فشل ممثلوا الأحزاب والقوى السياسية والوطنية فى اجتماعهم مساء الأربعاء فى حفل الإفطار الذى أقامه الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين فى الإتفاق على قرار موحد بشأن المشاركة فى الانتخابات البرلمانية أو مقاطعتها , وأعلن مرشد الإخوان فى نهاية الإجتماع الذى استمر حوالى 3 ساعات عن تأجيل قرار المشاركة أو المقاطعة للانتخابات البرلمانية إلى حين عودة المشاركين فى الحوار إلى مؤسساتهم الحزبية واتخاذ قرار بذلك، وإشترط بديع أن يكون هناك إجماع بين القوى السياسية على قرار المقاطعة.

وقال الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة أن الإخوان عند كلمتهم مع القوى السياسية إذا إتفقت على رأى واحد ومحدد شريطة أن يكون هذا القرار لمصلحة البلد ولم يكن فى مصلحة الإخوان , وقال بديع " عرضوا علينا التزوير ورفضناه لأننا نرفضه سواء كان لنا أو للحزب الحاكم , ووجه بديع كلامه لجهاز الأمن الذى يشرف على إجراء الإنتخابات قائلا : القرآن يحرم شهادة الزور , وأنتم إذا كنتم مسلمون حقا فإن الله ليس بحاجة لصلاتكم وصيامكم إذا كنتم ستشهدون وتحضرون مجالس الزور والتزوير فى لجان الإنتخابات, أما النائب سعد عبود فطالب بمقاطعة الإنتخابات القادمة مشيرا إلى أن المعارضة والمستقلين لم يستطيعوا طوال الدورة البرلمانية المنتهية من تعديل كلمة واحدة فى أى تشريع قدمه النظام الحاكم وحزبه , وأكد أن البديل هو أن تنزل المعارضة إلى الشارع وتلتحم بالناس وتذهب إليهم فى منازلهم وندد بإكتفاء المعارضة بالكلام داخل الجدران المغلقة , وانتقد عبود فشل المشاركين فى الإجتماع فى إتخاذ قرار حول الإنتخابات , وقال : لو أن القوى السياسية المجتمعة الأن إتخذت قرارا بالإجماع بمقاطعة الإنتخابات فإن هذا كفيل بإحراج حزب الوفد وإجباره على تغيير موقفه , وأكد أن مصر مقبلة مقبلة على 14 شهر ستكون أسوأ أيام فى تاريخها إذا فشلت المعارضة فى معركتها ضد النظام .

أما الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد فقد طالب جميع رؤساء الأحزاب بالنزول للشارع وقيادة الجماهير وأن يتقدم مرشد الإخوان الصفوف ويقود حركة الشارع لإعطاء الناس الثقة فيما نقوله ونفعله , وتنتقد نور جميع فصائل المعارضة قائلا : نحن غير واثقين بأنفسنا ولدينا شعور داخلى بالهزيمة , لماذا لا ننزل الشارع , وإيه يعنى لما يموت مننا العشرات فى سبيل معركتنا وإيه يعنى لما يدخل المئات السجن , يجب علينا جميعا التنازل عن الطموحات الشخصية " وقال نور أن الشارع المصرى متشكك فى قدرة المعارضة على فعل شئ , وانتقد الأحزاب التى تخطط للمشاركة فى الإنتخابات حتى بدون أية ضمانات على أمل الحصول على كرسى بمجلس الشعب أو حتى رجل كرسى , وتساءل عن الجدوى من الحصول على ثلث مقاعد مجلس الشعب أو حتى 50 % + 1 لأنه فى كل الأحوال فإن مبارك هو الذى سيصدر قرار بتشكيل الحكومة , وطالب نور بتشكيل حكومة ظل من الأحزاب التى ترفض لجنة شئون الأحزاب الترخيص لها بالعمل وعلى رأسها الإخوان والكرامة والوسط .
 
وكشف النائب حمدين صباحى وكيل مؤسسى حزب الكرامة فى تصريحات خاصة " للدستور " عن أن التوجه العام داخل حزب الوفد وجماعة الإخوان هو المشاركة فى الإنتخابات البرلمانية ,  وأعرب عن إعتقاده بأن الجمعية العمومية لحزب الوفد ستقرر فى إجتماعها يوم 17 سبتمبر القادم المشاركة فى الإنتخابات , أما الإخوان فإن قواعدهم متحمسة لخوض الإنتخابات , كما أن توجه معظم الأحزاب الرسمية هو المشاركة , وهو الأمر الذى يختلف تماما مع المزاج العام داخل الفصائل السياسية التى تشكل الجمعية الوطنية للتغيير , وطالب صباحى الجمعية الوطنية للتغيير بإتخاذ قرار حاسم بمقاطعة الإنتخابات حتى لو أعلنت بقية الأحزاب والقوى السياسية الأخرى المشاركة , خاصة وأنه من المستحيل أن يحدث إجماع بين جميع الفصائل السياسية على قرار موحد , وأكد صباحى أن كل الخيارات مطروحة فى مواجهة النظام الحاكم بما فيها الإعلان عن العصيان المدنى .

أما الدكتور أشرف بلبع مستشار رئيس حزب الوفد فقد نفى نفيا قاطعا فى تصريحاته "للدستور " أن يكون هناك توجها عاما داخل الوفد للمشاركة فى الإنتخابات , وأكد أن الجمعية العمومية للحزب التى ستجتمع يوم 17 سبتمبر القادم ستحسم هذا الأمر وتتخذ قرارها بشأن الإنتخابات , وشدد على أن قرار حزب الوفد بخصوص هذه القضية لن يتأثر بأية عوامل خارجية , وعرض بلبع الخطوط العريضة لمشروع المرحلة الإنتقالية حيث طالب الرئيس مبارك بتسليم السلطة والحكم لشخصية محايدة وغير حزبية وتحظى على موافقة وثقة المعارضة والحزب الحاكم وطرح اسم المستشار جودت الملط لتحمل هذه المسئولية مشترطا تغيير النظام الحالى من نظام رئاسى إلى نظام برلمانى , وإصدار قرارا بحل مجلس الشعب والدعوة لإنتخابات عامة خلال 6 أشهر من بدأ المرحلة الانتقالية على أن تتاح الفرصة كاملة أمام جميع القوى السياسية لخوض إنتخابات نزيهة وشفافة فى ظل قانون جديد للحقوق السياسية.

 أما الدكتور محمود عزت نائب مرشد الإخوان فقال " للدستور " أن الإخوان ملتزمون بما ستقرره الأحزاب والقوى السياسية , بشرط أن يصل الجميع إلى قرار موحد , وقال أن الإخوان سيقاطعون الإنتخابات إذا إتفق الجميع على هذا القرار , وأشار عزت إلى أن القرار الذى سيتخذه حزب الوفد سيكون له وزنه وتأثيره , ولهذا فإنه المطلوب من الوفد أن يقدر المسئولية ويتحملها , أما عن الإتجاه العام داخل الإخوان فقد أكد عزت أن الأمر معروض حاليا على مؤسسات الجماعة لتقرر ما تراه , وردا على سؤال عن أن النظام الحاكم سيدخل الإنتخابات هذا العام وهو متحرر من أية ضغوط أمريكية بعكس المناخ الذى كان سائدا فى إنتخابات 2005 , قال عزت " لا أحد يعرف ما ستكون عليه أقدار الله غدا , ثم إن إرادة الله أقوى وأشد تأثيرا من ضغوط أمريكا " .