ماذا حدث باليمن ليلًا؟ السعودية تقود عملية عسكرية عربية ضد الحوثيين في ليلة ساخنة

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٦ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسة


ماذا حدث باليمن ليلًا؟ السعودية تقود عملية عسكرية عربية ضد الحوثيين في ليلة ساخنة

قبل ساعات من فجر الخميس، شنت السعودية هجومًا على المجال الجوي اليمني ومطار صنعاء، ودمرت مخازن أسلحة وقواعد عسكرية وجوية بصنعاء، كان الحوثيون قد سيطروا عليها قبل ساعات بعد خروج الرئيس اليمني وأنباء عن إجباره على الاستقالة مقابل الخروج الآمن، ما دفعه لطلب مساعدة الدول الخليجية حيث طالبهم بوقف تحرك الحوثيين باليمن، حتى خرجت السعودية ومصر ودول الخليج بضربة “عاصفة الحزم”، والتي لم تتوقف حتى صباح اليوم 26 مارس، ليدعم أوباما فورًا تلك الضربة، ويعرض مساعدته اللوجستية والمخابراتية.

أصابت الضربة – بقيادة السعودية- معاقل الحوثيين، كما تسببت أول ساعاتها في انهيار مفاجئ في معظم المواقع الإلكترونية التابعة للحوثيين، مع أنباء عن إصابة رئيس اللجنة الثورية للحوثيين محمد علي الحوثي، ومقتل عبد الخالق الحوثي ويوسف المداني ويوسف الفيشي وأنباء لم تؤكد حتى الآن عن مقتل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بعد ضرب منزله.

وفي الساعات القليلة قبل ضرب الخليج لليمن، كان الحوثيون قد عرضوا مكافأة لمن يلقي القبض على الرئيس اليمني الذي غادر مقره، واحتجز الحوثيون وزير الدفاع اليمني وشقيق الرئيس اليمني ناصر منصور هادي، واحتجزوا قائد اللواء 119 العميد فيصل رجب في الحوطة، مع تفريق المتظاهرين المحتجين بالرصاص، وقتل النشطاء، والاستيلاء على مراكز اليمن العسكرية، وكانت العاصمة اليمنية صنعاء سقطت مساء 21 سبتمبر 2014 في يد جماعة أنصار الله المعروفة إعلاميًّا بـالحوثيين, وهنا سنعرض لك تفاصيل ضربة “عاصفة الحزم” وأهدافها والمشاركين بها.

ما هي خطة «عاصفة الحزم» والمشاركين بها؟

 الملك سلمان أعلن بدء الضربة الجوية الساعة 12 بتوقيت السعودية

10 ضربات مركزة عنيفة على أهداف الحوثيين العسكرية استمرت طوال الليل وحتى فجر الخميس شمالي العاصمة صنعاء، فيما عرف بـ”عاصفة الحزم”, فقد أعلن السفير السعودي عادل الجبير بواشنطن عن خطة الملك سلمان، والتي انطلقت الساعة 12 صباحًا بتوقيت السعودية فقامت الطائرات السعودية بقصف قواعد جوية في اليمن بالقرب من مطار صنعاء الذي سيطر عليه الحوثيون، مع قصف قصر الرئاسة الموجود تحت قبضتهم بثلاثة صواريخ، وتدمير قاعدة الديلمي بالكامل ومعسكر السواد والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات الاحتياط ومنطقة الجراف بصنعاء، كما شنت الطائرات السعودية هجمات صاروخية استهدفت قاعدة العند العسكرية فيما يعني سقوط مدينة عدن من يد الحوثيين، بينما توقفت حركة الملاحة الجوية تمامًا وأعلنت السعودية مجال اليمن الجوي منطقة محظورة، وحذرت السفن من الاقتراب لموانئ اليمن في عملية ستستمر حتى تحقق أهدافها.

 السفير السعودي بواشنطن أمس

وكان السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير أعلن قبل لحظات من ضربة “عاصفة الحزم” تفاصيل الخطة السعودية بأن بلاده ودول خليجية بدأت عملية عسكرية في اليمن للدفاع عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مشيرًا إلى أن هذه العملية العسكرية ستقتصر في الوقت الحالي على الضربات الجوية، وأن تلك الضربات جاءت بموافقة الولايات المتحدة وأطراف دولية، متهمًا الحوثيين بإفشال جميع المساعي السياسية.

كم تبلغ قوة الضربة واستعداد الدول؟

تشارك في الحملة بحسب تقارير إعلامية نحو  179 طائرة من دول خليجية وعربية, حيث دخلت السعودية الى اليمن بـ 100 طائرة و150 ألف مقاتل ووحدات بحرية، في الوقت الذي ساهمت فيه الإمارات بمقاتلة إماراتية للمشاركة في “عاصفة الحزم” مع 6 طائرات أردنية و6 مغربية و3 سودانية تشارك في الضربة، وتشارك مصر بمقاتلات وسفن حربية، في حين أعلنت الكويت مشاركتها بـ15 مقاتلة، و10 طائرات قطرية مقاتلة في “عاصفة الحزم”، ووصول 30 مقاتلة إماراتية قبل صباح اليوم للمشاركة, وأعلنت مصر والأردن والسودان وباكستان استعدادهم لدخول اليمن برًّا، كما أبدت المغرب استعدادها للمشاركة، ليصبح بذلك إجمالي الدول المشاركة 10 (دول الخليج الستة باستثناء سلطنة عمان إضافة إلى مصر والسودان والأردن وباكستان والمغرب).

لماذا تحرك الخليج؟

 آثار الضربة الأولى فجر الخميس

رسالة هادي

قبل خروجه من قصر الرئاسة نهار الخميس أرسل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رسالة وجهها لكل من (ملك السعودية، رئيس دولة الإمارات، ملك البحرين، سلطان عمان، أمير دولة الكويت، وأمير دولة قطر)، حيث أكد هادي على تقرير مبعوث الأمم المتحدة الذي أكد على تحرك الحوثيين نحو الجنوب باتجاه لحج وعدن، وانتشار مخاوف من استغلال تنظيم القاعدة لحالة عدم الاستقرار الراهنة لإثارة مزيد من الفوضى؛ مما يجعل البلاد تنزلق نحو مزيد من الصراع العنيف، وهنا توجه هادي لهم وناشدهم قائلًا: “استنادًا إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، واستنادًا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، أطلب تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر، وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش”.

بيان الدول الخمسة الخليجية

بعد رسالة هادي أصدر مجلس التعاون الخليجي ما عدا عمان بيانًا بتوقيع كل من (المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ومملكة البحرين، ودولة قطر، ودولة الكويت ), ذكرت الدول الخليجية ببيانها التهديدات التي تواجهها بوجود الأسلحة الثقيلة وصواريخ قصيرة وبعيدة المدى خارج سيطرة السلطة الشرعية, مع عدم استجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون ومن مجلس الأمن، وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي والأعراف الدولية، واستمرار حشودها المسلحة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ على حدود المملكة العربية السعودية، وقيامها مؤخرًا بإجراء مناورات عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية قرب حدود المملكة العربية السعودية استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة, وقررت الدول الخليجية الاستجابة لطلب عبد ربه منصور هادي والتدخل لحماية اليمن مما وصفته بأنه عدوان الميليشيات الحوثية.

موقف مصر وارتباك التصريحات

مع نجاح الضربات السعودية الأولى لليمن تحركت سفن مصرية من قناة السويس في طريقها إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين، وتأمين خليج عدن، ومنع أي تهريب أسلحة قد تصل لليمنيين من الخارج، وكان هذا تصريح السعودية عن الدور المصري الذي نفاه وزير الخارجية المصري  والإعلام المصري ليلًا, إلا أنه بعد بيان الدول الخليجية قالت مصر أنها تدعم سياسيًّا وعسكريًّا خطوة الائتلاف الداعم للحكومة الشرعية في اليمن، وأنها تنسق مع الرياض لمشاركة برية وبحرية وجوية في اليمن ضد الانقلاب الحوثي، حتى تحركت السفن باتجاه السعودية, وتبدي الآن مصر استعدادها لدخول اليمن برًّا.

أسباب سرعة التحرك السعودي

 أوباما أعلن مساندته القرار السعودي بضرب اليمن

لم تكن رسالة هادي الدافع الكافي للتحرك السعودي، ففي وقت قريب أجرى الآلاف من المقاتلين الحوثيين المسيطرين على أجزاء واسعة من اليمن تدريبات عسكرية في الجزء الشمالي من البلاد قرب الحدود مع السعودية، وأجرت ميليشيا الحوثي مناورة على الحدود السعودية بأسلحة ثقيلة كما قال البيان الخليجي، ليأتي رد الملك سلمان ببدء “عاصفة الحزم” والتي تشاور من أجلها مع الولايات المتحدة الأمريكية لتدمر معظم الدفاعات الجوية للحوثيين.

ومع تنامي النفوذ الإيراني في جنوب الجزيرة العربية وتقديم إيران الدعم المالي والسياسي للحوثيين ورغبتها تطويق السعودية عدوها التقليدي، أرادت السعودية ردها حتى أصدرت إيران صباح اليوم بيانات الإدانة القوية لتلك الضربة مشيرة لأنها نالت من المدنيين والأطفال. وبالإضافة لتهديد الحوثيين ملاحة دول الخليج بسيطرته على مضيق باب المندب طريقها الرئيسي للنفط، كان أكبر دافع لدول الخليج على شن مثل هذا الهجوم واتباع خطة السعودية.

تخوف أمريكي ودعم لضرب اليمن

تتخوف أمريكا بشكل عام من أن تتحول أرض اليمن إلى حلبة صراع إقليمية، وأن يتسبب انهيار الأوضاع في فشل كلي لمساعي أمريكا في محاربة القاعدة، خاصة بعدما أخلى الحوثيون ثكنة عسكرية كانت قوات أمريكية تستعملها كنقطة انطلاق لعملياتها ضد التنظيم، وهنا يبدو دعم أمريكا للسعودية من خطوتها الأولى.

حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجاز تقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية لدعم العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن لدحر مقاتلي جماعة الحوثي.

وأضاف البيت الأبيض في بيان له أنه “في حين أن القوات الأمريكية لا تشارك بعمل عسكري مباشر في اليمن دعمًا لهذا الجهد فإننا نؤسس خلية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيق الدعم العسكري والمخابراتي الأمريكي”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب تهديدات جناح «القاعدة» في اليمن، وستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع التهديدات المستمرة والوشيكة للولايات المتحدة ومواطنيها.

إيران تندد

وفي أول رد فعل لها قالت الخارجية الإيرانية إنها تدين العملية العسكرية في اليمن، التي وصفتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية اليوم الخميس بأنها «اعتداءات مدعومة من الولايات المتحدة».

كما عرض التلفزيون الرسمي لقطات لبعض الأضرار وعشرات الجثث وبعض الجرحى، وزعم أن عددًا كبيرًا من المواطنين اليمنيين قتلوا في الاعتداءات المدعومة من الولايات المتحدة في اليمن.

في حين ارتفعت أسعار النفط أمس الأربعاء بنسبة 2.49% مدفوعة بتصاعد الأزمة اليمنية، حيث ارتفع خام برنت بمقدار دولار و37 سنتًا لتسجل سعر 56.48 دولارًا للبرميل، كما صعدت عقود الخام الأمريكي الخفيف بدولار وسبعين سنتًا لتغلق على 49.21، وسط  مخاوف بشأن أمن إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط، واحتمالات اندلاع حرب بالوكالة في شبه الجزيرة العربية.

القصة من البداية

 مقاتلون موالون للرئيس اليمني

بدأت أعمال العنف باليمن سبتمبر 2014 في العاصمة صنعاء، وأسفرت عن العديد من الضحايا مع قصف مستمر لمسلحين الحوثي على مبنى تليفزيون اليمن الحكومي في العاصمة صنعاء, ومع تقدم الجماعة استشعر عبد ربه منصور هادي الخطر ووصف أفعال الحوثيين بالانقلابية, بعد ذلك حضر مبعوث أممي لمقابلة زعيم أنصار الله الحوثية وإقناعه بالتوقيع على اتفاقية السلام.

لم تهدأ الأوضاع حتى قرر منصور هادي فرض حظر تجول ليلي في 4 أحياء شمال غرب صنعاء بعد المعارك التي دارت بين المسلحين الحوثيين والمقاتلين المدعومين من الجيش، حيث قامت قوات الجيش بتسليم مواقعها وقواتها والقنوات الفضائية للحوثيين، بسبب عدم وصول أي تعزيزات لها من وزارة الدفاع منذ بدء المواجهات وازدياد حدة المعارك حتى شلت الشوارع وأغلقت الجامعات والمدارس وعلقت الرحلات الجوية مع مخاوف محاولة انقلاب.

وصلت الاشتباكات إلى محيط منزل الرئيس عبدربه منصور هادي بأحد الطرق الرئيسية في العاصمة صنعاء، ثم سيطر الحوثيون على مقر وزارة الدفاع ومقر مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء المتجاورتين ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة والمنطقة العسكرية السادسة وجامعة الإيمان اليمنية ومجلس النواب والشورى، كل هذا دون أي مواجهة تذكر, وهنا استقال رئيس الوزراء اليمني واتهم الرئيس باحتكار السلطة.

وفي اجتماع قال هادي أنه أُجبر عليه وصل مع وفد من الحوثيين للتوقيع على اتفاق التسوية وصدور قرار جمهوري خلال ساعات بتشكيل حكومة كفاءات بمشاركة الحوثيين لإنهاء الأزمة، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار داخل صنعاء والانسحاب الكلي للمسلحين الحوثيين من كل مرافق الدولة، وهو ما حاولت الشرطة العسكرية تنفيذه مساء الأحد الماضي باسترجاع كل المباني الحكومية التي سيطر عليها الحوثيون، ومنها مبنى الإذاعة والتليفزيون، وجميع الوزارات، ومجلس الوزراء والدفاع، والمناطق العسكرية المختلفة، والجامعات، والبنك المركزي حتى ما لاقته أرض اليمن الليلة الماضية 26 مارس من تفجيرات سميت بـ”عاصفة الحزم”.

اجمالي القراءات 2532
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق