إتفاقية تثير حيرة المراقبين فى ظل التوتر العلني بين مصر وإيران :
النقل الجوي يُشرّع التساؤل حول عودة العلاقات الدبلوماسيّة مصر وإيران

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٥ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


رغم توقيع القاهرة وطهران إتفاقية النقل الجوي، إلا أن الكثير من المحللين يرون أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية تبقى مرتهنة بحل مشاكل وتجاوز هواجس كثيرة على الاقل بالنسبة إلى مصر لم تتغير منذ أكثر من ربع قرن.

بعد الاتفاق المفاجئ وغير المتوقع بين القاهرة وطهران الذي تم أمس الأحد لاستئناف حركة النقل الجوي المقطوعة منذ حوالى 30 عاما، استبشر البعض في البلدين المعروفين بالعداء الصريح لبعضهما البعض خيراً، وقالت تقارير صحافية إن زيارة الوفد الايراني الى القاهرة وإتمام الاتفاقية "تمهيد لعودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ عام 1979".

بيد ان المحللين كان لهم رأي آخر، مشيرين إلى أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية تبقى مرتهنة بحل مشاكل وتجاوز هواجس كثيرة على الاقل بالنسبة إلى مصر لم تتغير منذ أكثر من ربع قرن.

وبحسب تقارير متطابقة وقعت مصر وإيران في القاهرة اتفاقية تتيح استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، و يقضي الاتفاق بتسيير 28 رحلة جوية بين القاهرة وطهران، تقوم كل دولة بتسيير 14 رحلة منها، وسيحل هذا الاتفاق محل الاتفاقية التي تم توقيعها عام 1976.

كما تسمح الإتفاقية بدخول المؤسسات العاملة في مجال النقل الجوي في ترتيبات تجارية مثل التشغيل المشترك بنظام المشاركة بالرمز ما يعد إضافة قومية لحركة الركاب والبضائع ودفعة لتنمية العلاقات الإقتصادية بين البلدين.

لكن لم تحدد التقارير الصادرة من البلدين تاريخ بدء سريان هذه الاتفاقية. وكانت الرحلات المباشرة بين مصر وايران قد توقفت منذ الثورة الإسلامية الإيرانية وإطاحة رجال الدين المتشددين الإيرانيين بنظام الشاه عام 1979.

وقد أثارت الاتفاقية حيرة المراقبين، خاصة في ظل التوتر الذي تشهده العلاقة بين البلدين والذي وصل الى حد الانتقاد الصريح والعلني فى الفترة الأخيرة، ودعم كل منهما لمعسكرين متنازعين فى العراق و لبنان وفلسطين.

وتأتي الاتفاقية بينما تحاول الولايات المتحدة إنقاذ مفاوضات السلام المباشرة التى تتم برعايتها بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ورفضت إسرائيل التوقف عن التوسع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وقال الفلسطينيون إن المفاوضات لا يمكن أن تستمر في ظل استمرار البناء الاستيطاني.

وبينما وصفت وكالة "فارس" الإيرانية الموالية للحكومة الصفقة والزيارة التي قام بها الوفد التجاري الإيراني في القاهرة بأنها "تمهيد لاستئناف العلاقات بين البلدين"، إلا أن صحيفة لوس انجلوس تايمز الاميركية في تعقيب لها قالت انه" ليس هناك ما يشير إلى أن مصر تحاول كسب القدرة على التأثير على الإسرائيليين أو الأميركيين الداعمين لهم من خلال إبرام اتفاق في الوقت الذي يحاول الغرب عزل ايران بسبب برنامجها النووي".
 
وبرأيه، قال كريم سادجابور وهو متخصص فى الشؤون الإيرانية في معهد كارنيغي للسلام الدولى إن "هذه الخطوة تأخرت طويلا"، مضيفا ان اللافت هنا ليس استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين طهران والقاهرة، لكن الحقيقة أن هذه الخطوة أخذت 30 عاما من أجل أن تحدث.

ويبدو ان إيران تبحث عن فرص تجارية لتعويض مشاكلها الاقتصادية الناجمة جزئيا عن العقوبات الدولية. وبينما التقارب بين مصر وايران من شأنه أن يؤدي الى تغيير التوازن الدبلوماسي في الشرق الأوسط، إلا أن هناك عقبات كثيرة تحول دون ذلك وفقا للمحللين. فطهران تعتبر القاهرة، التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل، حليفا لألد أعدائها وهي الولايات المتحدة.

و تعتبر القاهرة على الجانب الاخر الجمهورية الإسلامية مصدرا للإسلام المتطرف والإرهاب. ويرى المحللون أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية تبقى مرتهنة بحل مشكلات وهواجس داخلية من ناحية مصر لم تتغير منذ أكثر من ربع قرن.

ويذهب متشائمون الى أن إنجاز التطبيع الشامل للعلاقات، قد يحتاج تغييرا أساسيا يشمل التركيبة السياسية والإيديولوجية للنظام الحاكم في طهران او القاهرة. فطالما يشكو المسؤولون في القاهرة منذ سنوات من تمجيد وفخر ايران بقاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي وقع اتفاق السلام مع إسرائيل. وتستضيف مصر قبر الشاه محمد رضا بهلوي ويكرم سنويا، ما يثير حفيظة إيران.

اجمالي القراءات 1915
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more