفى مصانع الغزل والنسيج في شبرا الخيمة وعمال شركة الترسانة البحرية في منطقة المكس بالأسكندرية وبدأ العمال يتجمعون ويعلنون رفضهم للقرارات الاقتصادية وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة تهتف ضد الجوع والفقر وبسقوط الحكومة والنظام.

بدات نفس المظاهرات في الجامعات وانضم الطلاب للعمال ومعهم الموظفين والكثير من فئات الشعب المصري في الشوارع والميادين القاهرة والمحافظات يهتفون ضد النظام والقرارات الاقتصادية وحدثت مظاهر عنف منها حرق اقسام الشرطة وابنية الخدمات العامة ومنها أقسام الشرطة (الأزبكية والسيدة زينب والدرب الأحمر وقسم شرطة إمبابة والساحل وحتى مديرية أمن القاهرة)، واستراحات الرئاسة بطول مصر من أسوان حتى مرسى مطروح واستراحة الرئيس بأسوان، ووصل الهجوم إلى بيت المحافظ بالمنصورة وتم نهب أثاثه وحرقه، ونزل إلى الشارع عناصر اليسار بكافة أطيافه رافعين شعارات الحركة الطلابية، واستمرت هذه المظاهرات حتى وقت متأخر من الليل مع عنف شديد من قوات الأمن وتم القبض على مئات المتظاهرين وعشرات النشطاء اليساريين.

“التاريخ يعيد نفسه مرتين، في المرة الاولى كمأساة، وفي الثانية كمهزلة”.. هكذا قال كارل ماركس، ويقول العلامة ابن خلدون: “في التاريخ لا توجد أحداث جديدة، يختلف المكان والزمان والأشخاص والحدث هو الحدث”.

السادات اتخذ قراراته برفع الدعم من اجل عيون صندوق النقد الدولي وقروضه، ظنا منه أن كونه رئيسا للبلاد في وقت حرب اكتوبر يمنحه ذلك الحق في افقار الشعب.

السيسي هو الاخر يعلن انه سيكرر قرارات السادات، والتي تاتي ايضا من اجل عيون صندوق النقد الدولي وقروضه، لكن مع فارق أن السيسي لم يخض حربا من اي نوع، اللهم إلا حربه ضد اهل سيناء وحربه ضد ثورة يناير، ومع ذلك يعتقد أن الشعب سيصمت ايضا على ما يريد فعله.

إذن، تغير الزمان والاشخاص، وبقى الحدث كما هو، تجويع الشعب من اجل قرض لن يكون اه يا فائدة إلا ما قاله عالم الاقتصاد ميشيل تشوسودوفيسكي: “صندوق النقد الدولي يترك البلد فقيرًا كما كانَ من قبل.. لكن مع مديونية أكبر وصفوة حاكمة أكثر ثراء”.

فهل سيكرر الشعب المصري انتفاضته ضد صندوق النقد الدولي مرة أخرى؟ الايام المقبلة ستكشف ذلك.

 

 

اجمالي القراءات 2086
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق