قالت كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي إنها ما زالت قلقة كما كانت من قبل من أمرين وهما البطالة والبيئة، وكانت لاغارد قالت الكلام ذاته قبل عام في لقاء مع الصحافيين في مكتبها بالعاصمة الأميركية.

وفي هذه الطاولة المستديرة التي حضرتها العربية قالت لاغارد "إن الاقتصاد العالمي يشهد نمواً غير متكافئ"، وإن التعافي من الأزمة الاقتصادية ضعيف "لكنه تعاف"
وسألت "العربية.نت" مديرة صندوق النقد عن مصر، فأكدت أن الصندوق يقدّم لمصر الاستشارة الضرورية التي يريدها، وإن فريقاً من الصندوق أنهى زيارة إلى مصر وراجع الاقتصاد المصري في وضعه الحالي، لكن لاغارد امتنعت عن إعطاء المزيد من التفاصيل، رغم سؤالها مرة ثانية عن رأيها في مصر ورفع الدعم عن السلع وكررت إنه يجب انتظار نتيجة عمل الفريق الذي زار القاهرة ويجب استكمال مراجعة الاقتصاد المصري.

وكانت الحكومة المصرية أعلنت منذ أسابيع رفع الدعم عن بعض السلع خصوصاً المحروقات وقال رئيس الحكومة المصرية في حينه إن رفع الدعم سيوفّر 22 مليار دولار على الخزانة المصرية. صندوق النقد حثّ مصر على رفع الدعم منذ سنوات طويلة وحاول التفاوض مع الحكومات المصرية السابقة خصوصاً في عهد محمد مرسي، لكن الطرفين لم يصلا إلى توافق حول رفع الدعم وحجم الدين من صندوق وشروطه.

عودة للسياسة النقدية

وأشارت مديرة صندوق النقد أيضاً إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبنك إنجلترا سيعودان إلى سياسة نقدية عادية في وقت قريب وربما يعودان إلى سياسة فائدة عادية أيضاً في حين هناك تباطؤ في الاقتصاديات النامية باستثناء الصين، ومن ضمنها روسيا والهند والبرازيل وحذّرت لاغارد من أن الاقتصادات المجاورات للاقتصادات الناشئة ستتأثّر بالتباطؤ، لكنها أكدت أن الدول التي أصابتها الأزمة الاقتصادية وأخذت إجراءات لمواجهتها من ضمنها "شدّ الأحزمة" ترى الآن نتائج إيجابية لسياساتها.

وأوضحت لاغارد أن من الاتجاهات التي تستحق التوقف عندها أن اقتصاد الولايات المتحدة ولسنوات طويلة كان مصاباً بالعجز التجاري، فيما كان اقتصاد الصين يشهد فائضاً، لكننا بدأنا الآن نرى تراجعاً في العجز الأميركي وتراجعاً في الفائض الصيني.

تغييرات مع العصر

قالت لاغارد أيضاً إن صندوق النقد يحتفل هذا العام بالذكرى السبعين لتأسيسه منذ اتفاقيات بروتون وودز لكن العالم تغيّر من حينه وتغيّر صندوق النقد أيضاً وتكيّف مع المتغيرات العالمية، وأكدت أن الصندوق يطوّر دائماً شبكة الأمان للتعاطي مع الأزمات لكنها عادت وشددت على ضرورة أن تتحدث الدول إلى بعضها البعض، لأن التعاون بينها يساعد على تحاشي الأزمات ويساعد في تحقيق النمو.

وفي معرض حديثها عن البرازيل قالت رئيسة الصندوق الدولي وهي تمازح الصحافيين إن البرازيل تسببت بمشاكل كبيرة، لأنها والموظفين في الصندوق اضطروا ولشهر كامل لمشاهدة مباريات كأس العالم