مصريون بإيطاليا يعملون في شوارع البغاء ويصورون أفلاما إباحية ويأكلون من القمامة:
موجز انجازات مبارك بعد 27 عاما :

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٤ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


كتب حسين البربري (المصريون): : بتاريخ 13 - 7 - 2008
يخاطر الكثير من الشباب المصري بحياته في السفر إلى أوروبا بطريقة غير شرعية، عبر ما باتت تعرف بـ "قوارب الموت"، بحثا عن "لقمة عيش"، أو مصدر أسرع للثراء، غير مبال بأنه قد يعود إلى بلده في تابوت، أو يلقى حتفه في عرض البحر، حتى الذين يصادفهم الحظ في الوصول إلى الجانب الآخر من ساحل المتوسط، لا يكونون في غالب الأحوال بأفضل حال من نظرائهم في مصر.


وهذا ما رصدته "المصريون" في إحدى ضواحي مدينة جنوة الإيطالية، حيث التقت مجموعة من المصريين دخلوا إيطاليا عن طريق سماسرة البحر، وكانوا في أوضاع معيشية سيئة، خاصة وأنهم جاءوا إلى هناك منذ أربعة أشهر فقط، حيث تطاردهم الشرطة الإيطالية، بسبب عدم حملهم بطاقات إقامة، مما دفع بعضهم إلى التسول أو البحث في صناديق القمامة عن بقايا الأطعمة.
وأكد محمد عبد اللطيف فرجاني (26 عاما) حاصل على بكالوريوس تجارة، وهو من المنصورة، أنه رأى الموت بعينيه مرتين، منذ أن فكر في الذهاب إلى إيطاليا، المرة الأولى في مركب لا تصلح للإبحار، وكانت حمولتها زائدة، فكادت أن تغرق لولا ستر الله، والمرة الثانية عندما طاردته الشرطة الأسبوع قبل الماضي في روما، قبل أن يأتي إلى جنوة جنوبي إيطاليا.
وأشار إلى أنه أتى مع مجموعة من أصدقائه من نفس مدينته، وقام بدفع 25 ألف جنيه لأحد السماسرة الذي صنع له من البحر طحينة، مما جعله يحلم بمقولة الفنان عادل إمام من فيلم "عنتر شايل سيفه" (الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب)، لكننا وجدنا الحياة صعبة للغاية والعمل ليس كما يشاع، لأن العمالة الآسيوية موجودة وبكثرة وتحصل على أموال زهيدة ووجودها شرعي.
وأعرب عن ندمه بترك بلده مصر والمخاطرة بحياته، وقال متوجها بالنصح للشباب المصري: "لو أكلها بمش في بلده أفضل من المرمطة والبهدلة والمحصلة في النهاية فلوس هتيجي وتتصرف".
أما خالد سليمان إبراهيم (23 عاما - دبلوم صناعي من مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية)، فقال إنه كان يعمل في مطعم والده ببلبيس، لكن أغراه بعض الأشخاص ممن سافروا قبل ذلك إلى إيطاليا، وبالفعل سافر بعد أن قام بدفع 30 ألف جنيه قيمة رهان قطعة أرض تملكها والدته في مدينة الحسينية.
وأضاف، أنه استطاع الحصول على عمل عبر أحد بلدياته في ميناء نابولي وكان يعمل على نظافة الرصيف، واستمر في ذلك العمل لثلاثة أشهر من خلال إقامة "مضروبة" دفع لأجلها 100 يورو، لكن الشرطة اكتشفتها عندما ألقت القبض عليه مع مجموعة من العرب، لكنه استطاع الهرب قبل وصوله إلى مقر الشرطة.
وأكد أنه كان يعيش حياة طيبة في مصر ويأكل أفضل الأطعمة، لكن "شياطين الإنس" أقنعوا بالسفر إلى إيطاليا حيث يعمل حاليا في مقهى متواضع ويحصل على 20 يورو يوميا، وهي لا تكفي لوجبتين.
في حين، أكد رجب إسماعيل حراز (31 عاما من محافظة قنا - بكالوريوس خدمة اجتماعية) أنه كان يعمل موظفا بإحدى المدارس الحكومية بمحافظة قنا، لكنه رأى أن الراتب لا يكفي لتأمين مستقبله، خاصة وأنه لم يتزوج بعد، فقرر السفر مع صديق له في نفس البلدة إلى إيطاليا.
وقال حراز، إنه وقع ضحية لأوهامه بالثراء في إيطاليا، حيث أن العمالة الجزائرية والمغربية والصينية والكورية منتشرة بكثافة، مما وجد معه صعوبة في بداية الأمر في إيجاد عمل، إلا أنه وبعد شهر، وجد عملا في بار عبارة عن "استيوارد" أو غسال للأكواب والأطباق.
وبصوت وعيون ملؤها الحزن، أكد أنه لا يستطيع العودة إلى مصر في الوقت الحالي، لأن ذلك سيعني – بحسب قوله - اعترافا بفشله أمام عائلته التي حذرته من السفر، والمغامرة في بلد لا يعرفها ولا يعرف لغتها.
ويرى أسامة البحر مرزوق (22 عاما من الإسكندرية - ليسانس حقوق) أن العمل في إيطاليا صعب، لكنه ليس مستحيلا، مشيرا إلى أنه يعمل على مركب صيد ويحصل على 60 يورو يوميا، وأضاف أن الفقر وندرة العمل في مصر هي الذي أجبره على ترك بلده والسفر إلى إيطاليا.
وأكد أنه بفضل دعاء والديه وجد عملا بعد وصوله بفترة قصيرة، وإلا كان سيجد نفسه مضطرا للعمل في أشياء منافية لأخلاقه وتربيته.
وأكد أن هناك مصريين بعدما ضاق بهم الحال ذهبوا ليعملوا في البغاء وممارسة اللواط في شارع "برادلو" في روما، وهو أحد الشوارع الشهيرة بتأجير العاهرات والشواذ والعمل كذلك في بيوت الدعارة، كما أن هناك بعض الشباب يعملون في الأفلام الجنسية التي تنتجها شركات البورنو.
أما سعد إبراهيم رزق الله من القاهرة (25 عاما - ليسانس آداب علم اجتماع)، فأكد أنه نادم على هذه المجازفة التي كلفته أكثر من 30 ألف جنيه كان يستطيع من خلال هذا المبلغ تأسيس مشروع بسيط يجعله مستورا.
وأكد أن هذا المبلغ كان نصيبه في ميراث والده من بيع ربع منزل قديم بالتبين، وأشار إلى أنه لم ينصع لتحذيرات أصدقائه من السفر، خاصة وأن الطريقة غير شرعية، إلا أنه ركب دماغه - على حد تعبيره- وأكد أن المصريين في إيطاليا يعاملون معاملة سيئة، وهذا راجع إلى كونهم يضعون كرامتهم على الرصيف من أجل الفلوس.
على الجانب المقابل، هناك نماذج لمصريين استطاعوا بعد رحلة كفاح طويلة أن يحققوا ذاتهم ويجمعوا ثروة لا بأس بها من كدهم، ومن هؤلاء الدكتور سيف الله محمد إدريس طبيب بشري يعمل بإحدى مستشفيات جنوة ومقيم في إيطاليا منذ عام 1990.
وهو يفسر ظاهرة الهجرة غير الشرعية بحلم الثراء الذي يراود جميع شباب العالم وليس المصريين فقط، لكنه يقول "إذا أردت أن تهاجر فعليك أولا بأن تدخل البيت من بابه، كما يقال، وليس بالمخالفة للقانون، لأن حلم الهجرة بذلك سيكون كابوسا لأن الشرطة لن تتركه خاصة وأن الإعلام الغربي أصبح موجها ضد العرب ويصفهم دائما بالإرهابيين".
وأكد أنه يرى يوميا مصريين جاءوا بطرق غير شرعية وينصحهم دوما بالعودة إلى مصر لأن هناك سيكون بين أهله وأصدقاءه ولن ينام بدون عشاء، كما يقال، وأشار إلى أن المطاردة المستمرة للمصريين الموجودين في إيطاليا بطريقة غير شرعية تهين باقي المصريين الذين استطاعوا بعد سنوات من عملهم واجتهادهم أن يتصدروا الصفوف في إيطاليا، كما أن ذلك يهين الشعب المصري كله ويجعلنا في نظر العالم أناس لا قيمة لهم.
من جانبه، أكد باولو انزالوتي صاحب مكتب عمل، أن ايطاليا دائما تطلب العمالة المصرية لأن العلاقات بين البلدين متينة وقوية، وقد وقعت إيطاليا مع الحكومة المصرية اتفاقا لتصدير العمالة المدربة بقطاع التشييد والبناء، وتصل حصة العمالة المصرية في هذا المجال إلى 8 آلاف تأشيرة سنويا مع تدريبهم وتعليمهم اللغة الإيطالية ورواتب مجزية.

اجمالي القراءات 275
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق