شهادة مفاجئة فجرها مؤرخ الجماعة:
الإخوان بايعوا مرشدا سريا بعد الهضيبي.. و"عاكف" ثامن المرشدين

اضيف الخبر في يوم الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية.نت


فجر مؤرخ جماعة الإخوان المسلمين أحمد رائف مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد أن المرشد العام الحالي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدى عاكف ليس المرشد السابع كما هو متداول داخل مصر وخارجها وإنما هو المرشد الثامن للجماعة



وتتناقض هذه الشهادة مع ما هو مستقر فى تاريخ الإخوان، كما تتناقض مع كلام مهدي عاكف نفسه الذي دائما ما يعرف نفسه على إنه المرشد السابع للجماعة.


كشف رائف فى تصريحات لـ"العربية.نت" حقيقة ترتيب مرشدى جماعة الإخوان المسلمين قائلا إن الجماعة انتخبت مرشدا سريا بعد وفاة حسن الهضيبى -المرشد الثانى لها– وابقته بعيدا عن الملاحقة الأمنية إلا أن الجماعة طمست حقيقة هذا المرشد فى تاريخها المتداول خشية اتهامها بالعودة إلى العمل السري.

إلا أن النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد حبيب نفى ذلك لـ"العربية.نت" ولكنه أكد أنه بعد وفاة الهضيبي كان هناك اتجاه فعلى لمبايعة مرشد سري يكون بعيدا عن الأضواء وعن عيون رجال الأمن، إلا أن هذا الاتجاه لم يتجسد فعليا على أرض الواقع.


مبايعة المرشد السرى


هل ليس من حقنا -رغم قضائنا جميعا 20 عاما فى السجن- أن نعرف من هو المرشد الجديد الذى سنبايعه ليكون مرشدا عاما علينا؟
خفاجي

وروى رائف قصة هذا المرشد السري قائلا "في شهر يناير/كانون الثاني عام 1974 بعد أن توفي المرشد الثاني للإخوان حسن الهضيبي كنت وقتها مع بعض قيادات الجماعة في دولة الكويت، وطلب مني بعض الإخوة هناك حضور إجتماع فرفضت فى البداية متسائلا عن ماهية هذا الاجتماع، خاصة وأنه لم يمض على خروجي من السجن إلا أياما معدودات، وذهبت للكويت فور حصولي على الإفراج لقضاء أجازة قصيرة،

فأصروا على حضوري الاجتماع، وبالفعل حضرت معهم وكان وقتها في منزل المستشار عبد القادر حلمي.

وأضاف: جاء المرحوم كمال السنانيري، وتكلم عن المرشد الجديد وطلب البيعة له فسأله أحد الجالسين يدعى عبد الحليم خفاجي - وكان كاتبا قضى في السجن 20عاما بتهمة الانتماء للاخوان- عن اسم المرشد الجديد الذي يريد البيعة له فرفض السنانيرى بشدة الإعلان عن اسم هذا المرشد، فرد عليه خفاجى في استغراب متسائلا: هل ليس من حقنا رغم قضائنا جميعا 20 عاما فى السجن أن نعرف من هو المرشد الجديد الذى سنبايعه ليكون مرشدا عاما علينا، وهل أنت وحدك الجدير بثقة معرفته.

وقال أحمد رائف: وإنتهى الاجتماع دون مبايعة للمرشد الخفى -غير المعلن- ولكنهم عقدوا اجتماعا بعدها بعدة أيام فى حلوان، وتحديدا فى منزل أحد قيادات الإخوان وبايعوا جميعا بالفعل الاسم السري الخفي.


التنازل لعمر التلمسانى


الجماعة تعاني من غباء سياسي يمنعها من ذكر تاريخها للشعب المصري بوضوح، ومن ثم سيظل في تاريخها كثير من الغموض، خاصة وأن هناك خفايا كثيرة لدى الإخوان لا يعرفها أحد
أحمد رائف

ويضيف رائف: بعد عدة أيام وأثناء جولات عمر التلمسانى فى البلاد بدأ الجميع يتكلمون معه على إنه المرشد العام ويلقبونه بفضيلة المرشد، فدعاهم المرشد الحقيقى في بيته بحلوان وتناقش معهم قائلا: إن أعضاء الجماعة ينادون التلمساني بفضيلة المرشد وأنا المرشد الحقيقي ولا أحد يعرفني أو يعرف بوجودي أصلا.

واستطرد رائف أن ذلك المرشد السري عرض عليهم حل هذه المشكلة بأن يبايع هو عمر التلمساني كمرشد عام للإخوان المسلمين على أن يبايعه الجميع، وبالتالى لا يشعر الناس يوما أننا خدعناهم أو ضحكنا عليهم عندما يكتشوف حقيقة وجودى، وبالفعل حدث ذلك وظل التلمسانى مرشدا عاما أمام الجميع وبايعه الاخوان، وتم دفن قصة المرشد الحقيقى رغم إنه كان رجلا عظيما وأطلقوا على التلمساني المرشد الثالث رغم أنه في حقيقة الأمر المرشد الرابع وتوالت الأجيال ولم يذكر فيهم أحد حقيقة ترتيب المرشد الحالي.

وأكد رائف أن هذا المرشد السري ظل مرشدا عاما للجماعة لمدة عام كامل، مشيرا ألى أن عاكف يعرف حقيقة هذا الأمر كما يعرف اسم هذا المرشد، ولكن الجماعة تعاني للأسف من غباء سياسي يمنعها من ذكر تاريخها للشعب المصري بوضوح، ومن ثم سيظل في تاريخ الجماعة كثير من الغموض، خاصة وأن هناك خفايا كثيرة لدى الإخوان لا يعرفها أحد.

ورفض رائف الإعلان عن اسم المرشد السري قائلا "لا أريد أن اخترق خصوصية الجماعة، ولكني أردت فقط كشف الحقائق أمام أعينهم لكي يعلنوها بأنفسهم، ويعرفوا أن الحقائق لا تموت أبدا، ومن ثم أطالبهم بتصحيح تاريخهم حتى لا يضطر آخرون لتصحيح هذا التاريخ ويضعهم في موقف محرج".


الفكرة لم تتجسد فعليا

ومن جهته نفى النائب الأول لجماعة الإخوان المسلمين د. محمد حبيب لـ"العربية.نت " هذه الراوية قائلا: لقد كان هناك توجه بالفعل بعد وفاه الهضيبي ينادي بضرورة وجود مرشد خفي لا يتم الإعلان عنه، نظرا لأن الجماعة في ذلك الوقت كانت تعاني من ظروف قاسية وعصيبة وملاحقات أمنية، وتربص من الجميع داخليا وأقليميا ودوليا، ولكنها امتصت هذه الضربات العنيفة.

وأضاف: ثم بدأت العناصر التي كانت تحمل لواء هذا التفكير في مباشرة العمل الدعوي بتأن، وبالتالي لم يأخذ هذا الاقتراح حجمه وتم الاتفاق على ضرورة وجود مرشد علني يرفع راية الإخوان ويلتف حوله أعضاء الجماعة، ولم يتم تجسيد هذه الفكرة فعليا، وبرز عمر التلمساني كمرشد ثالث للجماعة.

اجمالي القراءات 4679
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق